تاريخ وفاته

  الغدير

تاريخ وفاته

قال ابن خلكان ((3-165)) : توفي يوم الاربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الاولى سنة ثلاث وثمانين. وقيل ست وسبعين ومائتين،ودفن في مقبرة باب البستان. والذين جاؤوا بعد ابن خلكان تابعوه في هذا الشك، ولا مسوغ لهذا الشك لامور ((3-166)) . الاول: قوله:

طربت ولم تطرب على حين مطرب / وكيف التصابي بابن ستين اشيب

فبملاحظة تاريخ ولادته المتسالم عليه بين ارباب المعاجم يوافق ستين مع سنة(281)، فهو لم يمت في سنة (276) على‏التحقيق. ولا يظن ان الستين هنا تقريبية لضرورة الشعر، فانه ذكر الخمس والخمسين في موضع آخر، حيث قال:

كبرت وفي خمس وخمسين مكبر / وشبت فالحاظ المها عنك نفر ((3-167))

الثاني: مافي مروج الذهب ((3-168)) (2/ 488) للمسعودي: من ان قطر الندى بنت خمارويه وصلت الى مدينة السلام مع ابن‏الجصاص في ذي الحجة سنة احدى وثمانين، ففي ذلك يقول ابن الرومي:

ياسيد العرب الذي زفت له / باليمن والبركات سيدة العجم

قال الاميني: قال الطبري في تاريخه ((3-169)) (11/345): كان دخولهم بغداد يوم الاحد لليلتين خلتا من المحرم سنة (282).

الثالث: مقطوعاته التي نظمها الشاعر في العرس الذي احتفل به الخليفة سنة اثنتين وثمانين.

قال الاميني: ومما ينفي الشك عن عدم وقوع وفاة المترجم سنة (270) قصيدته التي يمدح بها المعتضد باللّه ابا العباس احمدفي ايام خلافته، وقد بويع له في شهر رجب بعد عمه المعتمد سنة (279) قال فيها:

هنيئا بني العباس ان امامكم / امام الهدى والباس والجود احمد

كما بابي العباس انشئ ملككم / كذا بابي العباس ايضا يجدد

قال العقاد: واما التاريخان الاخران، اي سنتا ثلاث واربع وثمانين فعندنا تاريخ اليوم والشهر من اولاهما وليس عندنا مثل‏ذلك من الثانية، وهذا مما يرجح وفاته في سنة ثلاث وثمانين دون اربع وثمانين.

قال الاميني: لم نعرف وجه الترجيح بذكر تاريخ اليوم والشهر لمجرده، مع قطع النظر عما ذكره بعد من مضاهاة التاريخ ‏بقوله:

ويقوي هذا الترجيح ان مضاهاة التواريخ تثبت لنا ان جمادى الاخرى من سنة ثلاث وثمانين بدات يوم جمعة، فيكون يوم‏الاربعاء قد جاء لليلتين بقيتا من جمادى الاولى في تلك السنة كما جاء في تاريخ الوفاة. وقد ضاهينا هذا اليوم على التاريخ الافرنجي فوجدناه يوافق الرابع عشر من شهر يونيو، اي يوافق ابان الصيف في‏العراق، وابن الرومي مات في الصيف كما يؤخذ من قول الناجم: انه دخل عليه في مرضه الذي مات فيه وبين يديه‏ماءمثلوج ، فيجوز لنا على هذا ان نجزم بان اصح التواريخ هو التاريخ الاول، وهو يوم الاربعاء لليلتين بقيتا من جمادى‏ الاولى سنة ثلاث وثمانين.

LEAVE A COMMENT