القرينة الحادية عشرة

القرينة الحادية عشرة :

جاء في اسانيد متكثرة: التعبير عن موقوف يوم الغدير بلفظ النصب، فمر (ص‏57) عن عمر بن الخطاب: نصب رسول‏اللّه عليا علما، و(165) عن علي(ع) «امر اللّه نبيه ان ينصبني للناس…» وفي قوله الاخر في رواية العاصمي كما تاتي:«نصبني علما»، ومر (ص‏199) عن الامام الحسن السبط: «اتعلمون ان رسول اللّه نصبه يوم غدير خم‏» و(ص‏200)عن عبداللّه بن جعفر: ونبينا قد نصب لامته افضل الناس واولاهم وخيرهم بغدير خم، و(ص‏208) عن قيس بن سعد:نصبه رسول اللّه بغدير خم، و(ص‏219) عن ابن عباس وجابر: امر اللّه محمدا ان ينصب عليا للناس، فيخبرهم بولايته،و(ص‏231) عن ابي سعيد الخدري: لما نصب رسول اللّه عليا يوم غدير خم، فنادى له بالولاية.

فان هذا اللفظ يعطينا خبرا بايجاد مرتبة للامام(ع) في ذلك اليوم لم تكن تعرف له من قبل غير المحبة والنصرة،المعلومتين لكل احد، والثابتتين لاي فرد من افراد المسلمين، على ما ثبت من اطراد استعماله في جعل الحكومات‏وتقرير الولايات، فيقال: نصب السلطان زيدا واليا على القارة الفلانية، ولا يقال: نصبه رعية له او محبا او ناصرا اومحبوبا او منصورا به على زنة ما يتساوى به افراد المجتمع الذين هم تحت سيطرة ذلك السلطان.

مضافا الى مجي‏ء هذا اللفظ في غير واحد من الطرق مقرونا بلفظ الولاية او متلوا بكونه للناس او للامة. وبذلك كله تعرف ان المرتبة المثبتة له هي الحاكمية المطلقة على الامة جمعاء، وهي معنى الامامة الملازمة للاولوية‏المدعاة في معنى المولى، ويستفاد هذا المعنى من لفظ ابن عباس الاخر الذي مر (ص‏51 و217)، قال: لما امر النبي(ص) ان يقوم بعلي المقام الذي قام به….

ويصرح بالمعنى المراد ما مر (ص‏165) من قوله(ص): «ان اللّه امر ان انصب لكم امامكم والقائم فيكم بعدي ووصيي وخليفتي، والذي فرض اللّه على المؤمنين في كتابه‏طاعته، فقرن بطاعته طاعتي، وامركم بولايته‏». وقوله المذكور (ص‏215): «فان اللّه قد نصبه لكم وليا واماما، وفرض طاعته على كل احد، ماض حكمه، جائز قوله‏».