الكميت ويزيد بن عبدالملك

  الغدير
الكميت ويزيد بن عبدالملك

حدث حبيش بن الكميت قال: وفد الكميت على يزيد بن عبدالملك، فدخل عليه يوما وقد اشتريت له سلا مة القس،فادخلت اليه والكميت حاضر، فقال له: يا ابا المستهل هذه جارية تباع، افترى ان نبتاعها؟ فقال: اي واللّه يا امير المؤمنين‏وما ارى ان لها مثيلا فلا تفوتنك. قال: فصفها لي في شعر حتى‏اقبل رايك. فقال الكميت:

هي شمس النهار في الحسن الا / انها فضلت بفتك الطراف

غضة بضة رخيم لعوب‏ / وعثة المتن ثخنة الاطراف ((2-909))

زانها دلها وثغر نقي / وحديث مرتل غير جافي

خلقت فوق منية المتمني / فاقبل النصح يا ابن عبد مناف

قال: فضحك يزيد، وقال: قد قبلنا نصحك يا ابا المستهل. فامر له بجائزة سنية. الاغاني ((2-910)) (15/122)

وللكميت مع خالد بن عبداللّه القسري اخبار عند قدومه الكوفة، منها: انه مر يوما وقد تحدث الناس بعزله عن العراق،فلما جاز تمثل الكميت، وقال:

اراها وان كانت تحب كانها / سحابة صيف عن قليل تقشع

فسمعه خالد فرجع، وقال: اما واللّه لا تنقشع حتى يغشاك منها شؤبوب برد، ثم امر به فجرد وضرب مائة سوط، ثم خلى‏عنه ومضى. رواه ابن حبيب. الاغاني ((2-911)) (15/119)

ومن ملح الكميت: ان الفرزدق مر به وهو ينشد، والكميت يومئذ صبي، فقال له الفرزدق: ايسرك اني ابوك؟. فقال: لا،ولكن يسرني ان تكون امي! فحصر الفرزدق فاقبل على جلسائه، وقال: ما مر بي مثل هذا قط. الاغاني ((2-912)) (15/123)