ما يتبع الشعر

  الغدير

ما يتبع الشعر

من كلمات اعلام العامة

1 قال ابو الفرج في الاغاني ((2-1461)) (18/29): قصيدة دعبل:

مدارس آيات خلت من تلاوة / ومنزل وحي مقفر العرصات ((2-1462))

من احسن الشعر وفاخر المدائح المقولة في اهل البيت(ع)، قصد بها علي بن موسى الرضا(ع) بخراسان، قال: دخلت على‏علي بن موسى الرضا(ع)، فقال لي: ((انشدني شيئا مما احدثت))، فانشدته:

مدارس آيات خلت من تلاوة / ومنزل وحي مقفر العرصات

حتى انتهيت الى قولي:

اذا وتروا مدوا الى واتريهم / اكفا عن الاوتار منقبضات

قال: فبكى حتى اغمي عليه، واوما الي خادم كان على راسه: ان اسكت فسكت، فمكث ساعة ثم قال لي: ((اعد))فاعدت‏حتى انتهيت الى هذا البيت ايضا، فاصابه مثل الذي اصابه في المرة الاولى، واوما الخادم الي: ان اسكت فسكت،فمكث ساعة اخرى ثم قال لي: ((اعد))، فاعدت حتى انتهيت الى آخرها، فقال لي: ((احسنت)) ثلاث مرات ثم امر لي‏بعشرة آلاف درهم مما ضرب باسمه، ولم تكن دفعت الى احد بعد، وامر لي من في منزله بحلي كثير اخرجه الي الخادم،فقدمت العراق، فبعت كل درهم منها بعشرة دراهم، اشتراها مني الشيعة، فحصل لي مائة الف درهم، فكان اول مال ‏اعتقدته ((2-1463)).

قال ابن مهرويه: وحدثني حذيفة بن محمد: ان دعبلا قال له: انه استوهب من الرضا(ع) ثوبا قد لبسه ليجعله في اكفانه،فخلع جبة كانت عليه فاعطاه اياها، وبلغ اهل قم خبرها، فسالوه ان يبيعهم اياها بثلاثين الف درهم، فلم يفعل، فخرجواعليه في طريقه فاخذوها منه غصبا، وقالوا له: ان شئت ان تاخذ المال فافعل، والا فانت اعلم، فقال لهم: اني واللّه لااعطيكم اياها طوعا ولا تنفعكم غصبا واشكوكم الى الرضا(ع) فصالحوه على ان اعطوه الثلاثين الف درهم وفرد كم من‏بطانتها، فرضي بذلك، فاعطوه فرد كم فكان في اكفانه، وكتب قصيدته:

مدارس آيات خلت من تلاوة / ومنزل وحي مقفر العرصات

فيما يقال على ثوب واحرم فيه وامر بان يكون في اكفانه ((2-1464)).

وروى في (ص‏39) ((2-1465)) عن دعبل قال: لما هربت من الخليفة بت ليلة بنيسابور وحدي، وعزمت على ان اعمل‏قصيدة في عبداللّه بن طاهر في تلك الليلة، فاني لفي ذلك اذ سمعت والباب مردود علي: السلام عليكم ورحمة اللّه، انج‏يرحمك‏اللّه، فاقشعر بدني من ذلك ونالني امر عظيم، فقال لي: لا ت رع عافاك اللّه، فاني رجل من اخوانك من الجن من ساكني‏اليمن، طرا الينا طارى‏ء من اهل العراق فانشدنا قصيدتك:

مدراس آيات خلت من تلاوة / ومنزل وحي مقفر العرصات

فاحببت ان اسمعها منك، قال فانشدته اياها فبكى حتى خر، ثم قال: رحمك اللّه الا احدثك حديثا يزيد في نيتك ويعينك‏على التمسك بمذهبك؟ قلت: بلى. قال: مكثت حينا اسمع بذكر جعفر بن محمد(ع) فصرت الى المدينة فسمعته يقول: حدثني ابي عن ابيه عن جده ان رسول‏اللّه(ص) قال: ((علي وشيعته هم الفائزون)). ثم ودعني لينصرف فقلت له: يرحمك اللّه ان رايت، ان تخبرني باسمك فافعل.قال: انا ظبيان بن عامر ((2-1466)).

2 قال ابو اسحاق القيرواني الحصري المتوفى سنة(413) في زهر الاداب ((2-1467)) (1/86): كان دعبل مداحا لاهل‏البيت(ع) كثير التعصب لهم والغلو فيهم، وله المرثية المشهورة، وهي من جيد شعره، واولها:

مدارس آيات خلت من تلاوة / ومنزل وحي مقفر العرصات

لال رسول اللّه بالخيف من منى / وبالبيت والتعريف والجمرات

ديار علي والحسين وجعفر / وحمزة والسجاد ذي الثفنات

قفا نسال الدار التي خف اهلها / متى عهدها بالصوم والصلوات

واين‏الالى شطت بهم غربة النوى / افانين في الافاق مفترقات

احب قصي الدار من اجل حبهم / واهجر فيهم اسرتي وثقاتي

3 قال الحافظ ابن عساكر في تاريخه ((2-1468)) (5/234): ثم ان المامون لما ثبتت قدمه في الخلافة، وضرب الدنانير باسمه،اقبل يجمع الاثار في فضائل آل الرسول، فتناهى اليه فيما تناهى من فضائلهم قول دعبل:

مدارس آيات خلت من تلاوة / ومنزل وحي مقفر العرصات

لال رسول اللّه بالخيف من منى / وبالبيت والتعريف والجمرات

فما زالت تردد في صدر المامون حتى قدم عليه دعبل ((2-1469))، فقال له: انشدني قصيدتك التائية ولا باس عليك ولك‏الامان من كل شي‏ء فيها، فاني اعرفها وقد رويتها، الا اني احب ان اسمعها من فيك. قال: فانشده حتى صار الى هذا الموضع:

الم تر اني مذ ثلاثين حجة / اروح واغدو دائم الحسرات

ارى فيئهم في غيرهم متقسما / وايديهم من فيئهم صفرات

فل رسول اللّه نحف جسومهم / وآل زياد غلظ القصرات

بنات زياد في الخدور مصونة / وبنت رسول اللّه في الفلوات

اذا وتروا مدوا الى واتريهم / اكفا عن الاوتار منقبضات

فلولا الذي ارجوه في‏اليوم او غد / تقطع نفسي اثرهم حسراتي

فبكى المامون حتى اخضلت لحيته وجرت دموعه على نحره، وكان دعبل اول داخل عليه وآخر خارج من عنده.

4 قال ياقوت الحموي في معجم الادباء ((2-1470)) (4/196): قصيدته التائية في اهل البيت من احسن الشعر واسنى‏المدائح، قصد بها علي بن موسى الرضا(ع) بخراسان (وذكر حديث البردة وقصتها المذكورة ثم قال): ويقال: انه كتب‏القصيدة في ثوب واحرم فيه، واوصى بان يكون في اكفانه. ونسخ هذه القصيدة مختلفة، في بعضها زيادات يظن ((2-1471))انها مصنوعة الحقها بها اناس من الشيعة، وانا موردون ما صح منها:

مدارس آيات خلت من تلاوة / ومنزل وحي مقفر العرصات

لال رسول اللّه بالخيف من منى / وبالركن والتعريف والجمرات

ديار علي والحسين وجعفر / وحمزة والسجاد ذي الثفنات

ديار عفاها كل جون مبادر / ولم تعف للايام والسنوات

قفا نسال الدار التي خف اهلها / متى عهدها بالصوم والصلوات

واين الالى شطت بهم غربة النوى / افانين في الافاق مفترقات

هم اهل ميراث النبي اذا اعتزوا / وهم خير قادات وخير حماة

وما الناس الا حاسد ومكذب / ومضطغن ذو احنة وترات

اذا ذكروا قتلى ببدر وخيبر / ويوم حنين اسبلوا العبرات

قبور بكوفان واخرى بطيبة / واخرى بفخ نالها صلواتي

وقبر ببغداد لنفس زكية / تضمنها الرحمن في الغرفات

فاما المصمات ((2-1472)) التي لست بالغا / مبالغها مني بكنه صفات

الى الحشر حتى يبعث اللّه قائما / يفرج منها الهم والكربات

نفوس لدى‏النهرين من ارض كربلا / معرسهم فيها بشط فرات

تقسمهم ريب الزمان كما ترى / لهم عقرة ((2-1473)) مغشية الحجرات

سوى ان منهم بالمدينة عصبة / مدى الدهر انضاء من الازمات

قليلة زوار سوى بعض زور / من الضبع والعقبان والرخمات

لهم كل حين نومة بمضاجع / لهم في نواحي الارض مختلفات

وقد كان منهم بالحجاز واهلها / مغاوير يختارون في السروات

تنكب لا واء ((2-1474)) السنين جوارهم / فلا تصطليهم جمرة الجمرات

اذا وردوا خيلا تشمس ((2-1475)) بالقنا / مساعر جمر الموت والغمرات

وان فخروا يوما اتوا بمحمد / وجبريل والفرقان ذي السورات

ملامك في اهل النبي فانهم / احباي ما عاشوا واهل ثقاتي

تخيرتهم رشدا لامري فانهم / على كل حال خيرة الخيرات

فيارب زدني من يقيني بصيرة / وزد حبهم يا رب في حسناتي

بنفسي انتم من كهول وفتية / لفك عناة او لحمل ديات

احب قصي‏الرحم من اجل حبكم / واهجر فيكم اسرتي وبناتي

واكتم حبيكم مخافة كاشح / عنيد لاهل الحق غير موات

لقد حفت الايام حولي بشرها / واني لارجو الامن بعد وفاتي

الم تر اني مذ ثلاثين حجة / اروح واغدوا دائم الحسرات

ارى فيئهم في غيرهم متقسما / وايديهم من فيئهم صفرات

فل رسول‏اللّه نحف جسومهم / وآل زياد حفل‏القصرات ((2-1476))

بنات زياد في القصور مصونة / وآل رسول اللّه في الفلوات

اذا وتروا مدوا الى اهل وترهم / اكفا من الاوتار منقبضات

فلولا الذي ارجوه في اليوم او غد / لقطع قلبي اثرهم حسراتي

خروج امام لا محالة خارج ((2-1477)) / يقوم على اسم اللّه والبركات

يميز فينا كل حق وباطل / ويجزي على النعماء والنقمات

ساقصر نفسي جاهدا عن جدالهم / كفاني ما القى من العبرات

فيانفس طيبي ثم يا نفس ابشري / فغير بعيد كل ما هو آت

فان قرب الرحمن من تلك مدتي / واخر من عمري لطول حياتي

شفيت ولم اترك لنفسي رزية / ورويت منهم منصلي وقناتي

احاول نقل الشمس من مستقرها / واسمع احجارا من الصلدات

فمن عارف لم ينتفع ومعاند / يميل مع الاهواء والشبهات

قصاراي منهم ان اموت بغصة / تردد بين الصدر واللهوات

كانك بالاضلاع قد ضاق رحبها / لما ضمنت من شدة الزفرات

5 اخرج شيخ الاسلام ابو اسحاق الحموئي المترجم له (1/123) عن احمد بن زياد عن دعبل الخزاعي، قال: انشدت ‏قصيدة لمولاي علي الرضا(رض):

مدارس آيات خلت من تلاوة / ومنزل وحي مقفر العرصات

قال لي الرضا: ((افلا الحق البيتين بقصيدتك؟)). قلت: بلى يا ابن رسول اللّه، فقال:

وقبر بطوس يا لها من مصيبة / الحت بها الاحشاء بالزفرات

الى الحشر حتى يبعث اللّه قائما / يفرج عنا الهم والكربات ((2-1478))

قال دعبل: ثم قرات باقي القصيدة فلما انتهيت الى قولي:

خروج امام لا محالة واقع / يقوم على اسم اللّه والبركات

بكى الرضا بكاء شديدا ثم قال: ((يا دعبل نطق روح القدس بلسانك، اتعرف من هذا الامام؟)) قلت: لا، الا اني سمعت‏خروج امام منكم يملا الارض قسطا وعدلا. فقال: ((ان الامام بعدي ابني محمد، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم، وهو المنتظرفي غيبته، المطاع في ظهوره، فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، واما متى يقوم فاخبار عن الوقت. لقدحدثني ابي عن آبائه عن رسول اللّه(ص) قال: مثله كمثل الساعة لا تاتيكم الا بغتة)). وياتي هذا الحديث عن الشبراوي‏ ايضا.

6 قال ابو سالم بن طلحة الشافعي المتوفى (652) في مطالب السؤول (ص‏85): قال دعبل: لما قلت مدارس آيات قصدت بها ابا الحسن علي بن موسى الرضا وهو بخراسان ولي عهد المامون،فاحضرني المامون وسالني عن خبري ثم قال لي: يا دعبل انشدني مدارس آيات خلت من تلاوة، فقلت: ما اعرفها ياامير المؤمنين، فقال: يا غلام احضر ابا الحسن علي بن موسى الرضا(ع). فلم يكن الا ساعة حتى حضر، فقال له: يا اباالحسن، سالت دعبلا عن مدارس آيات خلت من تلاوة فذكر انه لا يعرفها. فقال لي ابو الحسن: ((يا دعبل انشد اميرالمؤمنين)). فاخذت فيها فانشدتها، فاستحسنها فامر لي بخمسين الف درهم. وامر لي ابو الحسن الرضا بقريب من ذلك . فقلت: يا سيدي ان رايت ان تهبني شيئا من ثيابك ليكون كفني. فقال: ((نعم)). ثم دفع لي قيمصا قد ابتذله ومنشفة لطيفة،وقال لي: ((احفظ هذا تحرس به)) ثم دفع لي ذو الرياستين ابو العباس الفضل بن سهل وزير المامون صلة، وحملني على‏برذون اصفر خراساني، وكنت اسايره في يوم مطير وعليه ممطر خز وبرنس، فامر لي به ودعا بغيره جديد ولبسه، وقال:انما آثرتك باللبيس لانه خير الممطرين، قال: فاعطيت به ثمانين دينارا فلم تطب نفسي ببيعه، ثم كررت راجعا الى العراق،فلما صرت في بعض الطريق خرج علينا الاكراد فاخذونا، فكان ذلك اليوم يوما مطيرا، فبقيت في قميص خلق‏وضرشديد،متاسفا، من جميع ما كان معي، على القميص والمنشفة ومفكرا في قول سيدي الرضا، اذ مر بي واحد من الاكراد الحرامية‏تحته الفرس الاصفر الذي حملني عليه ذو الرياستين وعليه الممطر، ووقف بالقرب مني ليجتمع اليه اصحابه وهو ينشد آمدارس آيات خلت من تلاوة ويبكي، فلما رايت ذلك عجبت من لص من الاكراد يتشيع، ثم طمعت في القميص‏والمنشفة فقلت: يا سيدي، لمن هذه القصيدة؟ فقال: وما انت وذاك؟ ويلك!. فقلت: لي فيه سبب اخبرك به، فقال: هي‏اشهر بصاحبها من ان تجهل. فقلت: من؟ قال: دعبل بن علي الخزاعي شاعر آل محمد جزاه اللّه خيرا. قلت له: يا سيدي‏فانا واللّه دعبل وهذه قصيدتي، الحديث.

وقال (ص‏86) بعد ذكر الحديث ما لفظه: فانظر الى هذه المنقبة وما اعلاها وما اشرفها، وقد يقف على هذه القصة بعض‏الناس ممن يطالع هذا الكتاب ويقروه فتدعوه نفسه الى معرفة هذه الابيات المعروفة ب مدارس آيات ويشتهي‏الوقوف عليها، وينسبني في اعراضي عن ذكرها اما انني لم اعرفها، او: انني جهلت ميل النفوس حينئذ الى الوقوف عليها،فاحببت ان ادخل راحة على بعض النفوس، وان ادفع عني هذا النقص المتطرق الى بعض الظنون، فاوردت منها مايناسب ذلك، وهي:

ذكرت محل الربع من عرفات / وارسلت دمع العين بالعبرات

وفل عرى صبري وهاج صبابتي / رسوم ديار اقفرت وعرات

مدارس آيات خلت من تلاوة / ومهبط وحي مقفر العرصات

لال رسول اللّه بالخيف من منى / وبالبيت والتعريف والجمرات

ديار علي والحسين وجعفر / وحمزة والسجاد ذي الثفنات ((2-1479))

ديار عفاها جور كل منابذ / ولم تعف بالايام والسنوات

ودار لعبداللّه والفضل صنوه / سليل ((1480)) رسول اللّه ذي الدعوات

منازل كانت للصلاة وللتقى / وللصوم والتطهير والحسنات

منازل جبريل الامين يحلها / من اللّه بالتسليم والزكوات

منازل وحي اللّه معدن علمه / سبيل رشاد واضح الطرقات

منازل وحي اللّه ينزل حولها / على احمد الروحات والغدوات

فاين‏الالى شطت بهم غربة‏النوى / افانين في الاقطار مفترقات

هم آل ميراث النبي اذا انتموا / وهم خير سادات وخير حماة

مطاعيم في‏الاعسار في كل مشهد / لقد شرفوا بالفضل والبركات

اذا لم نناج اللّه في صلواتنا / بذكرهم لم يقبل الصلوات

ائمة عدل يقتدى بفعالهم / وتؤمن منهم زلة العثرات

فيارب زد قلبي هدى وبصيرة / وزد حبهم يا رب في حسناتي

ديار رسول اللّه اصبحن بلقعا / ودار زياد اصبحت عمرات

وآل رسول اللّه غلت رقابهم / وآل زياد غلظ القصرات

وآل رسول اللّه تدمى نحورهم / وآل زياد زينوا الحجلات ((2-1481))

وآل رسول اللّه تسبى حريمهم / وآل زياد آمنوا السربات

وآل زياد في القصور مصونة / وآل رسول اللّه في الفلوات

فيا وارثي علم النبي وآله / عليكم سلام دائم النفحات

لقد آمنت نفسي بكم في حياتها / واني لارجو الامن بعد مماتي

7 ذكر شمس الدين سبط ابن الجوزي الحنفي : المتوفى (654) في تذكرته ((2-1482))(ص‏130) من القصيدة (29) بيتا، وفيهاما لم يذكره الحموي في معجم الادباء. وذكرت في هامش التذكرة القصيدة من اولها الى مدارس آيات .

8 ذكر صلاح الدين الصفدي: المتوفى (764) في الوافي بالوفيات ((2-1483)) (1/156) طريق رواية القصيدة عن‏عبيداللّه ((2-1484)) بن جخجخ النحوي عن محمد بن جعفر بن لنكك ابي الحسن البصري النحوي عن ابي الحسين العباداني‏عن اخيه عن دعبل. وهذا الطريق ذكره جلال الدين السيوط‏ي في بغية الوعاة ((2-1485)) (ص‏94).

9 روى الشبراوي الشافعي: المتوفى (1172) في الاتحاف (ص‏165) عن الهروي، قال: سمعت دعبلا يقول: لما انشدت‏مولاي الرضا قصيدتي التي اولها:

مدارس آيات خلت من تلاوة / ومهبط وحي مقفر العرصات

فلما انتهيت الى قولي:

خروج امام لا محالة خارج / يقوم على اسم اللّه والبركات

يميز فينا كل حق وباطل / ويجزي على‏ النعماء والنقمات

بكى الرضا(ع) بكاء شديدا ثم رفع راسه الي فقال لي: ((يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين، فهل‏تدري من هذا الامام؟ ومتى يقوم؟)). فقلت: لا يا سيدي؟ الا اني سمعت بخروج امام منكم، الى آخر ما مر عن‏ الحموئي ((2-1486)).

وفي الاتحاف (ص‏161): نقل الطبري في كتابه عن ابي الصلت الهروي قال: دخل الخزاعي على علي بن موسى الرضابمرو، فقال: يا ابن رسول اللّه، اني قلت فيكم اهل البيت قصيدة، وآليت على نفسي ان لا انشدها احدا قبلك، واحب ان‏تسمعها مني، فقال له علي الرضا: ((هات قل))، فانشا يقول:

ذكرت محل الربع من عرفات / فاجريت دمع العين بالعبرات

وفل عرى ‏صبري وهاجت صبابتي / رسوم ديار اقفرت وعرات

مدارس آيات خلت من تلاوة / ومهبط وحي مقفر العرصات

لال رسول اللّه بالخيف من منى / وبالبيت والتعريف والجمرات

ديار علي والحسين وجعفر / وحمزة والسجاد ذي الثفنات

ديار لعبداللّه والفضل صنوه / نجي رسول اللّه في الخلوات

منازل كانت للصلاة وللتقى / وللصوم والتطهير والحسنات

منازل جبريل الامين يحلها / من اللّه بالتعليم والرحمات

منازل وحي اللّه معدن علمه / سبيل رشاد واضح الطرقات

قفا نسال الدار التي خف اهلها / متى عهدها بالصوم والصلوات

واين الالى شطت بهم غربة النوى / فامسين في الاقطار مفترقات

احب قضاء اللّه من اجل حبهم / واهجر فيهم اسرتي وثقاتي

هم اهل ميراث النبي اذا انتموا / وهم خير سادات وخير حماة

مطاعيم في الاعسار في كل مشهد / لقد شرفوا بالفضل والبركات

ائمة عدل يقتدى بفعالهم / وتؤمن منهم زلة العثرات

فيا رب زد قلبي هدى وبصيرة / وزد حبهم يا رب في حسناتي

لقد آمنت نفسي بهم في حياتها / واني لارجو الامن بعد وفاتي

الم تر اني مذ ثلاثين حجة / اروح واغدو دائم الحسرات

ارى فيئهم في غيرهم متقسما / وايديهم من فيئهم صفرات

اذا وتروا مدوا الى اهل وترهم / اكفا عن الاوتار منقبضات

وآل رسول اللّه نحف جسومهم / وآل زياد غلظ القصرات

سابكيهم ما ذر في الافق شارق / ونادى منادي الخير بالصلوات

وما طلعت شمس وحان غروبها / وبالليل ابكيهم وبالغدوات

ديار رسول اللّه اصبحن بلقعا / وآل زياد تسكن الحجرات

وآل زياد في القصور مصونة / وآل رسول اللّه في الفلوات

فلولا الذي ارجوه في اليوم او غد / تقطع نفسي اثرهم حسراتي

خروج امام لا محالة خارج / يقوم على اسم اللّه بالبركات

يميز فينا كل حسن وباطل / ويجزي عن النعماء والنقمات

فيانفس طيبي ثم يا نفس فاصبري / فغير بعيد كل ما هو آت

وهي قصيدة طويلة عدة ابياتها مائة وعشرون بيتا. ولما فرغ دعبل من انشادها نهض ابو الحسن الرضا وقال: ((لاتبرح)) فانفذ اليه صرة فيها مائة دينار واعتذر اليه. فردها دعبل وقال: واللّه ما لهذا جئت وانما جئت للسلام عليه والتبرك‏بالنظر الى وجهه الميمون، واني لفي غنى، فان راى ان يعطيني شيئا من ثيابه للتبرك فهو احب الي، فاعطاه الرضا جبة‏خزورد عليه الصرة وقال للغلام: ((قل له: خذها ولا ترد ها، فانك ستصرفها احوج ما تكون اليها)). فاخذها واخذ الجبة.الى آخر حديث اللصوص المذكور.

10 ذكر الشبلنجي في نور الابصار ((2-1487)) (ص‏153) ما مر عن الشبراوي برمته حرفيا.