ما يتبع الشعر

  الغدير
ما يتبع الشعر

هذه القصيدة المسماة بالجلجلية، كتبها عمرو بن العاص الى معاوية بن ابي سفيان، في جواب كتابه اليه يطلب خراج مصرويعاتبه على امتناعه عنه، توجد منها نسختان في مجموعتين في‏المكتبة الخديوية بمصر، كما في فهرستها المطبوع سنة(1307) (4/314). وروى جملة منها ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ((2-532)) (2/522)، وقال: رايتها بخط ابي زكريا يحيى ((2-533)) بن علي الخطيب التبريزي: المتوفى (502).

وقال الاسحاقي في لطائف اخبار الدول ((2-534))(ص‏41): كتب معاوية الى عمرو بن العاص: انه قد تردد كتابي اليك بطلب‏خراج مصر، وانت تمتنع وتدافع ولم تسيره، فسيره الي قولا واحدا، وطلبا جازما، والسلام.

فكتب ‏اليه عمرو بن ‏العاص جوابا، وهي ‏القصيدة الجلجلية المشهورة التي اولها:

معاوية الفضل لا تنس لي / وعن نهج الحق لا تعدل

نسيت احتيالي في جلق / على ‏اهلها يوم لبس الحلي

وقد اقبلوا زمرا يهرعون / وياتون كالبقر المهل

ومنها ايضا:

ولولاي كنت كمثل النساء / تعاف الخروج من المنزل

نسيت محاورة الاشعري / ونحن على دومة الجندل

والعقته عسلا باردا / وامزجت ذلك بالحنظل ((2-535))

الين فيطمع في جانبي / وسهمي ‏قد غاب في‏ المفصل

واخلعتها منه عن خدعة / كخلع النعال من الارجل

والبستها فيك لما عجزت / كلبس الخواتيم في الانمل

ومنها ايضا:

ولم تك واللّه من اهلها / ورب المقام ولم تكمل

وسيرت ذكرك في الخافقين / كسير الجنوب مع الشمال

نصرناك من جهلنا ياابن هند / على البطل الاعظم الافضل

وكنت ولم ترها في المنام / فزفت اليك ولا مهر لي

وحيث تركنا اعالي النفوس / نزلنا الى اسفل الارجل

وكم‏قد سمعنا من ‏المصطفى / وصايا مخصصة في علي

ومنها ايضا:

وان كان بينكما نسبة / فاين‏ الحسام من ‏المنجل

واين الثريا واين الثرى / واين معاوية من علي

فلما سمع معاوية هذه الابيات، لم يتعرض له بعد ذلك. انتهى.

وذكر الشيخ محمد الازهري في شرح مغني اللبيب (1/82) هذه الابيات برمتها حرفيا، نقلا عن تاريخ الاسحاقي ((2-536))،غير انه حذف قوله:

وحيث تركنا اعالي ‏النفوس / نزلنا الى اسفل الارجل

وذكر منها ثلاثة عشر بيتا ابن شهرآشوب في المناقب ((2-537))(3/106).

واخذ منها السيد الجزائري في الانوار النعمانية ((2-538))(ص‏43) عشرين بيتا.

وذكرها برمتها الزنوزي في الروضة الثانية من رياض الجنة وقال: هذه القصيدة تسمى بالجلجلية لما في آخرها: وفي عنقي‏علق الجلجل.

وخمسها بطولها الشاعر المفلق الشيخ عباس الزيوري البغدادي، وقفت عليه في ديوانه المخطوط المصحح بقلمه، ويوجدالتخميس في احدى نسختي المكتبة الخديوية بمصر.

(يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم واللّه اعلم بما يكتمون) ((2-539))