(33) ابو الفرج الرازي

  الغدير

(33) ابو الفرج الرازي

تجلى الهدى يوم الغدير عن الشبه / وبرز ابريز البيان عن الشبه

واكمل رب العرش للناس دينهم / كما نزل القرآن فيه فاعربه

وقام رسول اللّه في الجمع رافعا / بضبع علي ذي‏ التعالي على‏ الشبه

وقال الا من كنت مولى لنفسه / فهذا له مولى فيا لك منقبه ((4-445))

الشاعر

ابو الفرج محمد بن هندو الرازي.

آل هندو: من اسر الامامية الناهضين بنشر العلم والادب، وفيهم جمع ممن تحلوا بفنون‏الفضائل، ولهم في الكتابة والقريض قدم وقدم، طفحت بذكرهم المعاجم، منهم: ابوالفرج محمد بن هندو مؤسس شرف بيتهم، عده ابن شهرآشوب في معالم‏ العلماء ((4-446)) من شعراء اهل البيت (ع) المتقين.

ومنهم: ابو الفرج الحسين بن محمد بن هندو، ترجمه الثعالبي في‏اليتيمة ((4-447)) (3/362)وعده من‏اصحاب الوزيرالصاحب بن عباد وذكر شطرا من شعره،وقال: ملحه كثيرة، ولا يسع هذا الباب الا هذا الانموذج منها، ومما ذكر له قوله:

لا يوحشنك من مجد تباعده / فان للمجد تدريجا وتدريبا

ان القناة التي شاهدت رفعتها / تنمي فتصعد انبوبا فانبوبا

وقوله:

يقولون لي ما بال عينك مذ رات / محاسن هذا الظبي ادمعها هطل

فقلت زنت عيني بطلعة وجهه / فكان لها من صوب ادمعها غسل

ومنهم: ابو الفرج علي بن الحسين بن محمد بن هندو، توجد ترجمته في جملة من كتب‏التراجم ((4-448)) ، وفي كلها ثناء عليه بتضلعه في الحكمة والفلسفة والطب والكتابة والشعروالادب، وتبرزه في ذلك كله. له كتاب مفتاح الطب، المقالة المشوقة في المدخل الى‏علم الفلك، الكلم الروحانية من الحكم اليونانية، الوساطة بين الزناة واللاطة هزلية،ديوان شعره، توفي بجرجان سنة (420).

ومن شعر ابي الفرج علي في معان بديعة، قوله:

حللت وقاري في شادن / عيون الانام به تعقد

غدا وجهه كعبة للجمال / وفي قلبه الحجر الاسود

وله قوله:

قولوا لهذا القمر البادي / مالك اصلاحي وافسادي

زود فؤادا راحلا قبله / لا بد للراحل من زاد

وله قوله:

قالوا اشتغل عنهم يوما بغيرهم / وخادع النفس ان النفس تنخدع

قد صيغ قلبي على مقدار حبهم / فما لحب سواه فيه متسع

وله قوله:

وحقك ما اخرت كتبي عنكم / لقالة واش او كلام محرش

ولكن دمعي ان كتبت مشوش / كتابي وما نفع الكتاب المشوش

وله قوله:

ما للمعيل وللمعالي انما / يسمو اليهن الوحيد الفارد

فالشمس تجتاب السماء فريدة / وابو بنات النعش فيها راكد

وله قوله:

قوض خيامك من ارض تضام بها / وجانب الذل ان الذل يجتنب

وارحل اذا كانت الاوطان منقصة / فصندل الهند في اوطانه حطب

لا يذهب على القارئ ان ترجمة ابي الفرج علي بن هندو تعزى في عيون الانباء،وفوات الوفيات، ومحبوب القلوب الى يتيمة الدهر، وكتاب اليتيمة خلو منها،والمترجم فيه هو والده المذكور الحسين.

نعم ، ترجمه الثعالبي في تتمة اليتيمة ((4-449)) (ص‏134 143) واثنى عليه بقوله: هو من‏ضربه في الاداب والعلوم بالسهام الفائزة، وملكه رق البراعة في البلاغة، فرد الدهرفي الشعر، واوحد اهل الفضل في صيد المعاني الشوارد، ونظم القلائد والفرائد، مع‏تهذيب الالفاظ البليغة، وتقريب الاغراض البعيدة، وتذكير الذين يسمعون ويروون،(افسحر هذا ام انتم لا تبصرون) ((4-450)) ، وكنت ضمنت كتاب اليتيمة نبذا من شعره ((4-451)) لم اظفر بغيره، وهذا مكان ما وقع الي بعد ذلك من وسائط عقوده، وفوارد ابياته بل‏ معجزاته.

ثم ذكر صحائف من شعره وفصلا من رسالته الهزلية الوساطة.

ومنهم: ابو الشرف بن ابي الفرج علي بن حسين بن محمد بن هندو، ذكره صاحب ‏دمية القصر ((4-452)) (ص‏113) في ذيل ترجمة ابيه.

قد تعزى الابيات الغديرية المذكورة الى ابي الفرج سلامة بن يحيى الموصلي ((4-453)) وهولا يتم ، لان الواقف على مناقب ابن شهرآشوب ومعالمه جد عليم بانه يذكر ابا الفرج‏الموصلي في كتابيه باسمه والمترجم بكنيته، واللّه اعلم.

LEAVE A COMMENT