الراي العام في ابن حزم الاندلسي

الراي العام في ابن حزم الاندلسي

المتوفى (456) ما عساني ‏ان اكتب عن شخصية اجمع فقهاء عصره على تضليله والتشنيع عليه 3ونهي العوام عن الاقتراب منه، وحكمواباحراق تاليفه ومدوناته مهما وجدوا الضلال في طياتها كما في لسان الميزان ((1-2076)) (4/200)، ويعرفه الالوسي عندذكره بقوله: الضال المضل، كما في تفسيره (21/76).

ما عساني ان اقول في مؤلف لا يتحاشى عن الكذب على اللّه ورسوله، ولا يبالي بالجراة على مقدسات الشرع النبوي،وقذف المسلمين بكل فاحشة، والاخذ بمخاريق القول وسقطات الراي.

ما عساني ان اذكر عن بحاثة لا يعرف مبدؤه في اقواله، ولا يستند على مصدر من الكتاب والسنة في ارائه، غير انه اذاافتى تحكم، واذا حكم مان، يعزو الى الامة الاسلامية ما هي بريئة منه، ويضيف الى الائمة وحفاظ المذهب ما هم‏بعداء منه، تعرب تاليفه عن حق القول من الراي العام في ضلاله، واليك نماذج من آرائه:

قال في فقهه المحلى (10/482): مسالة: مقتول كان في اوليائه غائب او صغير او مجنون، اختلف الناس في‏هذا. ثم نقل عن ابي حنيفة انه يقول: ان‏للكبير ان يقتل ولا ينتظر الصغار. وعن الشافعي: ان الكبير لا يستقيد حتى يبلغ الصغير، ثم اورد على الشافعية بان‏الحسن ابن علي قد قتل عبدالرحمن بن ملجم ولعلي بنون صغار، ثم قال: هذه القصة يعني قتل ابن ملجم عائدة‏على الحنفيين بمثل ما شنعوا على الشافعيين سواء سواء، لانهم والمالكيين لا يختلفون في ان من قتل اخر على تاويل‏فلا قود في ذلك، ولا خلاف بين احد من الامة في ان عبدالرحمن بن ملجم لم يقتل عليا(رضى ا… عنه) الا متاولا مجتهدامقدرا انه‏على صواب، وفي ذلك يقول عمران بن حطان شاعر الصفرية:

يا ضربة من تقي ما اراد بها / الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

اني لاذكره حينا فاحسبه / اوفى البرية عند اللّه ميزانا

اي لا فكر فيه ثم احسبه…، فقد حصل الحنفيون في خلاف الحسن بن علي على مثل ما شنعوا به على الشافعيين، وماينقلون ابدا من رجوع سهامهم عليهم، ومن الوقوع فيما حفروه ((1-2077)).

فهلم معي نسائل كل معتنق للاسلام، اين هذه الفتوى المجردة من قول النبي(ص) في حديث صحيح لعلي(ع): «قاتلك‏اشقى الاخرين‏»؟ وفي لفظ: «اشقى الناس‏». وفي الثالث: «اشقى هذه الامة كما ان عاقر الناقة اشقى ثمود». اخرجه الحفاظ الاثبات والاعلام الائمة بغير طريق، ويكاد ان يكون متواترا على ما حدد ابن حزم التواتر به. منهم:

امام ‏الحنابلة احمد في المسند ((1-2078)) (4/263)، والنسائي في الخصائص ((1-2079)) (ص‏39)،وابن قتيبة في الامامة‏والسياسة ((1-2080)) (1/135)، والحاكم في المستدرك عن عمار ((1-2081)) (3/140) والذهبي في تلخيصه وصححاه، ورواه‏ الحاكم ((1-2082)) عن ابن سنان الدؤلي (ص‏113) وصححه وذكره الذهبي في تلخيصه، والخطيب في تاريخه عن جابربن سمرة (1/135)، وابن عبدالبر في الاستيعاب هامش الاصابة (3/60) ذكره عن النسائي، ثم قال: وذكره الطبري‏وغيره ايضا، وذكره ابن اسحاق في السيرة، وهو معروف من رواية محمد بن كعب القرظ‏ي، عن يزيد ((1-2083)) بن جشم،عن عمار بن ياسر، وذكره ابن ابي خيثمة من طرق. واخرجه محب الدين الطبري في رياضه ((1-2084)) عن علي من طريق احمد وابن الضحاك، وعن صهيب من طريق ابي‏ حاتم والملا، ورواه ابن كثير في تاريخه ((1-2085)) (7/323) من طريق ابي يعلى، و(ص‏325) من طريق الخطيب،والسيوط‏ي في جمع الجوامع كما في ترتيبه ((1-2086)) (6/411) عن ابن عساكر والحاكم والبيهقي، و(ص‏412) بعدة طرق‏عن ابن عساكر ((1-2087)) ، و(ص‏413) من طريق ابن مردويه، و(ص‏157) من طريق الدارقطني، و(ص‏399) من طريق‏احمد والبغوي والطبراني والحاكم وابن مردويه وابي نعيم وابن عساكر وابن النجار.

واين هذا من قوله الاخر(ص) لعلي: «الا اخبرك باشد الناس عذابا يوم‏القيامة؟ قال: اخبرني يا رسول اللّه. قال: فان اشد الناس عذابا يوم القيامة عاقر ناقة ثمود، وخاضب لحيتك بدم راسك‏»؟ رواه ابن عبد ربه في العقد الفريد ((1-2088)) (2/298).

واين هذا من قوله الثالث(ص): «قاتلك شبه اليهود، وهو يهود» ؟ اخرجه ابن عدي في الكامل، وابن عساكر كما في‏ترتيب جمع الجوامع ((1-2089)) (6/412).

واين هذا مما ذكره ابن كثير في تاريخه ((1-2090)) (7/323) من ان عليا كان يكثر ان يقول: «ما يحبس اشقاها؟»واخرجه السيوط‏ي في جمع الجوامع كما في ترتيبه ((1-2091)) (6/411) بطريقين عن ابن سعد وابي نعيم وابن ابي شيبة،و(ص‏413) من طريق ابن عساكر.

واين هذا من قول امير المؤمنين الاخر لابن ملجم: «لا اراك الا من شر خلق اللّه»؟ رواه الطبري في تاريخه ((1-2092))(6/85)، وابن الاثير في الكامل ((1-2093)) (3/169). وقوله الاخر(ع): «ما ينظر بي الاشقى؟» اخرجه احمد باسناده كما في البداية والنهاية ((1-2094)) (7/324). وقوله الرابع لاهله: «واللّه لوددت لو انبعث اشقاها»، اخرجه ابو حاتم والملا في سيرته كما في الرياض ((1-2095))(2/248). وقوله الخامس: «ما يمنع اشقاكم؟» كما في الكامل ((1-2096)) (3/168)، وفي كنز العمال ((1-2097)) (6/412) من طريق‏عبدالرزاق وابن سعد. وقوله السادس: «ما ينتظر اشقاها؟». اخرجه المحاملي كما في الرياض النضرة ((1-2099)) (2/248). ((1-2098))

ليت شعري اي اجتهاد يؤدي الى وجوب قتل الامام المفترض طاعته؟ او اي اجتهاد يسوغ جعل قتله مهرا لنكاح((1-2100)) امراة خارجية عشقها اشقى مراد؟ او اي مجال للاجتهاد في مقابل النص النبوي الاغر؟ ولو فتح هذا الباب‏لتسرب الاجتهادمنه الى قتلة الانبياء والخلفاء جميعا، لكن ابن حزم لا يرضى ان يكون قاتل عمر او 3قتلة عثمان‏مجتهدين، ونحن ايضا لا نقول به.

ثم ليتني ادري اي امة من الامم اطبقت على تعذير عبدالرحمن بن ملجم في ما ارتكبه؟ ليته دلنا عليها، فان الامة‏الاسلامية ليس عندها شي‏ء من هذا النقل المائن، اللهم الا الخوارج المارقين عن الدين، وقد اقتص الرجل اثرهم،واحتج بشعر قائلهم عمران.

اللهم ما عمران بن حطان وحكمه في تبرير عمل ابن ملجم من اراقة دم ولي اللّه الامام الطاهر امير المؤمنين؟ ما قيمة‏قوله حتى يستدل به ويركن اليه في احكام الاسلام؟ وما شان فقيه ابن حزم من الدين يحذو حذو مثل عمران،وياخذ قوله في‏دين اللّه، ويخالف به النبي الاعظم في نصوصه الصحيحة الثابتة، ويردها ويقذف الامة الاسلامية بسخب‏خارجي مارق؟ وهذا معاصره القاضي ابو الطيب طاهر بن عبداللّه الشافعي يقول في عمران ومذهبه هذا: ((1-2101))

اني لا برا مما انت قائله / عن ابن ملجم الملعون بهتانا

يا ضربة من شقي ما اراد بها / الا ليهدم للاسلام اركانا

اني لاذكره يوما فالعنه / دنيا والعن عمرانا وحطانا

عليه ثم عليه الدهر متصلا / لعائن اللّه اسرارا واعلانا

فانتما من كلاب النار جاء به‏ / نص الشريعة برهانا وتبيانا ((1-2102))

وقال بكر بن حسان الباهلي:

قل لابن ملجم والاقدار غالبة / هدمت ويلك للاسلام اركانا

قتلت افضل من يمشي على قدم / واول الناس اسلاما وايمانا

واعلم الناس بالقران ثم بما / سن الرسول لنا شرعا وتبيانا

صهر النبي ومولانا وناصره‏ / اضحت مناقبه نورا وبرهانا

وكان منه على رغم الحسود له / مكان هارون من موسى بن عمرانا

وكان في الحرب سيفا صارما ذكرا / ليثا اذا ما لقى الاقران اقرانا

ذكرت قاتله والدمع منحدر / فقلت: سبحان رب الناس سبحانا

اني لاحسبه ما كان من بشر / يخشى المعاد ولكن كان شيطانا

اشقى مراد اذا عدت قبائلها / واخسر الناس عند اللّه ميزانا

كعاقر الناقة الاولى التي جلبت / على ثمود بارض الحجر خسرانا

قد كان يخبرهم ان سوف يخضبها / قبل المنية ازمانا فازمانا

فلا عفا اللّه عنه ماتحمله ((1-2103)) / ولا سقى قبر عمران بن حطانا

لقوله في شقي ظل مجترما / ونال ما ناله ظلما وعدوانا

(يا ضربة من تقي ما اراد بها / الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا)

بل ضربة من غوي اورثته لظ‏ى ((1-2104)) / وسوف يلقى به الرحمن غضبانا

كانه لم يرد قصدا بضربته‏ / الا ليصلى عذاب الخلد نيرانا ((1-2105))

وقال ابن حجر في الاصابة (3/179): صاحب الابيات بكر بن حمادالتاهرتي، وهو من اهل القيروان في عصرالبخاري، واجازه عنها السيد الحميري الشاعر المشهور الشيعي وهي في ديوانه. انتهى.

وفي الاستيعاب ((1-2106)) (2/472): ابو بكر بن حماد التاهرتي، وذكر له ابياتا في رثاء مولانا امير المؤمنين(ع) اولها:

وهز علي بالعراقين لحية ((1-2107)) / مصيبتها جلت على كل مسلم

وقال محمد بن احمد الطيب ((1-2108)) ردا على عمران بن حطان: 1/328

يا ضربة من غدور صار ضاربها / اشقى البرية عند اللّه انسانا

اذا تفكرت فيه ظلت العنه / والعن الكلب عمران بن حطانا

على ان قتل الامام المجتبى لابن ملجم وتقرير المسلمين له على ذلك صحابيهم‏وتابعيهم، حتى ان كل احد منهم كان‏يود انه هو المباشر لقتله، يدلنا على ان فعل اللعين لم يكن مما يتطرق اليه الاجتهاد فضلا عن ان يبرره، ولو كان هناك‏اجتهاد فهو في مقابلة النصوص المتضافرة، فكان من الصالح العام لكافة المسلمين اجتياح تلك الجرثومة الخبيثة، وهوواجب اي احد من الامة الاسلامية، غير ان امام الوقت السيد المجتبى تقدم الى تلك الفضيلة كتقدمه الى غيرها من‏ الفضائل.

فليس هو من المواضيع التي حررها ابن حزم فتحكم او تهكم على الشافعية والحنفية والمالكية، وانما هو من‏ضروريات الاسلام في قاتل كل امام حق، ولذلك ترى ان القائلين بامامة عمر بن الخطاب لم يشكوا في وجوب قتل‏قاتله، ولم ير احد منهم للاجتهاد هناك مجالا، كما سياتي في كلام ابن حزم نفسه: انه لم ير له مجالا لقتلة عثمان.

فشتان بين ابن حزم وبين ابن حجر، هذا يبرر عمل عبدالرحمن، وذاك يعتذر عن ذكر اسمه في كتابه لسان الميزان ((1-2109)) ،

ويصفه بالفتك وانه من بقايا الخوارج في تهذيب التهذيب ((1-2110)) (7/338).

وابن حجر في كلامه هذا اتبع اثر الحافظ ابي زرعة العراقي في قوله في طرح التثريب (1/86): انتدب له لعلي قوم من الخوارج فقاتلهم فظفر بهم ثم انتدب له من بقاياهم اشقى الاخرين عبدالرحمن بن ملجم‏المرادي، وكان فاتكا ملعونا فطعنه.

ومن نماذج ارائه:

قوله في الفصل (4/161) في المجتهد المخطئ: وعمار(رضى ا… عنه) قتله ابو الغادية يسار بن سبع السلمي، شهد عمار بيعة الرضوان فهو من شهداء اللّه له بانه علم ما في‏قلبه، وانزل السكينة عليه، ورضي عنه، فابوالغادية(رضى ا… عنه) متاول مجتهد مخطئ فيه باغ عليه ماجور اجرا واحدا،وليس هذا كقتلة عثمان(رضى ا… عنه) لانهم لا مجال للاجتهاد في قتله، لانه لم يقتل احدا ولا حارب ولاقاتل ولا دافع‏ولا زنى بعد احصان ولا ارتد فيسوغ المحاربة تاويل، بل هم فساق محاربون سافكون دما حراما عمدا بلا تاويل‏على سبيل الظلم والعدوان، فهم فساق ملعونون. انتهى.

لم اجد معنى لاجتهاد ابي الغادية بالمعجمة وهو من مجاهيل الدنيا، وافناء الناس، وحثالة العهد النبوي، ولم يعرف‏بشي‏ء غير انه جهني، ولم يذكر في اي معجم بما يعرب عن اجتهاده، ولم يرو منه شي‏ء من العلم الالهي سوى قول‏النبي(ص): «دماؤكم واموالكم حرام‏» وقوله: «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض‏»، وكان اصحاب‏رسول اللّه(ص) يتعجبون من انه سمع هذا ويقتل عمارا ((1-2111)) ، ولم يفه اي احد من اعلام الدين الى يوم مجي‏ء ابن‏حزم باجتهاد مثل ابي الغادية.

ثم لم ادر معنى هذا الاجتهاد في مقابل النصوص النبوية في عمار، ولست اعني‏بها قوله(ص) في الصحيح الثابت المتواتر ((1-2112)) لعمار: «تقتلك الفئة الباغية‏»، وفي لفظ: «الناكبة عن الطريق‏»، وان كان لا يدع مجالا للاجتهاد في تبريرقتله، فان قاتله مهما تاول فهو عاد عليه ناكب عن الطريق، ونحن لا نعرف اجتهادا يسوغ العدوان الذي استقل العقل‏بقبحه، وعاضده الدين الالهي الاقدس، وان كان اوله معاوية او رده لما حدث به عبداللّه بن عمرو، وقال عمرو بن‏العاص: يا معاوية اما تسمع ما يقول عبداللّه؟! بقوله:

انك شيخ اخرق، ولا تزال تحدث بالحديث، وانت ترحض في بولك، انحن قتلناه؟ انما قتله علي واصحابه جاؤوا به‏حتى القوه بين رماحنا ((1-2113)) ، وبقوله: افسدت علي اهل الشام، اكل ما سمعت من رسول اللّه تقوله؟ فقال عمرو: قلتها ولست اعلم الغيب، ولا ادري ان صفين تكون، قلتها وعمار يومئذ لك ولي، وقد رويت انت فيه مثل‏ما رويت. ولهما في القضية معاتبة مشهورة وشعر منقول، منه قول عمرو:

تعاتبني ان قلت شيئا سمعته / وقد قلت لو انصفتني مثله قبلي 

انعلك فيما قلت نعل ثبيتة‏ / وتزلق بي في مثل ما قلته نعلي

وما كان لي علم بصفين انها / تكون وعمار يحث على قتلي

ولو كان لي بالغيب علم كتمتها / وكابدت اقواما مراجلهم تغلي

ابى اللّه الا ان صدرك واغر / علي بلا ذنب جنيت ولا ذحل

سوى انني والراقصات عشية بنصرك مدخول الهوى ذاهل العقل واجابه معاوية بابيات منها:

فيا قبح اللّه العتاب واهله / الم تر ما اصبحت فيه من الشغل

فدع ذا ولكن هل لك اليوم حيلة / ترد بها قوما مراجلهم تغلي

دعاهم علي فاستجابوا لدعوة / احب اليهم من ثرى المال والاهل ((1-2114))

كما لست اعني ما اخرجه الطبراني ((1-2115)) عن ابن مسعود عن النبي(ص): «اذااختلف الناس كان ابن سمية مع‏الحق((1-2116)) » ، وان كان قاطعا للحجاج، فان المناوئ لابن سمية عمار على الباطل لا محالة، ولا تجد اجتهادايبرر مناصرة المبطل على المحق بعد ذلك النص الجلي.

وانما اعني ما اخرجه الحاكم في المستدرك ((1-2117)) (3/387) وصححه، وكذلك الذهبي في تلخيصه، بالاسناد عن‏عمرو بن العاص: اني سمعت رسول اللّه(ص) يقول: «اللهم اولعت قريش بعمار، ان قاتل عمار وسالبه في النار». واخرجه السيوط‏ي من طريق الطبراني في الجامع الصغير (2/193)، وابن حجر في الاصابة (4/151). ((1-2118))

واخرج السيوط‏ي في جمع الجوامع كما في ترتيبه ((1-2119)) (7/73) قوله(ص) لعمار: «يدخل سالبك وقاتلك في النار».من طريق ابن عساكر ((1-2120)) ، و(6/184) من طريق الطبراني في الاوسط، و(ص‏184) من طريق الحاكم.

واخرج الحافظ ابو نعيم وابن عساكر ((1-2121)) كما في ترتيب جمع الجوامع ((1-2122)) (7/72)عن زيد بن وهب قال: كان‏عمار بن ياسر قد ولع بقريش وولعت به، فغدوا عليه 3 فضربوه، فجلس في بيته، فجاء عثمان بن عفان يعوده، فخرج‏عثمان، وصعد المنبر، فقال: سمعت رسول اللّه(ص) يقول: «تقتلك الفئة الباغية، قاتل عمار في النار».

واخرج الحافظ ابو يعلى وابن عساكر ((1-2123)) كما في ترتيب جمع الجوامع ((1-2124)) (7/74) عن عبداللّه بن عمر قال:سمعت رسول اللّه(ص) يقول لعمار: «تقتلك الفئة الباغية، بشر قاتل عمار بالنار».

وفي جمع الجوامع كما في ترتيبه ((1-2125)) (7/75 و 6/184) من طريق الحافظ ابن عساكر ((1-2126)) ، عن اسامة بن زيدقال: قال النبي(ص): «ما لهم ولعمار، يدعوهم الى الجنة، ويدعونه الى النار؟ قاتله وسالبه في النار». اخرجه ابن كثير في تاريخه ((1-2127)) (7/268).

وفي ترتيب الجمع ((1-2128)) (7/75) من طريق ابن عساكر عن مسند علي: ((1-2129)) «ان عمارا مع الحق، والحق معه، يدور عمار مع الحق اينما دار، وقاتل عمار في النار».

واخرج احمد وابن عساكر ((1-2130)) عن عثمان، وابن عساكر عن ام سلمة عن‏رسول اللّه(ص) لعمار: «تقتلك الفئة‏الباغية، قاتلك في النار». كنز العمال ((1-2131)) (6/184)، واخرجه عن ام سلمة ابن كثير في تاريخه ((1-2132)) (7/270)من طريق ابي بكر بن ابي شيبة.

واخرج احمد في مسنده ((1-2133)) (4/89) عن خالد بن الوليد قال: قال رسول اللّه(ص): «من عادى عمارا عاداه اللّه،ومن ابغض عمارا ابغضه اللّه»، واخرجه ((1-2134)) الحاكم في المستدرك (3/391) بطريقين صححهما هو والذهبي،والخطيب في تاريخه (1/152)، وابن الاثير في اسد الغابة (4/45)، وابن كثير في تاريخه (7/311)، وابن حجر في‏الاصابة (2/512)، والسيوط‏ي في جمع الجوامع كما في ترتيبه (7/73) من طريق ابن ابي شيبة واحمد، وفي (6/184) من‏طرق احمد وابن حبان والحاكم.

واخرج الحاكم في المستدرك ((1-2135)) (3/390)باسناد صححه هو والذهبي عن رسول اللّه(ص) بلفظ: «من يسب‏عمارا يسبه اللّه، ومن يبغض عمارا يبغضه اللّه، ومن يسفه عمارا يسفهه اللّه»، ورواه السيوط‏ي في الجمع كما في ترتيبه((1-2136)) (7/73) من طريق ابن النجار والطبراني بلفظ «من سب عمارا سبه اللّه، ومن حقر عمارا حقره اللّه، ومن سفه‏عمارا سفهه اللّه».

واخرج الحاكم في المستدرك ((1-2137)) (3/391) باسناده بلفظ: «من يحقر عمارا3 يحقره اللّه، ومن يسب عمارا يسبه‏اللّه، ومن يبغض عمارا يبغضه اللّه». واخرجه السيوط‏ي في جمع الجوامع كما في ترتيبه ((1-2138)) (7/73) من طريق ابي يعلى وابن عساكر ((1-2139)) ، وفي(6/185) عن ابي يعلى وابن قانع والطبراني والضياء المقدسي في المختارة.

واخرج الحاكم في المستدرك ((1-2140)) (3/389) باسناد صححه هو والذهبي في تلخيصه بلفظ: «من يسب عمارا يسبه‏اللّه، ومن يعاد عمارا يعاده اللّه».

واخرج احمد في المسند ((1-2141)) (4/90) باسناده بلفظ «من يعاد عمارا يعاده اللّهعزوجل، ومن يبغضه يبغضه اللّه عزوجل ومن يسبه يسبه اللّه عزوجل‏».

فاين هذه النصوص الصحيحة المتواترة ((1-2142)) من اجتهاد ابي الغادية؟ او اين هو من تبرير ابن حزم عمل ابي‏الغادية؟ او اين هو من رايه في‏اجتهاده، ومحاباته له بالاجر الواحد؟ وهو في النار لا محالة بالنص النبوي الشريف،وهل تجد بغضا او تحقيرا اعظم من القتل؟

وهناك دروس في هذه كلها يقراها علينا التاريخ. قال ابن الاثير في الكامل ((1-2143)) (3/134): ان ابا الغادية قتل عمارا، وعاش الى زمن الحجاج، ودخل عليه فاكرمه الحجاج، وقال له: انت قتلت ابن سمية؟ يعني‏عمارا. قال: نعم. فقال: من سره ان ينظر الى عظيم الباع يوم القيامة، فلينظر الى هذا الذي قتل ابن سمية. ثم ساله ابو الغادية حاجته، فلم يجبه اليها، فقال: نوطئ لهم الدنيا، ولا يعطونا ((1-2144)) منها، ويزعم اني عظيم الباع‏يوم القيامة. فقال الحجاج: اجل واللّه من كان ضرسه مثل احد وفخذه مثل جبل ورقان ومجلسه مثل المدينة والربذة انه لعظيم الباع‏يوم القيامة، واللّه لو ان عمارا قتله اهل الارض كلهم لدخلوا كلهم النار. وذكره ابن حجر في الاصابة (4/151).

وفي الاستيعاب ((1-2145)) هامش الاصابة (4/151): ابو الغادية كان محبا في عثمان، وهو قاتل عمار، وكان اذا استاذن‏على معاوية وغيره يقول: قاتل عمار بالباب، وكان يصف قتله له اذا سئل عنه لا يباليه، وفي قصته عجب عند اهل‏العلم، روى عن النبي قوله: «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض‏»، وسمعه منه، ثم قتل عمارا.

وهذه كلها تنم عن غايته المتوخاة في قتل عمار، واطلاعه ووقوفه على ما اخبر 3به النبي الاقدس في قاتل عمار،وعدم ارتداعه ومبالاته بقتله بعدهما، غير انه كان بطبع الحال على راي امامه معاوية، ويقول لمحدثي قول النبي بمقاله‏المذكور: انك شيخ اخرق، ولا تزال تحدث بالحديث، وانت ترحض في بولك.

وانت اعرف مني بمغزى هذا الكلام ومقدار اخذ صاحبه بالسنة النبوية واتباعه لما يروى عن مصدر الوحي الالهي،وبامثال هذه كان اجتهاد ابي الغادية فيما ارتكبه او ارتبك فيه.

وغاية ما عند ابن حزم في قتلة عثمان: ان اجتهادهم في مقابلة النص: «لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا اللّهواني رسول اللّه الا باحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة‏» ((1-2146)) . لكنه لا يقول ذلك في قاتل علي(ع) ومقاتليه وقاتل عمار، وقد عرفت ان الحالة فيهم عين ما حسبه في قتلة عثمان.

ثم ان ذلك على ما اصله هو في غير مورد لا يؤدي الا الى خطا القوم في اجتهادهم، فلم لم يحابهم الاجر الواحد، كماحابى عبدالرحمن بن ملجم ونظراءه؟ نعم، له ان يعتذر بان هذا قاتل علي، واولئك قتلة عثمان!

على ان نفيه المجال للاجتهاد هناك انما يصح على مزعمته في الاجتهاد المصيب، واما المخطئ منه فهو جار في الموردكامثاله من مجاريه عنده.

ثم ان الرجل في تدعيم ما ارتاه من النظريات الفاسدة وقع في ورطة لا تروقه، الا وهي سب الصحابة بقوله: فهم فساق‏ملعونون، وذهب جمهور اصحابه الى تضليل من سبهم بين مكفر ومفسق، وانه موجب للتعزير عند كثير من الائمة‏بقول مطلق من غير تفكيك بين فرقة واخرى او استثناء احد منهم، وهو اجماعهم على‏عدالة الصحابة اجمعين . ((1-2147)) وهو بنفسه يقول في الفصل (3/257): واما من سب احدا من الصحابة غ فان كان جاهلا فمعذور، وان قامت عليه‏الحجة فتمادى غير معاند فهو فاسق، كمن زنى وسرق، وان عاند اللّهتعالى في ذلك ورسوله(ص) فهو كافر، وقد قال‏عمر(رضى ا… عنه) بحضرة النبي(ص) عن حاطب وحاطب مهاجر بدري: دعني اضرب عنق هذا المنافق، فما كان عمربتكفيره حاطبا كافرا، بل كان مخطئا متاولا، وقد قال رسول اللّه(ص) «اية النفاق بغض الانصار». وقال لعلي: «لايبغضك الا منافق‏». انتهى.

وكم عند ابن حزم من المجتهدين نظراء عبدالرحمن بن ملجم وابي الغادية حكم في الفصل بانهم مجتهدون، وهم‏ماجورون فيما اخطؤوا، قال في (4/161): قطعنا ان معاوية(رضى ا… عنه) ومن معه مخطئون مجتهدون ماجورون اجراواحدا!! وعد في (ص‏160) معاوية وعمرو بن العاص من المجتهدين. ثم قال: انما اجتهدوا في مسائل دماء كالتي اجتهد فيهاالمفتون، وفي المفتين من يرى قتل الساحر، وفيهم من لا يراه، وفيهم من يرى قتل الحر بالعبد، وفيهم من لا يراه، وفيهم‏من يرى قتل المؤمن بالكافر، وفيهم من لا يراه، فاي فرق بين هذه الاجتهادات واجتهاد معاوية وعمرو وغيرهما لولاالجهل والعمى والتخليط بغير علم؟ انتهى.

وشتان بين المفتين الذين التبست عليهم الادلة في الفتيا، او اختلفت عندهم بالنصوصية والظهور ولو بمبلغ فهم ذلك‏المفتي، او انه وجد احدى الطائفتين من الادلة اقوى من الاخرى لصحة الطريق عنده او تضافر الاسناد، فجنح الى‏جانب القوة، وارتاى مقابله بضرب من الاستنباط تقوية الجانب الاخر، فافتى كل على مذهبه. كل ذلك اخباتا الى‏الدليل من الكتاب والسنة.

فشتان بين هؤلاء وبين محاربي علي(ع)، وبمراى الملا الاسلامي ومسمعهم كتاب اللّه العزيز، وفيه اية التطهير الناطقة‏بعصمة النبي وصنوه وصفيته وسبطيه،وفيه اية المباهلة النازلة فيهم، وعلي فيها نفس النبي، وغيرهما مما يناهز ثلاث مائة‏ اية ((1-2148)) النازلة في الامام امير المؤمنين.

وهذه نصوص الحفاظ الاثبات، والاعلام الائمة، وبين يديهم الصحاح والمسانيد، وفيها حديث التطهير، وحديث‏المنزلة، وحديث البراءة ذلك الهتاف النبوي المبين المتواتر، كل ذلك كانت تلوكه اشداق الصحابة وانهي الى التابعين.

افترى من الممكن ان يهتف المولى سبحانه في المجتمع بطهارة ذات وقدسه من الدنس، وعصمته من كل رجس، اوينزله منزلة نفس النبي الاعظم، ويسمع به عباده، او يوجب بنص كتابه المقدس على امة نبيه الاقدس مودة ذي قرباه آوامير المؤمنين سيدهم ويجعل ولاءهم اجر ذلك العب‏ء الفادح ، الرسالة الخاتمة العظمى، ويخبر بلسان نبيه امته بان‏طاعة علي طاعته ومعصيته معصيته ((1-2149)) ، ويكون مع ذلك كله هناك مجال للاجتهاد بان يقاتل، او يقتل، او ينفى من‏الارض، او يسب على رؤس الاشهاد، او يلعن على المنابر، او تعلن عليه الدعايات؟ وهل يحكم شعورك الحر بان‏الاجتهاد في كل ذلك كاجتهاد المفتين واختلافهم في قتل الساحر وامثاله؟

وابن حزم نفسه يقول في الفصل (3/258): ومن تاول من اهل الاسلام فاخطا، فان كان لم تقم عليه الحجة، ولا تبين له‏الحق، فهو معذور ماجور اجرا واحدا لطلبه الحق وقصده اليه، مغفور له خطؤه اذ لم يتعمد، لقول اللّه تعالى: (وليس ‏عليكم ‏جناح فيما اخطاتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم ((1-2150)) ) وان كان مصيبا فله اجران: اجر لاصابته، واجر اخر لطلبه اياه، وان‏كان قد قامت الحجة عليه، وتبين له الحق فعند عن الحق غير معارض له تعالى ولا لرسوله(ص) فهو فاسق، لجراته‏على‏اللّه تعالى باصراره على الامر الحرام، فان عند عن الحق معارضا للّه ولرسوله(ص) فهو كافر مرتد حلال الدم والمال،لا فرق في هذه الاحكام بين الخطا في الاعتقاد في اي شي‏ء كان من الشريعة وبين الخطا في الفتيا في اي شي‏ء كان.انتهى.

فهل من الممكن انكار حجية كتاب اللّه العزيز، او نفي ما تلوناه منه، او احتمال خفاء هذه الحجج الدامغة كلها على اهل‏الخطا من اولئك المجتهدين، وعدم تبين الحق لهم، وعدم قيام‏الحجة عليهم، او تسرب الاجتهاد والتاويل في تلك ‏النصوص ايضا؟

على ان هناك نصوصا نبوية حول حربه وسلمه، منها:3 ما اخرجه الحاكم في المستدرك ((1-2151)) (3/149) عن زيد بن ارقم عن النبي(ص) انه قال لعلي وفاطمة والحسن‏والحسين: «انا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم‏». وذكره ((1-2152)) الذهبي في تلخيصه، واخرجه الكنجي في الكفاية (ص‏189) من طريق الطبراني، والخوارزمي في‏المناقب (ص‏90)، والسيوط‏ي في جمع الجوامع كما في ترتيبه (6/216) من طريق الترمذي وابن ماجة وابن حبان ‏والحاكم.

واخرجه ((1-2153)) الخطيب باسناده عن زيد في تاريخه (7/137) بلفظ: «انا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن‏سالمكم‏»، والحافظ ابن عساكر في تاريخه (4/316)، ورواه الكنجي في كفايته (ص‏189) من طريق الترمذي، وابن‏حجر في الصواعق (ص‏112) من طريق الترمذي وابن ماجة وابن حبان والحاكم، وابن الصباغ المالكي في فصوله(ص‏11)، ومحب الدين في الرياض (2/189)، والسيوط‏ي في جمع الجوامع كما في ترتيبه (7/102) من طريق ابن ابي‏شيبة والترمذي والطبراني والحاكم والضياء المقدسي في المختارة.

واخرجه ابن كثير في تاريخه ((1-2154)) (8/36) باللفظ الاول عن ابي هريرة من طريق النسائي من حديث ابي نعيم‏الفضل بن دكين، وابن ماجة من حديث وكيع ، كلاهما عن سفيان الثوري.

واخرج احمد في مسنده ((1-2155)) (2/442) عن ابي هريرة بلفظ: «انا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم‏»،والحاكم في المستدرك ((1-2156)) (3/149)، والخطيب في تاريخه (4/208)، والكنجي في الكفاية ((1-2157)) (ص‏189) من‏طريق احمد وقال: حديث حسن صحيح. والمتقي في الكنز ((1-2158)) (6/216) من طريق احمد والطبراني والحاكم.

واخرج محب الدين الطبري في الرياض ((1-2159)) (2/189) عن ابي بكر الصديق:رايت رسول اللّه(ص) خيم خيمة، وهومتكئ على قوس عربية، وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال: «معشر المسلمين انا سلم لمن سالم اهل‏الخيمة، حرب لمن حاربهم، ولي لمن والاهم، لا يحبهم الا سعيد الجد طيب المولد، ولا يبغضهم الا شقي الجد ردي‏ءالولادة‏».

واخرج الحاكم في المستدرك ((1-2160)) (3/129) عن جابر بن عبداللّه قال:3 سمعت رسول اللّه(ص) وهو اخذ بضبع علي بن ابي طالب وهو يقول: «هذا امير البررة، قاتل الفجرة، منصور من نصره،مخذول من خذله‏». ثم مد بها صوته. واخرجه ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول (ص‏31) عن ابي ذربلفظ:«قائد البررة، وقاتل الكفرة…». ورواه ابن حجر في الصواعق ((1-2161)) (ص‏75) عن الحاكم، واحمد زيني دحلان في‏ الفتوحات الاسلامية ((1-2162)) (2/338)

الى احاديث كثيرة لو جمعت لتاتى مجلدات ضخمة. على ان رسول اللّه(ص) كان يبث الدعاية بين اصحابه حول تلك المقاتلة التي زعم ابن حزم فيها اجتهاد معاوية وعمروبن العاص ومن كان معهما، وكان(ص) يامرهم ويامر اميرهم ولي اللّه الطاهر بحربهم وقتالهم، وبطبع الحال ما كان‏ذلك يخفى على اي احد من اصحابه، واليك نماذج من تلك ((1-2163)) الدعاية النبوية:

اخرج الحاكم في المستدرك ((1-2164)) (3/139) والذهبي في تلخيصه عن ابي ايوب الانصاري: ان رسول اللّه(ص) امرعلي بن ابي طالب بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. ورواه الكنجي في كفايته ((1-2165)) (ص‏70). واخرج الحاكم في المستدرك ((1-2166)) (3/140) عن ابي ايوب قال: سمعت رسول اللّه يقول لعلي: «تقاتل الناكثين‏والقاسطين والمارقين‏». واخرج الخطيب في تاريخه (8/340 و 13/187)، وابن عساكر ((1-2167)) عن امير المؤمنين(ع) قال: «امرني رسول‏اللّه(ص) بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين‏». واخرجه الحموئي في فرائد السمطين في الباب الثالث والخمسين ((1-2168)) ، والسيوط‏ي في جمع الجوامع كما في‏ترتيبه ((1-2169)) (6/392). واخرج الحاكم وابن عساكر كما في ترتيب جمع الجوامع ((1-2170)) (6/391) عن ابن مسعودقال: خرج رسول اللّه(ص) فاتى منزل ام سلمة، فجاء علي، فقال رسول اللّه(ص) : «ياام سلمة هذا واللّه قاتل القاسطين‏والناكثين والمارقين من بعدي‏» . واخرج الحموئي في فرائد السمطين في الباب الرابع والخمسين ((1-2171)) بطريقين عن سعد بن عبادة عن علي قال:«امرت بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين‏».

واخرج البيهقي في المحاسن والمساوئ ((1-2172)) (1/31) والخوارزمي في‏المناقب ((1-2173)) (ص‏52 و 58) عن ابن‏عباس قال: قال رسول اللّه(ص) لام سلمة: «هذا علي بن ابي طالب لحمه من لحمي ودمه‏من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من‏موسى الا انه لا نبي بعدي، يا ام سلمة هذا امير المؤمنين وسيد المسلمين ووعاء علمي ووصيي وبابي الذي اؤتى منه،اخي في الدنيا والاخرة ومعي في المقام الاعلى، علي يقتل القاسطين والناكثين والمارقين‏». ورواه الحموئي في الفرائد ((1-2174)) في الباب السابع والعشرين والتاسع والعشرين بطرق ثلاث، وفيه: «وعيبة علمي‏»مكان «وعاء علمي‏»، والكنجي في الكفاية ((1-2175)) (ص‏69)، والمتقي في الكنز ((1-2176)) (6/154) من طريق الحافظ ‏العقيلي.

واخرج شيخ الاسلام الحموئي في فرائده ((1-2177)) عن ابي ايوب قال: امرني رسول‏اللّه(ص) بقتال الناكثين والقاسطين،من طريق الحاكم، ومن طريقه الاخر عن غياث بن ثعلبة عن ابي ايوب، قال غياث: قاله ابوايوب في خلافة عمر بن‏ الخطاب.

واخرج في الفرائد في الباب الثالث والخمسين ((1-2178)) عن ابي سعيد الخدري، قال: امرنا رسول اللّه(ص) بقتال الناكثين‏والقاسطين والمارقين، قلنا: يا رسول اللّه امرتنا بقتال هؤلاء فمع من؟ قال: «مع علي بن ابي طالب‏».

وقال ابن عبدالبر في الاستيعاب ((1-2179)) (3/53) هامش الاصابة: وروي من حديث علي، ومن حديث ابن مسعود، ومن حديث ابي ايوب الانصاري: انه امر بقتال الناكثين والقاسطين‏ والمارقين.

فلعلك باخع بما ظهرت عليه من الحق الجلي، غير انك باحث عن القول الفصل في معاوية وعمرو بن العاص، فعليك‏بما في طيات كتب التاريخ من كلماتهما، وسنوقفك على ما يبين الرشد من الغي في ترجمة عمرو بن العاص، وعندالبحث عن معاوية في الجزء العاشر.

هذا مجمل القول في اراء ابن حزم وضلالاته وتحكماته، فانت كما يقول هو لولا الجهل والعمى والتخليط بغير علم،لوجدت الراي العام في ضلاله قد صدر من اهله في محله، وليس هناك مجال نسبة الحسد والحنق الى من حكم بذلك‏من المالكيين او غيرهم، ممن عاصره او تاخر عنه، وكتابه الفصل اقوى دليل على حق القول وصواب الراي.