(42) المؤيد في الدين

  الغدير

(42) المؤيد في الدين

المتوفى (470)

1

قال والرحل للسرى محمول / حق منك النوى وجد الرحيل

وعدا الهزل في القطيعة جدا / ما كذا كان منك لي المامول

قلت والقلب حسرة يتقلى / وعلى الخد دمع عيني يسيل

بابي انت ما اقتضى البين الا / قدر ثم عهدك المستحيل

كم وكم قلت خلني يا خليلي / من جفاء منه الجبال تزول

انما امره لديك خفيف / وهو ثقل على فؤادي ثقيل

انك السالم الصحيح واني / من غرام بك الوقيذ العليل ((4-922))

قال قد مر ذا فهل من مقام / عندنا قلت ما اليه سبيل

قال اني لدى مرادك باق / قلت ما ان تفي بما قد تقول

قال اضرمت فى الحشا نار شوق / حر انفاسها عليها دليل

قلت حسبي الذي لقيت هوانا / فلقاء الهوان عندي يهول

فقبيح بي التصابي وهذا / عسكر الشيب فوق راسي نزول

***

ان امر المعاد اكبر همي / فاهتمامي بما عداه فضول

كثر الخائضون بحر ظلام / فيه والمؤنسو الضياء قليل

قال قوم قصرى الجميع التلاشي / فئة منتهاهم التعطيل

وادعى الاخرون نسخا وفسخا / ولهم غير ذاك حشو طويل

وابوا بعد هذه الدار دارا / نحوها كل من يؤول يؤول

لم يروا بعدها مقام ثواب / وعقاب لهم اليه وصول

فالمثابون عندهم مترفوهم / ولذي الفاقة العذاب الوبيل

قال قوم وهم ذوو العدد الجـ / ـم لنا الزنجبيل والسلسبيل

ولنا بعد هذه الدار دار / طاب فيها المشروب والماكول

ولكل من المقالات سوق / وامام وراية ورعيل

ما لهم في قبيل عقل كلام / لا ولا في حمى الرشاد قبول

امة ضيع الامانة فيها / شيخها الخامل الظلوم الجهول

بئس ذاك الانسان في زمر الانس / وشيطانه الخدوع الخذول

فهم التائهون في الارض هلكا / عقد دين الهدى بهم محلول

نكسوا ويلهم ببابل جهرا / جمل ذا وراءها تفصيل

منعوا صفو شربة من زلال / ليس الا بذاك يشفى الغليل

ملكوا الدين كل انثى وخنثى / وضعيف بغير باس يصول

الى ان قال:

لو ارادوا حقيقة الدين كانوا / تبعا للذي اقام الرسول

واتت فيه آية النص بلغ / يوم خم لما اتى جبريل

ذاكم المرتضى علي بحق / فبعلياه ينطق التنزيل

ذاك برهان ربه في البرايا / ذاك في الارض سيفه المسلول

فاطيعوا جحدا اولي الامر منهم / فلهم في الخلائق التفضيل

اهل بيت عليهم نزل الذكـ / ـر وفيه التحريم والتحليل

هم امان من العمى وصراط /مستقيم لنا وظل ظليل

القصيدة (67) بيتا ((4-923))

2

وله من قصيدة ذات (51) بيتا، توجد في ديوانه (ص‏245)، اولها:

نسيم الصبا المم بفارس غاديا / وابلغ سلامي اهل ودي الازاكيا

يقول فيها:

فلهفي على اهلي الضعاف فقد غدوا / لحد شفار النائبات اضاحيا

فياليت شعري من يغيث صريخهم / اذا ما شكوا للحادثات العواديا

وياليت شعري كيف قد ادرك العدى / بتفريق ذات البين فينا المباغيا

اخواننا صبرا جميلا فانني / غدوت بهذا في رضا اللّه راضيا

وفي آل طه ان نفيت فانني / لاعدائهم مازلت واللّه نافيا

فما كنت بدعا في الالى فيهم نفوا / الا فخر ان اغدو لجندب ثانيا

لئن مسني بالنفي قرح فانني / بلغت به في بعض همي الامانيا

فقد زرت في كوفان للمجد قبة / هي الدين والدنيا بحق كما هيا

هي القبة البيضاء قبة حيدر / وصي الذي قد ارسل اللّه هاديا

وصي النبي المصطفى وابن عمه / ومن قام مولى في الغدير وواليا

ومن قال قوم فيه قولا مناسبا / لقول النصارى في المسيح مضاهيا

فيا حبذا التطواف حول ضريحه / اصلي عليه في خشوع تواليا

وواحبذا تعفير خدي فوقه / ويا طيب اكبابي عليه مناجيا

اناجي واشكو ظالمي بتحرق / يثير دموعا فوق خدي جواريا

وقد زرت مثوى الطهر في ارض كربلا / فدت نفسي المقتول عطشان صاديا

القصيدة

3

وله من قصيدة ذات (60) بيتا توجد في ديوانه (ص‏256)، مستهلها:

الا ما لهذي السما لا تمور / وما للجبال ترى لا تسير

وللشمس ما كورت والنجوم / تضي‏ء وتحت الثرى لا تغور

وللارض ليست بها رجفة / وما بالها لا تفور البحور

وما للدما لا تحاكي الدموع / فتجري لتبتل منها النحور

اتبقى القلوب لنا لا تشق / جوى ولو ان القلوب الصخور

ليوم ببغداد ما مثله / عبوس يراه امرؤ قمطرير

وقد قام دجالها اعور / يحف به من بني الزور عور

فلا حدب منه لا ينسلون / ولا بقعة ليس فيها نفير

يرومون آل نبي الهدى / ليردى الصغير ويفنى الكبير

لتنهب انفس احيائهم / وتنبش للميتين القبور

ومن نجل صادق آل العبا / ينال الذي لم ينله الكفور

فموسى يشق له قبره / ولما اتى حشره والنشور

ويسعر بالنار منه حريم / حرام على زائريه السعير

وتقتل شيعة آل الرسول / عتوا وتهتك منهم ستور

فواحسرتا لنفوس تسيل / ويا غمتا لرؤوس تطير

وما نقموا منهم غير ان / وصي النبي عليهم امير

كما العذر في غدرهم بغضهم / لمن فرض الحب فيه الغدير

فيا امة عاث فيها الشقاء / فوجه نهار هداها قتير

وشافعها خصمها في المعاد / لها الويل من ربها والثبور

قتلتم حسينا لملك العراق / وقلتم اتاكم له يستثير

فما ذنب موسى الذي قد محت / معالمه في ثراه الدهور

وما وجه فعلكم ذابه / لقد غركم بالاله الغرور

ايا شيعة الحق طاب الممات / فيا قوم قوموا سراعا نثور

فاما حياة لنا في القصاص / واما الى حيث صاروا نصير

اآل المسيب ما زلتم / عشير الولاء فنعم العشير

ويا آل عوف غيوث المحول / ليوثا اذا كاع ليث هصور

اآل النهى والندى والطعان / وحزب الطلى حين حر الهجير

اصبرا على الخسف لا همكم / دني ولا الباع منكم قصير

اتهتك حرمة آل النبي / وفي الارض منكم صبي صغير

وقبر ابن صادق آل الرسول / يمس بسوء وانتم حضور

ولما تخوضوا بحار الردى / وفي شعبه تنجدوا او تغوروا

لقد كان يوم الحسين المنى / فتفدى نفوس وتشفى صدور

فهذا لكم عاد يوم الحسين / فماذا القصور وماذا الفتور

فمدوا الذراع وحدوا القراع / فيوم النواصب منكم عسير

وولوا ابن دمنة اعماله / تبور كما المكر منه يبور

فقتلا بقتل وثكلا بثكل / ذروه تجز عليه الشعور

القصيدة

ما يتبع الشعر

هذه القصيدة نظمها شاعرنا المؤيد في فتنة بغداد الهائلة الواقعة سنة (443) يلفظ‏نفثات لوعته من تلكم الفظائع التي احدثتها يد العداء المحتدم على اهل بيت الوحي‏وشيعتهم، يوم شنت الغارة على مشهد الامام الطاهر موسى بن جعفر ومشاهد اوليائه ‏المدفونين في جوار امنه وحرم قدسه.

قال ابن الاثير في الكامل ((4-924)) (9/215): وكان سبب هذه الفتنة ان اهل الكرخ شرعوافي عمل باب السماكين، واهل القلائين في عمل ما بقي من باب مسعود، ففرغ اهل‏الكرخ وعملوا ابراجا كتبوا عليها بالذهب: محمد وعلي خير البشر، وانكر السنة ذلك‏وادعوا ان المكتوب: محمد وعلي خير البشر، فمن رضي فقد شكر، ومن ابى فقد كفر.وانكر اهل الكرخ الزيادة وقالوا: ما تجاوزنا ما جرت به عادتنا فيما نكتبه‏على‏مساجدنا، فارسل الخليفة القائم بامر اللّه ابا تمام نقيب العباسيين ونقيب العلويين‏وهو عدنان ((4-925)) بن الرضي لكشف الحال وانهائه، فكتبا بتصديق قول الكرخيين، فامرحينئذالخليفة ونواب الرحيم بكف القتال فلم يقبلوا، وانتدب ابن المذهب القاضي‏والزهيري وغيرهما من الحنابلة اصحاب عبدالصمد بحمل العامة على الاغراق في‏الفتنة، فامسك نواب الملك الرحيم عن كفهم غيظا من رئيس الرؤساء ((4-926)) لميله الى‏الحنابلة، ومنع هؤلاء السنة من حمل الماء من دجلة الى الكرخ، وكان نهر عيسى قدانفتح بثقه ((4-927)) فعظم الامر عليهم، وانتدب جماعة منهم وقصدوا دجلة وحملوا الماءوجعلوه في الظروف وصبوا عليه ماء الورد ونادوا: الماء للسبيل، فاغروا بهم السنة. وتشدد رئيس الرؤساء على الشيعة فمحوا: خير البشر. وكتبوا: عليهما السلام. فقالت‏السنة: لا نرضى الا ان يقلع الاجر الذي عليه محمد وعلي، وان لايؤذن: حي على‏خيرالعمل. وامتنع الشيعة من ذلك ودام القتال الى ثالث ربيع الاول، وقتل فيه رجل‏هاشمي من السنة، فحمله اهله على نعش وطافوا به في الحربية وباب البصرة وسائرمحال السنة، واستنفروا الناس للاخذ بثاره ثم دفنوه عند احمد بن حنبل، وقد اجتمع‏معهم خلق كثير اضعاف ما تقدم. فلما رجعوا من دفنه قصدوا مشهد باب التبن ((4-928)) ، فاغلق بابه فنقبوا في سوره وتهددواالبواب فخافهم وفتح الباب، فدخلوا ونهبوا ما في المشهد من قناديل ومحاريب ذهب‏وفضة وستور وغير ذلك، ونهبوا ما في الترب والدور، وادركهم الليل فعادوا. فلما كان الغد كثر الجمع فقصدوا المشهد واحرقوا جميع الترب والازاج واحترق‏ضريح موسى ((4-929)) وضريح ابن ابنه محمد بن علي والجوار والقبتان الساج اللتان عليهما،واحترق ما يقابلهما ويجاورهما من قبور ملوك بني بويه معز الدولة وجلال الدولة،ومن قبور الوزراء والرؤساء وقبر جعفر بن ابي جعفر المنصور، وقبر الامين محمد بن‏الرشيد، وقبر امه زبيدة، وجرى من الامر الفظيع ما لم يجر في الدنيا مثله. فلما كان الغد خامس الشهر عادوا وحفروا قبر موسى بن جعفر ومحمد بن علي‏لينقلوهما الى مقبرة احمد بن حنبل، فحال الهدم بينهم وبين معرفة القبر، فجاء الحفرالى جانبه. وسمع ابو تمام نقيب العباسيين وغيره من الهاشميين والسنة الخبر فجاؤوا ومنعوا عن‏ذلك، وقصد اهل الكرخ الى خان الفقهاء الحنفيين فنهبوه وقتلوا مدرس الحنفية اباسعد السرخسي، واحرقوا الخان ودور الفقهاء، وتعدت الفتنة الى الجانب الشرقي،فاقتتل اهل باب الطاق وسوق بج والاساكفة وغيرهم، ولما انتهى خبر احراق المشهدالى نور الدولة دبيس بن مزيد، عظم عليه واشتد وبلغ منه كل مبلغ لانه واهل بيته‏وسائر اعماله من النيل، وتلك الولاية كلهم شيعة، فقطعت في اعماله خطبة الامام القائم‏بامر اللّه، فروسل في ذلك وعوتب، فاعتذر بان اهل ولايته شيعة واتفقوا على‏ذلك فلم‏يمكنه ان يشق عليهم، كما ان الخليفة لم يمكنه كف السفهاء الذين فعلوا بالمشهد ما فعلواواعاد الخطبة الى حالها.

وزاد ابن الجوزي في المنتظم ((4-930)) (8/150): ظهر عيار يعرف بالطقطقي من اهل‏درزيجان وحضر الديوان واستتيب، وجرى منه في معاملة اهل الكرخ وتتبعهم في‏المحال وقتلهم على الاتصال ما عظمت فيه البلوى، واجتمع اهل الكرخ وقت الظهيرة‏فهدمت حائط باب القلائين ورموا العذرة على حائطه، وقطع الطقطقي رجلين‏وصلبهما على‏هذا الباب بعد ان قتل ثلاثة من قبل وقطع رؤوسهم ورمى بها الى اهل‏الكرخ، وقال: تغدوا برؤوس. ومضى الى درب الزعفراني فطالب اهله بمائة الف‏دينار، وتوعدهم ان لم يفعلوا بالاحراق فلاطفوه فانصرف، ووافاهم من الغد فقاتلوه‏فقتل منهم رجل هاشمي فحمل الى مقابر قريش.

واستنفر البلد ونقب مشهد باب التبن، ونهب ما فيه، واخرج جماعة من القبورفاحرقوا مثل العوني ((4-931)) والناشي ((4-932)) والجذوعي، ونقل من المكان جماعة موتى فدفنوافي مقابر شتى، وطرح النار في الترب القديمة والحديثة، واحترق الضريحان والقبتان‏الساج، وحفروا احد الضريحين ليخرجوا من فيه ويدفنوه بقبر احمد، فبادر النقيب ‏والناس فمنعوهم.. الخ.

وذكر القصة على الاختصار ابن العماد في شذرات الذهب ((4-933)) (3/270)، وابن كثير ف ي‏تاريخه ((4-934)) (12/62).

الشاعر

هبة اللّه بن موسى بن داود الشيرازي المؤيد في الدين داعي الدعاة، اوحدي من حملة‏العلم، وفذ من افذاذ الامة، وعبقري من جلة اعلام العلوم العربية، ونابغة‏من نوابغ‏الادب العربي، وله نصيبه الوافر من القريض بلغة الضاد وان ولد في قاعة الفرس‏ونشا في مهدها، كان من الدعاة الى الفاطمية منذ بلغ اشده في كل حاضرة حل بها،وله في تلك الدعوة خطوات واسعة، وهو كما وصف نفسه للمستنصر باللّه بقوله في‏سيرته (ص‏99): وانا شيخ هذه الدعوة ويدها ولسانها ومن لا يماثلني احد فيها. وقدكابد دون تلك الدعوة كوارث، وقاسى نوازل ملمة، وعانى شدائد فادحة، غير انه‏كان يستخف وراءها كل هامة ولامة، ولم يك يكترث لاي نازلة.

ولد بشيراز حوالي سنة (390) كما يظهر من شعره، وبها شب ونما الى ان غادرها سنة(429) ويمم الاهواز وفارق مسقط راسه خائفا يترقب فرقا من السلطان ابي كاليجاربعدما جرى بينه وبين الملك ما يورث البغضاء، وما تاتى له اقتناء مرضاته بارجوزته‏ المسمطة في (153) بيتا ذكرها في سيرته (ص‏48 54)، فنزل الاهواز غيران‏هواجسه ما حدثته بالطمانينة الى الامن من غيلة الملك، فهبط حلة منصور بن‏الحسين الاسدي الذي ملك الجزيرة الدبيسية بجوار خوزستان، ومكث هنالك نحوسبعة اشهر، ثم اتجه الى قرواش ابي المنيع بن المقلد امير بني عقيل صاحب الموصل‏والكوفة والانبار، فلما لم يجده آخذا بناصره في دعوته سار الى مصر بعد سنة (436)وقبل سنة (439) ومكث فيها ردحا من الزمن الى ان غدا وله بعض النفوذ في البلاد،فسير الى الشام باقتراح الوزير عبداللّه بن يحيى بن المدبر، ثم عاد الى مصر بعد مدة،فقطن فيها بقية حياته الى ان توفي بها سنة (470).

وللمؤيد آثار علمية تنم عن طول باعه في الحجاج والمناظرة، وعن سعة اطلاعه‏على‏معالم الدين ومباحثه الراقية، وتضلعه في علمي الكتاب والسنة ووقوفه على مافيهما من دقائق ورقائق، له رسائل ناظر بها ابا العلاء المعري في موضوع اكل اللحم،نشرت في مجلة الجمعية الملكية الاسيوية سنة (1902 م). ومناظرته القيمة مع علماءشيراز في حضرة السلطان ابي كاليجار تعرب عن مبلغه من العلم، ذكرها على‏تفصيلها في سيرته (ص‏16 30).

ومناظرته مع الخراساني المذكورة في سيرته (ص‏30 43) شاهد صدق على تضلعه في‏العلوم، وذكر للمؤيد من التليف:

  1. المجالس المؤيدية.
  2. المجالس المستنصرية.
  3. ديوان المؤيد.
  4. سيرة المؤيد.
  5. شرح العماد.
  6. الايضاح والتبصير في فضل يوم الغدير.
  7. الابتداء والانتهاء.
  8. جامع الحقائق في تحريم اللحوم والالبان.
  9. القصيدة الاسكندرية وتسمى ايضا بذات الدوحة.
  10. تاويل الارواح.
  11. نهج العبارة.
  12. المساءلة والجواب.
  13. اساس التاويل. وفي نسبة غير واحد من هذه الكتب الى مترجمنا المؤيد نظر، وللبحث فيه مجال‏ واسع.

توجد ترجمة شاعرنا المترجم له بقلمه في كتاب افرده في سيرته بين سنة (429) وسنة(450)، وهو المصدر الوحيد للباحثين عن ترجمته طبع بمصر في (184) صحيفة،وللاستاذ محمد كامل حسين المصري بكلية الاداب دراسة ضافية حول حياة‏المترجم، بحث عنها من شتى النواحي في (186) صحيفة ((4-935)) ، وجعلها تقدمة لديوانه‏المطبوع بمصر، ففي الكتابين مقنع وكفاية عن التبسط في ترجمة المؤيد.

LEAVE A COMMENT