نماذج من شعر دعبل في المذهب

  الغدير

نماذج من شعر دعبل في المذهب

قال في رثاء الامام السبط الشهيد(ع):

اتسكب دمع العين بالعبرات / وبت تقاسي شدة الزفرات؟

وتبكي لاثار لال محمد / فقد ضاق منك الصدر بالحسرات

الا فابكهم حقا وبل عليهم / عيونا لريب الدهر منسكبات

ولا تنس في يوم الطفوف مصابهم / وداهية من اعظم النكبات

سقى اللّه اجداثا على ارض كربلا / مرابيع امطار من المزنات

وصلى على روح الحسين حبيبه / قتيلا لدى النهرين بالفلوات

قتيلا بلا جرم فجعنا بفقده / فريدا ينادي: اين اين حماتي

انا الظامئ العطشان في‏ارض غربة / قتيلا ومظلوما بغير ترات

وقد رفعوا راس الحسين على القنا / وساقوا نساء ولها خفرات

فقل لابن سعد عذب اللّه روحه / ستلقى عذاب النار باللعنات

ساقنت طول الدهر ما هبت الصبا / واقنت بالاصال والغدوات

على معشر ضلوا جميعا وضيعوا / مقال رسول اللّه بالشبهات

ويمدح امير المؤمنين(ع) ويذكر تصدقه بخاتمه للسائل في الصلاة ونزول قوله تعالى: (انما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنواالذين يقيمون الصلا ة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) فيه ((2-1592)) بقوله:

نطق القرآن بفضل آل محمد / وولاية لعليه لم تجحد

بولاية المختار من خير الذي ((2-1593)) / بعد النبي الصادق المتودد

اذ جاءه المسكين حال صلاته / فامتد طوعا بالذراع وباليد

فتناول المسكين منه خاتما / هبة الكريم الاجود بن الاجود

فاختصه الرحمن في تنزيله / من حاز مثل فخاره فليعدد

ان الاله وليكم ورسوله / والمؤمنين فمن يشا فليجحد

يكن الاله خصيمه فيها غدا / واللّه ليس بمخلف في الموعد

وله يمدح امير المؤمنين صلوات اللّه عليه:

سقيا لبيعة احمد ووصيه / اعني الامام ولينا المحسودا

اعني الذي نصر النبي محمدا / قبل البرية ناشئا ووليدا

اعني ‏الذي كشف‏ الكروب ولم يكن / في الحرب عند لقائه رعديدا

اعني الموحد قبل كل موحد / لا عابدا وثنا ولا جلمودا

وله يرثي الامام السبط شهيد الطف سلام اللّه عليه:

ان كنت محزونا فمالك ترقد / هلا بكيت لمن بكاه محمد

هلا بكيت على الحسين واهله / ان البكاء لمثلهم قد يحمد

لتضعضع الاسلام يوم مصابه / فالجود يبكي فقده والسؤدد

فلقد بكته في السماء ملائك / زهر كرام راكعون وسجد

انسيت اذ صارت اليه كتائب / فيها ابن سعد والطغاة الجحد

فسقوه من جرع الحتوف بمشهد / كثر العداة به وقل المسعد

لم يحفظوا حق النبي محمد / اذ جرعوه حرارة ما تبرد

قتلوا الحسين فاثكلوه بسبطه / فالثكل من بعد الحسين مبرد

كيف القرار وفي السبايا زينب / تدعو بفرط حرارة: يا احمد

هذا حسين بالسيوف مبضع / متلطخ بدمائه مستشهد

عار بلا ثوب صريع في الثرى / بين الحوافر والسنابك يقصد

والطيبون بنوك قتلى حوله / فوق التراب ذبائح لا تلحد

يا جد قد منعوا الفرات وقتلوا / عطشا فليس لهم هنالك مورد

يا جد من ثكلي وطول مصيبتي / ولما اعانيه اقوم واقعد

وله من قصيدة طويلة في رثاء الشهيد السبط(ع) قوله:

جاووا من الشام المشومة اهلها / للشوم يقدم جندهم ابليس

لعنوا وقد لعنوا بقتل امامهم / تركوه وهو مبضع مخموس

وسبوا فواحزني بنات محمد / عبرى حواسر ما لهن لبوس

تبا لكم يا ويلكم ارضيتم / بالنار ذل هنالك المحبوس

بعتم بدنيا غيركم جهلا بكم / عز الحياة وانه لنفيس

اخزي بها من بيعة اموية / لعنت وحظ البائعين خسيس

بؤسا لمن بايعتم وكانني / بامامكم وسط الجحيم حبيس

يا آل احمد ما لقيتم بعده / من عصبة هم في‏القياس مجوس

كم عبرة فاضت لكم وتقطعت / يوم‏الطفوف على‏ الحسين نفوس

صبرا موالينا فسوف نديلكم / يوما على آل اللعين عبوس ((2-1594))

ما زلت متبعا لكم ولامركم / وعليه نفسي ما حييت اسوس

وذكر له ياقوت الحموي في معجم الادباء (11/110) في رثاء الامام السبط(ع) قوله:

راس ابن بنت محمد ووصيه / ياللرجال على قناة يرفع

والمسلمون بمنظر وبمسمع / لا جازع من ذا ولا متخشع

ايقظت اجفانا وكنت لها كرى / وانمت عينا لم تكن بك تهجع

كحلت بمنظرك العيون عماية / واصم نعيك كل اذن تسمع

ما روضة الا تمنت انها لك / مضجع ولخط قبرك موضع

وله في مدح الامام الطاهر علي بن ابي طالب صلوات اللّه عليه:

ابو تراب حيدره / ذاك الامام القسوره

مبيد كل الكفره / ليس له مناضل

مبارز ما يهب / وضيغم ما يغلب

وصادق لا يكذب / وفارس محاول

سيف ‏النبي الصادق / مبيد كل فاسق

بمرهف ذي بارق / اخلصه الصياقل

وله يرثي الامام السبط صلوات اللّه عليه:

مازل بين اكناف الغري / الى وادي المياه الى الطوي

لقد شغل‏الدموع عن‏ الغواني / مصاب الاكرمين بني علي

اتى اسفي على هفوات دهري / تضاءل فيه اولاد الزكي

الم تقف البكاء على حسين / وذكرك مصرع الحبر التقي

الم يحزنك ان بني زياد / اصابوا بالترات بني النبي

وان بني الحصان يمر فيهم / علانية سيوف بني البغي