(50) ابن مكي النيلي
المتوفى (565)
الم تعلموا ان النبي محمدا / بحيدرة اوصى ولم يسكن الرمسا
وقال لهم والقوم في خم حضر / ويتلو الذي فيه وقد همسوا همسا
علي كزري من قميصي وانه / نصيري ومني مثل هارون من موسى
الم تبصروا الثعبان مستشفعا به / الى اللّه والمعصوم يلحسه لحسا
فعاد كطاووس يطير كانه / تغشرم فيالاملاك فاستوجب الحبسا ((4-1114))
اما در كف العبد بعد انقطاعها / اما رد عينا بعد ما طمست طمسا ((4-1115))
الشاعر
سعيد ((4-1116)) بن احمد بن مكي النيلي المؤدب، من اعلام الشيعة وشعرائها المجيدينالمتفانين في حب العترة الطاهرة وولائها، المتصلبين في اعتناق مذهبهم الحق، ولقداكثر فيهم واجاد، وجاهر بمديحهم ونشر مثرهم حتى نسبه القاصرون الى الغلو، لكنالرجل موال مقتصد، قد اغرق نزعا في اقتفاء اثر القوم والاستضاءة بنورهم الابلج،وقد عده ابن شهرآشوب في معالمه ((4-1117)) من المتقين من شعراء اهل البيت (ع).
قال الحموي في معجم الادباء ((4-1118)) (4/230): المؤدب الشيعي، كان نحويا فاضلا،عالمابالادب، مغاليا في التشيع، له شعر جيد اكثره في مديح اهل البيت، وله غزلرقيق، مات سنة (565) وقد ناهز المائة، ومن شعره:
قمر اقام قيامتي بقوامه / لم لا يجود لمهجتي بذمامه
ملكته كبدي فاتلف مهجتي / بجمال بهجته وحسن كلامه
وبمبسم عذب كان رضابه / شهد مذاب في عبير مدامه
وبناظر غنج وطرف احور / يصمي القلوب اذا رنا بسهامه
وكان خط عذاره في حسنه / شمس تجلت وهي تحت لثامه
فالصبح يسفر من ضياء جبينه / والليل يقبل من اثيث ظلامه
والظبي ليس لحاظه كلحاظه / والغصن ليس قوامه كقوامه
قمر كان الحسن يعشق بعضه / بعضا فساعده على قسامه
فالحسن من تلقائه وورائه / ويمينه وشماله وامامه
ويكاد من ترف لدقة خصره / ينقد بالارداف عند قيامه
وقال العماد الكاتب: كان غاليا فيالتشيع، حاليا بالتورع، عالما بالادب، معلما فيالكتب، مقدما في التعصب، ثم اسن حتى جاوز حد الهرم، وذهب بصره وعاد وجودهشبيه العدم، واناف على التسعين، وآخر عهدي به في درب صالح ببغداد في سنة اثنتينوستين وخمسمائة.
قال الاميني: الصحيح في تاريخ آخر عهد العماد بالمترجم سنة (562) وهي سنةخروجه من بغداد، ولم يعد اليها بعدها حتى مات سنة (597) كما ارخه ابن خلكان فيوفيات الاعيان ((4-1119)) (2/189)، فما في فوات الوفيات ((4-1120)) (1/169) ودائرة المعارف لفريدوجدي (10/440) نقلا عن العماد من سنة (592) تصحيف واضح. والعجب ان هذا التاريخ اعني (592) جعل في شذرات الذهب ((4-1121)) (4/309) واعيانالشيعة ((4-1122)) (1/595) تاريخ وفاة ابن مكي المترجم له، وانت ترى انه تاريخ آخرعهدالعماد بالمترجم لا تاريخ وفاته، علىان الصحيح(562) لا (592) فالصحيح فيوفاته كما مر عن الحموي ((4-1123)) (565)، وكون المترجم مذكورا في معجم العماد الكاتبيومئ الى عدم وفاته سنة (592)، اذ الكتاب موضوع لترجمة الشعراء الذين كانوا بعدالمائة الخامسة الى سنة (572) كما في تاريخ ابن خلكان ((4-1124)) (2/190).
وقال عماد الدين ايضا: انشدني له ابن اخته عمر الواسطي الصفار ببغداد، قال: انشدنيخالي سعيد بن مكي من كلمة له:
ما بال مغاني اللوى بشخصك اطلال / قد طال وقوفي بها وبثي قد طال
الربع دثور متناه قفار / والربع محيل بعد الاوانس بطال
عفته ديور وشمال وجنوب / مع مرملث مرخي العزالي محلال
يا صاح قفا باللوى فسائل رسما / قد خال لعل الرسوم تنبي عن حال
ما شف فؤادي الا لغيب غراب / بالبين ينادي قد طار يضرب بالغال
مذ طار شجا بالفراق قلبا حزينا / بالبين واقصى بالبعد صاحبة الخال
تمشي تتهادى وقد ثناها دل / من فرط حياها تخفي رنين الخلخال
وترجمه الصفدي في نكت الهميان ((4-1125)) ، وابن شاكر في فوات الوفيات ((4-1126)) (1/169) وقالا: له شعر واكثره مديح في اهل البيت، ثم ذكرا عبارة العماد الاولى.وتوجد ترجمته في لسان الميزان ((4-1127)) (3/23)، ومجالس المؤمنين ((4-1128)) (ص469). ومن شعره المذهبي قوله يمدح به امير المؤمنين (ع):
فان يكن آدم من قبل الورى / نبي وفي جنة عدن داره
فان مولاي عليا ذا العلى / من قبله ساطعة انواره
تاب على آدم من ذنوبه / بخمسة وهو بهم اجاره
وان يكن نوح بنى سفينة / تنجيه من سيل طمى تياره
فان مولاي عليا ذا العلى / سفينة تنجو بها انصاره
وان يكن ذو النون ناجى حوته / فى اليم لما كظه حصاره
ففي جلندي ((4-1129)) للانام عبرة / يعرفها من دله اختياره
ردت له الشمس بارض بابل / والليل قد تجللت استاره
وان يكن موسى دعا مجتهدا / عشرا الى ان شقه انتظاره
وسار بعد ضره باهله / حتى علت بالواديين ناره
فان مولاي عليا ذا العلى / زوجه واختار من يختاره
وان يكن عيسى له فضيلة / تدهش من ادهشه انبهاره
من حملته امه ما سجدت / للات بل شغلها استغفاره ((4-1130))
البيت الاخير فيه اشارة الى ما رواه الحلبي في السيرة الحلبية ((4-1131)) (1/285) وزيني دحلان في سيرته ((4-1132)) ، والصفوري في نزهة المجالس (2/210)، والشبلنجي فينور الابصار ((4-1133)) : من ان امير المؤمنين كان يمنع امه من السجود وهو حمل ((4-1134)) .
وله:
ومحمد يوم القيامة شافع / للمؤمنين وكل عبد مقنت
وعلي والحسنان ابنا فاطم / للمؤمنين الفائزين الشيعة
وعلي زين العابدين وباقر العـ / ـلم التقي وجعفر هو منيتي
والكاظم الميمون موسى والرضا / علم الهدى عند النوائب عدتي
ومحمد الهادي الى سبل الهدى / وعليا المهدي جعلت ذخيرتي
والعسكريين اللذين بحبهم / ارجو اذا ابصرت وجه الحجة ((4-1135))
وله من قصيدة يمدح بها امير المؤمنين (ع) ودحوه باب خيبر:
فهزها فاهتز من حولهم / حصنا ((4-1136)) بنوه حجرا جلمدا
ثم دحا الباب على نبذة / تمسح خمسين ذراعا عددا
وعبر الجيش على راحته / حيدرة الطاهر لما وردا ((4-1137))
وله من قصيدة مخاطبا امير المؤمنين (ع):
رددت الكف جهرا بعد قطع ((4-1138)) / كرد العين من بعد الذهاب
وجمجمة الجلندي وهو عظم ((4-1139)) / رميم جاوبتك عن الخطاب
وله من قصيدة مرت عشرة ابيات منها نقلا عن الحموي:
دع يا سعيد هواك واستمسك بمن / تسعد بهم وتزاح من آثامه
بمحمد وبحيدر وبفاطم / وبولدهم عقد الولا بتمامه
قوم يسر وليهم في بعثه / ويعض ظالمهم على ابهامه
ونرى ولي وليهم وكتابه / بيمينه والنور من قدامه
يسقيه من حوض النبي محمد / كاسا بها يشفي غليل اوامه
بيدي امير المؤمنين وحسب من / يسقى به كاسا بكف امامه
ذاك الذي لولاه ما اتضحت لنا / سبل الهدى في غوره وشآمه
عبد الاله وغيره من جهله / ما زال معتكفا على اصنامه
ما آصف يوما وشمعون الصفا / مع يوشع في العلم مثل غلامه
وله في رد بيتي يوسف الواسطي في الغمز على امير المؤمنين (ع) وتخلفه عن البيعةقوله:
الا قل لمن قال في كفره / وربي على قوله شاهد
( اذا اجتمع الناس في واحد / وخالفهم في الرضا واحد )
( فقد دل اجماعهم كلهم / على انه عقله فاسد )
كذبت وقولك غير الصحيح / وزعمك ينقده الناقد
فقد اجمعت قوم موسى جميعا / على العجل يا رجس يا مارد
وداموا عكوفا على عجلهم / وهارون منفرد فارد
فكان الكثير هم المخطئون / وكان المصيب هو الواحد ((4-1140))
وله من قصيدة يمدح بها امير المؤمنين (ع):
خصه اللّه بالعلوم فاضحى / وهو ينبي بسر كل ضمير
حافظ العلم عن اخيه عن اللّه / خبيرا عن اللطيف الخبير ((4-1141))
لفت نظر: ذكر سيدنا الامين في اعيان الشيعة ((4-1142)) (6/407) ترجمة تحت عنوان: ابيسعيد النيلي، واخذ ما في مجالس المؤمنين من ترجمة المترجم له وجعله ترجمة لماعنونه، واردفها بتحقيق فياسمه يقضى منه العجب، استخرجه من شعر المترجم لهالمذكور: دع يا سعيد هواك واستمسك بمن، فقال: قوله: دع با سعيد (با) بالباء الموحدة مخفف ابا وحذف منه حرف النداء اي يا ابا.وقال ((4-1143)) (14/207): ابن مكي اسمه سعد او سعيد، ارخ وفاته في (1/595) من الطبعةالاولى بسنة (592)، وفي الطبعة الثانية في القسم الثاني من الجزء الاول (1/177) بسنة(595)، ونقل ترجمته عن ابن خلكان، وابن خلكان لم يذكره.