شهادته
الاقوال بعد ذلك مجمعة على موت ابن الرومي بالسم، وان الذي سمه هو القاسم بن عبيداللّه او ابوه. قال ابن خلكان فيوفيات الاعيان ((3-170)) (1/386): ان الوزير ابا الحسين القاسم بن عبيداللّه بن سليمان بن وهب وزير الامام المعتضد كان يخافمن هجوه و فلتات لسانه بالفحش، فدس عليه ابن فراس فاطعمه خشكنانجة ((3-171)) مسمومة وهو في مجلسه، فلما اكلهااحس بالسم، فقام فقال له الوزير: الى اين تذهب؟ فقال: الى الموضع الذي بعثتني اليه. فقال له: سلم على والدي. فقال له:ماطريقي على النار.
وقال الشريف المرتضى في اماليه (2/101): انه قد اتصل بعبيداللّه بن سليمان بن وهب امر علي بن العباس الرومي وكثرةمجالسته لابي الحسين القاسم،فقال لابي الحسين: قد احببت ان ارى ابن روميك هذا. فدخل يوما عبيداللّه الى ابي الحسينوابن الرومي عنده، فاستنشده من شعره فانشده وخاطبه، فرآه مضطرب العقل جاهلا. فقال لابي الحسين بينه وبينه:انلسان هذا اطول من عقله، ومن هذه صورته لا تؤمن عقاربه عند او ل عتب، ولا يفكر في عاقبته، فاخرجه عنك.فقال: اخاف حينئذ ان يعلن ما يكتمه في دولتنا، ويذيعه في تمكننا. فقال: يابني اني لم ارد باخراجك له طرده. فاستعمل فيهبيت ابي حية النميري: 3/56
فقلن لها سرا فديناك لا يرح / سليما والا تقتليه فالممي
فحدث القاسم ابن فراس بما جرى وكان اعدى الناس لابن الرومي وقد هجاه باهاج قبيحة، فقال له: الوزير اعزه اللّهاشار بان يغتال حتى يستراح منه، وانا اكفيك ذلك. فسمه في الخشكنانج فمات. قال الباقطاني: والناس يقولون: ماقتله ابنفراس وانما قتله عبيداللّه.
ثم ضعف ((3-172)) الرواية الاولى بان عبيداللّه بن سليمان مات سنة (288) بعد وفاة ابن الرومي فلا معنى لقول القاسم له: سلمعلى والدي، ووالده بقيد الحياة. واستشكل في الرواية الثانية: بان عبيداللّه كانت له سوابق معرفة مع ابن الرومي، فلا يتم ما فيها من طلبه رؤيته.
وانت ترى ان التضعيف الثاني ليس في محله، اذ الرؤية المطلوبة لعبيداللّه كما يظهر من نفس الرواية رؤية اختبار لا مجردرؤية حتى تنافي التعارف والاجتماع قبلها، فيحتمل عندئذ ان عبيداللّه هو القائل: سلم على والدي لا ابنه، واللّه العالم ((3-173)) .