قيس ومعاوية في المدينة بعد الصلح بينهما
دخل قيس بن سعد بعد وقوع الصلح في جماعة من الانصار على معاوية، فقال لهم معاوية: يامعشر الانصار بم تطلبون ماقبلي؟ فواللّه لقد كنتم قليلا معي كثيرا علي، ولفللتم حدي يوم صفين، حتى رايت المنايا تلظى في اسنتكم، وهجوتموني فياسلافي باشد من وقع الاسنة، حتى اذا اقام اللّه ماحاولتم ميله، قلتم: ارع فينا وصية رسول اللّه(ص). هيهات يابى الحقين العذرة.
فقال قيس: نطلب ما قبلك بالاسلام الكافي به اللّه لا بما نمت به اليك الاحزاب، واما عداوتنا لك فلو شئت كففتها عنك،واما هجاؤنا اياك فقول يزول باطله ويثبت حقه، واما استقامة الامر فعلى كره كان منا، واما فلنا حدك يوم صفين، فاناكنا مع رجل نرى طاعة اللّه طاعته، واما وصية رسول اللّه بنا فمن آمن به رعاها بعده، واما قولك: يابى الحقين العذرة،فليس دون اللّه يد تحجزك منا يامعاوية، فدونك امرك يامعاوية، فانما مثلك كما قال الشاعر:
يا لك من قبرة بمعمر / خلا لك الجو فبيضي واصفري
فقال معاوية يموه: ارفعوا حوائجكم.
العقد الفريد ((2-492)) (2/121)، مروج الذهب ((2-493)) (2/ 63)، الامتاع والمؤانسة(3/170).
بيان:
قول معاوية: يابى الحقين العذرة ((2-494)) مثل سائر، اصله: ان رجلا نزل بقوم فاستسقاهم لبنا، فاعتلوا عليه وزعمواان لا لبن عندهم، وكان اللبن محقونا في وطاب عندهم. يضرب به للكاذب الذي يعتذر ولا عذر له، يعني: ان اللبنالمحقون لديكم يكذبكم في عذركم. فما في مروج الذهب من: يابى الحقير العذرة. وفي العقد الفريد: ابى الخبير العذر. فهو تصحيف.