حديث خطابته

  الغدير
حديث خطابته

ان تقدم سيد الانصار في المعالم الدينية، وتضلعه في علمي الكتاب والسنة، وعرفانه بمعاريض القول ومخاريق القيل‏وسقطات الراي، وتحليه بما يحتاج اليه مداره الكلام ومشيخة الخطابة من العلم الكثار، والادب الجم، وربط الجاش، وقوة‏العارضة، وحسن التقرير، وجودة السرد، وبلاغة المنطق، وطلاقة اللسان، ومعرفة مناهج الحجاج والمناظرة، واساليب‏القاء المحاضرة، كلها براهين واضحة على حظه الوافر وقسطه البالغ من هذه الخلة، وانه اعلى الناس ذا فوق ((2-433))، على‏ان فيما مر وما ياتي من كلمه وخطبه خبرا يصدق الخبر، وشاهد صدق على انه احد امراء الكلام، كما كان في مقدم امراءالسيف. فهو خطيب الانصار المفوه، واللسن الفذ من الخزرج، ومتكلم الشيعة الاكبر، ولسان العترة الطاهرة الناطق،والمجاهد الوحيد دون مبدئه المقدس بالسيف واللسان، اخطب من سحبان وائل، وانطق من قس الايادي، واصدق في‏مقاله من قطاة ((2-434)).

وناهيك بقول معاوية بن ابي سفيان لقومه يوم صفين: ان خطيب الانصار قيس بن سعد يقوم كل يوم خطيبا، وهو واللّهيريد ان يفنينا غدا ان لم يحبسه عنا حابس الفيل. مر (ص‏81)، وفي قول امير المؤمنين(ع) له عند بعض مقاله كمامر(ص‏76): ((احسنت واللّه يا قيس واجملت)) لغنى وكفاية عن اي اطراء وثناء عليه.