حديث الركبان في الكوفة سنة (36 37 ه)

5 حديث الركبان في الكوفة سنة (36 37 ه)

((1-1471)) ، عن يحيى بن اخرج‏امام‏الحنابلة احمد بن حنبل ادم، عن حنش بن الحارث ابن لقيط النخعي الاشجعي، عن‏رياح بالمثناة ابن الحارث ((1-1472)) ، قال: جاء رهط الى علي بالرحبة، فقالوا: السلام عليك يا مولانا. قال: «وكيف‏اكون مولاكم وانتم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول اللّه(ص) يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه‏».

قال رياح: فلما مضوا تبعتهم فسالت من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الانصار فيهم ابو ايوب الانصاري.

وباسناده عن رياح قال: رايت قوما من الانصار قدموا على علي في الرحبة، فقال: «من القوم؟» فقالوا: مواليك ياامير المؤمنين…

الحديث.1 وعنه قال: بينما علي جالس اذ جاء رجل فدخل عليه اثر السفر فقال: السلام عليك يا مولاي. قال: «من هذا؟»قال: ابو ايوب الانصاري. فقال علي: «افرجوا له‏»، ففرجوا.

فقال ابو ايوب: سمعت رسول اللّه(ص) يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه‏».

وقال ابراهيم بن الحسين ((1-1473)) بن علي الكسائي المعروف بابن ديزيل، المترجم (ص‏97) في كتاب صفين((1-1474)) : حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال: حدثنا ابن فضيل محمد الكوفي، قال: حدثنا الحسن بن الحكم‏النخعي، عن رياح بن الحارث النخعي قال:

كنت جالسا عند علي(ع) اذ قدم عليه قوم متلثمون فقالوا:

السلام عليك يا مولانا. فقال لهم: «اولستم قوما عربا؟ قالوا:بلى، ولكنا سمعنا رسول اللّه(ص) يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه،وانصر من نصره، واخذل من خذله. فقال: لقد رايت عليا(ع) ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال: اشهدوا».

ثم ان القوم مضوا الى رحالهم، فتبعتهم، فقلت لرجل منهم: من القوم؟ قالوا: نحن رهط من الانصار، وذلك يعنون رجلامنهم ابو ايوب صاحب منزل رسول اللّه(ص). قال: فاتيته وصافحته.

وروى الحافظ ابو بكر بن مردويه كما في كشف الغمة (ص‏93) عن رياح بن الحارث قال: ((1-1475)) كنت في‏الرحبة مع اميرالمؤمنين اذ اقبل ركب يسيرون، حتى‏اناخوا بالرحبة،ثم اقبلوا يمشون حتى اتوا عليا(ع) فقالوا:السلام عليك يا اميرالمؤمنين ورحمة اللّه وبركاته. قال:

«من القوم؟ قالوا: مواليك يا امير المؤمنين.

قال: فنظرت اليه وهو يضحك ويقول: من اين وانتم قوم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول اللّه يقول يوم غدير خم وهو اخذبعضدك:

ايها الناس الست اولى بالمؤمنين من انفسهم؟ قلنا: بلى يا رسول اللّه.

فقال: ان اللّه مولاي، وانا مولى المؤمنين، وعلي مولى من كنت مولاه، اللهم‏وال من والاه، وعاد من عاداه.

فقال: انتم تقولون ذلك؟ قالوا: نعم. قال: وتشهدون عليه؟ قالوا:

نعم. قال: 1صدقتم‏».

فانطلق القوم وتبعتهم، فقلت لرجل منهم: من انتم يا عبداللّه؟ قالوا: نحن رهط من الانصار، وهذا ابو ايوب صاحب‏منزل رسول اللّه(ص)، فاخذت بيده، فسلمت عليه، وصافحته.

وروى عن حبيب بن يسار، عن ابي رميلة: ان ركبا اربعة اتوا عليا(ع) حتى اناخوا بالرحبة، ثم اقبلوا اليه، فقالوا: السلام‏عليك يا امير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته. قال: «وعليكم السلام، انى اقبل الركب؟ قالوا: اقبل مواليك من ارض كذاوكذا. قال: انى انتم موالي؟ قالوا: سمعنا رسول اللّه(ص) يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه‏».

وروى ابن الاثير في اسد الغابة ((1-1476)) (1/368) عن كتاب الموالاة لابن عقدة باسناده عن ابي مريم زر بن حبيش،قال:

خرج علي من القصر، فاستقبله ركبان متقلدو السيوف، فقالوا:

السلام عليك يا امير المؤمنين، السلام عليك يا مولاناورحمة اللّه وبركاته.

فقال علي(ع): «من هاهنا من اصحاب النبي(ص)؟» فقام اثناعشر، منهم: قيس بن ثابت بن شماس، وهاشم‏بن عتبة، وحبيب بن بديل بن ورقاء، فشهدوا انهم سمعواالنبي(ص) يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه‏». واخرجه ابو موسى المديني.

ورواه عن كتاب الموالاة لابن عقدة ابن حجر في الاصابة (1/304)، واسقطصدره الى قوله: فقال علي، ولم يذكر من‏الشهود هاشم بن عتبة، جريا على عادته بتنقيص فضائل ال اللّه.

وروى محب الدين الطبري في الرياض النضرة ((1-1477)) (2/169) من طريق احمد بلفظه الاول، وعن معجم الحافظ‏البغوي‏ابي القاسم بلفظ احمد الثاني، وابن كثير في تاريخه ((1-1478)) (5/212) عن احمد بطريقيه ولفظيه الاولين، وفي(7/347) عن احمد بلفظه الاول، وقال في (ص‏348): قال ابو بكر بن ابي شيبة: حدثنا شريك، عن حنش، عن رياح بن‏الحارث، قال:

بينا نحن جلوس في الرحبة مع علي اذ جاء رجل عليه اثر السفر، فقال: السلام عليك يا مولاي. قالوا: من هذا؟ فقال‏ابو ايوب: سمعت رسول اللّه يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه‏».

ورواه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (9/104) بلفظ احمد الاول، ثم قال:رواه احمد والطبراني ((1-1479)) ، الا انه‏قال:

قالوا: سمعنا رسول اللّه(ص) يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه‏». وهذا ابو ايوب بيننا، فحسر ابو ايوب العمامة عن وجهه، ثم قال: سمعت رسول اللّه(ص) يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه‏». ورجال احمد ثقات. انتهى.

وقال جمال الدين عطاء اللّه بن فضل اللّه الشيرازي في كتابه الاربعين في مناقب امير المؤمنين ((1-1480)) عند ذكر حديث الغدير : ورواه زر بن حبيش فقال:

خرج علي من القصر، فاستقبله ركبان متقلدو السيوف، عليهم العمائم، حديثوعهد بسفر، فقالوا: السلام عليك يا امير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته، السلام عليك يا مولانا. فقال علي بعدما رد السلام : «من هاهنا من اصحاب رسول اللّه(ص)؟» فقام اثنا عشر رجلا، منهم خالد بن زيد ابو ايوب الانصاري، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وقيس بن ثابت بن شماس، وعمار بن ياسر، وابو الهيثم بن التيهان، وهاشم بن عتبة بن ابي وقاص، وحبيب بن بديل بن ورقاء، فشهدوا انهم سمعوا رسول اللّه يوم غدير خم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه…» الحديث.

فقال علي لانس بن مالك والبراء بن عازب: «ما منعكما ان تقوما فتشهدا، فقد سمعتما كما سمع القوم؟ ((1-1481)) فقال:

اللهم ‏ان‏ كانا كتماها معاندة فابلهما».

فاما البراء فعمي، فكان يسال عن منزله، فيقول: كيف يرشد من ادركته الدعوة؟! واما انس فقد برصت قدماه.

وقيل: لما استشهد علي(ع) قول النبي(ص): «من كنت مولاه فعلي مولاه‏»، اعتذر بالنسيان! فقال:اللهم ان كان كاذبا فاضربه ببياض لا تواريه العمامة‏». فبرص وجهه، فسدل بعد ذلك برقعا على وجهه. ع ((1-1482)) (1/211، 2/137).

وقال ابو عمرو الكشي في فهرسته ((1-1483)) (ص‏30): فيما روي من جهة العامة، روى عبداللّه بن ابراهيم قال: اخبرنا ابو مريم الانصاري، عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش، قال:

خرج علي بن ابي طالب(ع) من القصر، فاستقبله ركبان متقلدون بالسيوف عليهم العمائم، فقالوا: السلام عليك يا امير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته، السلام عليك يا مولانا. فقال علي: «من هاهنا من اصحاب رسول اللّه(ص)؟» فقام خالد بن زيد ابو ايوب، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وقيس بن سعد ابن عبادة، وعبداللّه بن بديل بن ورقاء، فشهدوا جميعا: انهم سمعوا رسول اللّه (ص) يقول يوم غدير خم: «من كنت مولاه فعلي مولاه‏».

فقال علي(ع) لانس بن مالك والبراء بن عازب: «ما منعكما ان تقوما فتشهدا، فقد سمعتما كما سمع القوم؟ ثم قال: اللهم ان كانا كتماها معاندة فابتلهما». فعمي البراء بن عازب، و برص قدما انس بن مالك. فحلف انس بن مالك ان لا يكتم منقبة لعلي بن ابي طالب ولا فضلا ابدا.

اما البراء بن عازب فكان يسال عن منزله فيقال: هو في موضع كذا وكذا. فيقول: كيف يرشد من اصابته الدعوة؟! وهناك غير واحد من محدثي المتاخرين ذكروا هذه الاثارة لا نطيل بذكرهم المقال. ((1-1484))