الشاعر
السيد ابو علي احمد بن محمد الحسني اليمني
الانسي((895)) احد اعيان اليمن ومؤلفيها الافاضل من
الجارودية، ذكره صاحب‏نسمة السحر((896)) (ج‏1) واطراه،
وله شعر كثير في العقائد، وكان المتوكل يتقي لسانه، حتى انه
دخل اليه يوما بالسودة، فجعل‏يعاتبه على تقصيره في حقه
فقضى له جميع حوائجه، وقال : انا لا استحل ان ارد حاجة
واحدة من حوائجك. فقال السيد :واحتاج الى هذه الوسادة
الهندية التي تحتك، فقام المتوكل عنها واخذها السيد ومدحه
بشعره، توفي سنة (1079) وورث‏ادبه الباهر ولده السيد احمد
الاتي ذكره في القرن الاتي.

(87) السيد شهاب ابو معتوق الموسوي
المولود (1025)
المتوفى (1087)
خلط الغرام الشجو في امشاجه
فبكى فخلت بكاه من اوداجه
الى ان قال :
نور مبين قد انار دجى الهدى
ظلم الضلالة في ضياء سراجه
وغدير خم بعدما لعبت به
ريح الشكوك وآض من لجلاجه
امطرته بسحابة سميتها
خير المقال وضاق في امواجه
وابنت في نكت البيان عن‏الهدى
فاريتنا المطموس من منهاجه
وكذاك منتخب من التفسير لم
تنسج يدا احد على منساجه
هذه الابيات توجد في ديوانه (ص‏140) من قصيدة تبلغ (40)
بيتا قالها سنة (1087) يمدح بها السيد علي
خان‏المشعشعي((897)) ويذكر كتابه خير المقال في الامامة
وفيه ذكر حديث غدير خم، والمقرظ كما تراه يثبت في شعره
حديث‏الغدير ويسمي ورطات القالة حول دلالته شكوكا،
ولذلك ذكرناه في عداد شعراء الغدير.

الشاعر
السيد شهاب بن احمد بن ناصر بن حوزي بن لاوي بن حيدر
بن المحسن بن محمد مهدي المتوفى في شهر شعبان
سنة(844) ابن فلاح((898)) بن مهدي بن محمد بن احمد
بن علي بن محمد بن احمد بن الرضا بن ابراهيم بن هبة اللّه بن
الطيب بن‏احمد بن محمد بن القاسم بن محمد ابي الفخار بن
ابي علي نعمة اللّه بن عبداللّه بن ابي عبداللّه جعفر الاسود
الملقب‏بارتفاح((899)) بن موسى بن محمد بن موسى بن ابي
جعفر عبداللّه العولكاني((900)) ابن الامام موسى الكاظم (ع)،
الحويزي.
كان المترجم له من عباقرة شعراء اهل البيت (ع)، فخم اللفظ،
جزل المعنى، قال السيد ضامن بن شدقم في تحفة
الازهار(ج‏3) : كان سيدا جليلا، حسن الاخلاق، كريم الاعراق،
فصيحا اديبا شاعرا. ثم ذكر نبذا من شعره، وذكره صاحب‏تاريخ
آداب اللغة العربية((901)) (3/280) وقال : انه مشهور برقته.
وقال البستاني في دائرة المعارف((902)) (10/589) : انه
من‏اعيان القرن الحادي عشر توفي سنة (1082)، وكان له شعر
رقيق، وسجع منسجم. ومن شعره قوله:
ولي قمر منير ضاع مني
بنقطة خاله المسكي نسكي
تقبا بالظلام لاجل خذلي
وعمم بالصباح لاجل هتكي
وله من‏قصيدة تقرا طولا وعرضا وطردا وعكسا على انحاء شتى:
فخر الورى حيدري عم نائله
فخر الهدى ذو المعالي‏الباهرات علي
نجم السها فلكيات مراتبه
ماوى السنا نير يسمو على زحل
ليث الشرى قبس تهمي انامله
غيث الندى مورد اشهى من العسل
بدر البها افق تبدو كواكبه
شمس الدنا صبح ليل الحادث الجلل
طود النهى عند بيت المال صاحبه
سمط الثنا زينة الاجيال والدول
وله ديوان معروف مطبوع في مصر سنة (1221) مرة، وسنة
(1290) ثانية، و(1302) اخرى، و(1320) رابعة، وقد جمعه‏ولده
السيد معتوق فسمي باسمه، وترجم في اوله والده وذكر انه ولد
سنة (1025) وتوفي يوم الاحد (14) شوال (1087)وهو اعرف
بشؤون والده وحياته ووفاته من البستاني الذي وهم فارخ وفاته
بسنة (1082)، وارخها النبهاني في المجموعة‏النبهانية((903))
(4/15) بسنة (1087).
وترجمه الاسكندري في الوسيط (ص‏315) وقال : شاعر العراق
في عصره، وسابق حلبته في رقة شعره، ولد سنة (1025)ونشا
بالبصرة، وبها تعلم وتادب، وقال الشعر واجاده، وكان في نشاته
فقيرا، فاتصل بالسيد علي خان احد امراء البصرة‏من قبل الدولة
الصفوية الايرانية، وكانت وقتئذ تملك العراق والبحرين،
ومدحه مدحا رقيقة، واكثر شعره مقصور عليه وعلى آل بيته
فغمره باحسانه.
وابن معتوق من كبار الشيعة لنشوئه في دولة شيعية غالية،
فافرط في التشيع في شعره، وجاء في مدح علي والشهيدين
بمايخرج عن حد الشرع والعقل، ويمتاز شعره بالرقة وكثرة
الاستعارات والتشبيهات حتى لتكاد الحقيقة تهمل فيه
جملة.انتهى.
قال الاميني : لم يكن شاعرنا ابو معتوق((904)) العلوي نسبا
ومذهبا، العلوي نزعة وادبا، ببدع من بقية موالي اهل بيت
الوحي‏صلوات اللّه عليهم وشعرائهم المقتصدين البعيدين عن
كل افراط وغلو، المقتصين اثر الشرع والعقل في ولاء آل اللّه،
ومديح‏فئة النبوة، وحملة اعباء الخلافة، وكذلك الدولة الصفوية
العلوية لم تكن كما حسبه الاسكندري غالية في التشيع، وكل
مااثبته الشاعر واعتقدت به دولة المجد الصفوي من فضائل
لسروات المكارم من ائمة الهدى صلوات اللّه عليهم هي
حقائق‏راهنة يخضع لها العقل، ولا ياباه المنطق، وهي غير
مستعصية على الاصول المسلمة من الدين، واما هذا الذي
قذفه واياهم‏من الغلو والافراط والخروج عن حد الشرع والعقل
فانما هو من وغر الصدر الذي لم يفتا تغلي به مراجل الحقد منذ
امدبعيد، ومنذ تشظ‏ى عن الحزب العلوي خصماؤهم الالداء،
فهملجوا مع الافك، وارتكضوا مع هلجات الباطل، والا
فهذاديوان ابي معتوق بمطلع الاكمة من القارى‏ء، وتلك
صحيفة تاريخ الصفوية البيضاء في مقربة من مناظر الطالبين،
وكل منهماعلى ما وصفناه، لكن الاسكندري راقه القذف فقال،
وليست هذه باول قارورة كسرت في الاسلام، ونحن عرفناك
الفئة الغالية، وانها غير الشيعة، واللّه هو الحكم العدل.

(88) السيد علي خان المشعشعي
المتوفى (1088)
ارجو من الدهر الخؤون ودادا
وارى الخليفة يخلف الاوعادا
يا دولة ما كنت احسب انني
اشقى بها وغدا الشريف عمادا
ولعله مع لطفه لم ينو لي
خلفا ولكن دهرنا ما جادا
واذا هبطت عن العلا بفضائلي
فتعجبوا ثم انظروا من سادا
يا درة بيعت بابخس قيمة
قد صادفت في ذا الزمان كسادا
دهر يحط الكاملين ويرفع ال
انذال والاوباش والاوغادا
لو كان في ذا الدهر خير ما علا
التيمي بعد المصطفى اعوادا
ويذاد عنها حيدر مع ان خي
ر الخلق صرح في الغدير ونادى
من كنت مولاه فذا مولاه من
بعدي واسمع بالندا الاشهادا
واذا نظرت الى البتول وقد غدت
مغصوبة بعد النبي تلادا
ومصيبة الحسن الزكي وعزله
تبكي العيون وتقرح الاكبادا
والمحنة العظمى التي ما مثلها
قتل الحسين خديعة وعنادا
من بعدما ان صرعوا بالطف ان
صارا له بل قتلوا الاولادا
ونساء آل محمد مسبية
تسري بها حمر النياق وخادا
ويؤمهم بقيوده السجاد والراس الكريم يشيع السجادا
والتسعة الاطهار ما قاسوا من ال
اضداد لما عاشروا الاضدادا
ما بين مطرود ومسموم ومح
بوس يعالج دهره الاقيادا
حققت ما احد من الاشراف حا
ز المكرمات ونال منه مرادا
وله:
الا حي طلعتها من المها
وحيا الحيا((905)) دارها بالحمى
راينا المها فدعانا الغرام
فيا من راى ماشيا للشقا
حللنا الحبا((906)) اذ دعانا الهوى
ولولا الهوى ما حللنا الحبا
طلعن فاطلعن سر الدموع
فقلت لسعد ترى ما ارى
فقال وقد مال فوق الرحال
اتخفى على العين شمس الضحى
مشين الغداة برمل العقيق
فعطرن ذاك الثرى بالمشا
يقول بعد (26) بيتا تشبيبا :
وان غلاما نماه الوصي
وفيه عروق من المصطفى
وفيه خصال اذا ما نظرت
اتته تراث من المرتضى
جدير بان يصطفيه الزمان
عمى بعيون زماني عمى
ولكن زمان بل الرسول
اساء وعن ضيمهم ما نبا
وقد جار في حكمه بالولي
فماذا تقول باهل الولا
هم حجة اللّه في خلقه
هم صفوة اللّه من ذي الورى
هم دوحة فرعها في السما
ومركزها بيت رب السما
فسل هل اتى هل اتت مدحة
لغيرهم حبذا هل اتى
وفي انما جاء نص الولاء
لهم وسيعرفه من تلا
من الرجس طهرهم ربهم
ودلت عليهم بذاك العبا
وكان الكساء لتخصيصهم
فطاب الكسا والذي في الكسا
لقد خط في اللوح اسماؤهم
وفي العرش قبل بدو الضيا
بهم باهل الطهر اعداءه
فما باهلوه وخافوا التوى((907))
الى ان قال :
وشاركه بالذي اختصه
اخوه الذي خصه بالاخا
فقسمة طوبى ونار العذاب
اليه بلا شبهة او مرا
فان كنت في مرية من علاه
يخبرك عنه حديث الشوا
وفي خصفه النعل قد بينت
فضيلته وتجلى العمى
وفي انت مني((908)) وضوح الهدى
وتزويجه الطهر خير النسا
وبعث براءة نص عليه
وان سواه فلا يصطفى
وفي يوم خم ابان النبي
موالاته برفيع الندا
فاولهم كان سلما له
وفاديه بالنفس ليل الفدا
وناصره يوم فر الصحاب
عنه فرارا كسرب القطا
وهذه القصيدة الغراء تناهز مائة وعشرين بيتا قد جمع سيدنا
الحويزي فيها جملة من مناقب مولانا امير المؤمنين
(ع)كنزول هل اتى، وآية انما وليكم اللّه، وآية التطهير، وحديث
الكساء، والمباهلة، والمؤاخاة، والطائر المشوي، وخصف
النعل،وتزويج السيدة الطاهرة الصديقة، وبعث سورة البراءة،
وغدير خم، الى غير ذلك، ونحن اوقفناك في اجزاء كتابنا هذا
على‏صحة تلكم الاحاديث، وانها صحيحة جاءت في الصحاح
والمسانيد.

الشاعر
السيد علي خان ابن السيد خلف ابن السيد عبدالمطلب بن
حيدر بن محسن بن محمد الملقب بالمهدي ابن فلاح بن
محمدبن احمد بن علي بن احمد بن رضا بن ابراهيم ابن هبة
اللّه بن الطبيب بن احمد بن محمد بن القاسم بن ابي الطحان
بن غياث‏بن احمد ابن الامام موسى بن جعفر صلوات اللّه
عليهما المشعشعي الحويزي((909)).
احد حكام الحويزة وارباضها، تحلى بقشائب ابراد العلم كما رف
عليه العلم في ميادين السباق، وحلبات الملك، وازدان‏بعقود
من الادب الزاهي وقلائد من القريض الرائق، وقبل ذلك كله
نسبه الوضاح المتالق باواصر النبوة، وعنصره الفائح‏من وشائج
الامامة، فهو بين الق وعبق يضوع مع الصبا نده، ويضي‏ء في
الصباح حده، كل ذلك مشفوع بفضل متدفق،ونوايا صالحة،
وعقائد حقة، بواته في الغارب والسنام من مستوى المثر ومعقد
العظمة، فلا يوجد في عقيدته الا دين اللّهالذي ارتضاه لعباده
في كل من التوحيد والنبوة والامامة، وبقية العقائد الصادقة،
وقد امتاز بها عن بعض رجال بيته الذين‏اعتنقوا مقالات زائفة،
وانحرفوا عن سوي الصراط بالاباطيل.
ذكره شيخنا الحر في امل الامل((910)) وقال : كان فاضلا
عالما شاعرا اديبا جليل القدر له مؤلفات في الاصول
والامامة وغيرها.

واثنى عليه صاحب رياض العلماء((911)) وقال : كان من تلامذة
الشيخ عبداللطيف ابن علي بن ابي جامع تلميذ الشيخ‏البهائي.
توفي في عصرنا وخلف اولادا ذكورا واناثا كثيرة، وقد اخذ
حكومة تلك البلاد من اولاده واحدا بعد واحد الى‏هذا اليوم وهو
عام سبعة عشر ومائة بعد الالف، وكان بعض اولاده ايضا مشتغلا
بتحصيل العلوم في الجملة، وقد استشهدطائفة غزيرة من
اولاده واحفاده واقربائه في قضية محاربة صارت بين اعراب
تلك البلاد وبين بعض اولاده الذي هو الان‏حاكم بها. انتهى.
وذكره بجمل الثناء عليه السيد الجزائري في الانوار
النعمانية((912)).
يروي عن المترجم له الشيخ حسين بن محيي الدين بن
عبداللطيف بن ابي جامع، ويروي هو عن الشيخ علي زين
الدين سبط الشهيد الثاني كما في المستدرك (3/406، 408).

آثاره في العلم والدين والادب
1 النور المبين في الحديث، اربع مجلدات. في اثبات النص
على امير المؤمنين (ع)، الفه سنة (1083).
2 تفسير القرآن الكريم، اربع مجلدات، بلغ الى سورة الرحمن
اسماه ب : منتخب التفاسير.
3 خير المقال شرح قصيدته المقصورة، اربع مجلدات. في
الادب والنبوة والامامة.
4 نكت البيان، في مجلد.
5 مجموعة مشتملة على طرائف المطالب التي اوردها في
مؤلفاته الاربعة المذكورة، وقد انتخبها منها مع ضم سائر
لطائف‏المقاصد، وارسلها هدية للشيخ علي سبط الشهيد الثاني
الى اصبهان. قال صاحب الرياض : وقد رايتها في جملة كتبه.
6 رسالة اخرى قد ارسلها الى الشيخ علي المذكور وقد صدرها
بالبحث عن حديث الغدير.
7 رسالة اخرى ارسلها الى الشيخ علي ايضا في شرح حديث
الاسماء. قال في الرياض((913)) : هي حسنة الفوائد
جليلة المطالب.

8 ديوان شعره الموسوم: خير جليس ونعم انيس.
ومن شعره قوله من قصيدة:
ولولا حسام المرتضى اصبح الورى
وما فيهم من يعبد اللّه مسلما
وابناؤه الغر الكرام الالى بهم
انار من الاسلام ما كان مظلما
واقسم لو قال الانام بحبهم
لما خلق الرب الكريم جهنما((914))
وما منهم الا امام مسود
حسام سطا بحر طما عارض همى
وقوله من قصيدة :
فافزع الى مدح الامين فانما
لامانه البلد الامين امين
واخيه وارث علمه ووزيره
ونصيره في الحرب وهو زبون((915))
وبنيه اقمار الهدى لولاهم
لم يعرف المفروض والمسنون
وقوله من قصيدة :
وصيرت خير المرسلين وسيلتي
والزمت نفسي صمتها ووقارها
وعترته خير الانام وفخرهم
ابت ان يشق العالمون غبارها
وقوله من قصيدة :
وصير وسيلتك المصطفى
الامين ابا القاسم المؤتمن
وصنو الرسول ومن قد علا
على كتفه يوم كسر الوثن
وبضعته وامامي الشهيد
من بعد ذكر امامي الحسن
وبالعترة الغر ارجو النجاة
فحبهم لي اوفي الجنن
ووالده السيد خلف بن عبدالمطلب كان كما في امل
الامل((916))، وروضات الجنات((917)) (ص‏265) : عالما
فاضلا، ومتكلماكاملا، واديبا ماهرا، ولبيبا عارفا، وشاعرا مجيدا
ومحدثا مفيدا، ومحققاجليل المنزلة والمقدار.

من تليفه القيمة
1
- مظهر الغرائب، في شرح دعاء عرفة للامام السبط الشهيد
(ع)، عشرة آلاف بيت. قال شيخنا النوري في المستدرك

((918))
: هو شاهد صدق على ما قالوا فيه من العلم والفضل
والتبحر بل وحسن السليقة.
2- النهج القويم في كلام امير المؤمنين (ع)، جمع فيه ما فات
نهج البلاغة.
3- المودة في القربى في فضائل الزهراء الصديقة والائمة، كبير
جدا.
4- الحجة البالغة، في الكلام واثبات الامامة بالايات ونصوص
الفريقين.
5- سبيل الرشاد في النحو والصرف والاصول واحكام العبادات.
6- خير الكلام في المنطق والكلام واثبات امامة كل امام.
7- رسالة الاثنا عشرية في الطهارة والصلاة.
8- فخر الشيعة في فضائل امير المؤمنين (ع).
9- الحق اليقين، كتاب في المنطق والكلام كبير.
10- سيف الشيعة في الحديث. كتاب كبير.
11- سفينة النجاة في فضائل الائمة الهداة.
12- البلاغ المبين في الاحاديث القدسية.
13- رسالة دليل النجاح، في الدعاء.
14- ديوان شعر عربي، وآخر فارسي.
15- كتاب آخر، في الدعاء ايضا.
16- برهان الشيعة، في الامامة.
17- حق اليقين، في الكلام.
18- منظومة في النحو.
19- رسالة في النحو.
ومن شعره قوله يمدح امير المؤمنين (ع):
ابا حسن يا حمى المستجير
اذا الخطب وافى علينا وجارا
لانت ابر الورى ذمة
واكبر قدرا وامنع جارا
فلا فخر للمرء ما لم يمت
اليك انتسابا فينمي النجارا
توفي سنة (1074) ورثاه الشهاب الحويزي بقصيدة توجد في
ديوانه، مستهلها:
مضى خلف الابرار والسيد الطهر
فصدر العلى من قلبه بعده صفر
بسط القول في ترجمته سيدنا الامين في اعيان الشيعة((919))
(30/20 37).

(89) السيد ضياء الدين اليمني
(المتوفى (1096)
خليلي اما سرتما فازجرا بنا
المط‏ي وسيرا حيث سار الجنائب((920))
ولا يشعر الواشون اني فيكما
حليف جوى قد اضمرتني الحقائب((921))
الى الحي لا مستانسين بقاطن
بريب واهل الحي آت وذاهب
فان شمتما برقا من الحي لائحا
متى يبد منه حاجب يخف حاجب
فلا تحسباه بارقا لاح بالحمى
متى طلعت بين البيوت السحائب
ولكنه ثغر تالق جوه
من الدر سمط لم يثقبه ثاقب
الى ان قال :
وعيشكما لو شئتما ذلك السنا
وغالتكما الحاظها والحواجب
لشاركتماني بالصبابة والاسى
وجارت باعناق المط‏ي المذاهب
اعلل فيك النفس يا لبن ذاكرا
خليلي وما لي غير حبك صاحب
وبي منك ما لو كان بالنجم ماسرا((922))
وبالبدر ما التفت عليه الغياهب
هوى دونه ضرب الرقاب وعزمة
تشاكل عزمات الظبى وتصاقب((923))
ويقول فيها :
امام براه اللّه من طينة العلا
همام له نهج من المجد لازب((924))
له الشرف الاعلى له نقطة السما
هو البدر والال الكرام الكواكب
بهم قام دين اللّه في الارض واعتلت
لامة خير المرسلين المذاهب
ليهنك ذا العيد((925)) الذي انت عيده
وعيدي ومن تحنو عليه الاقارب
ويوما اقام اللّه للال حقهم
به ورسول اللّه في القوم خاطب
به قلد اللّه الخلافة اهلها
وزحزح عنها الابعدون الاجانب
فكان امير المؤمنين علي الوصي
بنص اللّه فالامر واجب
وحسبك نفس المصطفى ووليه
وهارونه الندب الهمام المحارب((926))

الشاعر
المطهر((927))بن محمد السيد ضياء الدين جعفر بن
الحسين‏الجرموزي الحسني اليمني، احد زعماء اليمن،
كان‏اديبا كاتباشاعرااستعمله‏المتوكل بن‏المنصور على بلاد
العدين((928)) لما اخذها بعد وفاة ابي الحسن اسماعيل بن
محمد، ولم يزل بها حتى‏تغلب عليها الامير السيد فخر الدين
عبداللّه بن يحيى بن محمد في اوائل دولة المؤيد بن المتوكل.
وله شعر كثير، ومن منثورآثاره تقريظه على كتاب سمط اللالي
تاليف السيد اسماعيل بن محمد اليمني، توفي سنة (1096)
ببلد العدين، اخذناه ملخصا من نسمة السحر((929)) (ج‏1).

(90) المولى محمد طاهر القمي
المتوفى (1098)
سلامة القلب نحتني عن الزلل
وشعلة العلم دلتني على العمل
طهارة الاصل قادتني الى كرم
كرامتي ثبتت في اللوح في الازل
قلبي يحب عليا ذا العلى فلذا
ادعو لامي في الابكار والاصل
محبة المرتضى نور لصاحبها
يمشي بها آمنا من آفة الزلل
لزمت حب علي لا افارقه
وداده من جناني قط لم يزل
اخو النبي((930)) امامي قوله سندي
لقوله تابع ما كان من عملي
اطعت حيدرة ذا كل مكرمة
امام كل تقي قاصر الامل
صرفت في حب آل المصطفى عمري
من مال عنهم اليه قط لم امل
باب المدينة((931)) منجانا وملجؤنا
ما انحل مشكلنا الا بحل علي
لولا محبة طه للوصي لما
اتى يشاركه في طيب الاكل((932))
ولاية المرتضى في خم قد ثبتت
بنص افضل خلق اللّه والرسل
نص النبي عليه فوق منبره
عليه اشهد اهل الدين والدول
قد نص في الدار عند الاقربين على
خلافة المرتضى جدا بلا هزل((933))
ان الامامة عهد لم تنل احدا
سوى المصون من الزلات والخطل
اطعت من ثبتت في الكون عصمته
وعفت كل جهول سيئ العمل
قد ردت الشمس للمولى‏ابي حسن((934))
روحي فدا المرتضى ذي المعجز الجلل
طوبى له كان بيت اللّه مولده((935))
كمثل مولده ما كان للرسل

الشاعر
المولى محمد طاهر بن محمد حسين الشيرازي ثم النجفي ثم
القمي. احد الاوحديين المشاركين في العلوم، وفذ من
مشايخ‏الاجازات الذين اتصلت بهم حلقات الاسانيد ضم الى
فقهه المتدفق فلسفة صحيحة عالية، والى حديثه الموثوق به
ادبه‏الجم، وفضله الكثار، الى عظات بالغة، ونصائح كافية،
وحكم راقية، وشعر كثير يزري بعقود الدرر ومنتثر
الدراري،تدفقت المعاجم باطرائه والثناء الجميل عليه، قال
صاحب امل الامل((936)) : من اعيان الفضلاء المعاصرين، عالم
محقق مدقق‏ثقة ثقة فقيه متكلم، محدث جليل القدر، عظيم
الشان. واطراه شيخنا النوري في المستدرك بقوله : العالم
الجليل النبيل، عين‏الطائفة ووجهها، صاحب المؤلفات الرشيقة
النافعة.
يروي مولانا محمد الطاهر عن السيد نور الدين علي((937))
الانف ذكره (ص‏291) ويروي عنه شيخنا العلامة المجلسي
باجازة‏مؤرخة بسنة (1086)((938)) وشيخنا الحر العاملي كما
في امل الامل((939))، والشيخ نور الدين الاخباري توجد
اجازته له بخطه‏ظهر كتاب الوافي كما ذكره شيخنا الرازي،
ويروي عنه المولى محمد محسن الفيض الكاشاني((940)).

تليفه القيمة
له تليف قيمة في شتى المواضيع منها:
1 عطيه رباني وهديه سليماني، شرح لاميته التي التقطنا
منها الابيات المذكورة، ذكر في هذا الشرح عدة من مؤلفاته
ومنه‏اخذنا غير واحد مما ذكرناه ومفتتح الشرح:
اى كلام از انتظام نام ذاتت در نظام
وى زشهد شكرين شكرت زبان شيرين بكام
رحمت عام وسلامت بر روان انبيا
خاصة برروح محمد باد بر آل عبا
2 تحفة الاخيار وكشف الاسرار في شرح رائية له فارسية في
مدح امير المؤمنين (ع) تسمى بمؤنس الابرار.
3 بهجة الدارين في الحكمة. قال صاحب الروضات((941)) :
شاهدتها في هذه الاواخر.
4 الرسالة السلامية في ترك (السلام عليك ايها النبي) في
التشهد.
5 الاربعين في فضائل امير المؤمنين وامامة الائمة
المعصومين.
6 الجامع في اصول الفقه والدين اسماه حجة الاسلام.
7 الفوائد الدينية في الرد على الحكماء والصوفية.
8 حكمة العارفين في رد شبه المخالفين.
9 تنبيه الراقدين في الموعظة، مطبوع.
10 رسالة في خلل الصلاة، فارسية.
11 حق اليقين في معرفة اصول الدين.
12 منهاج العارفين شرح رباعياته.
13 فرحة الدارين في العدالة.
14 رسالة في صلاة الليل.
15 رسالة في الاذكار.
16 شرح تهذيب الحديث.
17 رسالة في الفرائض.
18 رسالة في الرضاع.
19 مفتاح العدالة.
20 رسالة الجمعة.
21 سفينة النجاة.
كان شيخنا المترجم له شيخ الاسلام وامام الجمعة والجماعة
بقم المشرفة الى ان توفي بها سنة (1098)، ودفن خلف
مرقدزكريا بن آدم القمي طاب ثراه من قريب.
ومن شعره الفارسي قوله:
از گفته مصطفى امام است سه چار
ازروى چه گوئى كه امام است چهار
نشناسى اگر سه چار حق را ناچار
خواهى بعذاب ايزدى گشت دوچار
دليل رفعت شان علي اگر خواهى
باين كلام دمى گوش خويشتن ميدار
چو خواست مادرش از بهر زادنش جائى
درون خانه خاصش بداد جا ستار
پس آن مطهرة با احترام داخل شد
در آن مقام مقدس بزاد مريم وار
برون چوخواست كه آيدپس از چهارم روز
ندا شنيدكه نامش برو على بگذار
فداى نام چنين زاده بود جانم
چنين امام گزينيد يا اولى الابصار
ومن رباعياته :
اى مانده ز كعبه محبت مهجور
افتاده زراه مهر صد منزل دور
با حب عمر دم مزن از مهر نبى
كى جمع توان نمود باظلمت نور
وله :
بما رسيده حديث صحيح مصطفوى
كه هست بعد پيمبر امام هشت وچهار
كسى نكرده زامت بدين حديث عمل
بغير پيرو آل وائمه اطهار
وله :
اى طالب علم دين ز من گير خبر
تاچند دوى در بدر اى خسته جگر
خود را برسان بشهر علم اى غافل
شو داخل آن شهر وليكن از در
وله :
نبى چو وارد «خم‏» گشت برسر منبر
خليفه كرد علي را بكفته جبار
نهاد برسر او تاج وال من والاه
زامتش بگرفت از براى وى اقرار
وليك آنكه به بخبخ نمود تهنيتش
بكرد از پى اقرار خويشتن انكار
فتاد بر سر حارث زغيب سنك قضا
چو گشت منكر نص غدير آن غدار
ومن رباعياته :
از دورى راه خويشتن يادى كن
آماده ز بهر سفرت زادى كن
از بى كسى مردن خود ياد آور
در ماتم خود نشين وفريادى كن
وله :
از دورى راه خويشتن كن يادى
آماده ز بهر سفرت كن زادى
در راه طلب چو خفته اى غافل
بر خيز كه از قافله دور افتادى
وله :
بر خيز چه خفته رفيقان رفتند
غافل چه نشسته عزيزان رفتند
خندان منشين كه جمله ياران عزيز
با سوز دل وديده گريان رفتند
وله :
اى بنده طول امل وحرص وحسد
فردا است كه اعضاى تو ازهم ريزد
اين سركه زباد نخوت امروز پراست
تا چشم زنى بود پر از خاك لحد
وله :
تا چشم زنى رسيده وقت سفرت
فردا است كه در جهان نماند اثرت
بر روى زمين خرام وغفلت تاكى
از زير زمين مگر نباشد خبرت
وله :
از وادى معصيت بيا زود گذر
كين مرحله راهست بسى خوف وخطر
گوئي كه كنم توبه پس از پيريها
از مرك جوانان مگرت نيست خبر
وله :
سالك هوس عالم بالا نكند
پابند الم ز پاى دل وا نكند
هر دل كه زياد مرك معمور شود
حقد وحسد وحرص در اوجا نكند
وله :
خواهى نشود گلشن دل چون بيشه
بركن تو نهال حرص را از ريشه
بر پاى درخت امل وحرص وحسد
پيوسته زياد مرك ميزن تيشه
وله :
اى طالب سيم وكيمياى اصغر
آموز زمن تو كيمياى اكبر
در بوته ياد مرك خود را بگداز
تا خاك دلت شود طلاى احمر
وله في تقريظ الكتب الاربعة((942)) :
دين را كتب اربعه چون جان باشد
اينچار چهار ركن ايمان باشد
هنگام جهاد نفس اينچار كتاب
چار آينه صاحب عرفان باشد
وله في تقريظها :
اى آنكه ترا غلط روى عادت وخوست
روكن به رهى كه منزل زحمت اوست
ميخوان كتب اربعه كز وى هر سطر
راهى است كه راست ميرود تادر دوست

(91) القاضي جمال الدين المكي
المتوفى بعد (1012)
انت نعم النصير في كل زاد
انت نعم المولى لكل العباد
ذو الايادي والايد انت لعمري
سيد الناس اوحد العباد
ولك الارث في الولاء بحق
في رقاب الورى ليوم التناد
لمقال النبي في ماء خم
انت مولى للمؤمن المنقاد
فتهادى بالطوع قوم ففازوا
وتمادى الغبي في الانتقاد((943))
ثم قال النبي وال عليا
يا الهي ومن يعاديه عاد
وتفضل برحمة للموالي
وبلعن ونقمة للمعادي((944))
شرف شامخ ومجد رفيع
وافتخار يزيل غلب الهوادي
كنت في الصلب اذ دنا فتدلى
وعلى الصف في مقر الجلاد
ثم من قبل ذا اجبت نداء
لالست((945)) الاله في كل واد((946))
من يباريك في السيادة غر
بمزايا تنير منها الدآدي((947))
او يجاريك في العلوم جهول
ما له في الفهوم من مستفاد((948))
انت انت المعروف في كل فضل
انت صدر الاصدار والايراد
وسوى بيتك المنكر جهلا
وسواك الضنين بالامداد
فابق واسلم لك السلامة وقف
والمثاني من الثنا في ازدياد
سلافة العصر (ص‏117)، سلوة الغريب، كلاهما للسيد علي خان
المدني.

ما يتبع الشعر
صدر شاعرنا جمال الدين بهذه الابيات كتابا كتبه الى الشريف
الاجل الامير نصير الدين حسين بن ابراهيم بن سلام،المتوفى
سنة (1023) بالطائف والمدفون بمكة المشرفة، والكتاب بديع
في بابه، وبليغ في انشائه، درر كلم منضدة، ولالئ‏الفاظ
منثورة، مذكور بطوله في سلافة العصر صفحة (117 119)،
والامير نصير الدين هو عم جد صاحب السلافة‏السيد علي خان
المدني، اخو جده الشريف السيد احمد نظام الدين، قال صاحب
السلافة في سلوة الغريب : كان‏امامافاضلا مجتهدا مبرزا في
العربية، غالبا عليه الزهد والصلاح، يقال : انه لم يمس درهما
بيده ولا دينارا قطتورعاوعزفامن نفسه عن الدنيا، وكان يكتب
جميع ما يعمله في اليوم، فاذا كان الليل نظر فيه، فان كان
صالحا حمد اللّه، وان كان غيرذلك استغفر اللّه منه، وكان لا
يؤدب احدا من خدمه في الحرم.

الشاعر
القاضي جمال الدين((949)) محمد بن حسن بن دراز المكي،
من مقاول الادب،
والسنة الفضيلة، ومداره القول، وصيارفة القريض، وعباقرة
القضاة، ذكره السيد في سلافة العصر (ص‏107) واثنى
عليه‏بقوله:
جمال العلوم والمعارف، المتفي‏ء ظل ظليلها الوارف، اشرقت
بالفضل اقماره وشموسه، وزخر بالعلم عبابه وقاموسه،
فدوخ‏صيته الاقطار، وطار ذكره في منابت الارض واستطار.
وتهادت اخباره الركبان، وظهر فضله في كل صقع وبان.
وله‏الادب الذي ما قام به مضطلع، ولا ظهر على مكنونه مطلع.
استنزل عصم البلاغة من صياصيها، واستذل صعاب
البراعة‏فسفع بنواصيها. ان نثر فما اللؤلؤ المنثور انفصم نظامه،
او نظم فما الدر المشهور نسقه نظامه، بخط يزدري بخدالعذار
اذابقل، وتحسبه سائر الجوارح على مشاهدة حسنه المقل. ولم ا
رحل الى اليمن في دولة الروم،
قام له رئيسها بما يحب ويروم. فولاه منصب القضاء، وسطع نور
امله هناك واضاء.
ولم يزل مجتليا به وجوه امانيه الحسان، مجتنيا من رياضه
ازاهر المحاسن والاحسان. الى ان انقضت مدة ذلك الامير،
ومني‏اليمن بعده بالافساد والتدمير. فانقلب الى وطنه واهله،
فكابد حزن العيش بعد سهله. كما انبا بذلك قوله في بعض
كتبه :ولما حصلت عائدا من اليمن بعد وفاة المرحوم سنان
باشا، وانقضاء ذلك الزمن، اخترت الاقامة في الوطن بعد
التشرف‏بمجلس القضاء في ذلك العطن، الا انه لم يحل لي
التحلي عن تذكر ما كان في خزانة الخيال مرسوما، وتفكر ما
كان في لوح‏المفكرة موسوما. فاخترت ان اكون مدرسا في البلد
الحرام، وممارسا لما اذن غب الحصول بالانصرام. ولم يكن في
البلدالامين كفاية، ولا ما يقوم به الاتمام والوفاية. انتهى. وما
زال مقيما في وطنه وبلده، ومتدرعا جلباب صبره وجلده.
حتى‏انصرمت من العيش مدته، وتمت من الحياة عدته.
ثم ذكر جملة وافية من منثور كلمه في ثلاث عشرة صحيفة
فقال : ومن شعره قوله في صدر كتاب:
هذا نظامك ام در بمنتسق
ام الدراري التي لاحت على الافق
وذا كلامك ام سحر به سلبت
نهى العقول فتتلو سورة الفلق
وذا بيانك ام صهباء شعشعها
اغن ذو مقلة مكحولة الحدق
بتاج كل مليك منه لامعة
وجيد كل مجيد منه في انق
روض من الزهر والانوار زاهية
كانجم الافق في اللالاء والنمق
وذي حمائم الفاظ سجعن ضحى
على الخمائل غب العارض الغدق
رسالة كفراديس الجنان بها
من كل مؤتلق يلفى ومنتشق
كانما الالفات المائلات بها
غصون بان على ايد من الورق
تعلو منابرها الهمزات صادحة
كالورق ناحت على‏الافنان من حرق
ميماتها كثغور يبتسمن بها
يزري على الدر اذ يزهي على العنق
فطرسها كبياض الصبح من يقق
ونقسها((950)) كسواد الليل في غسق
يا ذا الرسالة قد ارسلت معجزة
ودت بلاغتها الدعوى من الفرق
ويا مليك ذوي الاداب قاطبة
ويا اماما هدانا اوضح الطرق
من ذا يعارض ما قد صاغ فكرك من
حلى البيان ومن يقفوك في السبق
انت المجلى بمضمار العلوم اذا
اضحى قروم اولي التحقيق في قلق
صلى ائمة اهل الفضل خلفك يا
مولى الموالي ورب المنطق الذلق
مسلمين لما قد حزت من ادب
مصدقين بما شرفت من خلق
مهلا فباعي من التقصير في قصر
وانت في الطول والاحسان ذو عمق
سبحان بارئ هذي الذات من همم
سبحان فاطر ذا الانسان من علق
ياليت شعري هل شبه يرى لكم
كلا وربي ولا الاملاك في الخلق
عذرا فما فكرتي صواغة دررا
حتى اصوغ لك الاسلاك في نسق
واسلم ودم وتعالى في مشيد علا
تستنزل الشهب للانشا فلم تعق
وقوله مخاطبا بعض اكابر عصره لامر اقتضى ذلك :
حصل القصد والمنى والمراد
واستكانت لمجدك الاضداد
اسجد اللّه في عتابك شوسا
تتقي الاسد باسها والجلاد
واذلت لك الجدود اناسا
شيد للمجد في رباهم عماد
ثم جاءت اليك طوعا وكرها
تتهادى حينا وحينا تقاد
انت في الشهب ثاقب لا تسامى
في معاليك حين تثنى الوساد
لا تبالي بنازل وملم
ولو ان الملم سبع شداد
ساهرا في طلاب كل منيع
عز نيلا فلم ينله العباد
مهره النفس ان يسمه كمي
والطريق السهاد والجسم زاد
من يجد بالجنان نال مناه
والشحيح الجنان عنه يذاد
لا تنال العلى بغير العوالي
لا ولا الحمد يكتسيه الجماد
احمد الناس انت قولا وفعلا
والوفي الذمام والمستجاد
يا شهابا بجده حاز جدا((951))
ومقاما لغيره لا يشاد
ماز بيني وبين خدني فدم((952))
ذو سبال يدب فيه القراد
ولو ان الذي تحكم فينا
المعي لقر مني الفؤاد
انكر المارقون فضل علي
رماهم الى الجحيم العناد
وحقيق ان البلاء قديم
واهالي الفهوم منه تكاد
ويولى الامي حكم البرايا
والبليغ المقال لا يستفاد
وولاة الامور فينا حيارى
وذوو النقص لا تزال تزاد
عادة الدهر ان يؤخر مثلي
وعلى الاصل جاء هذا المفاد
قل لمن يبتغي التفاضل بيني
ثم بين القضاة هذا الزناد
فاقتبس من زنادهم لك نارا
او فدعهم ان لاح منه الرماد
ويح دهر لا يعرف الفرق فيه
بين عي وقائل يستجاد
هين ما لقيت ما دمت فينا
ذا عفاف وصح منك الوداد
وقوله ايضا :
سلام على الدار التي قد تباعدت
ودمعي على طول الزمان سفوح
يعز علينا ان تشط بنا النوى
ولي عندكم دون البرية روح
اذا نسمت من جانب الرمل نفحة
وفيها عرار للغوير وشيح
تذكرتكم والدمع يستر مقلتي
وقلبي مشوق بالبعاد جريح
فقلت ولي من لاعج الوجد زفرة
لها لوعة تغدو بها وتروح
الا هل يعيد الدهر ايامنا التي
نعمنا بها والكاشحون نزوح
وتوجد ترجمة شاعرنا جمال الدين في خلاصة الاثر للمحبي
(3/420 427) وذكر ما في السلافة وقال : لقد فحصت
عن‏وفاة صاحب الترجمة فلم اظفر بها وقد علم انه كان في
سنة اثنتي عشرة والف موجودا، وما عاش بعدها كثيرا رحمه
اللّه تعالى.

(92) ابو محمد ابن الشيخ صنعان
نهج البلاغة روضة ممطورة
بالنور من سبحات وجه الباري
او حكمة قدسية جليت بها
مرآة ذات اللّه للنظار
او نور عرفان تلالا هاديا
للعالمين مناهج الابرار
او لجة من رحمة قد اشرقت
بالعلم فهي تموج بالانوار
خطب روت الفاظها عن لؤلؤ
من مائه بحر المعارف جاري
وتهللت كلماتها عن جنة
حفت من التوحيد بالنوار
وكانها عين اليقين تفجرت
من فوق عرش اللّه بالانهار
حكم كامثال النجوم تبلجت
من ضوء ما ضمنت من‏الاسرار
كشف الغطاء بيانها فكانها
للسامعين بصائر الابصار
وترى من الكلم القصار جوامعا
يغنيك عن سفر من الاسفار
لفظ يمد من الفؤاد سواده
والقلب منه بياض وجه نهار
وجلا عن المعنى السواد كانه
صبح تبلج صادق الاسفار
من كل عاقلة الكمال عقيلة
تشتاف فوق مدارك الافكار
عن مثلها عجز البليغ واعجزت
ببلاغة هي حجة الاقرار
واذا تاملت الكلام رايته
نطقت به كلمات علم الباري
ورايت بحرا بالحقائق طاميا
من موجه سفن العلوم جواري
ورايت ان هناك برا شاملا
وسع الانام كديمة مدرار
ورايت ان هناك عفو سماحة
في قدرة تعلو على الاقدار
ورايت ان هناك قدرا ماشيا
عن كبرياء الواحد القهار
قدر الذي بصفاته وسماته
ممسوس ذات اللّه في الاثار((953))
مصباح نور اللّه مشكاة الهدى
فتاح باب خزائن الاسرار
صنو الرسول وكان اول مؤمن
عبد الاله كصنوه المختار
وبه اقام اللّه دين نبيه
واتم نعمته على الاخيار((954))

الشاعر
ابو محمد ابن الشيخ صنعان توجد بخطه نسخة من نهج
البلاغة للسيد الشريف الرضي في مكتبة مدرسة
سپهسالاربطهران تحت رقم (3085) كتبها سنة (1072)
وعليها هذا التقريظ، بخط ناظمه ابي محمد، ولم اقف من تاريخ
حياته على‏شي‏ء غير ان شعره هذا يعرب عن قوته في القريض،
وجودته في السرد، وتقدمه في مضمار الادب، كما انه آية في
ولائه الخالص للامام الطاهر امير المؤمنين (ع).

شعراء الغدير في القرن الثاني عشر

1 الشيخ محمد الحر العاملي
2 الشيخ احمد البلادي
3 شمس الادب اليمني
4 السيد علي خان المدني
5 الشيخ عبدالرضا المقري الكاظمي
6 علم الهدى محمد
7 الشيخ علي العاملي
8 المولى مسيحا الفسوي
9 ابن بشارة الغروي
10 الشيخ ابراهيم البلادي
11 الشيخ ابو محمد الشويكي
12 السيد حسين الرضوي
13 السيد بدر الدين اليمني

(93) شيخنا الحر العاملي
المولود (1033)
والمتوفى (1104)
كيف تحظ‏ى بمجدك الاوصياء
وبه قد توسل الانبياء
ما لخلق سوى النبي وسبطي
ه السعيدين هذه العلياء
فبكم آدم استغاث وقد
مسته بعد المسرة الضراء
يوم امسى في الارض فردا غريبا
ونات عنه عرسه حواء
وبكى نادما على ما بدا من
ه وجهد الصب الكئيب البكاء
فتلقى من ربه كلمات((955))
شر فتها من ذكركم اسماء
فاستجيب الدعاء منه ولولا
ذكركم ما استجيب منه الدعاء
ثم يعقوب قد دعا مستجيرا
من بلاء بكم فزال البلاء
واتاه قميص يوسف وارتد بصيرا وتمت النعماء
وبكم كان للخليل ابتهال
ودعاء لربه واشتكاء
حين القاه عصبة الكفر في النا
ر فما ضر جسمه الالقاء
ايضام الخليل من بعد ما كا
ن اليكم له هوى والتجاء
وبكم يونس استغاث ونوح
اذ طغا الماء واستجد العناء
وباسمائكم توسل ايو
ب فزالت عنه بها الاسواء
يا له سؤددا منيعا رفيعا
قد رواه الاعداء والاولياء
لعلي مجد غدا دون ادنا
ه الثريا في البعد والجوزاء
هو فضل وعصمة ووفاء
وكمال ورافة وحياء
ولكم نال سؤددا لم يبن كن
ه علاه الانشاد والانشاء
والحروف التي تركبت العل
ياء منها عين ولام وياء
كان نورا محمد وعلي
في سنا آدم له لالاء
اخذ اللّه كل عهد وميثا
ق له اذ بدا سنا وسناء
اي فخر كفخره والنبيو
ن عليهم عهد له وولاء
وبه يعرف المنافق اذ كا
نت له في فؤاده بغضاء
ولعمري من اول الامر لا تخ
فى على ذي البصيرة السعداء
ولدته منزها امه ما
شانه في الولادة الاقذاء
داخل الكعبة الشريفة لم يد
ن اليها من الانام النساء
لاح منه نور فاشرقت الار
ض وارجاؤها به والسماء
كان للدين في ولادته مث
ل اخيه مسرة وازدهاء
يا له مولدا سعيدا تجلت
عن محياه بهجة غراء
فهنيئا به لفاطمة السع
د الذي ما له مدى وانتهاء
بل لدين الاسلام من غير شك
وارتياب قد كان ذاك الهناء
الى ان قال :
واتت منه في علي نصوص
لم يحم حول ربعها الاحصاء
قال فيه هذا وليي وصيي
وارثي هكذا روى العلماء
وزعمتم بان كل نبي
لم يرث منه ماله الاقرباء
هو مولى من كان مولاه نصا
منه فليترك الهوى والمراء
ودعا بعدها دعاء مجابا
وبه قد تواتر الانباء
ويقول فيها :
للمعالي بين الورى يا علي ب
ن ابي طالب اليك انتهاء
وكذا للكمال منك وللسؤ
دد والمجد والفخار ابتداء
للورى لو درى الورى بك من بع
د اخيك الطهر الامين اهتداء
واجب بالنصوص منه عن اللّه
واين المصغي بك الاقتداء
ثم يوم الغدير هل كان الا
لك دون الانام ذاك الولاء
يوم مات النبي كنت اماما
في العلا لم يساوك النظراء
القصيدة (453) بيتا
وله يمدح بها امير المؤمنين (ع) وهي من قصائده المحبوكات
الطرفين على حروف الهجاء تسع وعشرون قصيدة، كل‏واحدة
منها (29) بيتا، اسماها مهور الحور كلها في‏مدح امير المؤمنين:
هو الحب لا فيه معين ترجاه
ولا منقذ من جوره تتوخاه
هو الحتف لا يفني المحبين غيره
ولولاه ما ذاق الورى الحتف لولاه
الى ان قال :
هداية رب العالمين قلوبنا
الى حب من لم يخلق الخلق لولاه
هو الجوهر الفرد الذي ليس يرتقي
لاعلى مقامات النبيين الا هو
هلال نما فارتد بدرا فاشرقت
جوانب آفاق العلا بمحياه
هما علة للخلق اعني محمدا
واول من لما دعا الخلق لباه
هو النجم يبغي داره لا بل ارتقى
اليها فمثوى النجم من دون مثواه
هل اختار خير المرسلين مواخيا
سواه فاولاه الكمال وآخاه
هل اختار في يوم الغدير خليفة
سواه له حتى على الخلق ولاه
هدى لاح من قول النبي وليكم
علي ومولى كل من كنت مولاه
هناك اتاه الوحي بلغ ولا تخف
ومن كل ما تخشاه يعصمك اللّه
هنالك ابدى المصطفى بعض فضله
وباح بما قد كان للخوف اخفاه
وله من المحبوكات الطرفين :
كتمت الهوى والحب بالقلب املك
واجمل من كتم الغرام التهتك
كواعب اتراب قصدن بحربنا
ولسنا بتوحيد المحبة نشرك
كتائب ابطال بهن دماؤنا
جزاء على حفظ المودة تسفك
يقول فيها :
كرامات مولاي الوصي وولده
انارت فلا يخفي سناها المشكك
كلام النبي المصطفى حجة فهل
اجل واعلى منه في الشرع مدرك
كفى قوله يوم الغدير بانه
لكل الورى مولى فينسى ويترك
كما جاء في التنزيل ليس وليكم
سواه ومن ذا بعد ذاك يشكك
كواكب فضل‏المرتضى حين اشرقت
لها المجد افق فيه تسري وتسلك
وله من المحبوكات الطرفين :
عدني ودعني من زيارة بلقع
يا ايها الحادي لهن بمرجع
عذبن جسمي بالنحول ومهجتي
بالهجر واستمطرن صيب مدمعي
الى قوله :
عدم المجاري في الكمال لسيدي
ذي السؤدد الاسنى البطين الانزع
عم الفضائل حين خص برفعة
من ذروة العليا اجل وارفع
عجبا لمن فيه يشك وقد اتى
خبر الغدير ونصه لم يدفع
عهد النبي الى الانام بفضله
ويل لمنكر فضله ومضيع
عدت فضائله فاعيى حصرها
وغدا حسيرا عنه فكر الالمعي((956))

الشاعر
محمد بن الحسن بن علي بن محمد الحسين بن عبدالسلام
بن عبدالمطلب بن علي بن عبدالرسول بن جعفر بن عبدربه
بن‏عبداللّه بن مرتضى بن صدر الدين بن نور الدين بن صادق
بن حجازي بن عبدالواحد ابن الميرزا شمس الدين ابن
الميرزاحبيب اللّه بن علي بن معصوم بن موسى بن جعفر بن
الحسن بن فخر الدين بن عبدالسلام بن الحسين بن نور الدين
بن‏محمد بن علي بن يوسف بن مرتضى بن حجازي بن محمد
بن باكير بن الحر الرياحي المستشهد امام الامام السبط
الشهيديوم الطف سلام اللّه عليه وعلى اصحابه.
هذا الحر الشهيد في الطف يوم الامام السبط الطاهر هو مؤسس
الشرف الباذخ لاله الاكارم، الذين فيهم اعلام الدين،واساطين
المذهب، وصيارفة الكلام، وقادة الفكر، ونوابغ الخطابة
والكتابة، ومهرة الفقه، وائمة الحديث، وحملة الفضل‏والادب،
وصاغة القريض، واشهرهم في تلكم الفضائل كلها شيخنا
المترجم له الذي لا تنسى مثره، ولا ياتي الزمان على‏حلقات
فضله الكثار، فلا تزال متواصلة العرى مادام لاياديه المشكورة
عند الامة جمعاء اثر خالد، وان من اعظمها كتاب‏وسائل الشيعة
في مجلداتها الضخمة التي تدور عليها رحى الشريعة، وهو
المصدر الفذ لفتاوي علماء الطائفة، واذا ضم اليه‏مستدركه
الضخم الفخم لشيخنا الحجة النوري المناهز لاصله كما وكيفا
فمرج البحرين يلتقيان، وكان غير واحد من‏المحققين لا يصدر
الفتيا الا بعد مراجعة الكتابين معا. نعم، لاهل الاستنباط النظر
في اسانيد ما حواه الكتابان من‏الاحاديث، وانت لا تقرا في
المعاجم ترجمة لشيخنا الحر الا وتجد جمل الثناء على كتابه
الحافل وسائل الشيعة مبثوثة فيها،وقد احسن واجاد اخوه
العلامة الصالح في تقريظه بقوله:
هذا كتاب علا في الدين رتبته
قد قصرت دونها الاخبار والكتب
ينير كالشمس في جو القلوب هدى
فتنتحي منه عن ابصارنا الحجب
هذا صراط الهدى ما ضل سالكه
الى المقامة بل تسمو به الرتب
ان كان ذا الدين حقا فهو متبع
حقا الى درجات المنتهى سبب
فشيخنا المترجم له درة على تاج الزمن، وغرة على جبهة
الفضيلة، متى استكنهته تجد له في كل قدر
مغرفة،وبكل‏فن‏معرفة، ولقد تقاصرت عنه جمل المدح، وزمر
الثناء، فكانه عاد جثمان العلم، وهيكل الادب، وشخصى ة
الكمال‏البارزة، وان من آثاره او من مثره تدوينه لاحاديث ائمة
اهل البيت (ع) في مجلدات كثيرة، وتاليفه لهم باثبات
امامتهم،ونشر فضائلهم، والاشادة بذكرهم، وجمع شتات
احكامهم وحكمهم، ونظم عقود القريض في اطرائهم، وافراغ
سبائك‏المدح في بوتقة الثناء عليهم، ولقد ابقت له الذكر الخالد
كتبه القيمة، منها:
1 ديوان شعره يناهز عشرين الف بيت في مدح النبي (ص)
والائمة (ع).
2 كشف التعمية في حكم التسمية، في تسمية الامام
المنتظر.
3 نزهة الاسماع في حكم الاجماع، في صلاة الجمعة.
4 بداية الهداية، في الواجب والمحرم المنصوص عليهما.
5 رسالة فيها نحو من الف حديث ردا على الصوفية.
6 امل الامل في علماء جبل عامل وجملة من غيرهم.
7 اثبات الهداة بالنصوص والمعجزات. مجلدان، يشتمل على
اكثر من عشرين الف حديث.
8 تحرير وسائل الشيعة وتحبير وسائل الشريعة. شرح كتابه
الوسائل.
9 هداية الامة الى احكام الائمة. ثلاث مجلدات منتخبة من
الوسائل.
10 منظومة في تواريخ النبي (ص) والائمة (ع).
11 فهرست وسائل الشيعة الموسوم ب : من لا يحضره الامام.
12 الصحيفة الثانية من ادعية الامام علي بن الحسين (ع).
13 الفصول المهمة في اصول الائمة (ع).
14 الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة.
15 الجواهر السنية في الاحاديث القدسية.
16 تنزيه المعصوم عن السهو والنسيان.
17 الفوائد الطوسية. نحو عشر رسائل.
18 العربية العلوية واللغة المروية.
19 رسالة في احوال الصحابة.
20 رسالة في تواتر القرآن.
21 رسالة في خلق الكافر.
22 منظومة في المواريث.
23 منظومة في الزكاة.
24 منظومة في الهندسة.
25 رسالة في الرجال.
قرا شيخنا الحر على ابيه الشيخ حسن بن علي المتوفى (1062)
وعلى عمه الشيخ محمد بن علي المتوفى (1081)، وعلى‏جده
لامه الشيخ عبدالسلام بن محمد الحر، وعلى خال ابيه الشيخ
علي بن محمود العاملي، وعلى الشيخ زين الدين بن‏محمد ابن
الحسن صاحب المعالم، وعلى الشيخ حسين الظهيري.
وغيرهم.