نقد على السيوطى و الالوسى
وبعد هذا كله، فان تعجب فعجب قول الالوسي في روح المعاني (2/249): ((1-1676)) اخرج الشيعة عن ابي سعيد الخدري ان هذه الاية نزلت بعد ان قال النبي(ص) لعلي كرم اللّه وجهه في غدير خم:«من كنت مولاه فعلي مولاه». فلما نزلت قال عليه الصلاة والسلام: «اللّه اكبر على اكمال الدين، واتمام النعمة،ورضا الرب برسالتي، وولاية علي كرم اللّه تعالى وجهه بعدي»، ولا يخفى ان هذا من مفترياتهم، وركاكة الخبر شاهدعلى ذلك في مبتدا الامر. انتهى.
ونحن لا نحتمل ان الالوسي لم يقف على طرق الحديث ورواته حتى حداه الجهل الشائن الى عزو الرواية الى الشيعةفحسب، لكن بواعثه دعته الى التمويه والجلبة امام تلك الحقيقة الراهنة، وهو لا يحسب ان وراءه من يناقشه الحساببعد الاطلاع على كتب اهل السنة ورواياتهم.
الا مسائل هذا الرجل عن تخصيصه الرواية بالشيعة؟ وقد عرفت من رواها من ائمة الحديث وقادة التفسير وحملةالتاريخ من غيرهم. ثم عن حصره اسناد الحديث بابي سعيد؟ وقد مضت رواية ابي هريرة وجابر ابن عبداللّه ومجاهد والامامين الباقروالصادق(ع) له. ثم عن الركاكة التي حسبها في الحديث، وجعلها شاهدا على كونه من مفتريات الشيعة: اهي في لفظه؟ ولا يعدوه انيكن لدة سائر الاحاديث المروية، وهو خال عناي تعقيد، او ضعف في الاسلوب، او تكلف في البيان، او تنافر فيالتركيب، جار على مجاري العربية المحضة. او في معناه؟ وليس فيه منها شيء، غير ان يقول الالوسي: ان ما يروى في فضل امير المؤمنين(ع) وما يسند اليه منفضائل كلها ركيكة، لانها في فضله، وهذا هو النصب المسف بصاحبه الى هوة الهلكة، وليت شعري ما ذنب الشيعة انرووا صحيحا وعضدتهم على ذلك روايات اهل السنة؟ غير ان الناصب مع ذلك يتيه في غلوائه، ويجاثيك على العناد، فيقول: اخرج الشيعة… ولا يخفى ان هذا من مفترياتهم… وبوسعنا الان ان نسرد لك الاحاديث الركيكة التي شحن بها كتابه الضخم، حتى يميز الناقد المنصف الركيك من غيره،لكنا نمر عليها كراما.
(كلا انه تذكرة # فمن شاء ذكره # وما يذكرون الا ان يشاء اللّه) ((1-1677))