ابواه وقصته معهما

  الغدير

ابواه وقصته معهما

روى ابو الفرج في الاغاني ((2-956))(7/230) باسناده عن سليمان بن ابي شيخ: ان ابوي السيد كانا اباضيين ((2-957))، وكان‏منزلهما بالبصرة في غرفة بني ضبة، وكان السيد يقول: طالما سب امير المؤمنين في هذه الغرفة، فاذا سئل عن التشيع من‏اين وقع له؟ قال: غاصت علي الرحمة غوصا. وروي عن السيد: ان ابويه لما علما بمذهبه هما بقتله، فاتى عقبة بن سلم‏الهنائي فاخبره بذلك، فاجاره وبواه منزلا وهبه له، فكان فيه حتى ماتا فورثهما.

وروى المرزباني في اخبار السيد ((2-958)) باسناده عن اسماعيل بن الساحر راوية السيد قال: كنت اتغدى مع السيد في‏منزله، فقال لي: طال واللّه ما شتم امير المؤمنين(ع) ولعن في هذا البيت. قلت: ومن فعل ذلك؟ قال: ابواي كانا اباضيين.قلت: فكيف صرت شيعيا؟ قال: غاصت علي الرحمة فاستنقذتني.

روى المرزباني ((2-959)) ايضا عن حردان الحفار، عن ابيه وكان اصدق الناس انه قال: شكا الي السيد ان امه توقظه بالليل‏وتقول: اني اخاف ان تموت على مذهبك فتدخل النار، فقد لهجت بعلي وولده فلا دنيا ولا آخرة. ولقد نغصت علي‏مطعمي‏ومشربي، وقد تركت الدخول اليها، وقلت انشد قصيدة منها:

الى اهل بيت ما لمن كان مؤمنا / من الناس عنهم في الولاية مذهب

وكم من شقيق لامني في هواهم / وعاذلة هبت بليل تؤنب

تقول ولم تقصد وتعتب ضلة / وآفة اخلاق النساء التعتب

وفارقت جيرانا واهل مودة / ومن انت منه حين تدعى وتنسب

فانت غريب فيهم متباعد / كانك مما يتقونك اجرب

تعيبهم في دينهم وهم بما / تدين به ازرى عليك واعيب

فقلت دعيني لن احبر مدحة / لغيرهم ما حج للّه اركب

اتنهينني عن حب آل محمد / وحبهم مما به اتقرب

وحبهم مثل الصلاة وانه / على ‏الناس من بعد الصلاة لاوجب ((2-960))

وقال المرزباني ((2-961)): اخبرني محمد بن عبيداللّه البصري عن محمد بن زكريا الغلابي، قال: حدثتني العباسة بنت السيدقالت: قال لي ابي: كنت وانا صبي اسمع ابوي يثلبان امير المؤمنين(ع) فاخرج عنهما وابقى جائعا، واوثر ذلك على الرجوع‏اليهما، فابيت في المساجد جائعا لحبي فراقهما وبغضي اياهما، حتى اذا اجهدني الجوع رجعت فاكلت ثم خرجت، فلماكبرت قليلا وعقلت وبدات اقول الشعر قلت لابوي: ان لي عليكما حقا يصغر عند حقكما علي، فجنباني اذا حضرتكماذكر امير المؤمنين(ع) بسوء، فان ذلك يزعجني واكره عقوقكما بمقابلتكما، فتماديا في غيهما فانتقلت عنهما، وكتبت اليهماشعرا وهو:

خف يا محمد فالق الاصباح / وازل فساد الدين بالاصلاح

اتسب صنو محمد ووصيه / ترجو بذلك فوزة الانجاح؟

هيهات قد بعدا عليك وقربا / منك العذاب وقابض الارواح

اوصى النبي له بخير وصية / يوم الغدير بابين الافصاح

الى آخر الابيات المذكورة في غديرياته. فتواعدني بالقتل، فاتيت الامير عقبة ابن سلم فاخبرته خبري، فقال لي: لاتقربهما، واعد لي منزلا امر لي فيه بما احتاج اليه، واجرى علي جراية تفضل على مؤونتي.

وقال ((2-962)): كان ابواه يبغضان عليا(ع) فسمعهما يسبانه بعد صلاة الفجر! فقال:

لعن اللّه والدي جميعا / ثم اصلاهما عذاب الجحيم

حكما غدوة كما صليا الفج / ر بلعن الوصي باب العلوم

لعنا خير من مشى فوق ظهر ال / ارض او طاف محرما بالحطيم

كفرا عند شتم آل رسول ال / له نسل المهذب المعصوم

والوصي الذي به تثبت الا / رض ولولاه دكدكت كالرميم

وكذا آله اولوالعلم والفه / م هداة الى الصراط القويم

خلفاء الاله في الخلق بالعد / ل وبالقسط عند ظلم الظلوم

صلوات الاله تترى عليهم / مقرنات بالرحب والتسليم

ورواها ابن شاكر في الفوات ((2-963))(1/19).