13 معاوية وعمرو

  الغدير
13 معاوية وعمرو

لما علم معاوية ان الامر لا يتم له ان لم يبايعه عمرو، فقال له: يا عمرو اتبعني. قال: لماذا، للاخرة؟ فواللّه ما معك آخرة، ام‏للدنيا؟ فواللّه لا كان حتى اكون شريكك فيها. قال: فانت شريكي فيها. قال: فاكتب لي مصر وكورها. فكتب له مصروكورها، وكتب في آخر الكتاب: وعلى عمرو السمع والطاعة. قال عمرو: واكتب: ان السمع والطاعة لا ينقصان من‏شرطه شيئا. قال معاوية: لا ينظر الناس الى هذا. قال عمرو: حتى تكتب. قال: فكتب، وواللّه ما يجد بدا من كتابتها. ودخل عتبة بن ابي سفيان على معاوية وهو يكلم عمرا في مصر، وعمرو يقول له: انما ابايعك بها ديني. فقال عتبة: ائتمن‏الرجل بدينه، فانه صاحب من اصحاب محمد. وكتب عمرو الى معاوية:

معاوي لا اعطيك ديني ولم انل / به منك دنيا فانظرن كيف تصنع

وما الدين والدنيا سواء وانني / لاخذ ما تعط‏ي وراسي مقنع

فان تعطني مصرا فاربح صفقة / اخذت بها شيخا يضر وينفع

العقد الفريد ((2-633)) (2/291)