ومن غديريات السيد الحميري

  الغدير

ومن غديريات السيد الحميري

11

هب علي بالملام والعذل / وقال كم تذكر بالشعر الاول

كف عن الشر فقلت لا تقل / ولا تخل اكف عن خير العمل

اني احب حيدرا مناصحا / لمن قفا مواثبا لمن نكل

احب من آمن باللّه ولم / يشرك به طرفة عين في الازل

ومن غدا نفس الرسول المصطفى / صلى عليه اللّه عند المبتهل

وثاني النبي في يوم الكسا / اذ طهر اللّه به من اشتمل

وقال خلفت لكم كتابه / وعترتي وكل هذين ثقل

فليت شعري كيف تخلفونني / في ذا وذا اذا اردت المرتحل؟

وجاء من مكة والحجيج قد / صاحبه من كل سهل وجبل

حتى اذا صار بخم جاءه / جبريل بالتبليغ فيهم فنزل

وقم ذاك الدوح فاستوى على / رحل ونادى بعلي فارتحل

وقال هذا فيكم خليفتي / ومن عليه في الامور المتكل

نحن كهاتين واوما باصبع / من كفه عن اصبع لم تنفصل

لا تبتغوا بالطهر عنه بدلا / فليس فيكم لعلي من بدل

ثم ادار كفه لكفه / يرفعها منه الى اعلى محل

فقال بايعوا له وسلموا ال / امر اليه واسلموا من الزلل

الست مولاكم فذا مولى لكم / واللّه شاهد بذا عزوجل

يا رب وال من يوالي حيدرا / وعاد من عاداه واخذل من خذل

يا شاهدي بلغت ما انزله / الي جبريل وعنه لم احل

فبايعوا وهناوا وبخبخوا / والصدر مطوي له على دغل

فقل لمن ينقم منه ما راى؟ / وقل لمن يعدل عنه لم عدل؟

12

اعلماني اي برهان جلي / فتقولان بتفضيل علي؟

بعدما قام خطيبا معلنا / يوم خم باجتماع المحفل

احمد الخير ونادى جاهرا / بمقال منه لم يفتعل

قال ان اللّه قد اخبرني / في معاريض الكتاب المنزل

انه اكمل دينا قيما / بعلي بعد ان لم يكمل

وهو مولاكم فويل للذي / يتولى غير مولاه الولي

وهو سيفي ولساني ويدي / ونصيري ابدا لم يزل

وهو صنوي وصفيي والذي / حبه في الحشر خير العمل

نوره نوري ونوري نوره / وهو بي متصل لم يفصل

وهو فيكم من مقامي بدل /ويل من بدل عهد البدل

قوله قولي فمن يامره / فليطعه فيه وليمتثل

انما مولاكم بعدي اذا / حان موتي ودنا مرتحلي

ابن عمي ووصيي واخي / ومجيبي في الرعيل الاول

وهو باب لعلومي فسقوا / ماء صبر بنقيع الحنظل

قطبوا في وجهه وائتمروا / بينهم فيه بامر معضل

13

اشهد باللّه وآلائه / والمرء عما قاله يسال

ان علي بن ابي طالب / خليفة اللّه الذي يعدل

وانه قد كان من احمد / كمثل هارون ولا مرسل

لكن وصي خازن عنده / علم من اللّه به يعمل

قد قام يوم الدوح خير الورى / بوجهه للناس يستقبل

وقال من قد كنت مولى له / فذا له مولى لكم موئل

لكن تواصوا بعلي الهدى / ان لا يوالوه وان يخذلوا

14

قام النبي يوم خم خاطبا / بجانب الدوحات او حيالها

فقال من كنت له مولى فذا / مولاه ربي اشهد مرارا قالها

قالوا سمعنا واطعنا كلنا / واسرعوا بالالسن اشتغالها

وجاءه مشيخة يقدمهم / شيخ يهني حيدرا مثالها

قال له بخ بخ من مثلكا / اصبحت مولى المؤمنين يالها

يا عجبا وللزمان عجب / تلقى ذوو الفكر به ضلالها

ان رجالا بايعته انما / بايعت اللّه، فما بدا لها؟

وكيف لم تشهد رجال عندما / استشهد في خطبته رجالها؟

وناشد الشيخ فقال انني / كبرت حتى لم اجد امثالها

فقال والكاذب يرمى بالتي / ليس تواري عمة تنالها

اشار في الابيات الاخيرة الى ما مر (1/166 185 و191 195) من حديث مناشدة امير المؤمنين(ع) في الرحبة بحديث‏ الغدير لما نوزع في خلافته، وكتمان انس ابن مالك شهادته له، واصابة دعوته(ع) عليه.

15

لمن طلل كالوشم لم يتكلم / ونؤي وآثار كترقيش معجم؟

الا ايها العاني الذي ليس في الاذى / ولا اللوم عندي في علي بمحجم

ستاتيك مني في علي مقالة / تسوؤك فاستاخر لها او تقدم

علي له عندي على من يعيبه / من الناس نصر باليدين وبالفم

متى ما يرد عندي معاديه عيبه / يجد ناصرا من دونه غير مفحم

علي احب الناس الا محمدا / الي فدعني من ملامك او لم

علي وصي المصطفى وابن عمه / واول من صلى ووحد فاعلم

علي هو الهادي الامام الذي به / انار لنا من ديننا كل مظلم

علي ولي الحوض والذائد الذي / يذبب عن ارجائه كل مجرم

علي قسيم النار من قوله لها / ذري ذا وهذا فاشربي منه واطعمي

خذي بالشوى ممن يصيبك منهم / ولا تقربي من كان حزبي فتظلمي

علي غدا يدعى فيكسوه ربه / ويدنيه حقا من رفيق مكرم

فان كنت منه يوم يدنيه راغما / وتبدي الرضا عنه من الان فارغم

فانك تلقاه لدى الحوض قائما / مع المصطفى الهادي النبي المعظم

يجيزان من والاهما في حياته / الى الروح والظل الظليل المكمم

علي امير المؤمنين وحقه / من اللّه مفروض على كل مسلم

لان رسول اللّه اوصى بحقه / واشركه في كل في‏ء ومغنم

وزوجته صديقة لم يكن لها / مقارنة غير البتولة مريم

وكان كهارون بن عمران عنده / من المصطفى موسى النجيب‏ المكلم

واوجب يوما بالغدير ولاءه / على كل بر من فصيح واعجم

لدى دوح خم آخذا بيمينه / ينادي مبينا باسمه لم يجمجم

اما والذي يهوي الى ركن بيته‏ / بشعث النواصي كل وجناء عيهم ((2-945))

يوافين بالركبان من كل بلدة / لقد ضل يوم الدوح من لم يسلم

واوصى اليه يوم ولى بامره / وميراث علم من عرى ‏الدين محكم

القصيدة يوجد منها (42) بيتا

قال الحافظ المرزباني في اخبار السيد ((2-946)): ان السيد الحميري كتب بهذه القصيدة الى عبد اللّه بن اباض راس الاباضية،لما بلغه انه يعيب على علي(ع) ويتهدد السيد بذكره عند المنصور بما يوجب قتله، فلما وصلت الى ابن اباض امتعض منهاجدا، واجلب في اصحابه وسعى به الى الفقهاء والقراء، فاجتمعوا وصاروا الى المنصور وهو بدجلة البصرة، فرفعوا قصته‏فاحضرهم، واحضر السيد فسالهم عن دعواهم، فقالوا: انه يشتم السلف، ويقول بالرجعة، ولا يرى لك ولا لاهلك امامة.فقال لهم: دعوني انا واقصدوا لما في انفسكم. ثم اقبل على السيد فقال: ما تقول فيما يقولون؟ فقال: ما اشتم احدا، وا ني لاترحم على اصحاب رسول اللّه (ص) ، وهذا ابن‏اباض قل له يترحم على علي وعثمان وطلحة والزبير. فقال له: ترحم على هؤلاء. فتلوى تثاقل ساعة فخذفه المنصور بعود كان بين يديه، وامر بحبسه فمات في الحبس، وامربمن كان معه فضربوا بالمقارع، وامر للسيد بخمسة آلاف درهم.

16

يا لقومي للنبي المصطفى / ولما قد نال من خير الامم

جحدوا ما قاله في صنوه / يوم خم بين دوح منتظم

ايها الناس فمن كنت له / واليا يوجب حقي في القدم

فعلي هو مولاه لمن / كنت مولاه قضاء قد حتم

افلا ينفذ فيهم حكمه / عجبا يولع في القلب الضرم

17

الا ان الوصية دون شك / لخير الخلق من سام وحام

وقال محمد بغدير خم / عن الرحمن ينطق باعتزام

يصيح وقد اشار اليه فيكم / اشارة غير مصغ للكلام

الا من كنت مولاه فهذا / اخي مولاه فاستمعوا كلامي

فقال الشيخ يقدمهم اليه / وقد حصدت يداه من الزحام

ينادي انت مولاي ومولى ال / انام فلم عصى مولى الانام؟

وقد ورث النبي رداه يوما / وبردته ولائكة اللجام

18

على آل الرسول واقربيه / سلام كلما سجع الحمام

اليسوا في السماء هم نجوم / وهم اعلام عز لا يرام

فيا من قد تحير في ضلال / امير المؤمنين هو الامام

رسول اللّه يوم غدير خم / اناف به وقد حضر الانام

تاتي القصيدة بتمامها في ترجمته. قال ابن المعتز في طبقاته ((2-947)) (ص‏8): حكوا عن بعضهم انه قال: رايت حمالا عليه حمل ثقيل وقد جهده، فقلت:ماهذا؟ فقال: ميميات السيد.

19

نفسي فداء رسول اللّه يوم اتى / جبريل يامر بالتبليغ اعلانا

ان لم تبلغ فما بلغت فانتصب / النبي ممتثلا امرا لمن دانا

وقال للناس من مولاكم قبلا / يوم الغدير فقالوا انت مولانا

انت الرسول ونحن الشاهدون على / ان قد نصحت وقد بينت تبيانا

هذا وليكم بعدي امرت به / حتما فكونوا له حزبا واعوانا

هذا ابركم برا واكثركم / علما واولكم باللّه ايمانا

هذا له قربة مني ومنزلة / كانت لهارون من موسى بن عمرانا

20

اتى جبرئيل والنبي بضحوة / فقال اقم والناس في الوخد ((2-948)) تمحن

وبلغ والا لم تبلغ رسالة  / فحط وحط الناس ثم ووطنوا

على شجرات في الغدير تقادمت / فقام على رحل ينادي ويعلن

وقال الا من كنت مولاه منكم / فمولاه من بعدي علي فاذعنوا

فقال شقي منهم لقرينه / وكم من شقي يستزل ويفتن

يمد بضبعيه عليا وانه / لما بالذي لم يؤته لمزين

كان لم يكن في قلبه ثقة به / فيا عجبا انى ومن اين يؤمن؟!

21

منحت الهوى المحض مني الوصيا / ولا امنح الود الا عليا

دعاني النبي عليه السلام / الى حبه فاجبت النبيا

فعاديت فيه وواليته / وكنت لمولاه فيه وليا

اقام بخم بحيث الغدير / فقال فاسمع صوتا نديا

الا ذا اذا مت مولاكم / فافهمه العرب والاعجميا

22

به وصى النبي غداة خم / جميع الناس لو حفظوا النبيا

وناداهم الست لكم بمولى / عباد اللّه فاستمعوا اليا

فقالوا انت مولانا واولى / بنا منا فضم له عليا

وقال لهم بصوت جهوري / واسمع صوته من كان حيا

فمن انا كنت مولاه فاني / جعلت له ابا حسن وليا

فعادى اللّه من عاداه منكم / وكان بمن تولاه حفيا

23

وقام محمد بغدير خم / فنادى معلنا صوتا نديا

لمن وافاه من عرب وعجم / وحفوا حول دوحته حنيا

الا من كنت مولاه فهذا / له مولى وكان به حفيا

الهي عاد من عادى عليا / وكن لوليه ربي وليا ((2-949))