عبداللّه «بن ابي سفيان‏» وعمرو

  الغدير
عبداللّه «بن ابي سفيان‏» وعمرو

اخرج الحافظ ابن عساكر في تاريخه ((2-558))(7/438): ان عبداللّه بن ابي سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب الهاشمي، قدم‏على معاوية وعنده عمرو، فجاء الاذن، فقال: هذا عبداللّه، وهو بالباب. فقال: ائذن له. فقال عمرو: يا امير المؤمنين لقد اذنت لرجل كثير الخلوات للتلهي، والطربات للتغني، صدوف عن السنان، محب للقيان،كثير مزاحه، شديد طماحه، ظاهر الطيش، لين العيش، اخاذ للسلف، صفاق للشرف. فقال عبداللّه: كذبت يا عمرو، وانت اهله، ليس كما وصفت، ولكنه: للّه ذكور، ولبلائه شكور، وعن الخنا زجور، سيدكريم، ماجد صميم، جواد حليم، ان ابتدا اصاب، وان سئل اجاب، غير حصر ولاهياب، ولا فاحش عياب، كذلك قضى‏اللّه في الكتاب، فهو كالليث الضرغام، الجري‏ء المقدام، في الحسب القمقام، ليس بدعي ولا دني، كمن اختصم فيه من‏قريش شرارها، فغلب عليه جزارها، فاصبح ينوء بالدليل، وياوي فيها الى القليل، مذبذب بين حيين، كالساقط بين‏المهدين، لا المعتزى اليهم قبلوه، ولا الظاعن عنهم فقدوه، فليت شعري باي حسب تنازل للنضال؟ ام باي قديم تعرض‏للرجال؟ ابنفسك؟ فانت الخوار الوغد الزنيم. ام بمن تنتمي اليه؟ فانت اهل السفه والطيش والدناءة في قريش، لا بشرف‏في الجاهلية شهر، ولا بقديم في الاسلام ذكر، غير انك تنطق بغير لسانك، وتنهض بغير اركانك، وايم اللّه ان كان لاسهل ‏للوعث ((2-559)) والم للشعث ((2-560)) ان يكعمك ((2-561)) معاوية على ولوعك باعراض قريش كعام الضبع في وجاره ((2-562))،فانت لست لها بكفي، ولا لاعراضها بوفي. قال: فتهيا عمرو للجواب، فقال له معاوية: نشدتك اللّه الا ما كففت. فقال عمرو: يا امير المؤمنين دعني انتصر فانه لم يدع‏شيئا. فقال معاوية: اما في مجلسك هذا فدع الانتصار، وعليك بالاصطبار. واشار الى هذه القصة ابن حجر في الاصابة (2/320).