4 عمرو بن العاص

  الغدير

4 عمرو بن العاص

المتوفى سنة (43)

معاوية الحال لا تجهل / وعن سبل الحق لا تعدل

نسيت احتيالي في جلق ((2-521)) / على اهلها يوم لبس الحلي

وقد اقبلوا زمرا يهرعون / مهاليع كالبقر الجفل ((2-522))

وقولي لهم ان فرض الصلاة / بغير وجودك لم تقبل

فولوا ولم يعباوا بالصلاة /ورمت النفار الى القسطل ((2-523))

ولما عصيت امام الهدى / وفي جيشه كل مستفحل

ابالبقر البكم اهل الشام /لاهل التقى والحجا ابتلي؟

فقلت نعم قم فاني ارى / قتال المفضل بالافضل

فبي حاربوا سيد الاوصياء / بقولي دم طل من نعثل ((2-524))

وكدت لهم ان اقاموا الرماح / عليها المصاحف في القسطل

وعلمتهم كشف سوآتهم / لرد الغضنفرة المقبل

فقام البغاة على حيدر / وكفوا عن المشعل المصطلي

نسيت محاورة الاشعري /ونحن على دومة الجندل

الين فيطمع في جانبي / وسهمي قد خاض في المقتل

خلعت الخلافة من حيدر / كخلع النعال من الارجل

والبستها فيك بعد الاياس /كلبس الخواتيم بالانمل

ورقيتك المنبر المشمخر / بلا حد سيف ولا منصل

ولو لم تكن انت من اهله / ورب المقام ولم تكمل

وسيرت جيش نفاق العراق / كسير الجنوب مع الشمال

وسيرت ذكرك في الخافقين / كسير الحمير مع المحمل

وجهلك بي يا ابن آكلة الـ / ـكبود لاعظم ما ابتلي

فلولا موازرتي لم تطع / ولولا وجودي لم تقبل

ولولاي كنت كمثل النساء / تعاف الخروج من المنزل

نصرناك من جهلنا يا ابن هند / على النبا الاعظم الافضل

وحيث رفعناك فوق الرووس / نزلنا الى اسفل الاسفل

وكم قد سمعنا من المصطفى / وصايا مخصصة في علي

وفي يوم خم رقى منبرا / يبلغ والركب لم يرحل ((2-525))

وفي كفه كفه معلنا / ينادي بامر العزيز العلي

الست بكم منكم في النفوس / باولى فقالوا بلى فافعل

فانحله امرة المؤمنين / من اللّه مستخلف المنحل

وقال فمن كنت مولى له / فهذا له اليوم نعم الولي

فوال مواليه يا ذا الجلا / ل وعاد معادي اخي المرسل

ولا تنقضوا العهد من عترتي / فقاطعهم بي لم يوصل

فبخبخ شيخك لما راى / عرى عقد حيدر لم تحلل

فقال وليكم فاحفظوه / فمدخله فيكم مدخلي

وانا وما كان من فعلنا / لفي النار في الدرك الاسفل

وما دم عثمان منج لنا / من اللّه في الموقف المخجل

وان عليا غدا خصمنا / ويعتز باللّه والمرسل ((2-526))

يحاسبنا عن امور جرت / ونحن عن الحق في معزل

فما عذرنا يوم كشف الغطا / لك الويل منه غدا ثم لي

الا يا ابن هند ابعت الجنان / بعهد عهدت ولم توف لي

واخسرت اخراك كيما تنال / يسير الحطام من الاجزل

واصبحت بالناس حتى ‏استقام / لك الملك من ملك محول

وكنت كمقتنص في الشراك ((2-527)) / تذود الظماء عن المنهل

كانك انسيت ليل الهرير / بصفين مع هولها المهول

وقد بت تذرق ذرق النعام / حذارا من البطل المقبل

وحين ازاح جيوش الضلا / ل وافاك كالاسد المبسل

وقد ضاق منك عليك الخناق / وصار بك الرحب ‏كالفلفل ((2-528))

وقولك يا عمرو اين المفر / من الفارس القسور المسبل

عسى حيلة منك عن ثنيه / فان فؤادي في عسعل

وشاطرتني كل ما يستقيم / من الملك دهرك لم يكمل

فقمت على عجلتي رافعا / واكشف عن سواتي اذيلي

فستر عن وجهه وانثنى / حياء وروعك لم يعقل

وانت لخوفك من باسه / هناك ملئت من الافكل ((2-529))

ولما ملكت حماة الانام / ونالت عصاك يد الاول

منحت لغيري وزن الجبال / ولم تعطني زنة الخردل

وانحلت مصرا لعبدالملك ((2-530)) / وانت عن الغي لم تعدل

وان كنت تطمع فيها / فقد تخلى القطا من يد الاجدل

وان لم تسامح الى ردها / فاني لحوبكم مصطلي

بخيل جياد وشم الانوف / وبالمرهفات وبالذبل

واكشف عنك حجاب الغرور / واوقظ نائمة الاثكل

فانك من امرة المؤمنين / ودعوى الخلافة في معزل

ومالك فيها ولا ذرة / ولا لجدودك بالاول

فان كان بينكما نسبة / فاين الحسام من المنجل

واين الحصى من نجوم السما / واين معاوية من علي

فان كنت فيها بلغت المنى / ففي عنقي علق الجلجل ((2-531))