(32) ابن حماد العبدي

  الغدير

(32) ابن حماد العبدي

1

الا قل لسلطان الهوى كيف اعمل / لقد جار من اهوى وانت المؤمل

ا ابدي اليك اليوم ما انا مضمر / من الوجد في الاحشاء ام اتحمل

وما انا الا هالك ان كتمته / ولا شك كتمان الهوى سوف يقتل

فخذ بعض ما عندي وبعض اصونه / فان رمت صون الكل فالحال مشكل

لقد كنت خلوا من غرام وصبوة / ابيت ومالي في الهوى قط مدخل

الى ان دعاني للصبابة شادن / تحير فيه الواصفون وتذهل

بديع جمال لو يرى الحسن حسنه / لقر اختيارا انه منه اجمل

فسبحان من انشاه فردا بحسنه / فلا تعجبوا فاللّه ما شاء يفعل

دعاني فلم البث ولبيت عاجلا / وما كنت لولا ذلك الحسن اعجل

بذلت له روحي وما انا مالك / وفي مثله الارواح والمال تبذل

وصرت له خدنا ثلاثين حجة / اعانق منه الشمس والليل اليل

بسمعي وقر ان لحا فيه كاشح / كذاك به عن عذل من راح يعذل

الى ان بدا شيبي ولاح بياضه / كما لاح قرن من سنا الشمس مسدل

وبدل وصلي بالجفا متعمدا / وما خلته للهجر والصد يفعل

فحاولته وصلا فقال لي ابتدئ / والا يمينا انه ليس يقبل

وفر كما من حيدر فر قرنه / وقد ثار من نقع السنابك قسطل

غداة راته المشركون وسيفه / بكفيه منه الموت يجري ويهطل

حسام كصل الريم في جنباته / دبيب كما دبت على الصخر انمل

اذا ما انتضاه واعتزى وسط مازق / تزلزل خوفا منه رضوى ويذبل

به مرحب عض التراب معفرا / وعمرو بن ود راح وهو مجدل

وقام به الاسلام بعد اعوجاجه / وجاء به الدين الحنيف يكمل

الى ان يقول فيها:

هو الضارب الهامات والبطل الذي / بضربته قد مات في الحال نوفل

وعرج جبريل الامين مصرحا / يكبر في افق السما ويهلل

اخو المصطفى يوم الغدير وصنوه / ومضجعه في لحده والمغسل

له الشمس ردت حين فاتت صلاته / وقد فاته الوقت الذي هو افضل

فصلى فعادت وهي تهوي كانها / الى الغرب نجم للشياطين مرسل

اما قال فيه احمد وهو قائم / على منبر الاكوار والناس نزل ((4-412))

علي اخي دون الصحابة كلهم / به جاءني جبريل ان كنت تسال

علي بامر اللّه بعدي خليفة / وصيي عليكم كيف ما شاء يفعل

الا ان عاصيه كعاصي محمد / وعاصيه عاصي اللّه والحق اجمل

الا انه نفسي ونفسي نفسه / به النص انبا وهو وحي منزل

الا انني للعلم فيكم مدينة / علي لها باب لمن رام يدخل

الا انه مولاكم ووليكم / واقضاكم بالحق يقضي ويعدل

فقالوا جميعا قد رضيناه حاكما / ويقطع فينا ما يشاء ويوصل

ويكفيكم فضلا غداة مسيره / الى يثرب والقوم تعلو وتسفل

وقد عطشوا اذ لاح في الدير قائم / لهم راهب جم العلوم مكمل

فناداه من بعد واعلا بصوته / فكاد على خوف من الرعب ينزل

فاشرف مذعورا فقال: فهل ترى / بقربك ماء ايها المتبتل

فقال وانى بالمياه وارضنا / جبال وصخر لا ترام وجندل

ولكن في الانجيل ان بقربنا / على فرسخين لا محالة منهل ((4-413))

ولم يره الا نبي مطهر / والا وصي للنبي مفضل

فسار على اسم اللّه للماء طالبا / وراهب ذاك الدير بالعين يامل

فاوقف والفرسان حول ركابه / ونار الظما في انفس القوم تشعل

فقال لهم يا قوم هذا مكانكم / فمن رام شرب الماء للحفر ينزل

فما كان الا ساعة ثم اشرفوا / على صخرة صماء لا تتقلقل

لجينية ملسا كان اديمها / اذيب عليها التبر او ريف منخل

فقال‏اقلبوها فاعتزوا عند امره / على ذاك كلا وهي لا تتجلجل

فقالوا جميعا يا علي فهذه / صفات بها تعيا الرجال وتذهل

فمد اليها ما انحنى فوق سرجه / يمينا لها الا غدت وهي اسفل

وزج بها كالعود في كف لاهب / فبان لهم عذب من الماء سلسل

فاوردهم حتى اكتفوا ثم عادها / على الجب لا يعيا ولا يتململ

فلما رآها الراهب انحط مسرعا / لكفيه ما بين الانام يقبل

واسلم لما ان راوا هو قائل / اظنك آليا وما كنت اجهل

القصيدة (104) ابيات

2

من قصيدة يمدح بها امير المؤمنين صلوات اللّه عليه :

لعمرك يا فتى يوم الغدير / لانت المرء اولى بالامور

وانت اخ لخير الخلق طرا / ونفس في مباهلة البشير

وانت الصنو والصهر المزكى / ووالد شبر وابو شبير

وانت المرء لم تحفل بدنيا / وليس له بذلك من نظير

لقد نبعت له عين فظلت / تفور كانها عنق البعير

فوافاه البشير بها مغذا / فقال علي ابشر يا بشيري

لقد صيرتها وقفا مباحا / لوجه اللّه ذي العز القدير

وكان يقول يا دنياي غري / سواي فلست من اهل الغرور

وصابر مع حليلته الاذايا / فنالا خير عاقبة الصبور

وقالت ام ايمن جئت يوما / الى الزهراء في وقت الهجير

فلما ان دنوت سمعت صوتا / وطحنا في الرحاء بلا مدير

فجئت الباب اقرعه نغورا / فما من سامع لي في نغوري

فجئت المصطفى وقصصت شاني / وما ابصرت من امر زعور

فقال المصطفى شكرا لرب / باتمام الحباء لها جدير

رآها اللّه متعبة فالقى / عليها النوم ذو المن الكثير

ووكل بالرحا ملكا مديرا / فعدت وقد ملئت من السرور

تزوج في السماء بامر ربي / بفاطمة المهذبة الطهور

وصير مهرها خمس الاراضي / بما تحويه من كرم وخير

فذا خير الرجال وتلك خير / النساء ومهرها خير المهور

وابناها الالى فضلوا البرايا / بتنصيص اللطيف بها الخبير

وصير ودهم اجرا لطه / بتبليغ الرسالة في الاجور

بيان: في هذه القصيدة ايعاز الى جملة من فضائل امير المؤمنين (ع)، منها: حديث المؤاخاة الذي اسلفناه في (3/112 125)، وقصة المباهلة وانه فيها نفس‏النبي‏الاقدس بنص من الكتاب ((4-414)) .

ومنها: حديث نبعة العين، اخرجه الحافظ ابن السمان في الموافقة، وعنه محب الدين‏الطبري في رياضه ((4-415)) (2/228): ان عمر اقطع عليا ينبع، ثم اشترى ارضا الى جنب‏ قطعته فحفر فيها عينا، فبينما هم يعملون فيها اذ انفجر عليهم مثل عنق الجزور من‏الماء، فاتي علي فبشر بذلك، فقال: بشروا الوارث ثم تصدق بها ((4-416)) .

وقال ابن ابي الحديد في شرحه ((4-417)) (2/260): جاء في الاثر: ان امير المؤمنين (ع) جاءه مخبر فاخبره ان مالا له قد انفجرت فيه عين‏خرارة يبشره بذلك. فقال: بشر الوارث، بشر الوارث يكررها ثم وقف ذلك المال‏على الفقراء، وكتب به كتابا في تلك الساعة.

والى صدقات امير المؤمنين في ينبع اشار الحموي في معجم البلدان ((4-418)) (8/256)، والسمهودي في وفاء الوفاء ((4-419)) (2/393) وغيرهما.

ومنها: قوله (ع): ((4-يا دنيا غري غيري)) اخرجه جمع من الحفاظ كما مر في (2/319).

ومنها: حديث طحن الرحا بلا مدير. اخرجه الحفاظ بلفظ ابي ذر الغفاري، قال:ارسله رسول اللّه (ص) ينادي عليا، فراى رحى تطحن في بيته وليس معها احد، فاخبر النبي (ص) بذلك فقال: ((4-يا ابا ذر، اما علمت ان للّه ملائكة سياحين في‏الارض قد وكلوا بمعاونة آل محمد (ص)) ) ((4-420)) .

ومنها: حديث زواج الزهراء الصديقة، ذكرناه في (2/315 319 و 3/20). ومنها: ان ود آل محمداجر رسالته(ص)، وقد مر تفصيله في(2/306 311).

3

من قصيدة في مدح امير المؤمنين (ع):

ارض الاله واسخط الشيطانا / تعط الرضا في الحشر والرضوانا

وامحض ولاءك للذين ولاؤهم / فرض على من يقرا القرآنا

آل النبي محمد خير الورى / واجلهم عند الاله مكانا

قوم قوام الدين والدنيا بهم / اذ اصبحوا لهما معا اركانا

قوم اذا اصفى هواهم مؤمن / يعط‏ى غدا مما يخاف امانا

قوم يطيع اللّه طائع امرهم / واذا عصاه فقد عصى الرحمانا

وهم الصراط المستقيم وحبهم / يوم المعاد يثقل الميزانا

واللّه صيرهم لمحنة خلقه / بين الضلالة والهدى فرقانا

حفظوا الشريعة قائمين بحفظها / ينفون عنها الزور والبهتانا

واتى القران بفرض طاعتهم على / كل البرية فاسمع القرآنا

وتوالت الاخبار ان محمدا / بولائهم وبحفظهم اوصانا

من سبحت في‏كفه بيض الحصى / ليكون ذاك لصدقه تبيانا

من انزل اللّه الكتاب عليه في / كل العلوم ليغتدي برهانا

من بلغ الدنيا بنصب وصيه / يوم الغدير ليكمل الايمانا

من ذا له يوم الغدير فضيلة / اذ لا تطيق لفضله جحدانا

من آكل الطير الذي لم يستطع / خلق له جحدا ولا كتمانا

من آكل القطف الجني على حرى ((4-421)) / واليه اهدى ربه رمانا

من فيه انزل هل اتى رب العلى / وجزاه حور العين والولدانا

من نص احمد في مزاياه التي / لم يعطها رب العلى انسانا

من لا يواليه سوى ابن نجيبة / حفظت اباه وراعت الرحمانا

القصيدة (27) بيتا

4

يمدح امير المؤمنين صلوات اللّه عليه يوم الغدير:

يا عيد يوم الغدير / عد بالهنا والسرور

ففيك اضحى علي / امير كل امير

غداة جبريل وافى / من السميع البصير

وقال يا احمد انزل / بجنب هذا الغدير

بلغ والا فما كنت / قائما بالامور

فانزل الجمع كلا / ثم اعتلى فوق كور

وقال قد جاء امر / من اللطيف الخبير

بان اقيم عليا / خليفة في مسيري

فبايعوه فما في الو / رى له من نظير

امام كل امام / مولى لكل كبير

باب الى كل رشد / نور علا كل نور

وحجة اللّه بعدي / على الجحود الكفور

وبعده الغر منه / فهم كعد الشهور

اسماؤهم في المثاني / كثيرة للذكور

في صحف موسى وعيسى / مكتوبة والزبور

ما زال في اللوح سطرا / يلوح بين السطور

تزور املاك ربي / منه لخير مزور

واشهد اللّه فيما / ابدى وكل الحضور

فقام من حل خما / من بين جم غفير

وبايعوه بايد / مخالفات الضمير

واللّه يعلم ماذا / اخفوا بذات الصدور

5

وله يمدحه صلوات اللّه عليه :

ما لعلي سوى اخيه / محمد في الورى نظير ((4-422))

فداه اذ اقبلت قريش / اليه في الفرش تستطير

وكان في الطائف انتجاه / فقال اصحابه الحضور

اطلت نجواك من علي / فقال ما ليس فيه زور

ما انا ناجيته ولكن / ناجاه ذو العزة الخبير

وقال في خم ان عليا / خليفة بعده امير

وكان قد سد باب كل / سواه فاستغرت الصدور

واكثروا القول في علي / بذا ودبت له الشرور

فقال ما تبتغون منه / وهو سميع لهم بصير

ما انا اوصدتها ولكن / اوصدها الامر القدير

يا قوم اني امتثلت امرا / اوحاه لي الراحم الغفور

فكان هذا له دليلا / بانه وحده الظهير

6

وله من قصيدة كبيرة في مدحه صلوات اللّه عليه :

وقال لاحمد بلغ قريشا / اكن لك عاصما ان تستكينا

فان لم تبلغ الانباء عني / فما انت المبلغ والامينا

فانزل بالحجيج غدير خم / وجاء به ونادى المسلمينا

فابرز كفه للناس حتى / تبينها جميع الحاضرينا

فاكرم بالذي رفعت يداه / واكرم بالذي رفع اليمينا

فقال لهم وكل القوم مصغ / لمنطقه وكل يسمعونا

الا هذا اخي ووصي حق / وموفي العهد والقاضي الديونا

الا من كنت مولاه فهذا / له مولى فكونوا شاهدينا

تولى اللّه من والى عليا / وعادى مبغضيه الشانئينا

وجاء عن ابن عبداللّه ((4-423)) انا / به كنا نميز المؤمنينا

فنعرفهم بحبهم عليا / وان ذوي النفاق ليعرفونا

ببغضهم الوصي الا فبعدا / لهم ماذا عليهم ينقمونا

ومما قالت الانصار كانت / مقالة عارفين مجربينا

ببغضهم علي الهادي عرفنا / وحققنا نفاق منافقينا

7

من قصيدة له يمدحه صلوات اللّه عليه :

يوم الغدير لاشرف الايام / واجلها قدرا على الاسلام

يوم اقام اللّه فيه امامنا / اعني الوصي امام كل امام

قال النبي بدوح خم رافعا / كف الوصي يقول للاقوام

من كنت مولاه فذا مولى له / بالوحي من ذي العزة العلام

هذا وزيري في الحياة عليكم / فاذا قضيت فذا يقوم مقامي

يارب وال من اقر له الولا / وانزل بمن عاداه سوء حمام

فتهافتت ايدي الرجال لبيعة / فيها كمال الدين والانعام

8

من قصيدة له يمدحه (ع):

تروم فساد دليل النصوص / ونصرا لاجماع ما قد جمع

الم تستمع قوله صادقا / غداة الغدير بماذا صدع

الا ان هذا ولي لكم / اطيعوا فويل لمن لم يطع

وقال له انت مني اخي / كهارون من صنوه فاقتنع

وقال له انت باب الى / مدينة علمي لمن ينتجع

وقال لكم هو اقضاكم / وكل لمن قد مضى متبع

ويوم براءة نص الاله / جل عليه فلا تختدع

وسماه في الذكر نفس الرسول / يوم التباهل لما خشع

ويوم المواخاة نادى به / اخوك انا اليوم بي فارتفع

ويوم اتى الطير لما دعا / النبي الاله وابدى الضرع

ايا رب ابعث احب الانام / اليك لناكل في مجتمع

فلم يستتم النبي الدعاء / الا وقد جاء ثم ارتجع

ثلاث مرار فلما انتهى / الى الباب دافعه واقتلع

فقال النبي له ادخل فقد / اطلت احتباسك يا ذا الصلع

فخبره انه قد اتى / ثلاثا ودافعه من دفع

فقطب في وجه من رده / وانكر ما باخيه صنع

ووارثه برصا فاحشا / فظل وفي الوجه منه بقع

ففيم تخيرتم غير من / تخيره ربكم واصطنع

وكيف تعارض هذي النصوص / باجماع ذي الحقد او ذي الطمع

9

وله من قصيدة في المديح:

يا سائلي عن حيدر اعييتني / انا لست في هذا الجواب خليقا

اللّه سماه عليا باسمه / فسما علوا في العلى وسموقا

واختاره دون الورى واقامه / علما الى سبل الهدى وطريقا

اخذ الاله على البرية كلها / عهدا له يوم الغدير وثيقا

وغداة واخى المصطفى اصحابه / جعل الوصي له اخا وشقيقا

فرق الضلال عن الهدى فرقى الى / ان جاوز الجوزاء والعيوقا

ودعاه املاك السماء بامر من / اوحى اليهم حيدر الفاروقا

واجاب احمد سابقا ومصدقا / ما جاء فيه فسمي الصديقا

فاذا ادعى هذي الاسامي غيره / فلياتنا في شاهد توثيقا

اشار الى ما مر في (2/312 314 و 3/187) من ان عليا هو صديق هذه‏الامة وفاروقهابنص صحيح ثابت من النبي الاعظم (ص).

10

من قصيدة له يمدحه صلوات اللّه عليه :

ياراكبا اجدا ((4-424)) تخب وتوضع ((4-425)) / فى سرعة والشوق منها اسرع

للّه ما اخطاك من رجل له / عند الغري لبانة لا تمنع

يجلى عليك من الهداية مشرق / ومن الامامة والولاية مطلع

جدث به نور الهدى مستودع / في ضمنه العلم البطين الانزع

جدث يدل عليه طيب نسيمه / قبل الورود وضوء نور يلمع

جدث ربيع المؤمنين بربعه / فقلوبهم ابدا له تتطلع

جدث به الرضوان والغفران والـ / ـايمان والفضل الذي تتوقع

جدث تحج اليه املاك السما / اذ في جوانبه المناسك اجمع

بعض قيام خاضعون لفضله / ابدا وبعض ساجدون وركع

فاذا وصلت اليه فالثم تربه / في مدمع يجري وقلب يخشع

وقل السلام عليك يا مولى يرى / عملي ويشهد ما اقول ويسمع

اني قصدتك زائرا ومسلما / ومواليا يا من يضر وينفع

لتكون لي يوم القيامة شافعا / وهواك يقدمني اليك ويشفع

عجبا لعمي عن ولاك ونوره / كالشمس طالعة تضي‏ء وتسطع

فكانهم لم يسمعوا ما قاله / فيك المهيمن في الكتاب ولم يعوا

اوليس من يهدي الى الحق الذي / ينجي احق بالاتباع فيتبع

اولم يك السور الذي اضحى له / باب وفيه للمحاول مقمع

والباب باطنه المغيب رحمة / لكن ظاهره العذاب الافظع

تركوا سبيل الرشد بعد نبيهم / سفها وتاهوا في العمى وتسكعوا

انى ينال مفاخر فخر امرئ / ساد البرية وهو طفل يرضع

واللّه ما قعد الوصي لذلة / عنهم فانهم اذل واوضع

لكن اراد بان يقيم عليهم / الحجج التي اسبابها لا تدفع

غدروا به يوم الغدير ولم يفوا / ولعهده المسؤول منهم ضيعوا

يا قاسم النيران اقسم صادقا / بهواك حلفة مؤمن يتشيع

انت الصراط المستقيم على لظ‏ى / واليك منها يا علي المفزع

والحوض حوضك فيه ماء بارد / في البعث تسقي من تشاء وتمنع

ولك المفاتح انت تسكن ذا لظ‏ى / يصلى وهذا في‏ الجنان يمتع

اني‏زرعت هواك في‏ ارض الحشا / والمرء يحصد في غد ما يزرع

11

من قصيدة له يمدح امير المؤمنين (ع):

علي علي القدر عند مليكه / وان اكثرت فيه الغواة ملامها

وعروته الوثقى التي من تمسكت / يداه بها لم يخش قط انفصامها

فكم ليلة ليلاء للّه قامها / وكم ضحوة مسجورة الحر صامها

وكم غمرة للموت في اللّه خاضها / واركان دين للنبي اقامها

فواخاه من دون الانام فيالها / غنيمة فوز ما اجل اغتنامها

وولاه في يوم الغدير على الورى / فاصبح مولاها وكان امامها

هو المختلي في بدر ارؤس صيدها / ما تختلي شهب البزاة حمامها ((4-426))

وصاحب يوم الفتح والراية التي / برجعتها اخزى الاله دلامها ((4-427))

فقال ساعطيها غدا رجلا بها / ملبا يوفي حقها وذمامها

وقال له خذ رايتي وامض راشدا / فما انا اخشى من يديك انهزامها

فمر امير المؤمنين مشمرا / برايته والنصر يسري امامها

وزج بباب الحصن عن اهل خيبر / وسقى الاعادي حتفها وحمامها

وجدل فيها مرحبا وهو كبشها / واوسع آناف اليهود ارتغامها

وسل عنه في سلع وعن عظم فعله / بعمرو ونار الحرب تذكي اضطرامها

وافئدة الابطال ترجف هيبة / وقد اخفت الرعب الشديد كلامها

فقام اليه من اقام بسيفه / حلائله ثكلى تطيل التدامها ((4-428))

وقال على تاويل ما اللّه منزل / تقاتل بعدي يا علي طغامها

فقاتل جيش الناكثين لعهدهم / واثكل يوم القاسطين شمها

واجرى بيوم المارقين دماءهم / واخلى من الاجسام بالسيف هامها

12

من قصيدة له يمدحه صلوات اللّه عليه :

ولاء المرتضى عددي / ليومي في الورى وغدي

امير النحل مولى الخلق / في خم على الابد

غداة يبايعون المرتضى / امرا بمد يد

شبيه المصطفى بالفضـ / ـل لم ينقص ولم يزد

وجنب اللّه في الكتب / وعين الواحد الصمد

فلن تلد النسا شبها / له كلا ولم تلد

مجلي الكرب يوم الحرب / في بدر وفي احد

وخيبر والنضير كذا / وسل عن خندق البلد

اذ الهيجاء هاج لها / بقلب غير مرتعد

ترى الابطال باطلة / لخوف الفارس الاسد

فانفسهم مودعة / لهم بتنفس الصعد

وقد خفتوا لهيبته / فلست تحس من احد

فلم تسمع لغير البيض / فوق البيض والزرد ((4-429))

ولشاعرنا العبدي غديريات اخرى، ياتي بعضها ونصفح عن بعضها.

الشاعر

ابو الحسن علي بن حماد بن عبيداللّه بن حماد العدوي العبدي ((4-430)) البصري.

كان حماد والد المترجم احد شعراء اهل البيت (ع)، كما ذكره ولده شاعرنا في شعره‏ بقوله من قصيدة:

وان العبد عبدكم عليا / كذا حماد عبدكم الاديب

رثاكم والدي بالشعر قبلي / واوصاني به ان لا اغيب

والمترجم له علم من اعلام الشيعة، وفذ من علمائها، ومن صدور شعرائها،ومن‏حفظة‏الحديث المعاصرين للشيخ الصدوق ونظرائه، وقد ادركه النجاشي وقال في‏رجاله ((4-431)) : قد رايته. غير انه يروي عنه كتب ابي احمد الجلودي البصري المتوفى سنة (332) بواسطة الشيخ ابي عبداللّه الحسين بن عبيداللّه الغضائري المتوفى سنة(411)، فهو من مشايخ هذا الشيخ المعظم الواقعين في سلسلة الاجازات، والمعدودين‏من مشايخ الرواة، واساتذة حملة الحديث، وحسبه ذلك دلالة على ثقته وجلالته،وتضلعه في العلم والحديث.

واما الشعر فلا يشك احد انه من ناشري الويته، وعاقدي بنوده، ومنظمي ‏صفوفه،وقائدي كتائبه، وسائقي مقانبه ((4-432)) ، وجامعي شوارده، وقد اطرد ذكره في‏المعاجم ((4-433)) ، كما تداول شعره في الكتب والمجاميع،وهو من المكثرين في اهل البيت(ع)مدحا ورثاء، ولقد اكثر واطاب، وجاهر بمديحهم واذاع، حتى عده ابن شهرآشوب في‏ المجاهرين من شعرائهم، وجمع شعره فيهم صلوات اللّه عليهم‏ مدحا ورثاء العلامة‏السماوي في ديوان يربو على (2200) بيت، وجل شعره يشف عن تقدمه الظاهر في‏الادب، واشواطه البعيدة في فنون الشعر، وخطواته الواسعة في صياغة القريض، كماانه ينم‏عن علمه المتدفق، وتضلعه في الحديث، وبذل كله في بث فضائل آل اللّه، وجمع‏شوارد الحقائق الراهنة في المذهب الحق، ونشر ما ورد منها في الكتاب والسنة، واقامة‏الدعوة الى سنن الهدى. فشعره بعيد عن الصور الخيالية بل هو لسان حجاج وبرهنة،ونظم بينات ودلائل، وبيان قيم لمذهبه العلوي.

قال نجم الدين العمري في المجدي ((4-434)) في ذكر ولد زيد بن علي‏: انشدني ابو علي بن ‏دانيال وكان من ذي رحمي رحمه اللّه من قصيدة انشدها اياه الشيخ ابو الحسن‏علي‏بن حم اد بن عبيد العبدي الشاعر البصري (ره) لنفسه:

قال ابن حماد وقال له فتى / قد جاء يساله جهلتك فاعذر

قد كنت اصبو ان اراك فاقتدي / بصحيح رايك في الطريق الانور

واريد اسال مستفيدا قلت سل / واسمع جوابا قاهرا لم يقهر

قال الامامة كيف صحت عندكم / من دون زيد والانام لجعفر

قلت النصوص على الائمة جاءنا / حتما من اللّه العلي الاكبر

ان الائمة تسعة وثلاثة / نقلا عن الهادي البشير المنذر

لا زائد فيهم وليس بناقص / منهم كما قد قيل عد الاشهر

مثل النبوة صيرت في معشر / فكذا الامامة صيرت في معشر

قال نجم الدين: هذا كلام حسن، وحجة قوية، لان حاجة الناس الى الامام اعني‏ الخليفة‏ كحاجتهم الى ‏النبي(ص)، لانه القائم باعلاء سنته السنية في كل زمان. رجع الى كلام ابي الحسن بن حماد (ره):

قال الامامة لاتتم لقائم / ما لم يجر بسيفه ويشهر

فلذاك زيد حازها بقيامه / من دون جعفر فادكر وتدبر

قال نجم ‏الدين: هكذا انشدني بفتح الراء من جعفر، وهو راي الكوفيين، اعني منعه من‏ الصرف:

قلت الوصي على قياسك لم ينل / حظ الخلافة بل غدت في حبتر

اذ كان لم يدع الانام بسيفه / قطعا فيالك فرية من مفتري

وكذلك الحسن الشهيد بتركه / بطلت امامته بقولك فانظر

والعابد السجاد لم ير داعيا / ومشهرا للسيف اذ لم ينصر

افكان جعفر يستثير عداته / ويذيع دعوته ولما يؤمر

قال نجم الدين: يريد ان المامور كان زيدا لا جعفرا:

ودليل ذلك قول جعفر عندما / عزي بزيد قال كالمستعبر

لو كان عمي ظافرا لوفى بما / قد كان عاهد غير ان لم يظفر

اشار ابن حماد بهذين البيتين الى ما مر عن الحافظ المرزباني والكشي في (2/221) و (3/70).

ولادته ووفاته

لم نقف على تاريخ ولادة ابن حماد ووفاته، غير ان النجاشي الذي ادركه ورآه ولم‏يروعنه ولد في صفر سنة (372)، وشيخه الذي يروي عنه وهو الجلودي البصري‏توفي (17) ذي الحجة سنة (332) فيستدعي التاريخان ان المترجم ولد في اوائل ‏القرن الرابع وتوفي في اواخره.

وقفنا لابن حماد على قصيدة في مجموعة عتيقة مخطوطة في العصور المتقادمة، وقد ذكرابن شهرآشوب بعض ابياتها ونسبه الى العبدي سفيان بن مصعب‏ المترجم له في (2/294)، وتبعه البياضي في الصراط المستقيم وغيره، والقصيدة للمترجم له وهي:

اسائلتي عما الاقي من الاسى / سلي الليل عني هل اجن اذا جنا

ليخبرك اني في فنون من الجوى / اذا ما انقضى فن يوكل بي فنا

وان قلت ان الليل ليس بناطق / قفي وانظري واستخبري الجسد المضنى

وان كنت في شك فديتك فاسالي / دموعي التي سالت واقرحت الجفنا

احبتنا لو تعلمون بحالنا / لما كانت اللذات تشغلكم عنا

تشاغلتم عنا بصحبة غيرنا / واظهرتم الهجران ما هكذا كنا

وآليتم ان لا تخونوا عهودنا / فقد وحياة الحب خنتم وما خنا

غدرتم ولم نغدر وخنتم ولم نخن / وحلتم عن العهد القديم وما حلنا

وقلتم ولم توفوا بصدق حديثكم / ونحن على صدق الحديث الذي قلنا

ايهنا لكم طيب الكرى وجفوننا / على الجمر لا تهنا ولا بعدكم نمنا

انخنا بمغناكم لتحيا نفوسنا / فما زادنا الا جوى ذلك المغنى

سنرحل عنكم ان كرهتم مقامنا / ونصبر عنكم مثل ما صبركم عنا

وناخذ من نهوى بديلا سواكم / ونجعل قطع الوصل منكم ولا منا

تعالوا الى الانصاف فيما ادعيتم / ولا تفرطوا بل صححوا اللفظ والمعنى

اليتكم ناصفتمونا فريضة / بان لكم نصفا وان لنا ثمنا

اذا طلعت شمس النهار ذكرتكم / وان غربت جددت ذكركم حزنا

واني لارثي للغريب وانني / غريب الهوى والقلب والدار والمغنى

لقد كان عيشي بالاحبة صافيا / وما كنت ادري ان صحبتنا تفنى

زمان نعمنا فيه حتى اذا مضى / بكينا على ايامه بدم اقنى

فواللّه ما زال اشتياقي اليكم / ولا برح التسهيد لي بعدكم جفنا

ولا ذقت طعم الماء عذبا ولا صفت / موارده حتى نعود كما كنا

ولا بارحتني ‏لوعة الفكر والجوى / ولا زلت طول الدهر مقترعا سنا

وما رحلوا حتى استحلوا نفوسنا / كانهم كانوا احق بها منا

ترى منجدي في ارض بغداد واهنا / لزهدكم فينا وبعدكم عنا

ايزعم ان اسلو ويشغل خاطري / بغيركم مستبدلا بئس ماظنا

ايا ساكني نجد سلامي عليكم / ظننا بكم ظنا فاخلفتم الظنا

امثل مولاي الحسين وصحبه / كانجم ليل بينها البدر او اسنى

فلما راته اخته وبناته / وشمر عليه بالمهند قد احنى

تعلقن بالشمر اللعين وقلن دع / حسينا فلا تقتله يا شمر واذبحنا

فحز وريديه وركب راسه / على الرمح مثل الشمس فارقت الدجنا

فنادت بطول الويل زينب اخته / وقد صبغت من نحره الجيب والردنا

الا يا رسول اللّه يا جدنا اقتضت / امية منا بعدك الحقد والضغنا

سبينا كما تسبى الاماء بذلة / وطيف بنا عرض البلاد وشتتنا

ستفنى حياتي بالبكاء عليهم / وحزني لهم باق مدى الدهر لا يفنى

الا لعن اللّه الذي سن ظلمهم / واخزى الذي املى له وبه استنا

سامدحكم يا آل احمد جاهدا / وامنح من عاداكم السب واللعنا

ومن منكم بالمدح اولى لانكم / لا كرم من لبى ومن نحر البدنا

بجدكم اسرى البراق فكان من / اله البرايا قاب قوسين او ادنى

وشخص ابيكم في السماء تزوره / ملائك لا تنفك صبحا ولا وهنا

ابوكم هو الصديق آمن واتقى / واعط‏ى وما اكدى وصدق بالحسنى

وسماه في‏القرآن ذو العرش جنبه / وعروته والعين والوجه والاذنا

وشد به ازر النبي محمد / وكان له في كل نائبة ركنا ((4-435))

وافرده بالعلم والباس والندى / فمن قدره يسمو ومن فعله يكنى

هو البحر يعلو العنبر المحض فوقه / كما الدر والمرجان من قعره يجنى

اذا عد اقران الكريهة لم نجد / لحيدرة في القوم كفوا ولا قرنا

يخوض المنايا في الحروب شجاعة / وقد ملئت منه ليوث الشرى جبنا

يرى الموت من يلقاه في حومة الوغى / يناديه من هنا ويدعوه من هنا

اذا استعرت نار الوغى وتغشمرت ((4-436)) / فوارسها واستخلفوا الضرب والطعنا

واهدت الى الاحداق كحلا معصفرا / والقت على الاشداق اردية دكنا

وخلت بها زرق الاسنة انجما / ومن فوقها ليلا من النقع قد جنا

فحين رات وجه الوصي تمزقت / كثلة ظان ابصرت اسدا شنا

فتى كفه اليسرى حمام بحربه / كذاك حياة السلم في كفه اليمنى

فكم بطل اردى وكم مرهب اودى / وكم معدم اغنى وكم سائل اقنى ((4-437))

يجود على العافين عفوا بماله / ولا يتبع المعروف من منه منا

ولو فض بين الناس معشار جوده / لما عرفوا في الناس بخلا ولا ضنا

وكل جواد جاد بالمال انما / قصاراه ان يستن في الجود ما سنا

وكل مديح قلت او قال قائل / فان امير المؤمنين به يعنى

سيخسر من لم يعتصم بولائه / ويقرع يوم البعث من ندم سنا

لذلك قد واليته مخلص الولا / وكنت على الاحوال عبدا له قنا

عليكم سلام اللّه يا آل احمد / متى سجعت قمرية وعلت غصنا

مودتكم اجر النبي محمد / علينا فمنا بذاك وصدقنا

وعهدكم الماخوذ في الذر لم نقل / لاخذه كلا ولا كيف او انى

قبلنا واوفينا به ثم خانكم / اناس وما خنا وحالوا وما حلنا

طهرتم فطهرنا بفاضل طهركم / وطبتم فمن آثار طيبكم طبنا

فما شئتم شئنا ومهما كرهتم / كرهنا وما قلتم رضينا وصدقنا

فنحن مواليكم تحن قلوبنا / اليكم اذا الف الى الفه حنا

نزوركم سعيا وقل لحقكم / لو انا على احداقنا لكم زرنا

ولو بضعت اجسادنا في هواكم / اذن لم نحل عنه بحال ولا زلنا

وآباؤنا منهم ورثنا ولاءكم / ونحن اذا متنا نورثه الابنا

وانتم لنا نعم التجارة لم نكن / لنحذر خسرانا عليها ولا غبنا

ومالي لا اثني عليكم وربكم / عليكم بحسن الذكر في كتبه اثنى

وان اباكم يقسم الخلق في غد / فيسكن ذا نارا ويسكن ذا عدنا

وانتم لنا غوث وامن ورحمة / فما منكم بد ولا عنكم مغنى

ونعلم ان لو لم ندن بولائكم / لما قبلت اعمالنا ابدا منا

وان اليكم في المعاد ايابنا / اذا نحن من اجداثنا سرعا قمنا

وان عليكم بعد ذاك حسابنا / اذا ما وفدنا يوم ذاك وحوسبنا

وان موازين الخلائق حبكم ((4-438)) / فاسعدهم من كان اثقلهم وزنا

وموردنا يوم القيامة حوضكم / فيظما الذي يقصى ويروى الذي يدنى

وامر صراط اللّه ثم اليكم / فطوبى لنا اذ نحن عن امركم جزنا

وما ذنبنا عند النواصب ويلهم / سوى اننا قوم بما دنتم دنا

فان كان هذا ذنبنا فتيقنوا / بانا عليه لا انثنينا ولا نثنى

ولما رفضنا رافضيكم ورهطكم / رفضنا وعودينا وبالرفض نبزنا

وانا اعتقدنا العدل في اللّه مذهبا / وللّه نزهنا واياه وحدنا

وهم شبهوا اللّه العلي بخلقه / فقالوا خلقنا للمعاصي واجبرنا

فلو شاء لم نكفر ولو شاء اكفرنا / ولو شاء لم نؤمن ولو شاء آمنا

وقالوا رسول اللّه ما اختار بعده / اماما لنا لكن لانفسنا اخترنا

فقلنا اذن انتم امام امامكم / بفضل من الرحمن تهتم وما تهنا

ولكننا اخترنا الذي اختار ربنا / لنا يوم خم لا ابتدعنا ولا جرنا

سيجمعنا يوم القيامة ربنا / فتجزون ما قلتم ونجزى بما قلنا

هدمتم بايديكم قواعد دينكم / ودين على غير القواعد لا يبنى

ونحن على نور من اللّه واضح / فيا رب زدنا منك نورا وثبتنا

وظن ابن حماد جميل بربه / واحرى به ان لا يخيب له ظنا

بنى المجد لي شن بن اقصى فحزته / تراثا جزى الرحمن خيرا ابي شنا

وحسبي بعبد القيس في المجد والدي / ولي حسب عبد القيس مرتبة تبنى

وخالي تميم تم مجدي بفخره / فنلت بذا مجدا ونلت بذا امنا

ودونك لا ما للقلائد هذبت / مديحا فلم تترك لذي مطعن طعنا

ولا ظل او اضحى ولا راح واغتدى / تامل لا عين تراه ولا لحنا

فصاحة شعري مذ بدت لذوي الحجى / تمثلت الاشعار عندهم لكنا

وخير فنون الشعر ما رق لفظه / وجلت معانيه فزادت بها حسنا

وللشعر علم ان خلا منه حرفه / فذاك هذاء في الرؤوس بلا معنى

اذا ما اديب انشد الغث خلته / من الكرب والتنغيص قد ادخل السجنا

اذا ما راوها احسن الناس منطقا / واثبتهم حدثا واطيبهم لحنا

تلذ بها الاسماع حتى كانها / الذ من ايام الشبيبة او اهنا

وفي كل بيت لذة مستجدة / اذا ما انتشاه قيل يا ليته ثنى

تقبلها ربي ووفى ثوابها / وثقل ميزاني‏بخيراتها وزنا

وصلى على الاطهار من آل احمد / اله السما ما عسعس الليل او جنا

وله يمدح امير المؤمنين (ع):

حدثنا الشيخ الثقه / محمد عن صدقه

رواية متسقه / عن انس عن النبي

رايته على حرا / مع علي ذي النهى

يقطف قطفا في الهوى / شيئا كمثل العنب

فاكلا منه معا / حتى اذا ما شبعا

رايته مرتفعا / فطال منه عجبي

كان طعام الجنة / انزله ذو العزة

هدية للصفوة / من الهدايا النخب

اشار بهذه الابيات الى ما اخرجه محمد بن جرير الطبري باسناده عن انس، قال: ان رسول اللّه (ص) ركب يوما الى جبل كداء، فقال: ((4-يا انس خذ البغلة وانطلق الى‏موضوع كذا تجد عليا جالسا يسبح بالحصى فاقراه مني السلام واحمله على البغلة‏وائت به الي)) . فقال: فلما ذهبت وجدت عليا كذلك، فقلت: ان رسول اللّه يدعوك. فلما اتى رسول اللّهقال له: ((4-اجلس فان هذا موضع جلس فيه سبعون نبيا مرسلا، ما جلس فيه من‏الانبياء احد الا وانا خير منه وقد جلس مع كل نبي اخ له ما جلس من الاخوة‏احدالا وانت خير منه)) . قال: فرايت غمامة بيضاء وقد اظلتهما فجعلا ياكلان منه‏عنقود عنب، وقال: ((4-كل يا اخي فهذه هدية من اللّه الي ثم اليك)) ، ثم شربا ثم ارتفعت‏الغمامة، ثم قال: ((4-يا انس والذي خلق ما يشاء، لقد اكل من الغمامة ثلاثمائة وثلاثة‏عشر نبيا وثلاثمائة وثلاثة عشر وصيا، ما فيهم نبي اكرم على اللّه مني ولا وصي اكرم‏ على اللّه من علي)) .

ولابن حماد العبدي يمدح امير المؤمنين صلوات اللّه عليه قوله على روي نونية‏العوني المذكور:

ما لابن حماد سوى من حمدت / آثاره وابهجت ‏غرانه ((4-439))

ذاك علي المرتضى الطهر الذي / بفخره قد فخرت عدنانه

صنو النبي هديه كهديه / اذ كل شي‏ء شكله عنوانه

وصيه حقا وقاضي دينه / اذ اقتضى ديونه ديانه

ناصحه الناصر حقا اذ غدا / سواه ضد سره اعلانه

وارثه علم الهدى امينه / في اهله وزيره خلصانه

ذاك الفتى النجد الذي اذا بدا / بمعرك القت له فتيانه

ليث لو الليث الجري‏ء خاله / لطار من هيبته جنانه

صقر ولكن صيده صيد الوغى / ليث ولكن فرسه فرسانه

ذاك الشجاع ان بدا بمعرك / تفرقت من خوفه شجعانه

تبكي الطلى ان ضحكت اسيافه / وترتوي ان عطشت ‏سنانه ((4-440))

ترى سباع البيد تقفو اثره / لانها يوم الوغى ضيفانه

يقرن ارواح الكماة بالردى / لذاك حاصت دونه اقرانه

وكم كمي قد قراه في الوغى / فليس تخبو ابدا نيرانه

يشهد في ذا بدره واحده / وطيبة ومكة اوطانه

وخيبر والبصرة التي بها / النكث وصفين ونهروانه

كذا الذي قد ضمن المدح له / من ربه رب العلى قرآنه

فقوله وليكم فانما / يخص فيها هو لا فلانه

ثلاثة اللّه والرسول والذ / ي تزكى راكعا برهانه

وقوله الاذن فذاك حيدر / واعية لقوله آذانه

وقد دعا له النبي انه / يحفظ ما يملي له لسانه

وقوله الميزان بالقسط وما / غير علي في غد ميزانه

فويل من خف لديه وزنه / وفوز من اسعده رجحانه

ذاك امير المؤمنين رتبة / من الاله الفرد جل شانه

ذادوه عن سلطانه وحقه / من بعد ما بان لهم سلطانه

فكف مولاي الامام كفه / اذ قل في حقوقه اعوانه

ولم يقم معه سوى اربعة / وهم لعمر ربهم اركانه

يتبعه المقداد وابن ياسر / عماره وسلمه سلمانه

والصادق اللهجة اعني جندبا / فلم يخالف امره ايمانه

ولو يشا اهلكهم لكنه / ابقى ليبقى ناسلا انسانه

وله يرثي بها الامام السبط الشهيد صلوات اللّه عليه :

للّه ما صنعت فينا يد البين / كم من حشا اقرحت منا ومن عين

مالي وللبين لا اهلا بطلعته / كم فرق البين قدما بين الفين

كانا كغصنين في اصل غذاؤهما / ماء النعيم وفي التشبيه شكلين

كان روحيهما من حسن الفهما / روح وقد قسمت ما بين جسمين

لا عذل بينهما في حفظ عهدهما / ولا يزيلهما لوم العذولين

لا يطمع الدهر في تغيير ودهما / ولا يميلان من عهد الى مين

حتى اذا ابصرت عين النوى بهما / خلين في العيش من هم خليين

رماهما حسدا منه بداهية / فاصبحا بعد جمع الشمل ضدين

في الشرق هذا وذا في الغرب منتئيا / مشردين على بعد شجيين

والدهر احسد شي‏ء للقريبين / يرمي وصالهما بالبعد والبين

لا تامن الدهر ان الدهر ذو غير / وذو لسانين في الدنيا ووجهين

اخنى على عترة الهادي فشتتهم / فما ترى جامعا منهم بشخصين

كانما الدهر آلى ان يبددهم / كعاتب ذي عناد او كذي دين

بعض بطيبة مدفون وبعضهم / بكربلاء وبعض بالغريين

وارض طوس وسامرا وقد ضمنت / بغداد بدرين حلا وسط قبرين

يا سادتي المن ابكي اسى ولمن / ابكي بجفنين من عيني قريحين

ابكي على الحسن المسموم مضطلما / ام الحسين لقى بين الخميسين

ابكي عليه خضيب الشيب من دمه / معفر الخد محزوز الوريدين

وزينب في بنات الطهر لاطمة / والدمع في خدها قد خد خدين

تدعوه يا واحدا قد كنت آمله / حتى استبدت به دوني يد البين

لا عشت بعدك ما ان عشت لا نعمت / روحي ولا طعمت طعم الكرى عيني

انظر الي اخي قبل الفراق لقد / اذكى فراقك في قلبي حريقين

انظر الى فاطم الصغرى اخي ترها / لليتم والسبي قد خصت بذلين

اذا دنت منك ظل الرجس يضربها / فتتقي الضرب منها بالذراعين

وتستغيث وتدعو: عمتا تلفت / روحي لرزءين في قلبي عظيمين

ضرب على الجسد البالي وفي كبدي / للثكل ضرب فما اقوى لضربين

انظر عليا اسيرا لا نصير له / قد قيدوه على رغم بقيدين

وارحمتا يا اخي من بعد فقدك / بل وارحمتا للاسيرين اليتيمين

والسبط في غمرات الموت مشتغل / ببسط كفين او تقبيض رجلين

لا يستطيع جوابا للنداء سوى / يومي بلحظين من تكسير جفنين

لازلت ابكي دما ينهل منسجما / للسيدين القتيلين الشهيدين

السيدين الشريفين اللذين هما / خير الورى من اب مجد وجدين

الضارعين الى اللّه المنيبين / المسرعين الى الحق الشفيعين

العالمين بذي العرش الحكيمين / العادلين الحليمين الرشيدين

الصابرين على البلوى الشكورين / المعرضين عن الدنيا المنيبين

الشاهدين على الخلق الامامين / الصادقين عن اللّه الوفيين

العابدين التقيين الزكيين / المؤمنين الشجاعين الجريين

الحجتين على الخلق‏ الاميرين / الطيبين الطهورين الزكيين

نورين كانا قديما في الظلال كما / قال النبي لعرش اللّه قرطين

تفاحتي احمد الهادي وقد جعلا / لفاطم وعلي الطهر نسلين

صلى الاله على روحيهما وسقا / قبريهما ابدا نوء السماكين

الى ان يقول فيها:

ما لابن حماد العبدي من عمل / الا تمسكه بالميم والعين

فالميم غاية آمالي محمدها / والعين اعني عليا قرة العين

صلى الاله عليهم كلما طلعت / شمس وما غربت عند العشاءين

القصيدة وهي (57) بيتا

وله في رثاء الامام السبط الشهيد صلوات اللّه عليه قوله يذكر فيه حديث الغدير:

حي قبرا بكربلا مستنيرا / ضم كنز التقى وعلما خطيرا

واقم ماتم الشهيد واذرف / منك دمعا في الوجنتين غزيرا

والتثم تربة الحسين بشجو / واطل بعد لثمك التعفيرا

ثم قل يا ضريح مولاي سقيـ / ـت من الغيث هاميا جمهريرا

ته على سائر القبور فقد اصـ / ـبحت بالتيه والفخار جديرا

فيك ريحانة النبي ومن حل / من المصطفى محلا اثيرا

فيك يا قبر كل حلم وعلم / وحقيق بان تكون فخورا

فيك من هد قتله عمد الدين / وقد كان بالهدى معمورا

فيك من كان جبرئيل يناغيه / وميكال بالحباء صغيرا

فيك من لاذ فطرس فترقى / بجناحي رضا وكان حسيرا

يوم سارت اليه جيش ابن هند / لذحول امست تحل الصدورا

آه واحسرتي له وهو بالسيف / نحير افديت ذاك النحيرا

آه اذ ظل طرفه يرمق الفسطاط / خوفا على النساء غيورا

آه اذ اقبل الجواد على النسوان / ينعاه بالصهيل عفيرا

فتبادرن بالعويل وهتكن / الاقراط بارزات الشعورا

وتبادرن مسرعات من الخدر / ومن قبل مسبلات الستورا

ولطمن الخدود من الم الثكل / وغادرن بالنياح الخدورا

وبدا صوتهن بين عداهن / وعفن الحجاب والتخفيرا

بارزات الوجوه من بعد ما غودرن / صون الوجوه والتخفيرا

ثم لما راين راس حسين / فوق رمح حكى الهلال المنيرا

صحن بالذل ايها الناس لم نسبى / ولم نات في الانام نكيرا

ما لنا لا نرى لال رسول اللّه / فيكم يا هؤلاء نصيرا

فعلى ظالميهم سخط الله / ولعن يبقى ويفني الدهورا

قل لمن لام في ودادي بني / احمد لازلت في لظ‏ى مدحورا

اعلى حب معشر انت قد كنت / عذولا ولا تكون عذيرا

وابوهم اقامه اللّه في خم / اماما وهاديا واميرا

حين قد بايعوه امرا عن / اللّه فسائل دوحاته والغديرا

وابوهم افضى النبي اليه / علم ما كان اولا واخيرا

وابوهم علا على العرش لما / قد رقى كاهل النبي ظهيرا

واماط الاصنام كلا عن الكعبة / لما هوى بها تكسيرا

قال لو شئت المس النجم بالكف / اذن كنت عند ذاك قديرا

وابوهم قد رد للشمس بيضا / وهي كادت لوقتها ان تغورا

وقضى فرضه اداء وعادت / لغروب وكورت تكويرا

وابوهم يروي على الحوض من وا / لاهم ويرد عنه الكفورا

وابوهم يقاسم النار والجنة / في الحشر عادلا لن يجورا

وابوهم برى الاله له شبها / لاملاكه سميعا بصيرا

فاذا اشتاقت الملائك زارته / فناهيك زائرا ومزورا

وابوهم احيا لميت بصرصر / بعدما كان في الثرى مقبورا

وابوهم قال النبي له قولا / بليغا مكررا تكريرا

انت خدني وصاحبي ووزيري / بعد موتي اكرم بذاك وزيرا

انت مني كمثل هارون من موسى / ولم ابتغي سواه ظهيرا

وابوهم اودى بعمرو بن ود / حين لاقاه في العجاج اسيرا

وابوهم لباب خيبر اضحى / قالعا ليس عاجزا بل جسورا

حامل الراية التي ردها بالامس / من لم يزل جبانا فرورا

خصه ذو العلى بفاطمة عرسا / ثم اعطاه شبرا وشبيرا

وهم باب ذي الجلال على آدم / فارتد ذنبه مغفورا

وبهم قامت السماء ولولا / هم لكادت باهلها ان تمورا

وبهم باهل النبي فقل لي / الهم في الورى عرفت نظيرا

فيهم انزل المهيمن قرآنا / عظيما وذاك جما خطيرا

في الطواسين والحواميم والرحمن / آيا ما كان في الذكر زورا

وخلقناه نطفة نبتليه / فجعلناه سامعا وبصيرا

لبيان اذا تامله العارف / يبدي له المقام الكبيرا

ثم تفسير هل اتى فيه يا صاح / قل ان كنت تفهم التفسيرا

ان الابرار يشربون بكاس / كان عندي مزاجها كافورا

فلهم انشا المهيمن عينا / فجروها لديهم تفجيرا

وهداهم وقال يوفون بالنذر / فمن مثلهم يوفي النذورا

ويخافون بعد ذلك يوما / شره كان في الورى مستطيرا

فوقاهم الههم ذلك اليوم / ويلقون نضرة وسرورا

وجزاهم بانهم صبروا في السر / والجهر جنة وحريرا

فاتكوا من على الارائك لا / يلقون فيها شمسا ولا زمهريرا

واوان وقد اطيفت عليهم / سلسبيل مقدر تقديرا

وباكواب فضة وقوارير / قدروها عليهم تقديرا

وبكاس قد مازجت زنجبيلا / لذة الشاربين تشفي الصدورا

واذا ما رايت ثم نعيما / دائما عندهم وملكا كبيرا

وعليهم فيها ثياب من السندس / خضر في الحشر تلمع نورا

ويحلون بالاساور فيها / وسقاهم ربي شرابا طهورا

وروى لي عبدالعزيز الجلودي ((4-441)) / وقد كان صادقا مبرورا

عن ثقات الحديث اعني الغلابي / هو اكرم بذا وذا مذكورا

اسندوه عن ابن عباس يوما / قال كنا عند النبي حضورا

اذ اتته البتول فاطم تبكي ((4-442)) / وتوالي شهيقها والزفيرا

قال مالي اراك تبكين يا فاطم / قالت واخفت التعبيرا

اجتمعن النساء نحوي واقبلن / يطلن التقريع والتعييرا

قلن ان النبي زوجك اليوم / عليا بعلا عديما فقيرا

قال يا فاطم اسمعي واشكري اللّه / فقد نلت منه فضلا كبيرا

لم ازوجك دون اذن من اللّه / وما زال يحسن التدبيرا

امر اللّه جبرئيل فنادى / رافعا في السماء صوتا جهيرا

واتاه الاملاك حتى اذا ما / وردوا بيت ربنا المعمورا

قام جبريل قائما يكثر التحميد / للّه جل والتكبيرا

ثم نادى زوجت فاطم يارب / علي الطهر الفتى المذكورا

قال رب العلى جعلت لها المهر / لها خالصا يفوق المهورا

خمس ارضي لها ونهري واو / جبت على الخلق ودها المحصورا

نثرت عند ذاك طوبى / على الحور من المسك والعبير نثيرا ((4-443))

وروينا عن النبي حديثا / في البرايا مصححا ماثورا

انه قال بينما الناس في الجنة / اذ عاينوا ضياء ونورا

كاد ان يخطف العيون فنادوا / اي شي‏ء هذا وابدوا نكورا

او ليس الاله قال لنا لا / شمس فيها ترى ولا زمهريرا

واذا بالنداء يا ساكني الجنة / مهلا امنتم التغييرا

ذا علي الولي قد داعب الز / هراء مولاتكم فابدت سرورا

فبدا اذ تبسمت ذلك النور / فزيدوا اكرامه وحبورا

يا بني احمد عليكم عمادي / واتكالي اذا اردت النشورا

وبكم يسعد الموالي ويشقى / من يعاديكم ويصلى سعيرا

انتم لي غدا وللشيعة الابرار / ذخر اكرم به مذخورا

فاستمعها كالدر ليس ترى فيها / ملاهي كلا ولا تعييرا

صاغ ابياتها علي بن حماد / فزانت وحبرت تحبيرا

وقفنا للمترجم في طيات المجاميع العتيقة في النجف الاشرف والكاظمية على قصائدجمة واليك فهرستها:

عدد القصائد / مطلع القصيدة‏ / عدد الابيات

1 / يا يوم عاشورا اطلت بكائي / وتركتني وقفا على البرحاء / 46

2 / هن بالعيد ان اردت سوائي / اي عيد لمستباح العزاء / 37

ان في ماتمي عن العيد شغلا / فاله عني وخلني بشجائي

فاذا عيد الورى بسرور / كان عيدي بزفرة وبكاء

واذا جددوا ثيابهم جددت / ثوبي من لوعتي وضنائي

واذا ادمنوا الشراب فشربي / من دموع ممزوجة بدماء

واذا استشعروا الغناء فنوحي / وعويلي على الحسين غنائي

وقليل لو مت هما ووجدا / لمصاب الغريب في كربلاء

افيهنا بعيده من مواليه / ابادتهم يد الاعداء

آه يا كربلاء كم فيك من / كرب لنفس شجية وبلاء

االذ الحياة بعد قتيل الطف / ظلما اذن لقل حيائي

كيف التذ شرب ماء وقد جر / ع كاس الردى بكرب الظماء

كيف لا اسلب العزاء اذا / مثلته عاريا سليب الرداء

كيف لا تسكب الدموع عيوني / بعد تضريج شيبه بالدماء

تطا الخيل جسمه في ثرى الطف / وجسمي يلتذ لين الوطاء

بابي زينبا وقد سبيت بالذ / ل من خدرها كسبي الاماء

فاذا عاينته ملقى على التر / ب معرى مجدلا بالعراء

اقبلت نحوه فيسمعها الشمر / فتدعو في خيفة وخفاء

ايها الشمر خلني اتزود / نظرة منه فهي اقصى منائي

افما للرسول حق فلم تنظر / ني جاهرا بسوء المراء

ثم تدعو الحسين لم ياشقيقي / وابن امي خلفتني بشقائي

يا اخي يومك العظيم برى عظمي / واضنى جسمي واوهى قوائي

يا اخي كنت ارتجيك لموتي / وحياتي فخاب مني رجائي

يا اخي‏لو فدي من ‏الموت شخص / كنت افديك بي وقل فدائي

يا اخي لا حبيب بعدك بل لا / عشت الا بمقلة عمياء

آه واحسرتي لفاطمة الصغرى / وقد ابرزت بذل السباء

كفها فوق راسها من جوى الثكل / وكف اخرى على الاحشاء

فاذا ابصرت اباها صريعا / فاحصا باليدين في الرمضاء

لم تطق نهضة اليه من الضعف / فنادته في خفي النداء

يا ابي من ترى ليتمي وضعفي / او تراه لمحنتي وابتلائي

فاذا لم تجد جوابا لها الا / بكسر الجفون والايماء

اقبلت نحو عمتيها وقالت / ما ارى والدي من الاحياء

فاذا كان لم جفاني وما كان / له قط عادة بالجفاء

يا بني احمد السلام عليكم / ما انارت كواكب الجوزاء

انتم صفوة الاله من الخلق / ومن بعد خاتم الانبياء

ونجوم الهدى بنوركم تهدى / البرايا في حندس الظلماء

انا مولاكم ابن حماد اعدد / تكم في غد ليوم جزائي

ورجائي ان لا اخيب لديكم واعتقادي بكم بلوغ الرجاء

3 / شجاك نوى الاحبة كيف شاءا / بداء لا تصيب له‏دواءا / 75

4 / ايفرح من له كبد يذوب / وقلب من صبابته كئيب / 28

5 / ويك يا عين سحي دمعا سكوبا / ويك يا قلب كن حزينا كئيبا / 68

6 / اتلعابا وقد لاح المشيب / وشيب الراس منقصة وعيب‏ / 74

7 / دعوت الدمع فانسكب انسكابا / وناديت السلو فما اجابا / 67

ويقول فيها:

وان يك حب اهل البيت ذنبي / فلست بمبتغ عنه منابا

احبهم وامنحهم مديحا / وامنح من يسبهم سبابا

ولم امدحهم قط اكتسابا / ولكني مدحتهم ارتغابا

ولن يرجو ابن حماد علي / بحسن مديحهم الا الثوابا

8 / هل لجسمي من السقام طبيب / ام لعيني من الرقاد نصيب / 26

9 / يا اهل بيت رسول اللّه انكم / لاشرف الخلق جدا غاب او ابى /30/

10 / الدهر فيه طرائف وعجائب / تترى وفيه فوائد ومصائب‏ / 60

11 / ايا من لقلب دائم الحسرات / ومن لجفون تسكب العبرات / 34

وهي على روي تائية دعبل، يقول في آخرها:

اليك امين اللّه نظم قصيدة / امامية تزهو بحسن صفات

علي بن حماد دعاها فاقبلت / وهمته من اعظم الهممات

شبيه لما قال الخزاعي دعبل / تضمنه الرحمن بالغرفات

مدارس آيات خلت من تلاوة / ومهبط وحي مقفر العرصات

12 / بقاع في ‏البقيع مقدسات / واكناف بطيبة طيبات‏ / 95

13 / دعني انوح واسعد النواحا / مثلي بكى يوم الحسين وناحا / 28

14 / ارى الصبر يفنى والهموم تزيد / وجسمي ‏يبلى والسقام جديد / 23

15 / ما ضر عهد الصبا لو انه عادا / يوما يزودني من طيبة زادا / 86

جارى بها السيد اسماعيل الحميري في قصيدة له اولها:

طاف الخيال علينا منك عبادا . . . . .

فقال العبدي في آخر قصيدته:

وازنت ما قال اسماعيل مبتدئا / طاف الخيال علينا منك عبادا

16 / ابك ما عشت بالدموع الغزار / لذراري محمد المختار / 37

17 / اآمرتي بالصبر اسرفت في امري / ايؤمر مثلي لا ابا لك بالصبر / 29

18 / سلامي على قبر تضمن حيدرا / سلام مشوق ما يطيق ‏التصبرا / 60

ويقول في آخرها:

ولا اغل في ديني كمن ‏كان قد غلا / وما كنت في حب الوصي مقصرا

بذلك يلقى اللّه في يوم بعثه / علي بن حماد اذا هو انشرا

19 / يالائمي دع ملامي في‏ الهوى وذر / فان حب علي قام في عذري / ‏28

20 / دعا قلبه داعي الوعيد فاسمعا / وداع لبادي شيبه فتورعا / 62

21 / فرقت يا بين شملا كان مجتمعا / ابعدت عني حبيبي‏ والسرور معا / 77

22 / خليلي عج بنا نطل الوقوفا / على من نوره شمل الطفوفا / 25

23 / خواطر فكري في الحشاء تجول / وحزني على آل النبي يطول / 52

24 / اهجرت يا ذات الجمال دلالا / وجعلت جسمي للصدود خيالا / 58

25 / الا ان زين المرء في عمره العقل / ونهج هدى ما فيه زحلوقة زل‏ / 27

26 / يا علي بن‏ابي طالب ياابن ‏المفضل / يا حجاب اللّه والباب القديم الازلي / 21

27 / ناجتك اعلام الهداية فاعلم / واقمت فيها بالطريق‏ الاقوم / 51

فانظر بعين العقل في عقبى الهوى / واسال عن الدارين ان لم تعلم

28 / النوم بعدكم علي حرام / من فارق الاحباب كيف ينام‏ / 55

29 / ارض الاله واسخط الشيطانا / تعط الرضا في الحشر و الرضوانا / 27

يقول فيها وهي ناقصة الاخر:

من انزل اللّه الكتاب عليه / في كل العلوم ليفتدي برهانا

من بلغ الدنيا بنصب وصيه / يوم الغدير ليكمل الايمانا

وهناك قصائد تعزى الى شاعرنا ابن حماد العبدي في بعض المجاميع وهي لابن حمادمحمد المتاخر عن المترجم له بقرون ((4-444)) ، منها قصيدة مطلعها:

لغير مصاب السبط دمعك ضائع / ولا انت ذا سلو عن الحزن جازع

وقفنا على تمام هذه القصيدة وفي آخرها:

لعل ابن حماد محمد عبدكم / له في غد خير البرية شافع

LEAVE A COMMENT