ح حمام الا وحان حمامي
اين ايامنا بشرقي نجد
يا رعاها الاله من ايام
حيث‏غصن الشباب غض وروض‏ال
عيش قد طرزته ايدي الغمام
وزماني مساعد وايادي الله
و نحو المنى تجر زمامي
ايها المرتقي ذرى المجد فردا
والمرجى للفادحات العظام
يا حليف الندى الذي جمعت في
ه مزايا تفرقت في الانام
نلت في ذروة الفخار محلا
عسر المرتقى عزيز المرام
نسب طاهر ومجد اثيل
وفخار عال وفضل سام
قد قرنا مقالكم بمقال
وشفعنا كلامكم بكلام
ونظمنا الحصى مع الدر في سم
ط وقلنا العبير مثل الرغام
لم اكن مقدما على ذا ولكن
كان طوعا لامركم اقدامي
عمرك اللّه يا نديمي انشد
جارتي كيف تحسنين ملامي
وله وقد راى النبي (ص) في منامه قوله:
وليلة كان بها طالعي
في ذروة السعد واوج الكمال
قصر طيب الوصل من عمرها
فلم تكن الا كحل العقال
واتصل الفجر بها بالعشا
وهكذا عمر ليالي الوصال
اذ اخذت عيني في نومها
وانتبه الطالع بعد الوبال
فزرته في الليل مستعطفا
افديه بالنفس واهلي ومال
واشتكي ما انا فيه البلى
وما الاقي اليوم من سوء حال
فاظهر العطف على عبده
بمنطق يزري بنظم اللال
فيا لها من ليلة نلت في
ظلامها ما لم يكن في خيال
امست خفيفات مطايا الرجا
بها واضحت بالعطايا ثقال
سقيت في ظلمائها خمرة
صافية صرفا طهورا حلال
وابتهج القلب باهل الحمى
وقرت العين بذاك الجمال
ونلت ما نلت على انني
ما كنت استوجب ذاك النوال
ولشيخنا البهائي في مدح الكاظمية مشهد الامامين الكاظم
وحفيده الجواد(ع) قوله:
ايا قاصد الزوراء عرج
على الغربي من تلك المغاني
ونعليك اخلعن واسجد خضوعا
اذا لاحت لديك القبتان
فتحتهما لعمرك نار موسى
ونور محمد متقارنان
ومن شعره رائيته المشهورة في الامام المنتظر صلوات اللّه
عليه تناهز (49) بيتا، شرحها العلامة المرحوم الشيخ
جعفرالنقدي بكتابه الموسوم بمنن الرحمن((824)) في
مجلدين طبع في النجف الاشرف سنة (1344) ومستهل
القصيدة:
سرى البرق من نجد فهيج تذكاري
واجج في احشائنا لاهب النار
هذه القصيدة المهدوية جاراها جمع من الاعلام الشعراء منهم :
العلامة الامير السيد علي بن خلف المشعشعي
الحويزي‏بقصيدة مهدوية مطلعها:
هي الدار ما بين العذيب وذي‏قار
عنت غير سحم ماثلات واحجار
ومنهم : العلامة الشيخ جعفر بن محمد الخط‏ي معاصر شيخنا
المترجم له، اجتمع معه في اصفهان فانشده الشيخ
رائيته‏وطلب منه معارضتها واجل مدة، فاستاجل ثلاثا ثم لم
يقبل لنفسه الا في المجلس فارتجل قصيدة اولها:
هي الدار تستسقيك مدمعك الجاري
فسقيا فخير الدمع ما كان للدار
وهي مذكورة بتمامها في الجزء الثاني من الرائق للعلامة السيد
احمد العطار وذكرها الشيخ جعفر النقدي في منن
الرحمن(1/41).
ومنهم : الشاعر الفاضل علي بن زيدان العاملي المتوفى (1260)
بمعركة وله عقب هنالك، جارى قصيدة شيخنا البهائي‏بقصيدة
اولها:
حنانيك هل في وقفة ايها الساري
على الدار في حكم الصبابة من عار

لفت نظر
قد يعزى في غير واحد من معاجم الادب((825)) الى شيخنا
البهائي:
لا يغرنك من المر
ء قميص رقعه
او ازار فوق كعب
الساق منه رفعه
او جبين لاح فيه
اثر قد قلعه
ولدى((826)) الدرهم فانظر
غيه او ورعه
هذا العزو لا يتم وانما الابيات لبعض الشعراء المتقدمين ذكرها
الغزالي المتوفى قبل ولادة شيخنا البهائي باربعمائة
وسبع‏واربعين سنة في احياء العلوم((827)) (2/73).
وذكر السيد في السلافة((828)) لشيخنا البهائي:
بالذي الهم تعذي
بي ثناياك العذابا
مالذي قالته عينا
ك لقلبي فاجابا
وهما من ابيات للصوري السابق ذكره، وقد نسبهما البهائي
نفسه الى الصنوبري، راجع ما اسلفناه في (4/229).

ولادته
ذكر شيخنا البحراني في لؤلؤة البحرين((829)) (ص‏20)،
والشيخ ميرزا حيدر علي الاصبهاني في اجازته الكبيرة، وغير
واحدمن اصحابنا : انه ولد ببعلبك غروب يوم الخميس لثلاث
عشرة بقين من شهر المحرم سنة (953)، وقال سيدنا المدني
في‏سلافة العصر((830)) : مولده بعلبك عند غروب الشمس
يوم الاربعاء لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة سنة (953)،
وحكاه‏عنه المحبي في خلاصة الاثر((831))، لكن المعتمد
عليه في تاريخ ولادته ما وجده صاحب رياض العلماء((832))
من المنقول عن خط‏والده المقدس الشيخ حسين من كتاب له
ذكره في ترجمته، وفيه ما نصه : ولدت المولودة الميمونة بنتي
ليلة الاثنين ثالث‏شهر صفر سنة خمسين وتسعمائة، واخوها ابو
الفضائل محمد بهاء الدين اصلحه اللّه وارشده عند غروب
الشمس يوم‏الاربعاء سابع عشرين ذي الحجة((833)) سنة
ثلاث وخمسين وتسعمائة.

وفاته
قال السيدان صاحبا السلافة((834)) والروضة البهية والشيخ
صاحب الحدائق في لؤلؤة البحرين((835)) : انه توفي لاثنتي
عشرة‏خلون من شوال (1031) وقيل (1030) وعن العلامة
المجلسي الاول المتوفى سنة (1070) في شرح الفقيه : انه مات
في‏شوال سنة (1030). ويقول ما في امل الامل((836)) : قد
سمعنا من المشايخ انه مات سنة(1030)، فكان القول بوفاته
سنة(1030) كان هو المعتمد عليه عند المشايخ، وارخها
بثلاثين تلميذه العلامة الشيخ هاشم الاتكاني في ظهر اثنا
عشريات‏استاذه المترجم له، قراها عليه سنة (1030) واجاز له
استاذه في شهر رجب وكتب اجازته عليه، وقال صاحب
مفتاح‏التواريخ ما معناه : انه توفي يوم الثلاثاء (12) شوال سنة
(1030). توفي باصبهان ونقل جثمانه قبل الدفن الى مشهد
الرضاعملا بوصيته ودفن بها في داره قريبا من الحضرة
المشرفة، وقد اتيحت لي زيارته سنة (1348)، رثاه تلميذه
العلامة‏الشيخ ابراهيم العاملي البازروني بقوله:
شيخ الانام بهاء الدين لا برحت
سحائب العفو ينشيها له الباري
مولى به اتضحت سبل الهدى وغدا
لفقده الدين في ثوب من القار
والمجد اقسم لا تبدو نواجذه
حزنا وشق عليه فضل اطمار
والعلم قد درست آياته وعفت
عنه رسوم احاديث واخبار
كم بكر فكر غدت للكون((837)) فاقدة
ما دنستها الورى يوما بانظار
كم خر لما قضى للعلم طود علا
ما كنت احسبه يوما بمنهار
وكم بكته محاريب المساجد اذ
كانت تضي‏ء دجى منه بانوار
فاق الكرام ولم تبرح سجيته
اطعام ذي سغب مع كسوة العاري
جل الذي اختار في طوس له جدثا
في ظل حامي حماها نجل اطهار
الثامن الضامن الجنات اجمعها
يوم القيامة من جود لزوار

عثرة لا تقال
لقد جاء الكاتب الفارسي سعيد النفيسي فيما الفه من ترجمة
حياة شيخنا بهاء الملة والدين كحاطب ليل، فضم الى
الدرة‏بعرة، واتى باشياء لاشاهد لها من التاريخ، وخفيت عليه
حقائق ناصعة، فطفق يثبت التافهات بالاوهام، ويؤيد
مزاعمه‏بالمضحكات، فمما باء بخزايته ما حسبه من ان الشيخ
عبدالصمد اخا الشيخ البهائي اكبر منه سنا، ودعم هذه
الدعوى‏بان‏الشيخ عبد الصمد توفي قبل اخيه بعشر سنين،
فكان ه يزعم ان ترتيب الموت كترتيب الولادة، فكما ان المولود
اولاهو اكبر الاخوة فكذلك المتوفى اولا.
وبان الشيخ عبدالصمد كان يسمى باسم جده فلو كان البهائي
اكبر الاخوة لاختص هو باسم جده وكان لاخيه اسم
جده‏الاعلى. فكانه يرى ذلك مطردا في الاسماء، ولكن متى
اطرد ذلك ؟ وممن جاء النص ؟ ولماذا هذا الاصرار والداب عليه
؟انا لا ادري، والنفيسي ايضا لا يدري، ووالد الشيخين وما ولد
ايضا لا يدرون.
وبان الشيخ عبدالصمد ما غادر عاملة مع ابيه لما سافر ابوه الى
البلاد الفارسية سنة (966) وانما صحبه الشيخ البهائي،ويظن
انه هرب الى المدينة المنورة، فلو لم يكن اكبر من الشيخ
البهائي لم يسعه ان يفارق اباه يوم فر من الفتنة الواقعة‏بعاملة
الى ايران. وقد خفي على المسكين ان الشيخ عبدالصمد صحب
اباه في بطن امه يوم غادر بلاده، وهو وليد ايران‏بقزوين بنص
من ابيه الشيخ الحسين في سنة الفتنة المذكورة (966)، ولم
نعرف من اين اتى الرجل بفرار الشيخ عبدالصمدالى المدينة
سنة (966).
وبان الشيخ البهائي الف كتابه الفوائد الصمدية في النحو باسم
اخيه الشيخ عبدالصمد، وبطبع الحال ان الصغير يسم
تاليفه‏باسم الكبير، ويندر خلاف ذلك الا من اناس حنكهم
ترويض النفس.
هكذا لفق الرجل السفاسف في اثبات مزعمته، فسود صحيفة
تاريخه بما لا يقبله العقل والمنطق، وقد خفي على
المغفل‏ان‏الشيخ حسين والد الشيخين البهائي واخيه ارخ
ولادتهما في كتاب محكي عنه في رياض العلماء((838)) في
ترجمته ولفظه :ولدت المولودة الميمونة بنتي ليلة الاثنين،
ثالث شهر صفر سنة خمسين وتسعمائة. واخوها ابو الفضائل
محمد بهاء الدين‏اصلحه اللّه وارشده عند غروب الشمس يوم
الاربعاء سابع عشرين ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين
وتسعمائة.. واختها ام‏ايمن سلمى بعد نصف الليل سادس عشر
محرم سنة خمس وخمسين وتسعمائة. واخوهم ابو تراب
عبدالصمد ليلة الاحدوقد بقي من الليل نحو ساعة ثالث شهر
صفر سنة ست وستين وتسعمائة في قزوين. وابن اخته السيد
محمد ليلة السبت‏ثامن عشرين صفر من السنة المذكورة في
قزوين. انتهى.
فالشيخ البهائي اكبر من اخيه الشيخ عبدالصمد رغم تلكم
التلفيقات اثني عشر عاما وستة وثلاثين يوما. وكان للرجل‏ان
يستفيد كبر الشيخ البهائي من اجازة والده الشيخ حسين له
ولاخيه من تقديمه اياه بالذكر على اخيه، قال : فقد
اجزت‏لولدي بهاء الدين محمد وابي رجب عبدالصمد حفظهم
اللّه تعالى بعد ان قرا علي ولدي الاكبر جملة كافية جميلة من
العلوم‏العقلية والنقلية. الى آخره.
وكذلك تقديم مشايخ الاجازة ذكر الشيخ البهائي مهما ذكروه
واخاه في اجازاتهم، والاستدلال بمثل هذه كان خيرا له
من‏اساطيره التي تحذلق بها.
ونحن في هذا المقام نضرب صفحا عن كل ما هو من هذا
القبيل في صفحات كتابه التي شوه بها سمعة التاريخ، والذي
يهمناالان التعرض لما تورط به من التجري على علماء الدين
واساطين المذهب، وهو لا يزال يحاول ذلك في حله وترحاله،
غيرانه حسب انه وجد فسحة لابانة ما يدور في خلده على لسان
شيخنا بهاء الملة والدين، وان كان خاب في ذلك وفشل،قال ما
معناه : اما الاشارات التي توجد للبهائي في مثنوية (نان
وحلوى) في حق المتشرعين المرائين فلم يرد بها
السيدالداماد، وانما اراد بها الفقهاء القشريين الجامدين،
المعجبين بالظواهر، المنكرين للتصوف والذوق، امثال المولى
احمدالاردبيلي، وكانوا كثيرين في عصره، وكان على الضد
منهم السيد الداماد الذي كان حكيما مفكرا ولم يكن فيه
شي‏ءمماذكر. انتهى.
كبرت كلمة تخرج من افواههم، واني لمستعظم جهل هذا
الرجل المركب، فانه لا يعرف شيئا ولا يدري انه لا يعرف،فطفق
يقع في عمد المذهب حسبان انه علم ما فاتهم، وحفظ ما
اضاعوه، فذكر عداد مثل المحقق الاردبيلي في
القشريين‏والفقهاء الظاهرية، وهو ذلك الانسان الكامل، في
علمه ودينه، في آرائه الناضجة وافكاره العميقة، في‏نفسياته
الكريمة‏وملكاته الفاضلة، في دعوته الالهية وخدماته للمذهب
الحق، في عرفانه الصحيح وحكمته البالغة، وقصارى القول
انه‏جماع الفضائل، ومختبا المثر كلها، ضع يدك على اي من
المناقب تجده شاهد صدق على شموخ رتبته،
وهاتفابسمومقامه،وتاليفاته الجليلة هي البرهنة الصادقة لعلو
كعبه في العلوم كلها معقولها ومنقولها، والماثور من غرائزه
الكريمة ادلاء حق‏على تقدمه في المحاسن ومحامد الشيم
نفسية وكسبية، وانك لا تجد انسانا يشك في شي‏ء من ذلك
بالرغم من هلجة هذاالمؤرخ القشري الجامد، وكاني بروحية
المحقق الاوحد الاردبيلي يخاطبه بقوله:
ما شير شكاران فضاى ملكوتيم
سيمرغ بدهشت نگرد بر مگس ما
او بقوله:
غنينا بنا عن كل من لا يريدنا
وان كثرت اوصافه ونعوته
ومن صد عنا حسبه الصد والقلا
ومن فاتنا يكفيه انا نفوته
ثم اي تصوف يريد الرجل فيما عابه من شيخنا العارف الالهي ؟
ايريد ذلك المذهب الباطل الملازم للعقائد الالحادية‏كالحلول
ووحدة الوجود بمعناهما الكفري، وامثالهما والتنصل عن
الطاعات بتحريف الكلم عن مواضعها، وتاويل قوله‏تعالى :
(واعبد ربك حتى ياتيك اليقين )((839)) بالراي الفطير ؟
فحاشا شيخنا الاحمد والاوحد وكل عالم رباني من ذلك،
وانماهو مذهب يروق كل شقي تعيس.
وان كان يريد العرفان الحق والذوق السليم الذي كان يعتنقه
الاوحديون من العلماء لدة شيخنا البهائي، وجمال الدين
احمدبن فهد الحلي، وزرافات من الاعاظم قبلهما وبعدهما،
فانا نجل شيخنا الاردبيلي عن التنكب عنه، بل يحق علينا ان
نعده‏من مشيخة الطريقة والعرفاء بها، وما يوجد في كتابه
حديقة الشيعة من التنديد بالصوفية فانما هو موجه اليهم بما
ذكرناه‏اولا. ولكن من اين عرف النفيسي الحق والباطل من
قسمي التصوف والعرفان والكمية التي كانت عند شيخنا
الاردبيلي ؟وهل هو من حقه او باطله ؟ انا لا ادري لكن اللّه
عالم بما تكنه الصدور وان الرجل تقحم غير مستواه، وتطلع الى
ما قصرعنه. رحم اللّه امرا عرف قدره ولم يتعد طوره.

(82) الحرفوشي العاملي
المتوفى (1059)
يا وردة من فوق بانه
سر المحبة من ابانه
اخفيته جهدي وقد
غلغلت في قلبي مكانه
وكتمت امر صبابتي
وسدلت استار الصيانه
ما كنت احسب ان يكو
ن الدمع يوما ترجمانه
لولا وضوح الامر ما
اغرى بنا الواشي لسانه
ولوى عنانك عن شج
شوقا اليك لوى عنانه
يا ظبية البان التي
عند القلوب لها مكانه
قد اسكرتني مقلتا
ك كان في الاجفان حانه((840))
وكرعت في ماء الصبا
ففضحت لين الخيزرانه
اجريت ذكرك في الحمى
وقد اجتلى طرفي جنانه
فلوى القضيب معاطفا
نظم الندى فيها جمانه((841))
واحمر خد شقيقها
وافتر ثغر الاقحوانه((842))
فكانني اجريت ذك
ر المرتضى لذوي الديانه
غيث الاله وغوثه
حيث الزمان يرى الزمانه((843))
كم اودع اللاجي الي
ه من مخاوفه امانه
واسال فوق المرتجي
سيل الحيا الساري بنانه
اعطاه باريه التقرب
منه زلفى والمكانه
فغدا القسيم بامره
يعط‏ي الورى كلا وشانه
يوري معاديه لظ‏ى
ويري مواليه جنانه
سل عنه ان حمي الوطي
س واصعد الحامي دخانه
من يلتوي قرضابه((844))
فيه التواء الافعوانه
حتى يرويه وير
وي من دم الجاني سنانه
وينكص الرايات تع
ثر بالجماجم من جبانه
واسال بخم كم له
المختار من فضل ابانه
واها له لو اطلقت
اعداؤه شوطا عنانه

الشاعر
الشيخ محمد بن علي بن احمد الحرفوشي((845)) الحريري
الشامي العاملي.
عبقري مقدم من عباقرة العلم والادب، واوحدي من اساطين
الفضيلة، لم يتحل بماثرة الا واتبعها بالنزوع الى مثلها،
ومااختص باكرومة الا وراقه ان يتطلع الى ما هو ارفع منها،
حتى عادت الفضائل والاحساب عنده كاسنان المشط،
اوخطوط الدائرة المنتهية الى مركزها، ورايت ان اوسط من
وصفه هو سيدنا المدني الشيرازي في سلافة العصر
(ص‏315)قال:
منار العلم السامي، وملتزم كعبة الفضل وركنها الشامي،
ومشكاة الفضائل ومصباحها، المنير به مساؤها وصباحها،
خاتمة‏ائمة العربية شرقا وغربا، والمرهف من كهام الكلام
شبا((846)) وغربا، اماط عن المشكلات نقابها، وذلل صعابها
وملك رقابها،وحل للعقول عقالها، واوضح للفهوم قيلها وقالها،
فتدفق بحر فوائده وفاض،
وملا بفرائده الوطاب والوفاض، والف بتليفه شتات الفنون،
وصنف بتصانيفه الدر المكنون، الى زهد فاق به‏خشوعاواخباتا ،
ووقار لا توازيه الرواسي ثباتا، وتاله ليس لابن ادهم غرره
واوضاحه، وتقدس ليس للسري سره‏وايضاحه. وهو شيخ
شيوخنا الذي عادت علينا بركات انفاسه، واستضانا بواسطة من
ضيا نبراسه. وكان قد انتقل من‏الشام الى بلاد العجم، وقطن بها
الى ان وفد عليه المنون وهجم. فتوفي بها في شهر ربيع الثاني
سنة تسع وخمسين والف.
وترجم له شيخنا الحر العاملي في امل الامل((847)) واثنى
عليه بقوله : كان عالما فاضلا اريبا((848)) ماهرا محققا مدققا
شاعرااديبا منشيا حافظا، اعرف اهل عصره بعلوم العربية. قرا
على السيد نور الدين علي بن علي بن ابي الحسن
الموسوي‏العاملي‏في مكة جملة من كتب الخاص ة والعامة، له
كتب كثيرة الفوائد.
واطراه شيخنا العلامة المجلسي في بحار الانوار((849))
بكلمة سيدنا صاحب السلافة المذكورة. وعقود جمل الثناء عليه
منضدة‏في صفحات المعاجم وكتب التراجم حتى اليوم، وقد
فصلنا القول في ترجمته في كتابنا شهداء الفضيلة (ص‏118)
وذكرناهنالك في (ص‏160) : ان المترجم له قرا عليه الشيخ
علي زين الدين حفيد الشهيد الثاني، ويروي عنه السيد
هاشم‏الاحسائي كما في المستدرك (3/406).

آثاره القيمة
1 طرائف النظام ولطائف الانسجام في محاسن الاشعار.
2 اللالئ السنية في شرح الاجرومية، مجلدان.
3 شرح شرح الكافيجي على قواعد ابن هشام.
4 شرح شرح الفاكهي على القطر.
5 شرح قواعد الشهيد (قده).
6 شرح الصمدية في النحو.
7 شرح التهذيب في النحو.
8 شرح الزبدة في الاصول.
9 مختلف النحاة في النحو.
10 رسالة الخال.
11 ديوان شعره.
وقال صاحب الامل((850)) بعد عد كتبه ورسائل متعددة:
رايته في بلادنا مدة ثم سافر الى اصفهان، ولما توفي رثيته
بقصيدة‏طويلة منها:
اقم متما للمجد قد ذهب المجد
وجد بقلبي السوء والحزن والوجد
وبانت عن الدنيا المحاسن كلها
وحل بها لون الضحى فهو مسود((851))
وسائلة ما الخطب راعك وقعه
وكادت له الشم الشوامخ تنهد
وما للبحار الزاخرات تلاطمت
وامواجها ايد وساحلها خد
فقلت نعى الناعي الينا محمدا
فذاب اسى من نعيه الحجر الصلد
مضى فائق الاوصاف مكتمل العلى
ومن هو في طرق السرى‏العلم الفرد
فكم قلم ملقى من الحزن صامت
فما عنده للصامتين له رد
وطالب علم كان مغتبطا به
كمغتنم للوصل فاجاه الصد
لقد اظلمت طرق المباحث بعده
وكان كبدر التم قارنه السعد
فاهل المعالي يلطمون خدودهم
وقد قل في ذا الرزء ان يلطم الخد
لرزء الحريري استبان على العلى
اسى لم تكن لولا المصاب به يبدو
وشاعرنا الحريري مع انه وليد مهد العروبة، ورضيع ثدي
مجدها المؤثل، له في الادب والقريض يد ناصعة، وفي علوم‏لغة
الضاد تضلع وتقدم، قال سيدنا المدني في السلافة((852)) : له
الادب الذي اينعت ثمار رياضه، وتبسمت ازهار حدائقه‏وغياضه،
فحلا جناها لاذواق الافهام، وتنشق عرفها كل ذي فهم فهام.
فمن مطرب كلامه الذي سجعت به على اغصان‏انامله عنادل
اقلامه قوله مادحا شيخه الشيخ شرف الدين الدمشقي سنة
ست وعشرين والف:
اذا ما منحت جفوني القرارا
فمر طارق الطيف يدني المزارا
فعلك تثلج قلبا به
تاجج وجدا وزاد استعارا
وانى يزور فتى قد براه
سقام يمض ولو زار حارا
خليلي عرج على رامة
لانظر سلعا وتلك الديارا
وعج بي على ربع من قد ناى
لاسكب فيه الدموع الغزارا
فقلبي من منذ زم المط‏ي
ترحل عني الى حيث سارا
فهل ناشد لي وادي العقيق
عنه فاني عدمت القرارا
بروحي رشا فاتن فاتك
اذا ما انثنى هام فيه العذارى
ولما رنا باللحاظ انبرت
قلوب الانام لديه حيارى
ومن عجب انها لم تزل
تعاقب بالحد وهي السكارى
واعجب من ذا راينا بها
انكسارا يقود اليها انتصارا
ولم ار من قبله سافكا
دماء ولم يخش في القتل ثارا
يعير الغزالة من وجهه
ضياء ويسلب منها النفارا
ويحمي بمرهف اجفانه
جنيا من الورد والجلنارا
تملكني عنوة والهوى
اذا ما اغار الحذار الحذارا
يرق العذول اذا ما راى
غرامي ويمنحني الاعتذارا
ومن رشقته سهام اللحاظ
فقد عز برء وناء اصطبارا
حنانيك لست باول من
دعاه الغرام فلبى جهارا
ولا انت اول صب جنى
على نفسه حين اضحى جبارا
ترفق بقلبك واستبقه
فقد حكم الوجد فيه وجارا
وعج عن حديث الهوى واقرعن
الى مدح من في العلى لا يجارا
امام توحد في المكرمات
ونال المعالي والافتخارا
وادرك شاو العلى يافعا
والبس شانيه منه الصغارا
سما في الكلام الى غاية
وناهيك من غاية لا تبارى
مناقبه لا يطيق الذكي
بيانا لمعشارها وانحصارا
غدا كعبة لاقتداء الورى
واضحى لباغي الكمال المنارا
اليه المفاخر منقادة
ابت غيره ان يكون الوجارا
هو البحر لا ينقضي وصفه
فحدث عن البحر تلق اليسارا
اذا اظلم البحر عن فكرة
توقد عاد لديه نهارا
يفيد لراجي المعالي علا
ويمنح عافي نداه النضارا
وبكر تجرر اذيالها
اليك دلالا وتسعى بدارا
اتتك من الحسن في مطرف
تثنى قواما ابى الاهتصارا
تضوع عبيرا وتختال في
ملابس وشي ابت ان تعارا
تشكى اليك زمانا جنى
عليها بنوه وخانوا الذمارا
وهموا باطفاء مقباسها
فلم يجدوا حين راموا اقتدارا
فباءوا بخفي حنين وقد
علاهم خسار ونالوا بوارا
وكيف وانت الذي قد قدحت
زنادا ذكاها واوريت نارا
فهاك عروسا ترجى بان
يكون القبول لديها نثارا
ومنك اليك اتت اذ غدت
لها منشا واضحا والنجارا
ودم واحد الدهر فرد الورى
تنال سموا وتحوي وقارا
مدى الدهر ما لاح شمس الضحى
وناوح بلبل روض هزارا
وواصل صبا حبيب وما
تذكر نجدا فحن ادكارا
وتوجد في السلافة((853)) من شعره مائة واثنان وعشرون بيتا
غير ما ذكرناه. وورث فضائله ومكارمه ولده الفاضل
الصالح‏الشيخ ابراهيم بن محمد الحرفوشي نزيل طوس مشهد
الامام الرضا (ع) والمتوفى بها سنة (1080) كما ذكره
شيخنا الحر في الامل((854))، وقد قرا على ابيه وغيره.

(83) ابن ابي الحسن العاملي
المتوفى (1068)
علي تعالى بالمكارم والفضل
واصحابكم قدما عكوف على العجل
اباه ذوو الشورى لما في صدورهم
تغلغل من حقد عليه ومن غل
وماذا عسى يا مرو ان ينفع الابا
وقد قال فيه المصطفى خاتم الرسل
ونص عليه في الغدير بانه
امام الورى بالمنطق الصادع الفصل
فاودعتموها غير اهل بظلمكم
وابعدتموها اي بعد عن الاهل
فذوا رسول اللّه في منع بنته
تراثا لها يا ساء ذلك من فعل
وكم ركبوا غيا وجاؤوا بمنكر
وكم عدلوا عن جانب‏الرشد والعدل
مثالب لا تحصى عدادا وكثرة
ابى عدها عن ان يحيط به مثلي
كفرتم ولفقتم احاديث جمة
بمدح اناس ساقطين ذوي جهل
ولم يكفكم حتى وضعتم مثالبا
لصنو رسول اللّه والمرتضى العدل
فقلتم ضلالا : ساء حيدر احمدا
بخطبته بنت اللعين ابي جهل((855))
على انه لو كان حقا وثابتا
فحاشاه ان يابى ويغضب من حل
نسبتم الى الهادي متابعة الهوى
وكذبتم فيه الاله بذا النقل
القصيدة ذكرها العلامة السيد احمد العطار في الجزء الثاني من
كتابه الرائق.

الشاعر
السيد نور الدين علي الثاني ابن السيد نور الدين علي
الكبير ابن الحسين بن ابي الحسن الموسوي العاملي‏الجبعي.
من اعيان الطائفة ووجوه اعلامها، وفي الطليعة من عباقرتها،
جمع بين العلم والادب، وتحلى بابراد الزهد والورع، كما
كان‏ابوه اوحديا من اعلام بيت الوحي وفذا من افذاذ العلم
والفضيلة، وعلما من تلامذة شيخنا الشهيد الثاني.
قرا سيدنا المترجم له على ابيه السيد الشريف الطاهر، وعلى
العلمين الحجتين صاحب المدارك اخيه لابيه، والشيخ
حسن‏ابن الشيخ الشهيد الثاني اخيه لامه ويروي عنهما.
ويروي بالاجازة عن الشيخين : العرضي الحلبي((856))
والبوريني الشامي((857)) قال في اجازته للمولى محمد
محسن : اني اروي‏جانبا من مؤلفات العامة في المعقول والفقه
والحديث عن الشيخين الجليلين المحدثين، اعلمي زمانهما،
ورئيسي اوانهما : عمرالعرضي الحلبي، وحسن البوريني
الشامي، بالاجازة منهما بالطرق المفصلة عنهم في اجازتيهما
الي.
ويروي عن السيد بالاجازة المولى محمد طاهر القمي المتوفى
(1089) الاتي ذكره في هذا الجزء ان شاء اللّه تعالى.
والشيخ هاشم بن الحسن بن عبدالرؤوف الاحسائي((858)).
والشيخ ابو عبداللّه الحسين بن الحسن بن يونس العاملي
العيناثي الجبعي((859)).
والمولى محمد محسن بن محمد مؤمن، باجازة مؤرخة بسنة
(1051)((860)).
والسيد محمد مؤمن بن دوست محمد الحسيني الاسترآبادي
نزيل مكة المشرفة والشهيد بها سنة (1088) كان من
تلمذة‏السيد المترجم له((861))، توجد ترجمة هذا الشريف
المؤمن في كتابنا شهداء الفضيلة((862)).
والمولى محمد باقر بن محمد مؤمن الخراساني السبزواري
المتوفى سنة (1090) يروي عن شاعرنا الشريف كما في
اجازته‏للمولى محمد شفيع((863)).
والشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني المتوفى
(1091)((864)).
والسيد احمد نظام الدين المتوفى سنة (1086) والد السيد علي
خان المدني صاحب السلافة كما في
روضات‏الجنات((865))(ص‏413).
وانت مهما اطلعت على ذكر شاعرنا نور الدين في المعاجم
تجدها مزدانة بجمل الاطراء له، مشحونة بغرر ودرر في‏الثناء
عليه، منضدة بايدي اعلام العلم والدين. قال سيدنا صدر الدين
المدني في سلافة العصر (ص‏302) : طود العلم‏المنيف، وعضد
الدين الحنيف، ومالك ازمة التاليف والتصنيف، الباهر بالرواية
والدراية، والرافع لخميس المكارم اعظم‏راية، فضل يعثر في
مداه مقتفيه، ومحل يتمنى البدر لو اشرق فيه، وكرم يخجل
المزن الهاطل، وشيم يتحلى بها جيد الزمن‏العاطل، وصيت من
حسن السمعة بين السحر والنحر.
فسار مسير الشمس في كل بلدة
وهب هبوب الريح في البر والبحر
حتى كان رائد المجد لم ينتجع سوى جنابه، وبريد الفضل لم
يقعقع سوى حلقة بابه، وكان له في مبدا بالشام مجال لا
يكذبه‏بارق العز اذا شام، بين اعزاز وتمكين، ومكان في جانب
صاحبها مكين، ثم انثنى عاطفا عنانه وثانيه، فقطن بمكة
شرفهااللّه تعالى وهو كعبتها الثانية، تستلم اركانه كما تستلم
اركان البيت العتيق، وتستنسم اخلاقه كما يستنسم المسك
العبيق،يعتقد الحجيج قصده من غفران الخطايا، وينشد
بحضرته:
تمام الحج ان تقف المطايا
وقد رايته بها وقد اناف على التسعين، والناس تستعين به ولا
يستعين، والنور يسطع من اسارير جبهته، والعز يرتع في‏ميادين
جدهته((866))، ولم يزل بها الى ان دعي فاجاب، وكانه الغمام
امرع البلاد فانجاب، وكانت وفاته لثلاث عشرة بقين من‏ذي
الحجة الحرام سنة ثمان وستين والف، رحمه اللّه تعالى ، وله
شعر يدل على علو محله، وابلاغه هدي القول الى محله،
فمنه‏قوله متغزلا:
يا من مضوا بفؤادي عندما رحلوا
من بعدما في سويد القلب قد نزلوا
جاروا على مهجتي ظلما بلا سبب
فليت شعري‏الى من في‏الهوى عدلوا
واطلقوا عبرتي من بعد بعدهم
والعين اجفانها بالسهد قد كحلوا
يا من تعذب من تسويفهم كبدي
ما آن يوما لقطع الحبل ان تصلوا
جادوا على غيرنا بالوصل متصلا
وفي الزمان علينا مرة بخلوا
كيف السبيل الى من في هواه مضى
عمري وما صدني عن ذكره شغل
واحيرتي ضاع ما اوليت من زمن
اذ خاب في وصل من اهواهم الامل
في اي شرع دماء العاشقين غدت
هدرى وليس لهم ثار اذا قتلوا
ياللرجال من البيض الرشاق اما
كفاهم ما الذي بالناس قد فعلوا
من منصفي من غزال ماله شغل
عني ولا عاقني عن حبه عمل
نصبت اشراك صيدي في مراتعه
الصيد فني ولي في طرقه حيل
فصاح بي صائح خفض عليك‏فقد
صادوا الغزال الذي تبغيه يا رجل
فصرت كالواله الساهي وفارقني
عقلي وضاقت علي الارض والسبل
وقلت باللّه قل لي اين سار به
من صاده علهم في السير ما عجلوا
فقال لي كيف تلقاهم وقد رحلوا
من وقتهم واستجدت سيرها الابل
وقوله مادحا بعض الامراء وهي من غرر كلامه :
لك الفخر بالعليا لك السعد راتب
لك العز والاقبال والنصر غالب
لك المجد والاجلال والجود والعطا
لك الفضل والنعما لك الشكر واجب
سموت على هام المجرة رفعة
ودارت على قطبي علاك الكواكب
فيا رتبة لو شئت ان تبلغ السهى
بها اقبلت طوعا اليك المطالب
بلغت العلا والمجد طفلا ويافعا
ولا عجب فالشبل في المهد كاسب
سموت على قب((867)) السراحين((868)) صائلا
فكلت بكفيك القنا والقواضب
وحزت رهان السبق في حلبة العلا
فانت لها دون البرية صاحب
وجلت بحومات الوغى جول باسل
فردت على اعقابهن الكتائب
فلا الذارعات المعتمات تكنها
ملابسها لما تحن المضارب
ولا كثرة الاعداء تغني جموعها
اذا لمعت منك النجوم الثواقب
خض‏الحتف لا تخش‏الردى‏واقهرالعدى
فليس سوى الاقدام في الراي صائب
وشمر ذيول الحزم عن ساق عزمها
فما ازدحمت الا عليك المراتب
اذا صدقت للناظرين دلائل
فدع عنك ما تبدي الظنون الكواذب
ببيض المواضي يدرك المرء شاوه
وبالسمر ان ضاقت تهون المصاعب
لاسلافك الغر الكرام قواعد
على مثلها تبنى العلا والمناصب
زكوت وحزت المجد فرعا ومحتدا
فباؤك الصيد الكرام الاطايب
ومن يزك اصلا فالمعالي سمت به
ذرى المجد وانقادت اليه الرغائب
القصيدة
وتوجد ترجمته((869)) في: البحار (25/124)، ورياض العلماء،
وخلاصة الاثر (3/132 134)، وروضات الجنات
(ص‏530)، والفوائد الرضوية (1/313)، والكنى والالقاب
(3/223)، وقال صاحب امل الامل : وقد رايته في بلادنا
وحضرت درسه‏بالشام اياما يسيرة وكنت صغير السن ورايته
بمكة ايضا اياما، وكان ساكنا بها اكثر من عشرين سنة، ولما مات
رثيته‏بقصيدة طويلة ستة وسبعين بيتا اولها:
على مثلها شقت حشا وقلوب
اذا شققت عند المصاب جيوب
لحى اللّه قلبا لا يذوب لفادح
تكاد له صم الصخور تذوب
جرى كل دمع يوم ذاك مرخما
وضاق فضاء الارض وهو رحيب
على السيد المولى الجليل المعظم
النبيل بعيد قد بكى وقريب
خبا نور دين اللّه فارتد ظلمة
اذ اغتاله بعد الطلوع مغيب
فكل جليل بعد ذاك محقر
وكل جميل بعد ذاك معيب
فمن ذا يمير السائلين وقد قضى
ومن لسؤال السائلين يجيب
ومن ذا يحل المشكلات بفكره
يبين خفي العلم وهو غيوب
ومن ذا يقوم الليل للّه داعيا
اذا عز داع في الظلام منيب
ومن ذا الذي يستغفر اللّه في الدجى
ويبكي دما ان قارفته ذنوب
ومن يجمع الدنيا مع الدين والتقى
مع الجاه ان المكرمات ضروب
لتبك عليه للهداية اعين
ومدمعها منها عليه صبيب
وتبك عليه للتصانيف مقلة
تقاطر منها مهجة وقلوب
القصيدة
وقال : كان عالما فاضلا اديبا شاعرا منشئا جليل القدر عظيم
الشان، وله كتاب شرح المختصر النافع لم يتم، وكتاب
الفوائدالمكية، وشرح الاثنا عشرية((870)) الصلاتية للشيخ
البهائي، وغير ذلك من الرسائل. انتهى. وله رسالة في تفسير آية
مودة ذي‏القربى، ورسالة غنية المسافر عن المنادم والمسامر.
وورثه على فضائله وفواضله ولده السيد جمال الدين بن نور
الدين علي بن [نور الدين علي الكبير بن] الحسين بن
ابي‏الحسن الحسيني الدمشقي، قرا بدمشق على العلامة السيد
محمد بن حمزة نقيب الاشراف، ثم هاجر الى مكة وابوه ثمة
في‏الاحياء، فجاور بها مدة، ثم دخل اليمن ايام الامام احمد بن
الحسن فعرف حقه من الفضل، ومدحه بقصيدة مطلعها
خليلي‏عودا لي فيا حبذا المطل
اذا كان يرجى في عواقبه الوصل((871))
ثم فارق اليمن، ودخل الهند، فوصل الى حيدرآباد وصاحبها
يومئذ الملك ابو الحسن، فاتخذه نديم مجلسه، واقبل
عليه‏بكليته، ولما طرقت النكباء ابا الحسن من سلطان الهند
الاعظم وحبس انقلب الدهر على السيد جمال الدين، فبقي
مدة في‏حيدرآباد الى ان مات بها في سنة ثمان وتسعين والف،
كما اخبرني بذلك اخوه روح الادب السيد علي بمكة المشرفة.
كذا ترجمه المحبي في خلاصة الاثر (1/494)، واثنى عليه
صاحب امل الامل((872)) (ص‏7) وقال : عالم فاضل محقق
مدقق‏ماهر اديب شاعر، كان شريكنا في الدروس عند جماعة
من مشايخنا، سافر الى مكة وجاور بها، ثم الى مشهد الرضا
(ع)ثم الى حيدر آباد، وهو الان ساكن بها، مرجع فضلائها
واكابرها، وله شعر كثير من معميات وغيرها، وله حواش
وفوائدكثيرة، ومن شعره قوله:
قد نالني فرط التعب
وحالني من العجب
فمن اليم الوجد في
جوانحي نار تشب
ودمع عيني قد جرى
على الخدود وانسكب
وبان عن عيني‏الحمى
وحكمت يد النوب
ياليت شعري هل ترى
يعود ما كان ذهب
يفدي فؤادي شادنا
مهفهفا عذب الشنب
بقامة كاسمر
بها النفوس قد سلب
ووجنة كانها
جمر الغضا اذا التهب
فذكر شطرا من شعره، فقال : وقد كتبت اليه مكاتبة منظومة
اثنين واربعين بيتا، اذكر منها ابياتا:
سلام واكرام وازكى تحية
تعطر اسماع بهن وافواه
واثنيته مستحسنات بليغة
تطابق فيها اللفظ حسنا ومعناه
واشرف تعظيم يليق باشرف ال
كرام واحلى الوصف منه واعلاه
اقبل ارضا شرفتها نعاله
وابدي بجهدي كل ما قد ذكرناه
من المشهد الاقصى‏الذي من ثوى به
ينل في حماه كل ما تمناه
الى ماجد تعنو الانام ببابه
فتدرك ادنى العز منه واقصاه
واضحى ملاذا للانام وملجا
يخوضون في تعريفه كلما فاهوا
فتى في يديه اليمن واليسر للورى
فلليمن يمناه ولليسر يسراه
جناب الامير الامجد الندب سيدي
جمال العلى والدين ايده اللّه
وبعد فان العبد ينهي صبابة
تناهت ووجدا ليس يدرك ادناه
ويشكو فراقا احرق القلب ناره
وقد دك طود الصبر منه وافناه
وانا وان شطت بكم غربة النوى
لنحفظ عهد الود منكم ونرعاه
وقد جاءني منكم كتاب مهذب
فبدل همي بالمسرة مرآه
فلا تقطعوا اخباركم عن محبكم
فان كتابا من حبيب كلقياه
واني بخير غير ان فراقكم
اذاب فؤادي بالغرام واصماه((873))
واهدي سلامي والتحية والثنا
والطف مدح مع دعاء تلوناه
الى الاخوة الامجاد قرة مقلتي
احبة قلبي خير ما يتمناه
الى ان قال :
اليكم تحيات اتت من عبيدكم
محمد الحر الذي انت مولاه
وفي صفر تاريخ عام ستة
وسبعين بعد الالف بالخير عقباه
واوعز الى ذكره الجميل صاحب روضات الجنات((874))
(ص‏115) في ذيل ترجمة السيد جمال الدين الجرجاني، وذكره
ابن‏اخيه السيد عباس بن علي في نزهة الجليس((875))،
وتوجد ترجمته في بغية الراغبين((876)) وفيه : انه قرا على
ابيه وجماعة، وروى‏عن ابيه وعن جده لامه الشيخ نجيب
الدين. وذكره القمي في الفوائد الرضوية (1/84)، وجمع شتات
ترجمته سيد الاعيان‏في الجزء السادس عشر((877)) (ص‏383
390).

(84) الشيخ حسين الكركي
المتوفى (1076)
فخاض امير المؤمنين بسيفه
لظاها واملاك السماء له جند
وصاح عليهم صيحة هاشمية
تكاد لها الشم الشوامخ تنهد
غمام من الاعناق تهطل بالدما
ومن سيفه برق ومن صوته رعد
وصي رسول اللّه وارث علمه
ومن كان في خم له الحل والعقد
لقد ضل من قاس الوصي بضده
وذو العرش يابى ان يكون له ند
القصيدة((878))

الشاعر
الشيخ حسين بن شهاب الدين بن حسين بن خاندار((879))
الشامي الكركي العاملي، هو من حسنات عاملة، ومن
العلماءالمشاركين في العلوم المتضلعين منها، اما حظه من
الادب فوافر، ولعلك لا تدري اذا سرد القريض انه هل نظم درا،
اوصاغ تبرا.
ذكره معاصره في الامل((880)) وقال : كان عالما فاضلا ماهرا
اديبا شاعرا منشئا من المعاصرين له كتب منها : شرح
نهج‏البلاغة، وعقود الدرر في حل ابيات المطول والمختصر،
وحاشية المطول، وكتاب كبير في الطب، وكتاب مختصر
فيه،وحاشية البيضاوي، ورسائل في الطب وغيره، وهداية
الابرار في اصول الدين، ومختصر الاغاني، وكتاب
الاسعاف،ورسالة في طريقة العمل، وديوان شعره، وارجوزة في
النحو، وارجوزة في المنطق، وغير ذلك. وشعره حسن جيد
خصوصامدائحه لاهل البيت (ع)، سكن اصفهان مدة، ثم
حيدرآباد سنين ومات بها، وكان فصيح اللسان، حاضر الجواب،

متكلما حكيما، حسن الفكر، عظيم الحفظ والاستحضار، توفي
في سنة (1076) وكان عمره (68) سنة.
وبالغ في الثناء عليه السيد المدني في السلافة((881))
(ص‏355) ومما قال : طود رسا في مقر العلم ورسخ، ونسخ
خطة الجهل بماخط ونسخ. علا به من حديث الفضل اسناده،
واقوى به من الادب اقواؤه وسناده((882)). رايته فرايت منه
فردا في الفضائل‏وحيدا، وكاملا لا يجد الكمال عنه محيدا. تحل
له الحبى((883)) وتعقد عليه الخناصر، اوفى على من قبله
وبفضله اعترف‏المعاصر. يستوعب قماطر العلم حفظا بين
مقروء ومسموع، ويجمع شوارد الفضل جمعا هو في الحقيقة
منتهى الجموع، حتى‏لم ير مثله في الجد على نشر العلم واحياء
مواته، وحرصه على جمع اسبابه وتحصيل ادواته. كتب بخطه
ما يكل لسان القلم‏عن ضبطه، واشتغل بعلم الطب في اواخر
عمره، فتحكم في الارواح والاجساد بنهيه وامره.
ثم ذكر انتقاله وتجوله في البلاد، وقدومه على والده سنة اربع
وسبعين،
ووفاته يوم الاثنين لاحدى عشرة بقيت من صفر سنة ست
وسبعين والف عن اربع وستين سنة تقريبا((884)).
وذكر من شعره مائتين وواحدا وعشرين بيتا. ومنها قوله:
يا شقيق البدر اخفى
فرعك المسدول بدرك
فارحم العشاق واكشف
يا جميل الستر سترك
وقوله :
جودي بوصل او ببين
فالياس احدى الراحتين
ايحل في شرع الهوى
ان تذهبي بدم الحسين
وقوله :
ولقد تاملت الزمان واهله
فرايت نار الفضل فيهم خامده
فتن تجوش ودولة قد حازها
اهل الرذالة والعقول الفاسده
فقلوبهم مثل الحديد صلابة
واكفهم مثل الصخور الجامده
فرايت ان الاعتزال سلامة
وجعلت نفسي واو عمرو الزائده
ومن شعره المذكور في امل الامل((885)) قوله :
رضيت لنفسي حب آل محمد
طريقة حق لم يضع من يدينها
وحب علي منقذي حين يحتوي
لدى الحشر نفس لا يفادى رهينها
وقوله من قصيدة :
ابا حسن هذا الذي استطيعه
بمدحك وهو المنهل السائغ العذب
فكن شافعي يوم المعاد ومونسي
لدى ظلمات اللحد اذ ضمني الترب
ومن شعره قوله((886)) :
ما لاح برق من ربى حاجر
الا استهل الدمع من ناظري
ولا تذكرت عهود الحمى
الا وسار القلب عن سائري
اواه كم احمل جور الهوى
ما اشبه الاول بالاخر
يا هل ترى يدري نؤوم الضحى
بحال ساه في الدجى ساهر
تهب ان هبت يمانية
اشواقه للرشا النافر
يضرب في الافاق لا ياتلي
في جوبها كالمثل السائر
طورا تهاميا وطورا له
شوق الى من حل في الحائر
كان مما رابه قلبه
علق في قادمتي طائر
ومنها :
يطيب عيشي في ربى طيبة
بقرب ذاك القمر الزاهر
محمد البدر الذي اشرق ال
كون بباهي نوره الباهر
كونه الرحمن من نوره
من قبل كون الفلك الدائر
حتى اذا ارسله للهدى
كالشمس يغشي ناظر الناظر
ايده بالمرتضى حيدر
ليث الحروب الاروع الكاسر
فكان مذ كان نصيرا له
بورك في المنصور والناصر
يجندل الابطال يوم الوغى
بذي الفقار الصارم الباتر
توجد ترجمة شاعرنا الحسين في خلاصة الاثر (2/90 94)،
ورياض الجنة في الروضة الرابعة لسيدنا الزنوزي،
واجازات‏البحار((887)) (ص‏125) لشيخنا العلامة المجلسي،
وروضات الجنات((888)) (ص‏193، 557)، وتتميم امل الامل
لابن ابي شبانة،ونجوم السماء (ص‏93)، وسفينة البحار (1/273)
واعيان الشيعة((889)) (26/138 156)، والفوائد الرضوية
(1/135)، وشهداءالفضيلة (123)، وذكره صاحب معجم الاطباء
(ص‏171) واثنى عليه وقال : وذكره البديعي في كتابه ذكرى
حبيب آوقال فيه : هو ثاني ابي الفضل البديع الهمداني، وثالث
ابن الحجاج والواساني، وقد دون مدائحه وسماها : كنز
اللالئ‏وجمع اهاجيه ووسمها ب : السلاسل والاغلال، اشتغل
بعلم الطب في آخر عمره. الى آخره. رحم اللّه معشر السلف.

(85) القاضي شرف الدين
المتوفى (1079)
لو كان يعلم انها الاحداق
يوم النقا ما خاطر المشتاق
جهل الهوى حتى غدا في اسره
والحب ما لاسيره اطلاق
يا صاحبي وما الرفيق بصاحب
ان لم يكن من دابه الاشفاق
هذا النقا حيث النفوس تباح وال
الباب تشرق والدماء تراق
حيث الظباء لهن شوق في الهوى
فيه لارباب العقول نفاق
وحذار من تلك الظباء فما لها
في الحب لا عهد ولا ميثاق
كالبدر الا انه في تمه
لا يختشى ان يعتريه محاق
كالغصن لكن حسنه في ذاته
والغصن زانت قده الاوراق
مهما شكوت له الجفاء يقول لي
ما الحب الا جفوة وفراق
او اشتكي سهري عليه يقل متى
نامت لمن حمل الهوى آماق
او قلت قد اشرقتني بمدامعي
قال الاهلة شانها الاشراق
كنت الخلي فعرضتني للهوى
يوم النوى الوجنات والاحداق
الى ان قال :
ولقد اقول لعصبة زيدية
وخدت بهم نحو العراق نياق
بابي وبي وبطارفي وبتالدي
من يمموه ومن اليه تساق
هل منة في حمل جسم حل في
ارض الغري فؤاده الخفاق
اسمعتهم ذكر الغري وقد سرت
بعقولهم خمر السرى فافاقوا
حبا لمن يسقي الانام غدا ومن
تشفى بترب نعاله الاحداق
لمن استقامت علة الباري به
وعلت وقامت للعلا اسواق
ولمن اليه حديث كل فضيلة
من بعد خير المرسلين يساق
لمحطم اللدن الرماح وقد غدا
للنقع من فوق الرماح رواق
لفتى تحيته لعظم جلاله
من زائريه الصمت والاطراق
صنو النبي وصهره يا حبذا
الصنوان قد وشجتهما الاعراق
وابو الالى فاقوا وراقوا الالى
بمديحهم تتزين الاوراق
انظر الى غايات كل فضيلة
اسواه كان جوادها السباق
وامدحه لا متحرجا في مدحه
اذ لا مبالغة ولا اغراق
ولاه احمد في الغدير ولاية
اضحت مطوقة بها الاعناق
حتى اذا اجرى اليها طرفه
حادوه عن سنن الطريق وعاقوا
ما كان اسرع ما تناسوا عهده
ظلما وحلت تلكم الاطواق
شهدوا بها يوم الغدير لحيدر
اذ عم من انوارها الاشراق
القصيدة((890))

الشاعر
القاضي شرف الدين الحسن ابن القاضي جمال الدين علي بن
جابر بن صلاح ابن احمد بن صلاح بن احمد بن ناجي بن‏احمد
بن عمر بن حنظل بن المطهر بن علي الهبلي((891))
الخولاني اليمني الصنعاني، احد اعلام اليمن واعيانها الادباء،
كان‏عالماكاتبا شاعرا، له ديوان يسمى بقلائد الجواهر، وفي
نسمة السحر : ان اليمن لم تلد اشعر منه من اول الدهر الى
وقته،ومن منثور كتاباته تقريظ على سمط اللالئ تاليف السيد
ابي الحسن((892)) اسماعيل بن محمد ومن شعره:
مشروطة خطرت ترنح قامة
يخزي الذوابل لينها وشطاطها
قامت قيامة عاشقيها في الهوى
مذ اسفرت وبدت لهم اشراطها
توفي بصنعاء وهو شاب في صفر سنة (1079) ورثاه والده وغيره.
وذكره صاحب خلاصة الاثر واطراه واثنى عليه في الكتاب
(2/30)، وذكر كثيرا من شعره ومما رواه قوله:
اين استقر السفر الاول
عما قريب بهم ننزل
مروا سراعا نحو دار البقا
ونحن في آثارهم نرحل
ما هذه الدنيا لنا منزلا
وانما الاخرة المنزل
قد حذرتنا من تصاريفها
لو اننا نسمع او نعقل
يطيل فيها المرء آماله
والموت من دون الذي يامل
يحلو له ما مر من عيشها
ودونه لو عقل الحنظل
الهته عن طاعة خلاقه
واللّه لا يلهو ولا يغفل
يا صاح ما لذة عيش بها
والموت ما تدري متى ينزل
يدعو لي الاحباب من بيننا
يجيبه الاول فالاول
يا جاهلا يجهد في كسبها
اغرك المشرب والماكل
ويا اخا الحرص على جمعها
مهلا فعنها في غد تسال
لا تتعبن فيها ولا تاسفن
لما مضى فالامر مستقبل
ما قولنا بين يدي حاكم
يعدل في الحكم ولا يعزل
ما قولنا للّه في موقف
يخرس فيه المصقع المقول
وان سئلنا فيه عن كل ما
نقول في الدنيا وما نفعل
ما الفوز للعالم في علمه
وانما الفوز لمن يعمل
وقوله وفيه الجناس الكامل :
رويدك من كسب الذنوب فانت لا
تطيق على نار الجحيم ولا تقوى
اترضى بان تلقى المهيمن في غد
وانت بلا علم لديك ولا تقوى

(86) السيد ابو علي الانسي
اليمني المتوفى (1079)
امر اللّه في التنازع بالرد اليه سبحانه وتعالى((893))
والى خير خلقه سيد الرس
ل وازكاهم فعالا ومقالا
فلماذا غدا التنازع في ام
ر عظيم قد خالفوه ضلالا
حكمت في مقام خير البرايا
حين ولى تيها رجال رجالا
فابن لي ما حال من خالف اللّه ومن صير الحرام حلالا
واعرض القول‏في‏الجواب‏على ما
انزل اللّه واطرح الاقوالا
زعم النص في الوصي خفيا
من رمى النصب اصغريه وغالا
وحديث الغدير يكفيه مما
قال فيه محمد واستقالا
غير ان الضغائن القرشيا
ت بها كانت الليالي حبالا((894))