مناشدة امير المؤمنين(ع)ايام عثمان بن عفان

2 مناشدة امير المؤمنين(ع)ايام عثمان بن عفان

روى شيخ الاسلام ابو اسحاق ابراهيم بن سعد الدين بن حمويه المترجم (ص‏123) باسناده في فرائد السمطين ((1-1320)) في السمط الاول في الباب الثامن والخمسين عن التابعي الكبير سليم بن قيس الهلالي، قال: رايت عليا صلوات اللّه عليه في مسجد رسول اللّه(ص) في خلافة عثمان وجماعة يتحدثون ويتذاكرون العلم والفقه،فذكروا قريشا وفضلها وسوابقهاوهجرتها، وما قال فيها رسول اللّه(ص) من الفضل، مثل قوله(ص): «الائمة من‏قريش‏»،وقوله: «الناس تبع لقريش‏»، «وقريش ائمة العرب…» الى ان قال بعد ذكر مفاخرة كل حي‏برجال قومه : وفي الحلقة اكثر من مائتي رجل فيهم علي بن ابي طالب، وسعد بن ابي وق اص، وعبدالرحمن بن عوف، وطلحة،والزبير، والمقداد، وهاشم بن عتبة، وابن عمر، والحسن، والحسين، وابن عباس، ومحمد بن ابي بكر، وعبداللّه بن‏جعفر. ومن الانصار ابي بن كعب، وزيد بن ثابت، وابو ايوب الانصاري، وابو الهيثم ابن التيهان، ومحمد بن سلمة، وقيس بن‏سعد بن عبادة، وجابر بن عبداللّه، وانس بن مالك، وزيد بن ارقم، وعبداللّه بن ابي اوفى، وابو ليلى ومعه ابنه عبدالرحمن‏قاعد بجنبه، غلام صبيح الوجه امرد، فجاء ابو الحسن البصري ومعه‏الحسن البصري، غلام امرد صبيح الوجه معتدل‏القامة، قال: فجعلت انظر اليه والى عبدالرحمن بن ابي ليلى، فلا ادري ايهما اجمل، غير ان الحسن اعظمهما واطولهما،فاكثر القوم، وذلك من بكرة الى حين الزوال، وعثمان في داره لا يعلم بشي‏ء مما هم فيه، وعلي بن ابي طالب(ع) ساكت‏لا ينطق ولا احد من اهل بيته، فاقبل القوم عليه، فقالوا: يا ابا الحسن ما يمنعك ان تتكلم؟ فقال: «ما من الحيين الا وقد ذكر فضلا، وقال حقا، فانا اسالكم يا معشر قريش والانصار: بمن اعطاكم اللّه هذا الفضل‏بانفسكم وعشائركم واهل بيوتاتكم ام بغيركم؟» قالوا: بل اعطانا اللّه ومن به علينا بمحمد(ص) وعشيرته، لا بانفسنا وعشائرنا ولا باهل بيوتاتنا. قال: «صدقتم يا معشر قريش والانصار، الستم تعلمون‏ان الذي نلتم من خير الدنيا والاخرة منا اهل البيت خاصة دون‏غيرهم؟ وان ابن عمي رسول اللّه(ص) قال: واني واهل بيتي كنا نورا يسعى بين يدي اللّه تعالى قبل ان يخلق اللّهعزوجل ادم(ع) باربعة عشر الف سنة، فلما خلق اللّه تعالى ادم(ع) وضع ذلك النور في صلبه واهبطه الى الارض، ثم حمله‏في السفينة في صلب نوح(ع)، ثم قذف به في النار في صلب ابراهيم(ع)، ثم لم يزل اللّه عز وجل ينقلنا في الاصلاب الكريمة الى الارحام الطاهرة من الاباء والامهات، لم يلق واحد منهم على سفاح قط؟». فقال اهل السابقة والقدمة ((1-1321)) واهل بدر واهل احد: نعم قد سمعنا من رسول‏اللّه(ص). ثم قال: «انشدكم اللّه: ان اللّه عز وجل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير اية، واني لم يسبقني الى اللّه عزوجل‏والى رسول اللّه(ص) احد من اهل الام ة‏». قالوا: اللهم نعم. قال: فانشدكم اللّه: اتعلمون حيث نزلت (والسابقون الاولون من المهاجرين ‏والانصار…((1-1322)) )، (والسابقون السابقون # اولئك‏المقربون) ((1-1323)) سئل عنها رسول اللّه(ص) فقال: انزلها اللّه تعالى ذكره في الانبياء واوصيائهم، فانا افضل انبياء اللّهورسله، وعلي بن ابي طالب وصيي افضل الاوصياء؟» ثم قالوا: اللهم نعم. قال: «فانشدكم اللّه: اتعلمون حيث نزلت (يا ايها الذين امنوا اطيعوا اللّه واطيعوا الرسول واولي الامر منكم… ((1-1324)) )، وحيث ‏نزلت (انما وليكم اللّه ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة…) ((1-1325)) )، وحيث نزلت (…ولم يتخذوا من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة… ((1-1326)) ) قال الناس: يا رسول اللّه(ص) اخاصة في ‏بعض المؤمنين، ام عامة لجميعهم؟ فامر اللّه عزوجل‏نبى ه(ص) ان يعلمهم ولاة امرهم، وان يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وحجهم، بنصبي‏ للناس بغدير خم، ثم خطب، وقال: ايها الناس ان اللّه ارسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت ان الناس مكذبي، فاوعدني لا بلغها او ليعذبني. ثم امر،فنودي بالصلاة جامعة، ثم خطب، فقال: ايها الناس اتعلمون ان اللّه عز وجل مولاي وانا مولى المؤمنين، وانا اولى بهم من انفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه. قال:قم يا علي، فقمت، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. فقام سلمان، فقال: يا رسول اللّه ولاء كماذا؟ فقال: ولاء كولاي، من كنت اولى به من نفسه فعلي اولى به من نفسه. فانزل اللّه تعالى ذكره : (…اليوم اكملت لكم دينكم… ((1-1327)) ) الاية. فكبر رسول اللّه(ص) وقال: اللّه اكبر، تمام نبوتي وتمام دين اللّه ولاية علي بعدي. فقام ابو بكر وعمر، فقالا: يا رسول اللّه هؤلاء الايات خاصة في علي(ع)؟ قال: بلى فيه وفي اوصيائي الى يوم القيامة.قالا: يا رسول اللّه بينهم لنا. قال: علي اخي ووزيري ووارثي ووصيي، وخليفتي في امتي، وولي كل مؤمن بعدي، ثم‏ابني الحسن، ثم الحسين، ثم تسعة من ولد ابني الحسين، واحد بعد واحد، القران معهم، وهم مع القران، لا يفارقونه ولايفارقهم حتى يردوا علي الحوض‏». فقالوا كلهم: اللهم نعم، قد سمعنا ذلك، وشهدنا كما قلت. وقال بعضهم: قد حفظناجل ما قلت، ولم نحفظ كله! وهؤلاء الذين حفظوا اخيارنا وافاضلنا. فقال علي(ع): «صدقتم ليس كل الناس يستوون في الحفظ، انشد اللّهعزوجل من حفظ ذلك من رسول اللّه(ص) لما قام‏فاخبر به‏». فقام زيد بن ارقم، والبراء بن عازب، وسلمان، وابو ذر، والمقداد، وعمار، فقالوا: نشهد لقد حفظنا قول رسول اللّه، وهوقائم على المنبر وانت الى جنبه، وهو يقول: «ايها الناس ان اللّه عز وجل امرني ان انصب لكم امامكم والقائم فيكم بعدي‏ووصيي وخليفتي، والذي فرض اللّهعزوجل على المؤمنين في كتابه طاعته فقرن بطاعته طاعتي، وامركم بولايته، واني راجعت ربي، خشية طعن اهل‏النفاق وتكذيبهم، فاوعدني لا بلغها او ليعذبني. يا ايها الناس ان اللّه امركم في كتابه بالصلاة، فقد بينها لكم، والزكاة والصوم والحج، فبينتها لكم، وفسرتها، وامركم‏بالولاية، واني اشهدكم انها لهذا خاصة، ووضع يده على علي بن ابي طالب ثم لابنيه بعده، ثم للاوصياء من بعدهم من‏ولدهم، لا يفارقون القران، ولا يفارقهم القران، حتى يردوا علي حوضي. ايها الناس قد بينت لكم مفزعكم بعدي وامامكم ووليكم وهاديكم، وهو اخي علي بن ابي طالب، وهو فيكم بمنزلتي‏فيكم، فقلدوه دينكم، واطيعوه في جميع اموركم، فان عنده جميع ما علمني اللّه من علمه وحكمته، فسلوه وتعلموا منه‏ومن اوصيائه بعده، ولا تعلموهم، ولا تتقدموهم، ولا تخلفوا عنهم، فانهم مع الحق والحق معهم، لا يزايلونه ولا يزايلهم،ثم جلسوا». الحديث.

هذا لفظ الحموئي، وفي كتاب سليم ((1-1328)) نفسه اختلاف يسير وزيادات. وياتيك كلامنا حول سليم وكتابه.