(46) القاضي ابن قادوس

  الغدير

(46) القاضي ابن قادوس

المتوفى (551)

يا سيد الخلفاء طرا / بدوهم والحضر

ان عظموا ساقي الحجيج / فانت ساقي الكوثر

انت الامام المرتضى / وشفيعنا في المحشر ((4-1020))

وولي خيرة احمد / وابو شبير وشبر

والحائز القصبات في / يوم الغدير الازهر

والمطفى‏ء الغوغا ببد / ر والنضير وخيبر ((4-1021))

الشاعر

القاضي جلال الدين ابو الفتح محمود ابن القاضي اسماعيل بن حميد الشهير بابن‏قادوس الدمياط‏ي المصري، احد عباقرة الادب، وقد من صيارفة البيان، مقدم في‏حلبة القريض كاتب الانشاء بالديار المصرية للعلويين، وتصدر بالقضاء، جمع بين‏فضيلتي العلم والادب، فعد من ائمة البيان الرائع الذين جعلوا من رسائلهم الخلافية‏الديوانية نماذج من الفصاحة الباهرة، تلمذ عليه القاضي الفاضل ((4-1022)) ، وكان يسميه ذاالبلاغتين الشعر والنثر له ديوان شعر في مجلدين، توفي بمصر سنة خمس مائة‏واحدى وخمسين ((4-1023)) .

ذكر ابن خلكان في تاريخه ((4-1024)) قوله في القاضي الرشيد ((4-1025)) وكان اسود اللون‏:

يا شبه لقمان بلا حكمة / وخاسرا في العلم لا راسخا

سلخت اشعار الورى كلها / فصرت تدعى الاسود السالخا

حكى الحموي في معجم الادباء (4/60) قال: اجتمع ليلة عند الصالح بن رزيك جماعة‏من الفضلاء، فالقى عليهم مسالة في اللغة فلم يجب عنها بالصواب سوى القاضي‏الرشيد، فقال: ما سئلت قط في مسالة الا وجدتني اتوقد فهما، فقال ابن قادوس وكان‏ حاضرا:

ان قلت من نار خلقـ / ـت وفقت كل الناس فهما

قلنا صدقت فما الذي / اطفاك حتى صرت فحما

وذكر له ابن كثير في تاريخه ((4-1026)) فيمن يكرر التكبير ويوسوس في نية الصلاة:

وفاتر النية عنينها / مع كثرة الرعدة والهمزة

يكبر التسعين في مرة / كانه صلى على حمزة ((4-1027))

وذكر له المقريزي في الخطط ((4-1028)) (2/298) في ذكر قلعة الروضة المعروفة بالجزيرة‏

ارى ‏سرح الجزيرة من بعيد / كاحداق تغازل في المغازل

كان مجرة الجوزا احاطت / واثبتت المنازل في المنازل

ومن شعره في المذهب كما في مناقب ابن شهرآشوب ((4-1029)) ، قوله:

هي بيعة الرضوان ابرمها التقى / وانارها النص الجلي والحما

ما اضطر جدك في ابيك وصية / وهو ابن عم ان يكون له انتمى

وكذا الحسين وعن اخيه حازها / وله البنون بغير خلف منهما

وله في الامام زين العابدين (ع):

انت الامام الامر العدل الذي / خبب البراق لجده جبريل

الفاضل الاطراف لم ير فيهم / الا امام طاهر وبتول

انتم خزائن غامضات علومه / واليكم التحريم والتحليل

فعلى الملائك ان تؤدي وحيه / وعليكم التبيين والتاويل ((4-1030))

ذكر سيدنا الامين في اعيان الشيعة ((4-1031)) (17/332) ابن قادوس المصري، وقال: ذكرنافي (6/93) انا لم نعرف اسمه، وذكرنا في (13/206) ان اسمه محمود ابن اسماعيل بن‏قادوس الدمياط‏ي المصري، اعتمادا على ما وجدناه في الطليعة للعلامة السماوي من‏نسبة الشعر الذي في المناقب اليه، ثم وجدنا في كتاب شذرات الذهب ((4-1032)) في حوادث‏سنة (639) ما صورته: وفيها توفي النفيس ابن قادوس القاضي ابو الكرم اسعد بن‏عبدالغني العدوي. فرجحنا ان يكون هو الذي نسب اليه ابن شهرآشوب الشعرالصريح في تشيعه، وترجمناه في مستدركات هذا الجزء (ص‏468)، وسبب الترجيح‏وصفه بالقاضي في المناقب، والذي كان قاضيا بنص المناقب والشذرات هو اسعد لامحمود، ومحمود انما كان كاتبا للعلويين بنص الطليعة، لكن يبعده ان صاحب المناقب‏مات سنة (588) واسعد مات سنة (639) بعده باحدى‏وخمسين سنة غير انه يمكن‏نقله عنه لان اسعد عاش (96) سنة.

قال الاميني: ما ذكره شيخنا صاحب الطليعة هو الصواب. وقد خفي على سيدنا الامين‏امور: الاول: كون ابي الفتح ابن قادوس المترجم قاضيا وقد ذكره معاصره القاضي الرشيدالمقتول (563) في كتابه جنان الجنان ورياضة الاذهان، ونقله عنه صاحب تاريخ‏حلب ((4-1033)) (4/133)، ووصفه بذلك المقريزي في الخطط ((4-1034)) (2/306)، والدكتورعبداللطيف حمزة في كتابه: الحركة الفكرية في مصر (ص‏271).

والثاني: ان المعروف بابن قادوس هو محمود شاعرنا لا اسعد، فانه يعرف بالقاضي‏ النفيس لا بابن قادوس.

الثالث: ان القاضي النفيس لم يذكر قط بالادب والشعر في اي معجم، والذي يذكرشعره في المعاجم ويعرف بديوانه المجلدين ابو الفتح ابن قادوس مترجمنا. واللّه من ‏ورائهم محيط.

LEAVE A COMMENT