(15) ابن طباطبا الاصبهاني

  الغدير

(15) ابن طباطبا الاصبهاني

المتوفى (322)

يا من يسر لي العداوة ابدها / واعمد لمكروهي بجهدك او ذر

للّه عندي عادة مشكورة / فيمن يعاديني فلا تتحير

انا واثق بدعاء جدي المصطفى / لابي غداة غدير خم فاحذر

واللّه اسعدنا بارث دعائه / فيمن يعادي او يوالي فاصبر ((3-1311))

الشاعر

ابو الحسن محمد بن احمد بن [ محمد بن احمد بن ] ((3-1312)) ابراهيم طباطبا ابن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن ابن الامام السبط‏ الحسن ابن الامام علي بن ابي طالب صلوات اللّه عليهم ، الشهير بابن طباطبا.

عالم ضليع، وشاعر مفلق، وشيخ من شيوخ الادب، ذكر المرزباني في معجم الشعراء ((3-1313)) (ص‏463): ان له كتبا الفها في‏الاشعار والاداب، وذكر منها اصحاب المعاجم ((3-1314)) :

1 كتاب سنام المعالي.

2 كتاب عيار الشعر، وفي فهرست ‏ابن ‏النديم ((3-1315)) (ص‏221): معيار الشعر. وقال الحموي في معجم‏الادباء ((3-1316)) (3/58):الف‏الامدي‏الحسن بن بشر كتابا في ‏اصلاح مافيه.

3 كتاب الشعر والشعراء.

4 كتاب نقد الشعر.

5 كتاب تهذيب الطبع.

6 كتاب العروض. قال الحموي: لم يسبق الى مثله.

7 كتاب فرائد الدر. كتب الى صديق له كان قد استعاره يسترجعه منه: يادر رد فرائد الدر وارفق بعبد في الهوى حر

8 كتاب في المدخل في معرفة المعمى من الشعر.

9 كتاب في تقريض الدفاتر.

10 كتاب ديوان شعره.

11 كتاب اختياره ديوان شعره.

ذكره الحموي في معجم الادباء ((3-1317)) وقال: انه كان مذكورا بالذكاء والفطنة، وصفاء القريحة، وصحة الذهن، وجودة‏المقاصد…. ذكر ابو عبداللّه حمزة بن الحسن الاصبهاني قال: سمعت جماعة من رواة الاشعار ببغداد يتحدثون عن عبداللّه بن المعتز انه‏ كان لهجا بذكر ابي‏الحسن، مقدما له على‏سائر اهله ويقول: ما اشبهه في‏اوصافه الا محمد بن يزيد بن مسلمة بن‏عبدالملك،الا ان ابا الحسن اكثر شعرا من المسلمي، وليس في ولد الحسن من يشبهه، بل يقاربه علي بن محمد الافوه ((3-1318)) .

قال: وحدثني ابو عبداللّه بن عامر قال: كان ابو الحسن طول ايامه مشتاقا الى عبداللّه بن المعتز، متمنيا ان يلقاه اويرى‏شعره، فاما لقاؤه فلم يتفق له ، لانه لم يفارق اصبهان قط، واما ظفره بشعره فانه اتفق له في آخر ايامه. وله في ذلك‏قصة عجيبة، وذلك انه دخل الى دار معمر وقد حملت اليه من بغداد نسخة من شعر عبداللّه ابن المعتز، فاستعارها فسوف‏بها، فتمكن عندهم من النظر فيها، وخرج وعدل الي كالا معييا كانه ناهض بحمل ثقيل، فطلب محبرة وكاغدا، فاخذيكتب عن ظهر قلبه مقطعات من الشعر، فسالته لمن هي؟ فلم يجبني حتى فرغ من نسخها، وملا منها خمس ورقات من‏نصف الماموني، واحصيت الابيات فبلغ عددها مائة وسبعة وثمانين بيتا تحفظها من شعر ابن المعتز في ذلك المجلس،واختارها من بين سائرها.

يوجد في معجم الحموي ((3-1319)) شطر مهم من شعره، منه قصيدة في (39) بيتا ليس فيها راء ولا كاف، يمدح بها ابا الحسين ‏محمد بن احمد بن يحيى بن ابي البغل، اولها:

يا سيدا دانت له السادات / وتتابعت في فعله الحسنات

وتواصلت نعماؤه عندي فلي / منه هبات خلفهن هبات

نعم ثنت عني الزمان وخطبه / من بعد ما هيبت له غدوات

ويصف قصيدته بقوله:

ميزانها عند الخليل معدل / متفاعلن متفاعلن فعلات

وروى الثعالبي في ثمار القلوب ((3-1320)) (ص‏518) له قوله:

اقول وقد اوقظت من سنة الهوى / بعذل يحاكي لذعه لذعة الهجر

دعوني وحلم اللهو في ليلة المنى / ولا توقظوني بالملام وبالزجر

فقالوا لي استيقظ فشيبك لائح / فقلت لهم طيب الكرى ساعة الفجر

وذكر في (ص‏435) له يصف ليلة ممتعة:

وليلة اطربني‏ صبحها / فخلتني في عرس الزنج ((3-1321))

كانما الجوزاء جنح الدجى / طبالة تضرب بالصنج

قائمة قد حررت وصفها / مائلة الراس من الغنج

وقال في (ص‏229): دخل يوما ابو الحسن بن طباطبا دار ابي علي بن رستم، فراى على بابه عثمانيين اسودين قد لبساعمامتين حمراوين، فامتحنهما فوجدهما من الادب خاليين، فلما تمكن في مجلس ابن رستم دعا بالدواة والقرطاس وكتب:

ارى بباب الدار اسودين / ذوي عمامتين حمراوين

كجمرتين فوق فحمتين / قد غادرا الرفض قريري عين

جدكما عثمان ذو النورين / فما له انسل ظلمتين

يا قبح شين صادر عن زين / حدائد تطبع من لجين

ما انتما الا غرابابين / طيرا فقد وقعتما للحين ((3-1322))

المظهرين الحب للشخصين / ذرا ذوي السنة في المصرين

وخليا الشيعة للسبطين / للحسن الطيب والحسين

ستعطيان في مدى عامين / صكا بخفين الى حنين ((3-1323))

فاستظرفها ابن رستم وتحفظها الناس. وله قوله يهجو به ابا علي بن رستم يرميه بالدعوة ((3-1324)) والبرص:

انت اعطيت من دلائل رسل / اللّه آيا بها علوت الرؤوسا

جئت فردا بلا اب وبيمناك / بياض فانت عيسى وموسى

وله في ابي علي بن رستم لما هدم سور اصبهان ليزيد به في داره، واشار فيه الى كون اصبهان من بناء ذي القرنين:

وقد كان ذو القرنين يبني مدينة / فاصبح ذو القرنين يهدم سورها

على انه لو كان في صحن داره / بقرن له سيناء زعزع طورها

وله في ابن رستم يذكر بناءه سور اصبهان:

يا رستمي استعمل الجدا / وكدنا في حظنا كدا

فانك المامول والمرتجى / تهون الخطب اذا اشتدا

احكمت من ذا السور ما لم تجد / واللّه من احكامه بدا

فخلفه نسل كثير لمن / اصفت لارزبونها الودا ((3-1325))

وهم كياجوج وماجوج ان / عددتهم لم تحصهم عدا

وانت ذو القرنين في عصره / جعلته ما بينهم سدا

وقال يهجو ابا علي الرستمي:

كفرا بعلمك يا ابن رستم طه / وبما حفظت سوى الكتاب المنزل

لو كنت يونس في دوائر نحوه / او كنت قطرب في الغريب المشكل

وحويت فقه ابي حنيفة كله / ثم انتهيت لرستم لم تنبل

وله قوله:

لا تنكرن اهداءنا لك منطقا / منك استفدنا حسنه ونظامه

فاللّه عز وجل يشكر فعل من / يتلو عليه وحيه وكلامه

ويعاتب ابا عمرو بن جعفر بن شريك على منعه اياه شعر ديك الجن بقوله:

يا جوادا يمسي ويصبح فينا / واحدا في الندى بغير شريك

انت من اسمح الانام لشعر الـ / ـناس ماذا اللجاج في شعر ديك

يا حليف السماح لو ان ديك الـ / ـجن من نسل ديك عرش ‏المليك ((3-1326))

لم يكن فيه طائل بعد ان يد / خله الذكر في عداد الديوك

وله قوله:

بابي الذي نفسي عليه حبيس / مالي سواه من الانام انيس

لا تنكروا ابدا مقاربتي له / قلبي حديد وهو مغناطيس

وله:

يا طيب ليل خلوت فيه بمن / اقصر عن وصف كنه وجدي به

ليل كبرد الشباب حالكه / نعمت في ظله وفي طيبه

وله:

اتاني قريض كنظم الجمان / وروض الجنان وامن الفؤاد

وعهد الصبا ونسيم الصبا / وبرد الفؤاد وطيب الرقاد

وذكر المرزباني في معجم الشعراء ((3-1327)) (ص‏463) له يصف به القلم:

وله حسام باتر في كفه / يمضي لنقض الامر او توكيده

ومترجم عما يجن ضميره / يجري بحكمته لدى تسويده

قلم يدور بكفه فكانه / فلك يدور بنحسه وسعوده

وروى له في المعجم ايضا:

لا وانسي وفرحتي بكتاب / قد اتاني في عيد اضحى وفطر

مادجا ليل وحشتي قط الا / كنت لي فيه طالعا مثل بدر

بحديث يقيم للانس سوقا / وابتسام يكف لوعة صدري

وذكر له النويري في نهاية الارب ((3-1328)) (3/97):

ان في نيل المنى وشك الردى / وقياس القصد عند السرف

كسراج دهنه قوت له / فاذا غرقته فيه طفي

وقوله:

لقد قال ابو بكر / صوابا بعد ما انصت

فرحنا لم نصد شيئا / وما كان لنا افلت

وذكر ابن خلكان ((3-1329)) نقلا عن ديوانه قوله:

بانوا وابقوا في حشاي لبينهم / وجدا اذا ظعن الخليط اقاما

للّه ايام السرور كانما / كانت لسرعة مرها احلاما

لو دام عيش رحمة لاخي هوى / لاقام لي ذاك السرور وداما

يا عيشنا المفقود خذ من عمرنا / عاما ورد من الصبا اياما

وله قوله:

يامن حكى الماء فرط رقته / وقلبه في قساوة الحجر

ياليت حظ‏ي كحظ ثوبك من / جسمك يا واحد البشر

لا تعجبوا من بلى غلالته / قد زر ازراره على القمر

ولد المترجم كما في المجدي ((3-1330)) باصبهان، وتوفي بها سنة (322) كما في معاهد التنصيص، فما في نسمة السحر من انه ولد سنة(322) نقلا عن المعاهد اشتباه نشا عن فهم ما في المعاهد من كلامه، قال: مولده باصبهان وبها مات سنة (322). فحسب‏التاريخ ظرف ولادته كما زعمه بعض المعاصرين وهو لا يقارف الصواب، لان ابا علي الرستمي الذي للمترجم فيه شعركثير من رجال عهد المقتدر باللّه المقتول سنة (320)، وفي ايامه احدث الرستمي ما احدث في اصبهان في سورها وجامعهاوهجاه المترجم، ولان المترجم كما مر عن معجم الادباء كان يتمنى لقاء عبداللّه بن المعتز ويشتاق اليه، وابن المعتز توفي‏سنة (296).

توجد ترجمته والثناء عليه في غاية الاختصار، نسمة السحر فيمن تشيع وشعر ((3-1331)) (ج‏2)، معاهدالتنصيص ((3-1332)) (1/179).

نقل ابن خلكان في تاريخه ((3-1333)) (1/42) في ذيل ترجمة ابي القاسم بن طباطبا المتوفى سنة (345) عن ديوان المترجم‏الابيات المذكورة، فقال: ولا ادري من هذا ابو الحسن، ولا وجه النسب بينه وبين ابي القاسم المذكور، واللّه اعلم. انتهى.

واشتبه على سيدنا الامين العاملي فهم كلام ابن خلكان هذا وذيله، واوقعه في خلط عظيم، فعقد ترجمة تحت عنوان ابوالحسن الحسني المصري في اعيان الشيعة في الجزء السادس (ص‏312) وجعله مصريا بلا مستند، واخذ تاريخ وفاة ابي‏القاسم بن طباطبا وذكره لابي الحسن، وختم ترجمته بقوله: ولا دليل لنا على تشيعه غير اصالة التشيع في العلويين.والعجب انه ذكر في الجزء التاسع ((3-1334)) (ص‏305) ابا الحسن باسمه ونسبه وقال: هذا الذي قال ابن خلكان: لا ادري من هذاابو الحسن. لا عصمة الا للّه.

وللمترجم عقب كثير باصبهان، فيهم علماء، ادباء، اشراف، نقباء، قال النسابة العمري في المجدي ((3-1335)) : له ذيل طويل فيهم‏موجهون، منهم: ابو الحسن احمد الشاعر الاصبهاني، واخوه ابو عبداللّه الحسين ولي النقابة بها، ابنا علي بن محمد الشاعرالشهير. ومنهم: الشريف ابو الحسن محمد ببغداد، يقال له: ابن بنت خصبة.

LEAVE A COMMENT