تسافل الشرق او انحطاط العرب

  الغدير

تسافل الشرق او انحطاط العرب

لا احسب ان بسطاء الامة الاسلامية، فضلا عن اعلامها، تخفى عليهم الغايات المتوخاة في امثال هذه الكتب المزورة، ولاتامرهم احلامهم قط بنشر ما خطته تلكم الاقلام المستاجرة لزعانفة الجاهلية، ولا يحسب اي حامل حساسات الحيا بين‏جنبيه ان في تلكم التليف فائدة طائلة قصرت عنها يد الشرق التي هي عاصمة علم الدنيا ومرتكز لواء كل فضيلة‏ومحمدة اجتماعية.

ولا يهجس في خلد اي محنك ان في ط‏ي تلكم الكلم مقيلا من ظل الحقيقة، او ان احدا من اولئك الاساتذة المستشرقين قداتى بفكرة صالحة جديدة في اصلاح المجتمع من شؤون اجتماعية، واخلاقية، وسياسية، وادبية، وروحية لم يات بهانبي‏الاسلام في كتابه وسنته، حاشا نبي الاصلاح المبعوث لتتميم مكارم الاخلاق.

فما حاجة الامة العربية الاخذة بناصية الشرق الى ترجمة هذه التليف الفارغة عن ادب الدين، وادب العلم، وادب‏النزاهة، وادب العفة، وادب الصدق والامانة، وادب الحق والحقيقة؟!

وما هذا الانحطاط والتسافل البالغ في العروبة، وقد اصبحت والعياذ باللّه في مسيس الحاجة الى هذه الكتب المخزية،تاليف كل خائر بائر، تاليف من صفرت يداه عن كل خير، والضلال سجيته وقرواه ((3-50))؟!

كيف تفتقر الامة الاسلامية ولا تفتقر ولن تفتقر الى تلك الكتب ولها كتابها العربي المقدس، كتابها الاجتماعي الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كتابها الذي لا ريب فيه، هدى للمتقين، كتابها الباحث عن الاداب الاجتماعية‏وشؤون الصالح العام التي قوامها الحكمة، واساسها العدل والاحسان، وجامعها العفة والقداسة والحنان؟!

وكيف تفتقر وهي حاملة السنة النبوية؟! تلك السنة الطافحة بغرر الحكم الاجتماعية، والاحكام الحقوقية، والجزائية،والمدنية، والدفاعية، وما به انتظام الكون في قمع المظالم، وصيانة الحقوق، ودستور المعاش والمعاد، وحفظ الصحة، والمصالح‏العامة، ومباني الترقي، ومنقذات البشر من مخالب الجهل والضلال، ودروس التقدم في عالم الرشد والصلاح.

تلك السنة المؤسسة للحياة السياسية، وروح الوحدة الاجتماعية، والجوامع الاخلاقية، والفضائل النفسية، والحقوق‏النوعية والشخصية التي عليها مدار نظام حياة النوع الانساني، وتدبير شؤون المجتمع البشري في جميع ادوار الدنياوقرونها المتكثرة.

وكيف تفتقر؟! وبين يديها برنامج الاصلاح الحيوي المشتمل لموجبات الامن، والدعة، والسلام، والوئام، والنزوع‏الى‏كل‏صالح، والانحياز عن كل ما يفكك عرى المدنية الصحيحة، والحضارة الراقية، والدين المبين، الا وهو كتاب نهج ‏البلاغة للامام امير المؤمنين تاليف الشريف الرضي، الذي تراه فلاسفة الدنيا دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق.