نقد او اصحار بالحقيقة

  الغدير

نقد او اصحار بالحقيقة

قال الدكتور طه حسين المصري في ذكرى ابي العلاء ((2-1035)) (ص‏358): التناسخ معروف عند العرب منذ اواخر القرن‏الاول، والشيعة تدين به وببعض المذاهب التي تقرب منه كالحلول والرجعة، وليس بين اهل الادب من يجهل ما كان من‏سخافات الحميري وكثير في ذلك. انتهى.

كنت لا اعجب لو كان هذا العزو المختلق صادرا ممن تقدم طه حسين من بسطاء الاعصر الخرافية الذين قالوا وهم لايشعرون، وجمعوا من غير تمييز، والفوا لا عن تنقيب، وعزوا من دون دراية. لكن عجبي كله من مثل هذا الذي يرى نفسه‏منقبا ويحسبه فذا من افذاذ هذا العصر الذهبي، عصر النور، عصر البحث والتنقيب الذي مني بمثل هذا الدكتور وامثاله من‏جمال مستنوقة ((2-1036)) يسرون حسوا في ارتغاء ((2-1037))يريدون ان يفخذوا امة كبيرة تعد بالملايين عن الامة الاسلامية‏بنسبة الالحاد اليهم من تناسخ وحلول فيلعن هؤلاء اولئك لاعتقادهم بكفرهم، ويغضب اولئك على هؤلاء عندما يقفون‏على مثل هذا الافك الشائن، فيقع مالا تحمد مغبته من شق العصا وتفريق الكلمة، وذلك منية من قيض طه حسين لمثل‏هذه المعرة واثابه عليها.

الم يسائل هذا الرجل باحث عن مصدر هاتين الفريتين؟ هل قراهما في كتاب من كتب الشيعة؟ ام سمعهما من شيعي؟ اوبلغه الخبر عن عالم من علماء الامامية؟ وهؤلاء الشيعة وكتبهم منذ العصور المتقادمة حتى اليوم تحكم بكفر من يقول‏بالتناسخ والحلول وتدين بالبراءة منه، فهلا راجع الدكتورهاتيك الكتب قبل ان يرمي لا عن سدد؟ وتخط يمينه لا عن‏رشد؟ نعم سبقه في نسبة التناسخ الى السيد، ابن حزم الاندلسي في الفصل ((2-1038))، وقد عرفت ابن حزم ونزعاته في‏الجزء الاول (ص‏323 339). واما القول بالرجعة فليس من سنخ القول بالتناسخ والحلول، وقد نطق بها الكتاب والسنة كما فصل في طيات الكتب‏الكلامية وتضمنته التليف التي افردها اعلام الامامية فيها، وقد عرف من وقف على اخبار السيد وشعره وحجاجه براءته‏من كل ما نبذه به من سخافة، ان لم يكن الدكتور ممن يرى ان التهالك في موالاة اهل البيت ومودتهم ومدحهم ‏والذب ‏عنهم سخافة!.