(38) مهيار الديلمي

  الغدير

(38) مهيار الديلمي

المتوفى (428)

1

هل بعد مفترق الاظعان مجتمع / ام هل زمان بهم قد فات يرتجع

تحملوا تسع البيداء ركبهم / ويحمل القلب فيهم فوق ما يسع

مغربين هم والشمس قد الفوا / الا تغيب مغيبا حيثما طلعوا

شاكين للبين اجفانا وافئدة / مفجعين به امثال ما فجعوا

تخطو بهم فاترات في ازمتها / اعناقها تحت اكراه النوى خضع

تشتاق نعمان لا ترضى بروضته / دارا ولو طاب مصطاف ومرتبع

فداء وافين تمشي الوافيات بهم / دمع دم وحشا في اثرهم قطع

الليل بعدهم كالفجر متصل / ما شاء والنوم مثل الوصل منقطع

ليت الذين اصاخوا يوم صاح بهم / داعي النوى ثوروا صموا كما سمعوا

اوليت ما اخذ التوديع من جسدي / قضى علي فللتعذيب ما يدع

وعاذل لج اعصيه ويامرني / فيه واهرب منه وهو يتبع

يقول: نفسك فاحفظها فان لها / حقا وان علاقات الهوى خدع

روح حشاك ببرد الياس تسل به / ما قيل في الحب الا انه طمع

والدهر لونان والدنيا مقلبة / الان يعلم قلب كيف يرتدع

هذي قضايا رسول اللّه مهملة / غدرا وشمل رسول اللّه منصدع

والناس للعهد ما لاقوا وما قربوا / وللخيانة ما غابوا وما شسعوا ((4-633))

وآله وهم آل الاله وهم / رعاة ذا الدين ضيموا بعده ورعوا

ميثاقه فيهم ملقى وامته / مع من بغاهم وعاداهم له شيع

تضاع بيعته يوم الغدير لهم / بعد الرضا وتحاط الروم والبيع

مقسمين بايمان هم جذبوا / ببوعها وباسياف هم طبعوا

ما بين ناشر حبل امس ابرمه / تعد مسنونة من بعده البدع

وبين مقتنص بالمكر يخدعه / عن آجل عاجل حلو فينخدع

وقائل لي علي كان وارثه / بالنص منه فهل اعطوه ام منعوا

فقلت كانت هنات لست اذكرها / يجزي بها اللّه اقواما بما صنعوا

ابلغ رجالا اذا سميتهم عرفوا / لهم وجوه من الشحناء تمتقع

توافقوا وقناة الدين مائلة / فحين قامت تلاحوا فيه واقترعوا

اطاع اولهم في الغدر ثانيهم / وجاء ثالثهم يقفو ويتبع

قفوا على نظر في الحق نفرضه / والعقل يفصل والمحجوج ينقطع

باي حكم بنوه يتبعونكم / وفخركم انكم صحب له تبع

وكيف ضاقت على الاهلين تربته / وللاجانب من جنبيه مضطجع

وفيم صيرتم الاجماع حجتكم / والناس ما اتفقوا طوعا ولا اجتمعوا

امر علي بعيد من مشورته / مستكره فيه والعباس يمتنع

وتدعيه قريش بالقرابة والا / نصار لا رفع فيه ولا وضع

فاي خلف كخلف كان بينكم / لولا تلفق اخبار وتصطنع

واسالهم يوم خم بعد ما عقدوا / له الولاية لم خانوا ولم خلعوا

قول صحيح ونيات بها نغل / لا ينفع السيف صقل تحته طبع ((4-634))

انكارهم يا امير المؤمنين لها / بعد اعترافهم عار به ادرعوا

ونكثهم بك ميلا عن وصيتهم / شرع لعمرك ثان بعده شرعوا

تركت امرا ولو طالبته لدرت / معاطس راغمته كيف تجتدع

صبرت تحفظ امر اللّه ما اطرحوا / ذبا عن الدين فاستيقظت اذ هجعوا

ليشرقن بحلو اليوم مر غد / اذا حصدت لهم في الحشر ما زرعوا

جاهدت فيك بقولي يوم تختصم الا / بطال اذ فات سيفي يوم تمتصع ((4-635))

ان اللسان لوصال الى طرق / في القلب لا تهتديها الذبل الشرع

آباي في فارس والدين دينكم / حقا لقد طاب لي اس ومرتبع

ما زلت مذ يفعت سني الوذ بكم / حتى محا حقكم شكي وانتجع

وقد مضت فرطات ان كفلت بها / فرقت عن صحفي الباس الذي جمعوا

سلمان فيها شفيعي وهو منك اذا / ال آباء عندك في ابنائهم شفعوا

فكن بها منقذا من هول مطلعي / غدا وانت من الاعراف مطلع

سولت نفسي غرورا ان ضمنت لها / انى بذخر سوى حبيك انتفع

ما يتبع الشعر

قال الاستاذ احمد نسيم المصري في التعليق على قول مهيار:

تضاع بيعته يوم الغدير لهم / بعد الرضا وتحاط الروم والبيع

الغدير: هو غدير خم بين مكة والمدينة، قيل: ان النبي (ص) خطب الناس عنده فقال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) ((4-636)) .

قال الاميني: ليت شعري هل خفي على الاستاذ تواتر ذلك الحديث المروي عن مائة‏صحابي او اكثر ؟ ام حبذته نزعاته الطائفية ان يسدل عليه اغشية الزور والدجل؟ويموهه على القارئ، ويستر الحقيقة الراهنة بذيل امانته ؟ ويوعز الى ضعفه بكلمته:قيل. ( قل هو نبا عظيم # انتم عنه معرضون) ((4-637)) و (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كمايعرفون ابناءهم) ((4-638)) .

2

وله في ديوانه في (3/15) يرثي بها اهل البيت (ع)، ويذكر البركة بولائهم فيما صار اليه:

في الظباء الغادين امس غزال / قال عنه ما لا يقول الخيال

طارق يزعم الفراق عتابا / ويرينا ان الملال دلال

لم يزل يخدع البصيرة حتى / سرنا ما يقول وهو محال

لا عدمت الاحلام كم نولتني / من منيع صعب عليه النوال

لم تنغص وعدا بمطل ولم يو / جب له منة علي الوصال

فلليلي الطويل شكري ودين ال / عشق ان تكره الليالي الطوال

لمن الظعن غاصبتنا جمالا / حبذا ما مشت به الاجمال

كانفات بيضاء دل عليها / انها الشمس انها لا تنال

جمح الشوق بالخليع فاهلا / بحليم له السلو عقال

كنت منه ايام مرتع لذا / تي خصيب وماء عيشي زلال

حيث ضلعي مع الشباب وسمعي / غرض لا تصيبه العذال

يا نديمي كنتما فافترقنا / فاسلواني، لكل شي‏ء زوال

لي في الشيب صارف ومن الحز / ن على آل احمد اشغال

معشر الرشد والهدى حكم البغـ / ـي عليهم سفاهة والضلال

ودعاة اللّه استجابت رجال / لهم ثم بدلوا فاستحالوا

حملوها يوم السقيفة اوزا / را تخف الجبال وهي ثقال

ثم جاؤوا من بعدها يستقيلو / ن وهيهات عثرة لا تقال

يا لها سوءة اذا احمد قا / م غدا بينهم فقال وقالوا

ربع همي عليهم طلل با / ق وتبلى الهموم والاطلال

يالقوم اذ يقتلون عليا / وهو للمحل فيهم قتال ((4-639))

ويسرون بغضه وهو لا تقـ / ـبل الا بحبه الاعمال

وتحال الاخبار واللّه يدري / كيف كانت يوم الغدير الحال ((4-640))

ولسبطين تابعيه فمسمو / م عليه ثرى البقيع يهال

درسوا قبره ليخفى عن الزو / ار هيهات كيف يخفى الهلال

وشهيد بالطف ابكى السماوا / ت وكادت له تزول الجبال

يا غليلي له وقد حرم الما / ء عليه وهو الشراب الحلال

قطعت وصلة النبي بان تقـ / ـطع من آل بيته الاوصال

لم تنج الكهول سن ولا الشبـ / ـان زهد ولا نجا الاطفال

لهف نفسي يا آل طه عليكم / لهفة كسبها جوى وخبال

وقليل لكم ضلوعي تهتـ / ـزمع الوجد او دموعي تذال

كان هذا كذا وودي لكم حسـ / ـب ومالي في الدين بعد اتصال

وطروسي سود فكيف بي الا / ن ومنكم بياضها والصقال

حبكم كان فك اسري من الشر / ك وفي منكبي له اغلال

كم تزملت بالمذلة حتى / قمت في ثوب عزكم اختال

بركات لكم محت من فؤادي / ما امل الضلال عم وخال

ولقد كنت عالما ان اقبا / لي بمدحي عليكم اقبال

3

وله من قصيدة يرثي بها اهل البيت (ع) وهي (63) بيتا، توجد في ديوانه (4/198) مطلعها:

لو كنت دانيت المودة قاصيا / رد الحبائب يوم بن فؤاديا

الى ان قال:

وبحي آل محمد اطراؤه / مدحا وميتهم رضاه مراثيا

هذا لهم والقوم لا قومي هم / جنسا وعقر ديارهم لا داريا

الا المحبة فالكريم بطبعه / يجد الكرام الابعدين ادانيا

يا طالبيين اشتفى من دائه الـ / ـمجد الذي عدم الدواء الشافيا

بالضاربين قبابهم عرض الفلا / عقل الركائب ذاهبا او جائيا

شرعوا المحجة للرشاد وارخصوا / ما كان من ثمن البصائر غاليا

واما وسيدهم علي قولة / تشجي العدو وتبهج المتواليا

لقد ابتنى شرفا لهم لو رامه / زحل بباع كان عنه عاليا

وافادهم رق الانام بوقفة / في الروع بات بها عليهم واليا

ما استدرك الانكار منهم ساخط / الا وكان بها هنالك راضيا

اضحوا اصادقه فلما سادهم / حسدوا فامسوا نادمين اعاديا

فارحم عدوك ما افادك ظاهرا / نصحا وعالج فيك خلا خافيا

وهب الغدير ابوا عليه قبوله / بغيا ((4-641)) فقل عدوا سواه مساعيا

بدرا واحدا اختها من بعدها / وحنين وقارا بهن فصاليا ((4-642))

والصخرة الصماء اخفى تحتها / ماء وغير يديه لم يك ساقيا

وتدبروا خبر اليهود بخيبر / وارضوا بمرحب وهو خصم قاضيا

هل كان ذاك الحصن يرهب هادما / او كان ذاك الباب يفرق داحيا

وتفكروا في امر عمرو ((4-643)) اولا / وتفكروا في امر عمرو ((4-644)) ثانيا

اسدان كانا من فرائس سيفه / ولقلما هابا سواه مدانيا

ورجال ضبة ((4-645)) عاقدي حجزاتهم / يوم البصيرة من معين ((4-646)) تفانيا

ضغموا ((4-647)) بناب واحد ولطالما از / دردوا اراقم قبلها وافاعيا

ولخطب صفين اجل وعندك الـ / خبر اليقين اذا سالت معاويا

ما يتبع الشعر

قال الاستاذ احمد نسيم المصري في شرح قوله:

وهب الغدير ابوا عليه قبوله / نهيا فقل عدوا سواه مساعيا

النهي: الغدير او شبهه. وللامام علي وقعة تسمى بوقعة غدير خم، والشاعر يشيراليها. قال الاميني: ليت الاستاذ بعد شرحه (النهي) وجعله بدلا عن (البغي) الموجود في‏مخطوط ديوانه يعرب عن معناه الحالي او المفعولي، ويعرف ان مثله لا يصلح من مثل‏مهيار المتضلع الفحل، وكانه يرى راي شاكلته ملحم ابراهيم اسود في قوله: يوم الغديرواقعة حرب معروفة ((4-648)) ! فليته دلنا على تلك الوقعة المسماة بوقعة الغدير، وذكر شطرا من تاريخها، (يريدون‏ ان ‏يبدلوا كلام اللّه) ((4-649)) ، (وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون) ((4-650)) .

الشاعر

ابو الحسن ((4-651)) مهيار بن مرزويه الديلمي البغدادي، نزيل درب رباح بالكرخ، هوارفع راية للادب العربي منشورة بين المشرق والمغرب، وانفس كنز من كنوز الفضيلة،وفي الرعيل الاول من ناشري لغة الضاد، وموطدي اسسها، ورافعي علاليها، ويده‏الواجبة على اللغة الكريمة، ومن يمت بها وينتمي اليها لا تزال مذكورة مشكورة،يشكرها الشعر والادب، تشكرها الفضيلة والحسب، تشكرها العروبة والعرب، واكبربرهنة على هذه كلها ديوانه الضخم الفخم في اجزائه الاربعة، الطافح بافانين الشعر وفنونه وضروب التصوير وانواعه، فهو يكاد في قريضه يلمسك حقيقة راهنة مماينضده، ويذر المعنى المنظور كانه تجاه حاستك الباصرة، ولا ياتي الا بكل‏اسلوب‏رصين، او راي حصيف، او وصف بديع، او قصد مبتكر، فكان مقدما على ‏اهل ‏عصره مع كثرة فحولة الادب فيه، وكان يحضر جامع المنصور في ايام الجمعات ويقرا على الناس ديوان شعره ((4-652)) . ولم ار الباخرزي قد بالغ في الثناء عليه بقوله في دمية‏القصر ((4-653)) (ص‏76): هو شاعر له في مناسك الفضل مشاعر، وكاتب تحت كل‏كلمة من‏كلماته كاعب، وما في قصائده بيت يتحكم عليه بلو وليت، وهي مصبوبة في قوالب‏القلوب، وبمثلها يعتذر الدهر المذنب عن الذنوب.

اما شعره في المذهب فبرهنة وحجاج، فلا تجد فيه الا حجة دامغة، او ثناءصادقا، اوتظلما مفجعا، ولعل هذه هي التي حدت اصحاب الاحن الى اخفاء فضله الظاهروالتنويه بحياته الثمينة كما يحق له، فبخست حقه المعاجم، فلم تات عند ذكره‏الابطفائف هي دون بعض ما يجب له، غير ان حقيقة فضله ابرزت نفسها، ونشرت‏ذكره مع مهب الصبا، فاين ما حللت لا تجد لمهيار الا ذكرا وشكرا وتعظيما وتبجيلا،وعلى ضوء ادبه وكماله يسير السائرون.

ولعمر الحق ان من المعاجز ان فارسيا في العنصر يحاول قرض الشعر العربي، فيفوق‏اقرانه ولا يتاتى لهم قرانه، ويقتدى به عند الورد والصدر، ولا بدع ان يكون من تخرج‏على ائمة العربية من بيت النبوة وعاصرهم وآثر ولاءهم واقتص اثرهم كالعلمين‏الشريفين: المرتضى والرضي وشيخهما شيخ الامة جمعاء المفيد ونظرائهم ان يكون‏ هكذا، الا تاهت الظنون، واكدت المخائل في الحط من كرامة الرجل بتقصير ترجمته، اوال تقصير في الابانة عنه، او التحامل عليه بمخرقة، والوقيعة فيه برميه بما يدنس ذيل‏امانته، كما فعل ابن الجوزي في المنتظم ((4-654)) ، فجدع ارنبته باختلاق قضية مكذوبة‏عليه، ورماه بالغلو، وحاشاه عن كل ذلك (ان يقولون الاكذبا) ((4-655)) .

فهذا مهيار بادبه الباذخ، وفضله الشامخ، وعرفه الفائح، ونوره الواضح،ومذهبه‏العلوي، وقريضه الخسرواني، قد طبق العالم ثناء واطراء ومكرمة وجلالة، وما يضره‏امسه ان كان مجوسيا فارسيا فيه، وها هو في يومه مسلم في دينه، علوي في مذهبه،عربي في ادبه، وها هو يحدث شعره عن ملكاته الفاضلة، ويتضمن ديوانه آثارنفسياته الكريمة، وخلد له ذكرى مع الابد، فهل ابقى ابو الحسن مهيار ذروة من‏الشرف لم يتسنمها ؟ او صهوة من النبوغ لم يمتطها ؟ ولو كان يؤاخذ بشي‏ء من ماضيه ‏لكان من الواجب مؤاخذة الصحابة الاولين كلهم على ماضيهم التعيس، غيران‏الاسلام يجب ما قبله، فتراه يتبه ج بسؤدد عائلته المالكة التي هي اشرف عائلات‏فارس، ويفتخر بشرف اسلامه وحسن ادبه بقوله ((4-656)) :

اعجبت بي بين نادي قومها / ام سعد فمضت تسال بي

سرها ما علمت من خلقي / فارادت علمها ما حسبي

لا تخالي نسبا يخفضني / انا من يرضيك عند النسب

قومي استولوا على الدهر فتى / ومشوا فوق رؤوس الحقب

عمموا بالشمس هاماتهم / وبنوا ابياتهم بالشهب

وابي كسرى ((4-657)) على ايوانه / اين في الناس اب مثل ابي

سورة الملك القدامى وعلى / شرف الاسلام لي والادب

قد قبست المجد من خير اب / وقبست الدين من خير نبي

وضممت الفخر من اطرافه / سؤدد الفرس ودين العرب

اسلم المترجم على يد سيدنا الشريف الرضي سنة (394) ((4-658)) ، وتخرج عليه في الادب‏والشعر، وتوفي ليلة‏الاحد لخمس خلون من جمادى الثانية سنة (428)، ولم اقف على‏خلاف في تاريخ وفاته في الكتب والمعاجم التي توجد فيها ترجمته، منها ((4-659)) : تاريخ‏بغداد (13/276)، المنتظم (8/94)، تاريخ ابن خلكان (2/277)، مرآة اليافعي (3/47)،دمية القصر (ص‏76)، تاريخ ابن كثير (12/41)، كامل ابن الاثير (9/159)، تاريخ ابي‏الفدا (2/168)، امل الامل لشيخنا الحر، روض المناظر لابن شحنة، اعلام الزركلي(3/1079)، شذرات الذهب (3/247)، تاريخ آداب اللغة (2/259)، نسمة السحر فيمن‏تشيع وشعر، دائرة المعارف لفريد وجدي (9/484)، سفينة البحار (2/563)، مجلة‏المرشد (2/85).

ومن نماذج شعر مهيار في المذهب قوله يمدح اهل البيت (ع):

بكى النار سترا على الموقد / وغار يغالط في المنجد

احب وصان فورى هوى / اضل وخاف فلم ينشد

بعيد الاصاخة عن عاذل / غني التفرد عن مسعد

حمول على القلب وهو الضعيف / صبور على الماء وهو الصدي

وقور وما الخرق من حازم / متى ما يرح شيبه يغتدي

ويا قلب ان قادك الغانيات / فكم رسن فيك لم ينقد

افق فكاني بها قد امر / بافواهها العذب من موردي

وسود ما ابيض من ودها / بما بيض الدهر من اسودي

وما الشيب اول غدر الزمان / بلى من عوائده العود

لحا اللّه حظ‏ي كما لا يجود / بما استحق وكم اجتدي

وكم اتعلل عيش السقيم / اذمم يومي وارجو غدي

لئن نام دهري دون المنى / واصبح عن نيلها مقعدي

ولم اك احمد افعاله // فلي اسوة ببني احمد

بخير الورى وبني خيرهم  / اذا ولد الخير لم يولد

واكرم حي على الارض قام / وميت توسد في ملحد

وبيت تقاصر عنه البيوت / وطال عليا ((4-660)) على الفرقد

تحوم الملائك من حوله / /ويصبح للوحي دار الندي

الا سل قريشا ولم منهم /من استوجب اللوم او فند

وقل: ما لكم بعد طول الضلا / ل لم تشكروا نعمة المرشد

اتاكم على فترة فاستقام / بكم جائرين عن المقصد

وولى حميدا الى ربه / ومن سن ما سنه يحمد

وقد جعل الامر من بعده / لحيدر بالخبر المسند

وسماه مولى باقرار من / لو اتبع الحق لم يجحد

فملتم بها حسد الفضل عنه / ومن يك خير الورى يحسد

وقلتم بذاك قضى الاجتماع / الا انما الحق للمفرد

يعز على هاشم والنبي / تلاعب تيم بها او عدي

وارث علي لاولاده / اذا آية الارث لم تفسد

فمن قاعد منهم خائف / ومن ثائر قام لم يسعد

تسلط بغيا اكف النفا / ق منهم على سيد سيد

وما صرفوا عن مقام الصلاة / ولا عنفوا في بنى ((4-661)) المسجد

ابوهم وامهم من علمـ / ـت فانقص مفاخرهم او زد

ارى الدين من بعد يوم الحسين / عليلا له الموت بالمرصد

وما الشرك للّه من قبله / اذا انت قست بمستبعد

وما آل حرب جنوا انما / اعادوا الضلال على من بدي

سيعلم من فاطم خصمه / باي نكال غدا يرتدي

ومن ساء احمد يا سبطه / فباء بقتلك ماذا يدي

فداؤك نفسي ومن لي بذا / ك لو ان مولى بعبد فدي

وليت دمي ما سقى الارض منك / يقوت الردى واكون الردي

وليت سبقت فكنت الشهيد / امامك يا صاحب المشهد

عسى الدهر يشفي غدا من عدا / ك قلب مغيظ بهم مكمد

عسى سطوة الحق تعلو المحال / عسى يغلب النقص بالسؤدد

وقد فعل اللّه لكنني / ارى كبدي بعد لم تبرد

بسمعي لقائمكم دعوة / يلبي لها كل مستنجد

انا العبد والاكم عقده / اذا القول بالقلب لم يعقد

وفيكم ودادي وديني معا / وان كان في فارس مولدي

خصمت ضلالي بكم فاهتديت / ولولاكم لم اكن اهتدي

وجردتموني وقد كنت في / يد الشرك كالصارم المغمد

ولازال شعري من نائح / ينقل فيكم الى منشد

وما فاتني نصركم باللسان / اذا فاتني نصركم باليد ((4-662))

وقال يرثي امير المؤمنين عليا وولده الحسين ويذكر مناقبهما، وكان ذلك من نذائر مامن اللّه تعالى به من نعمة الاسلام في المحرم سنة (392) ((4-663)) :

يزور عن حسناء زورة خائف / تعرض طيف آخر الليل طائف

فاشبهها لم تغد مسكا لناشق / كما عودت ولا رحيقا لراشف

قصية دار قرب النوم شخصها / ومانعة اهدت سلام مساعف

الين وتغري بالاباء كانما / تبر بهجراني الية حالف

وبالغور للناسين عهدي منزل / حنانيك من شات لديه وصائف

اغالط فيه سائلا لا جهالة / فاسال عنه وهو بادي المعارف

ويعذلني في الدار صحبي كانني / على عرصات الحب اول واقف

خليلي ان حالت ولم ارض‏ بيننا / طوال الفيافي او عراض التنائف ((4-664))

فلا زر ذاك السجف الا لكاشف / ولا تم ذاك البدر الا لكاسف

فان خفتما شوقي فقد تامنانه / بخاتلة بين القنا والمخاوف

بصفراء لو حلت قديما لشارب / لضنت فما حلت فتاة لقاطف

يطوف بها من آل كسرى مقرطق / يحدث عنها من ملوك الطوائف ((4-665))

سقى الحسن حمراء السلافة خده / فانبع نبتا اخضرا في السوائف ((4-666))

واحلف انى شعشعت لي بكفه / سلوت سوى هم لقلبي محالف

عصيت على الايام ان ينتزعنه / بنهي عذول او خداع ملاطف

جوى كلما استخفى ليخمد هاجه / سنا بارق من ارض كوفان خاطف

يذكرني مثوى علي كانني / سمعت بذاك الرزء صيحة هاتف

ركبت القوافي ردف شوقي مطية / تخب بجاري دمعي المترادف

الى غاية من مدحه ان بلغتها / هزات باذيال الرياح العواصف

وما انا من تلك المفازة مدرك / بنفسي ولو عرضتها للمتالف

ولكن تؤدي الشهد اصبع ذائق / وتعلق ريح المسك راحة‏ دائف ((4-667))

بنفسي من كانت مع اللّه نفسه / اذا قل يوم الحق من لم يجازف

اذا ما عزوا دينا فخر عابد / وان قسموا دنيا فاول عائف

كفى يوم بدر شاهدا وهوازن / لمستاخرين عنهما ومزاحف

وخيبر ذات الباب وهي ثقيلة الـ / ـمرام على ايدي الخطوب الخفائف

ابا حسن ان انكروا الحق واضحا / على انه واللّه انكار عارف

فالا سعى للبين اخمص بازل / والا سمت للنعل اصبع خاصف

والا كما كنت ابن عم وواليا / وصهرا وصنوا كان من لم يقارف

اخصك بالتفضيل الا لعلمه / بعجزهم عن بعض تلك المواقف

نوى الغدر اقوام فخانوك بعده / وما آنف في الغدر الا كسالف

وهبهم سفاها صححوا فيك قوله / فهل دفعوا ما عنده في المصاحف

سلام على الاسلام بعدك انهم / يسومونه بالجور خطة خاسف

وجددها بالطف بابنك عصبة / اباحوا لذاك ‏القرف حكة قارف ((4-668))

يعز على محمد بابن بنته / صبيب دم من بين جنبيه واكف

اجازوك حقا في الخلافة غادروا / جوامع ((4-669)) منه في رقاب الخلائف

ايا عاطشا في مصرع لو شهدته / سقيتك فيه من دموعي الذوارف

سقى غلتي بحر بقبرك انني / على غير المام به غير آسف

واهدى اليه الزائرون تحيتي / لا شرف ان عيني له لم تشارف

وعادوا فذروا بين جنبي تربة / شفائي مما استحقبوا في المخاوف ((4-670))

اسر لمن والاك حب موافق / وابدي لمن عاداك سب مخالف

دعي سعى سعي الاسود وقد مشى / سواه اليها امس مشي الخوالف ((4-671))

واغرى بك الحساد انك لم تكن / على صنم فيما رووه بعاكف

وكنت حصان الجيب من يد غامر / كذاك حصان العرض من فم قاذف

وما نسب ما بين جنبي تالد / بغالب ود بين جنبي طارف

وكم حاسد لي ود لو لم يعش ولم‏ / انابله في تابينكم واسايف ((4-672))

تصرفت في مدحيكم فتركته / يعض علي الكف عض الصوارف ((4-673))

هواكم هو الدنيا واعلم انه / يبيض يوم الحشر سود الصحائف

وانشد قصيدة في مراثي اهل البيت (ع) من مرذول الشعر على هذا الروي الذي يجي‏ء، وسئل ان يعمل ابياتا في وزنها على قافيتها، فقال هذه في الوقت ((4-674)) :

مشين لنا بين ميل وهيف / فقل في قناة وقل في نزيف ((4-675))

على كل غصن ثمار الشبا / ب من مجتنيه دواني القطوف

ومن عجب الحسن ان الثقيـ / ـل منه يدل بحمل الخفيف

خليلي ما خبر ما تبصرا / ن بين خلاخيلها والشنوف ((4-676))

سلاني به فالجمال اسمه / ومعناه مفسدة للعفيف

امن عربية تحت الظلام / تولج ذاك الخيال المطيف

سرى عينها او شبيها ((4-677)) فكا / د يفضح نومي بين الضيوف

نعم ودعا ذكر عهد الصبا / سيلقاه قلبي بعهد ضعيف

بل علي صروف الزمان / بسطن لساني لذم الصروف

مصابي على بعد داري بهم / مصاب الاليف بفقد الاليف

وليس صديقي غير الحزين / ليوم الحسين وغيرالاسوف ((4-678))

هو الغصن ((4-679)) كان كمينا فهب / لدى كربلاء بريح عصوف

قتيل به ثار غل النفوس / كما نغر الجرح حك القروف ((4-680))

بكل يد امس قد بايعته / وساقت له اليوم ايدي الحتوف

نسوا جده عند عهد قريب / وتالده مع حق طريف

فطاروا له حاملين النفاق / باجنحة غشها في الحفيف ((4-681))

يعز علي ارتقاء المنون / الى جبل منك عال منيف

ووجهك ذاك الاغر التريب / يشهر وهو على الشمس موفي

على العن امره قد سعى / بذاك الذميل وذاك الوجيف ((4-682))

وويل ام مامورهم لو اطاع / لقد باع جنته بالطفيف

وانت وان دافعوك الامام / وكان ابوك برغم الانوف

لمن آية الباب يوم اليهود / ومن صاحب ‏الجن يوم الخسيف

ومن جمع الدين في يوم بدر / واحد بتفريق تلك الصفوف

وهدم في اللّه اصنامهم / بمرآى عيون عليها عكوف

اغير ابيك امام الهدى / ضياء الندي هزبر العزيف ((4-683))

تفلل سيف به ضرجوك / لسود خزيا وجوه السيوف

امر بفي عليك الزلال / وآلم جلدي وقع الشفوف ((4-684))

اتحمل فقدك ذاك العظيم / جوارح جسمي هذا الضعيف

ولهفي عليك مقال الخبيـ / ـر: انك تبرد حر اللهيف

انشرك ما حمل الزائرو / ن ام‏المسك خالط ترب الطفوف

كان ضريحك زهر الربيـ / ـع هبت عليه نسيم الخريف

احبكم ما سعى طائف / وحنت مطوقة في الهتوف

وان كنت من فارس فالشريـ / ـف معتلق وده بالشريف

ركبت على من يعاديكم / ويفسد تفضيلكم بالوقوف

سوابق ((4-685)) من مدحكم لم اهب / صعوبة ريضها والقطوف ((4-686))

تقطر غيري اصلابها / وتزلق اكفالها بالرديف ((4-687))

وقال يمدح اهل البيت (ع) ((4-688)) وهي من اول قوله:

سلا من سلا من بنا استبدلا / وكيف محا الاخر الاولا

واي هوى حادث العهد امـ /ـس انساه ذاك‏الهوى المحولا ((4-689))

واين المواثيق والعاذلات / يضيق عليهن ان تعذلا

اكانت اضاليل وعد الزما / ن ام حلم الليل ثم انجلى

ومما جرى الدمع فيه سؤا / ل من تاه بالحسن ان يسالا

اقول برامة ((4-690)) يا صاحبي / معاجا ((4-691)) وان فعلا اجملا

قفا لعليل فان الوقوف / وان هو لم يشفه عللا

بغربي وجرة ((4-692)) ينشدنه / وان زادنا صلة منزلا ((4-693))

وحسناء لو انصفت حسنها / لكان من القبح ان تبخلا

رات هجرها مرخصا من دمي / على الناي علقا قديما غلا ((4-694))

وربت واش بها منبض ((4-695)) / اسابقه الرد ان ينبلا

راى ودها طللا ممحلا / فلفق ما شاء ان يمحلا

والسنة كاعالي الرماح / رددت وقد شرعت ذبلا ((4-696))

ويابى لحسناء ان اقبلت / تعرضها قمرا مقبلا

سقى اللّه ليلاتنا بالغويـ / ـر فيما اعل وما انهلا ((4-697))

حيا كلما اسبلت مقلة / حنينا له عبرة اسبلا ((4-698))

وخص وان لم تعد ليلة / خلت فالكرى بعدها ماحلا

وفى الطيف فيها بميعاده / وكان تعود ان يمطلا

فما كان اقصر ليلي به / وما كان لو لم يزر اطولا

مساحب قصر عني المشيـ / ـب ما كان منها الصبا ذيلا

ستصرفني نزوات الهمو / م بالارب الجد ان اهزلا

وتنحت من طرفي زفرة / مباردها تاكل المنصلا ((4-699))

واغرى بتابين آل النبي / ان نسب الشعر او غزلا

بنفسي نجومهم المخمدات / ويابى الهدى غير ان تشعلا

واجسام نور لهم في الصعيـ / ـد تملؤه فيضي‏ء الملا

ببطن الثرى حمل ما لم تطق / على ظهرها الارض ان تحملا

تفيض فكانت ندى ابحرا / وتهوي فكانت علا اجبلا

سل المتحدي بهم في الفخا / ر اين سمت شرفات العلى

بمن باهل اللّه اعداءه / فكان الرسول بهم ابهلا

وهذا الكتاب واعجازه / على من وفي بيت من نزلا

وبدر وبدر به الدين تـ / ـم من كان فيه جميل البلا

ومن نام قوم سواه وقام / ومن كان افقه او اعدلا

بمن فصل الحكم يوم الجنين / فطبق في ذلك المفصلا ((4-700))

مساع اطيل بتفصيلها / كفى معجزا ذكرها مجملا

يمينا لقد سلط الملحدون / على الحق او كاد ان يبطلا

فلولا ضمان لنا في الطهور / قضى جدل القول ان نخجلا

االلّه يا قوم يقضي النبي / مطاعا فيعصى وما غسلا

ويوصي فنخرص دعوى عليـ / ـه في تركه دينه مهملا

ويجتمعون على زعمهم / وينبيك سعد ((4-701)) بما اشكلا

فيعقب اجماعهم ان يبيـ / ـت مفضولهم يقدم الافضلا

وان ينزع الامر من اهله / لان عليا له اهلا

وساروا يحطون في آله / بظلمهم كلكلا كلكلا ((4-702))

تدب عقارب من كيدهم / فتفنيهم اولا اولا

اضاليل ساقت مصاب الحسين / وما قبل ذاك وما قد تلا

امية لابسة عارها / وان خفي الثار او حصلا

فيوم السقيفة ياابن النبي / طرق يومك في كربلا

وغصب ابيك على حقه / وامك حسن ان تقتلا

ايا راكبا ظهر مجدولة / تخال اذا انبسطت ‏اجدلا ((4-703))

شات اربع الريح في اربع / اذا ما انتشرن طوين الفلا

اذا وكلت طرفها بالسما / ء خيل بادراكها وكلا

فعزت غزالتها غرة / وطالت غزال‏ا لفلا ايطلا ((4-704))

كطيك في منتهى واحد ((4-705)) / لندرك يثرب او مرقلا ((4-706))

فصل ناجيا وعلي الامان / لمن كان في حاجة موصلا

تحمل رسالة صب حملت / فناد بها احمد المرسلا

وحي وقل يا نبي الهدى / تاشب نهجك‏ واستوغلا ((4-707))

قضيت فارمضنا ما قضيت / وشرعك قد تم واستكملا ((4-708))

فرام ابن عمك فيما سننـ / ـت ان يتقبل او يمثلا

فخانك فيه من الغادريـ / ـن من غير الحق او بدلا

الى ان تحلت بها تيمها / واضحت بنو هاشم عطلا

ولما سرى امر تيم اطا / ل بيت عدي لها الاحبلا ((4-709))

ومدت امية اعناقها / وقد هون الخطب واستسهلا

فنال ابن عفان ما لم يكن / يظن وما نال بل نولا

فقر وانعم عيش يكو / ن من قبله ‏خشنا قلقلا ((4-710))

وقلبها اردشيرية / فحرق فيها بما اشعلا

وساروا فساقوه او اوردوه / حياض الردى منهلا منهلا

ولما امتطاها علي اخو / ك رد الى الحق فاستثقلا

وجاؤوا يسومونه القاتلين / وهم قد ولوا ذلك المقتلا

وكانت هناة وانت الخصيم / غدا والمعاجل من امهلا

لكم آل ياسين مدحي صفا / وودي حلا وفؤادي خلا

وعندي لاعدائكم نافذا / ت قولي ما صاحب المقولا ((4-711))

اذا ضاق بالسير ذرع الرفيق / ملات بهن فروج الملا

فواقر من كل سهم تكون / له كل جارحة مقتلا

وهلا ونهج طريق النجاة / بكم لاح لي بعدما اشكلا

ركبت لكم لقمي فاستننت ((4-712)) / وكنت اخابطه مجهلا

وفك من الشرك اسري وكا / ن غلا على منكبي مقفلا

اواليكم ما جرت مزنة / وما اصطخب الرعد او جلجلا

وابرا ممن يعاديكم / فان البراءة اصل الولا

ومولاكم لا يخاف العقاب / فكونوا له في غد موئلا

وقال يذكر مناقب امير المؤمنين صلوات اللّه عليه وما مني به من اعدائه ((4-713)) :

ان كنت ممن يلج الوادي فسل / بين البيوت عن فؤادي ما فعل

وهل رايت والغريب ما ترى / واجد جسم قلبه منه يضل

وقل لغزلان النقا مات الهوى / وطلقت بعدكم بنت الغزل

وعاد عنكن يخيب قانص / مد الحبالات ‏لكن ‏فاحتبل ((4-714))

يا من يرى قتلى السيوف حظرت / دماؤهم اللّه في قتلى المقل

ما عند سكان منى في رجل / سباه ظبي وهو في الف رجل

دافع عن صفحته شوك القنا / وجرحته اعين السرب النجل

دم حرام للاخ المسلم في / ارض حرام يال نعم كيف حل

قلت شكا فاين دعوى صبره / كري اللحاظ واسالي عن الخبل

عن هواك فاذل جلدي / والحب ما رق له الجلد وذل ((4-715))

من دل مسراك علي في الدجى / هيهات في وجهك بدر لا يدل

رمت الجمال فملكت عنوة / اعناق ما دق من الحسن وجل

لواحظا علمت الضرب الظبا / على قوام علم الطعن ‏الاسل ((4-716))

يا من راى بحاجر مجاليا / من حيث ما استقبلها فهي قبل ((4-717))

اذا مررت بالقباب من قبا / مرفوعة وقد هوت شمس الاصل ((4-718))

فقل لاقمار السماء اختمري / فحلبة الحسن لاقمار الكلل ((4-719))

اين ليالينا على الخيف وهل / يرد عيشا بالحمى قولك هل

ما كن الا حلما روعه الصـ / ـبح وظلا كالشباب فانتقل

ما جمعت قط الشباب والغنى / يد امرى‏ء ولا المشيب والجذل

يا ليت ما سود ايام الصبا / اعدى بياضا في العذارين نزل

ما خلت سوداء بياضي نصلت / حتى ذوى اسود راسي فنصل ((4-720))

طارقة من الزمان اخذت / اواخر العيش بفرطات الاول

قد انذرت مبيضة ان حذرت / ونطق الشيب بنصح لو قبل

ودل ما حط عليك من سني / عمرك ان الحظ فيما قد رحل

كم عبرة وانت من عظاتها / ملتفت تتبع شيطان الامل

ما بين يمناك وبين اختها / الا كما بين مناك والاجل

فاعمل من اليوم لما تلقى غدا / او لا فقل خيرا توفق للعمل

ورد خفيف الظهر حوض اسرة / ان ثقلوا الميزان في الخير ثقل

اشدد يدا بحب آل احمد / فانه عقدة فوز لا تحل

وابعث لهم مراثيا ومدحا / صفوة ما راض الضمير ونخل

عقائلا تصان بابتذالها / وشاردات وهي للساري عقل

تحمل من فضلهم ما نهضت / بحمله اقوى المصاعيب ‏الذلل ((4-721))

موسومة في جبهات الخيل او / معلقات فوق اعجاز الابل

تنثو العلاء سيدا فسيدا / عنهم وتنعى بطلا بعد بطل ((4-722))

الطيبون ازرا تحت الدجى / الكائنون وزرا يوم الوجل ((4-723))

والمنعمون والثرى مقطب / من جدبه والعام غضبان ازل ((4-724))

خير مصل ملكا وبشرا / وحافيا داس الثرى ومنتعل

هم وابوهم شرفا وامهم / اكرم من تحوي السماءوتظل

لا طلقاء منعم عليهم / ولا يحارون اذا الناصر قل

يستشعرون ((4-725)) : اللّه اعلى في الورى / وغيرهم شعاره اعل هبل ((4-726))

لم يتزخرف وثن لعابد / منهم يزيغ قلبه ولا يضل

ولا سرى عرق الاماء فيهم / خبائث ليست مريئات الاكل

يا راكبا تحمله عيدية ((4-727)) / مهوية الظهر بعضات الرحل

ليس لها من الوجا منتصر / اذا شكا غاربها حيف الاطل ((4-728))

تشرب خمسا وتجر رعيها / والماء عد والنبات مكتهل ((4-729))

اذا اقتضت راكبها تعريسة / سوفها الفجر ومناها الطفل ((4-730))

عرج بروضات الغري سائفا / ازكى ثرى وواطئا اعلى‏ محل ((4-731))

واد عني مبلغا تحيتي / خير الوصيين اخا خير الرسل

سمعا امير المؤمنين انها / كناية لم تك فيها منتحل

ما لقريش ماذقتك عهدها / ودامجتك ودها على دخل ((4-732))

وطالبتك عن قديم غلها / بعد اخيك بالتراث والذحل

وكيف ضموا امرهم واجتمعوا / فاستوزروا الراي وانت منعزل

وليس فيهم قادح بريبة / فيك ولا قاض عليك بوهل ((4-733))

ولا تعد بينهم منقبة / الا لك التفصيل منها والجمل

وما لقوم نافقوا محمدا / عمر الحياة وبغوا فيه الغيل

وتابعوه بقلوب نزل الـ / ـفرقان فيها ناطقا بما نزل

مات فلم تنعق على صاحبه / ناعقة منهم ولم يرغ جمل

ولا شكا القائم في مكانه / منهم ولا عنفهم ولا عذل

فهل ترى مات النفاق معه / ام خلصت اديانهم لما نقل

لا والذي ايده بوحيه / وشده منك بركن لم يزل

ما ذاك الا ان نياتهم / في الكفر كانت تلتوي وتعتدل

وان ودا بينهم دل على / صفائه رضاهم بما فعل

وهبهم تخرصا قد ادعوا / ان النفاق كان فيهم وبطل

فما لهم عادوا وقد وليتهم / فذكروا تلك الحزازات الاول

وبايعوك عن خداع كلهم / باسط كف تحتها قلب نغل

ضرورة ذاك كما عاهد من / عاهد منهم احمدا ثم نكل

وصاحب الشورى لما ذاك ترى / عنك وقد ضايقه الموت عدل

والاموي ما له اخركم / وخص قوما بالعطاء والنفل

وردها عجماء كسروية / يضاع فيها الدين حفظا للدول

كذاك حتى انكروا مكانه / وهم عليك قدموه فقبل

ثم قسمت بالسواء بينهم / فعظم الخطب عليهم وثقل

فشحذت تلك الظبا وحفرت / تلك الزبى واضرمت تلك الشعل

مواقف في الغدر يكفي سبة / منها وعارا لهم يوم الجمل

ياليت شعري عن اكف ارهفت / لك المواضي وانتحتك بالذبل ((4-734))

واحتطبت تبغيك بالشر على / اي اعتذار في المعاد تتكل

انسيت صفقتها امس على / يديك الا غير ولا بدل

وعن حصان ابرزت يكشف باسـ / ـتخراجها ستر النبي المنسدل

تطلب امرا لم يكن ينصره / بمثلها في الحرب الا من خذل

يا للرجال ولتيم تدعي / ثار بني‏امية وتنتحل

وللقتيل يلزمون دمه / وفيهم القاتل غير من‏ قتل

حتى اذا دارت رحى بغيهم / عليهم وسبق السيف العذل

وانجز النكث العذاب فيهم / بعد اعتزال منهم بما مطل

عاذوا بعفو ماجد معود / للصبر حمال لهم على العلل

خ اطت بهم ارحامهم فلم تطع / ثائرة الغيظ ولم تشف الغلل

فنجت البقيا عليهم من نجا / واكل الحديد منهم من اكل

واحتج قوم بعد ذاك لهم / بفاضحات ربها يوم الجدل

فقل منهم من لوى ندامة / عنانه عن المصاع ((4-735)) فاعتزل

وانتزع العامل ((4-736)) من قناته / فرد بالكره فشد فحمل

والحال تنبي ان ذاك لم يكن / عن توبة وانما كان فشل

ومنهم من تاب بعد موته / وليس بعد الموت للمرء عمل

وان تكن ذات الغبيط اقلعت / برغم من اسند ذاك ونقل

فما لها تمنع من دفن ابنه / لولا هنات جرحها لم ‏يندمل ((4-737))

وما الخبيثان ابن هند وابنه / وان طغى خطبهما بعد وجل

بمبدعين في الذي جاءا به / وانما تقفيا تلك السبل

ان يحسدوك فلفرط عجزهم / في المشكلات ولما فيك كمل

الصنو انت والوصي دونهم / ووارث العلم وصاحب الرسل

وآكل الطائر والطارد للصل / ومن كلمه قبلك صل ((4-738))

وخاصف النعل وذو الخاتم والـ / ـمنهل في يوم القليب والمعل

وفاصل القضية العسراء في / يوم الجنين وهو حكم ما فصل

ورجعة الشمس عليك نبا / تشعب الالباب فيه وتضل

فما الوم حاسدا عنك انزوى / غيظا ولا ذا قدم فيك تزل

يا صاحب الحوض غدا لا حلئت / نفس تواليك عن العذب ‏النهل ((4-739))

ولا تسلط قبضة النار على / عنق اليك بالوداد ينفتل

عاديت فيك الناس لم احفل بهم / حتى رموني عن يد الا الاقل

تفرغوا يعترقون غيبة / لحمي وفي مدحك عنهم لي شغل ((4-740))

عدلت ان ترضى بان يسخط من / تقله الارض علي فاعتدل

ولو يشق البحر ثم يلتقي / فلقاه فوقي في هواك لم ابل ((4-741))

علاقة بي لكم سابقة / لمجد سلمان اليكم تتصل

ضاربة في حبكم عروقها / ضرب فحول ‏الشول في النوق البزل ((4-742))

تضمني من طرفي في حبلكم / مودة شاخت ودين مقتبل

فضلت آبائي الملوك بكم / فضيلة الاسلام اسلاف الملل

لذاكم ارسلها نوافذا / لام من لا يتقيهن الهبل ((4-743))

يمرقن زرقا من يدي حدائدا / تنحى اعاديكم بها وتنتبل ((4-744))

صوائبا اما رميت عنكم / وربما اخطا رام من ثعل ((4-745))

وله يرثي شيخ الامة ابن المعلم محمد بن محمد بن النعمان المفيد المتوفى(413) ((4-746)) :

ما بعد يومك سلوة لمعلل / مني ولا ظفرت بسمع معذل

سوى المصاب بك القلوب على الجوى / فيد الجليد على حشا المتململ ((4-747))

وتشابه الباكون فيك فلم يبن / دمع المحق لنا من المتعمل

كنا نعير بالحلوم اذا هفت / جزعا ونهزا بالعيون الهمل

فاليوم صار العذر للفاني اسى / واللوم للمتماسك المتجمل

رحل الحمام بها غنيمة فائز / ما ثار قط بمثلها عن منزل

كانت يد الدين الحنيف وسيفه / فلابكين على الاشل الاعزل ((4-748))

مالي رقدت وطالبي مستيقظ / وغفلت والاقدار لما تغفل

ولويت وجهي عن مصارع اسرتي / حذر المنية والشفار تحد لي

قد نمت الدنيا الي بسرها / ودللت بالماضي على المستقبل

ورايت كيف يطير في لهواتها ((4-749)) / لحمي وان انا بعد لما اؤكل

وعلمت مع طيب المحل وخصبه / بتحول الجيران كيف تحولي

لم اركب الامل الغرور مطية / بلهاء لم تبلغ مدى بمؤمل

الوى ليمهلني الي زمامها / ووراءها الهوب سوق معجل ((4-750))

حلم تزخرفه الحنادس في الكرى / ويقينه عند الصباح المنجلي

احصي السنين يسر نفسي طولها / وقصير ما يغنيك مثل الاطول

واذا مضى يوم طربت الى غد / وببضعة مني مضى او مفصل

اخشن اذا لاقيت يومك او فلن / واشدد فانك ميت او فاحلل

سيان عند يد لقبض نفوسنا / ممدودة فم ناهش ومقبل

سوى الردى بين الخصاصة والغنى / فاذا الحريص هو الذي لم يعقل ((4-751))

والثائر العادي على اعدائه / ينقاد قود العاجز المتزمل

لو فل غرب الموت عن متدرع / بعفافه او ناسك متعزل ((4-752))

او واحد الحسنات غير مشبة / باخ وفرد الفضل غير ممثل

او قائل في الدين فعال اذا / قال المفقه فيه ما لم يفعل

وقت ابن نعمان النزاهة او نجا / سلما فكان من الخطوب بمعزل

ولجاءه حب السلامة مؤذنا / بسلامه من كل داء معضل

او دافعت صدر الردى عصب الهدى / عن بحرها او بدرها المتهلل

لحمته ايد لا تني في نصره / صدق الجهاد وانفس لا تاتلي ((4-753))

وغدت تطارد عن قناة لسانه / ابناء فهر بالقني الذبل ((4-754))

وتبادرت سبقا الى عليائها / في نصر مولاها الكرام بنو علي

من كل مفتول القناة بساعد / شطب كصدر السمهرية افتل

غيران يسبق عزمه اخباره / حتى يغامر في الرعيل الاول

وافي الحجا ويخال ان براسه / في الحرب عارض جنة او اخبل

ما قنعت افقا عجاجة غارة / الا تخرق عنه ثوب القسطل

تعدو به خيفانة لو اشعرت / ان الصهيل يجمها لم تصهل ((4-755))

صبارة ان مسها جهد الطوى / قنعت مكان عليقها بالمسحل ((4-756))

فسروا فناداهم سراة رجالهم / لمجسد من هامهم ومرجل ((4-757))

بعداء عن وهن التواكل في فتى / لهم على اعدائهم متوكل

سمح ببذل النفس فيهم قائم / للّه في نصر الهدى متبتل

نزاع ارشية التنازع فيهم / حتى يسوق اليهم النص الجلي ((4-758))

ويبين عندهم الامامة نازعا / فيها الحجاج من الكتاب المنزل

بطريقة وضحت كان لم تشتبه / وامانة عرفت كان لم تجهل

يصبو لها قلب العدو وسمعه / حتى ينيب فكيف حالك بالولي

يا مرسلا ان كنت مبلغ ميت / تحت الصفائح قول حي مرسل ((4-759))

فلج الثرى الراوي فقل لمحمد / عن ذي فؤاد بالفجيعة مشعل

من للخصوم اللد بعدك غصة / في الصدر لا تهوي ولا هي تعتلي

من للجدال اذا الشفاه تقلصت / واذا اللسان بريقه لم يبلل

من بعد فقدك رب كل غريبة / بكر بك افترعت وقولة فيصل

ولغامض خاف رفعت قوامه / وفتحت منه في الجواب المقفل

من للطروس يصوغ في صفحاتها / حليا يقعقع كلما خرس الحلي

يبقين للذكر المخلد رحمة / لك من فم الراوي وعين المجتلي

اين الفؤاد الندب غير مضعف / اين اللسان الصعب غير مفلل ((4-760))

تفري به وتحز كل ضريبة / ما كل حزة مفصل للمنصل ((4-761))

كم قد ضممت لدين آل محمد / من شارد وهديت قلب مضلل

وعقلت من ود عليهم ناشط / لو لم ترضه ملاطفا لم يعقل

لا تطبيك ملالة عن قولة / تروي عن المفضول حق الافضل ((4-762))

فليجزينك عنهم ما لم يزل / يبلو القلوب ليجتبي وليبتلي

ولتنظرن الى علي رافعا / ضبعيك يوم البعث ينظر من عل ((4-763))

يا ثاويا وسدت منه في الثرى / علما يطول به البقاء وان بلي

جدثا لدى الزوراء بين قصورها / اجللته عن بطن قاع ممحل ((4-764))

ما كنت قبل اراك تقبر خائفا / من ان توارى هضبة بالجندل ((4-765))

من ثل عرشك واستقادك خاطما / فانقدت يا قطاع تلك الاحبل ((4-766))

من فل غرب حسام فيك فرده / زبرا تساقط من يمين الصيقل ((4-767))

قد كنت من قمص الدجى في جنة / لا تنتحى ومن الحجا في معقل

متمنعا بالفضل لا ترنو الى / مغناك مقلة راصد متامل

فمن اي خرم او ثنية غرة / طلعت عليك يد الردى المتوغل

ما خلت قبلك ان خدعة قانص / تلج العرين وراء ليث مشبل

او ان كف الدهر يقوى بطشها / حتى تظفر في ذؤابة يذبل ((4-768))

كانوا يرون الفضل للمتقدم / السباق والنقصان في المتقبل

قول الهوى وشريعة منسوخة / وقضية من عادة لم تعدل

حتى نجمت فاجمعوا وتبينوا / ان الاخير مقصر بالاول

بكر النعي فسك فيك مسامعي / واعاد صبحي جنح ليل اليل

ونزت بنيات الفؤاد لصوته / نزو الفصائل في زفير المرجل ((4-769))

ما كنت احسب والزمان مقاتلي / يرمي ويخطئ ان يومك مقتلي

يوم اطل بغلة لا يشتفي / منها الهدى وبغمة لا تنجلي

فكانه يوم الوصي مدافعا / عن حتفه بعد النبي المرسل

ما ان رات عيناي اكثر باكيا / منه واوجع رنة من معول

حشدوا على جنبات نعشك وقعا / حشد العطاش على شفير المنهل

وتنازفوا الدمع الغريب كانما الا / سلام قبلك امه لم تثكل

يمشون خلفك والثرى بك روضة / كحل العيون بها تراب الارجل

ان كان حظ‏ي من وصالك قبلها / حظ المغب ونهزة المتقلل ((4-770))

فلاعطينك من ودادي ميتا / جهد المنيب ورجعة المتنصل

لو انفدت عيني عليك دموعها / فليبكينك بالقوافي مقولي

ومتى تلفت للنصيحة موجع / يبغي السلو ومال ميل العذل

فسلوك الماء الذي لا استقي / عطشان والنار التي لا اصطلي

***

رقاصة القطرات تختم في الحصى / وسما وتفحص في الثرى المتهيل

نسجت لها كف الجنوب ملاءة / رتقاء لا تفصى بكف الشمال ((4-771))

صبابة الجنبات تسمع حولها / للرعد شقشقة القروم البزل ((4-772))

ترضي ثراك بواكف متدفق / يروي صداك وقاطر متسلسل ((4-773))

حتى يرى زوار قبرك انهم / حطوا رحالهم بواد مبقل

ومتى ونت او قصرت اهدابها / امددتها مني بدمع مسبل

LEAVE A COMMENT