كلمة المؤلف (الان حصحص الحق)

  الغدير

كلمة المؤلف (الان حصحص الحق)

كلمة المؤلف (الان حصحص الحق) الان حق علينا ان نميط الستر عن خبيئة اسرارنا، ونعرب عن غايتنا المتوخاة من هذا البحث الضافي حول الكتب. الان‏آن لنا ان ننوه بان ضالتنا المنشودة هي ايقاظ شعور الامة الاسلامية الى جانب مهم فيه الصالح العام والوئام والسلام‏والوحدة الاجتماعية، وحفظ ثغور الاسلام عن تهجم سيل الفساد الجارف.

(يا قوم ان كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بيات اللّه فعلى اللّه توكلت) ((3-1290)) انشدكم باللّه ايها المسلمون: هل دعاية اقوى من‏هذه الكتب الى تفريق صفوف المسلمين، وتمزيق شملهم، وفساد نظام المجتمع، وذهاب ريح الوحدة العربية، وفصم عرى‏الاخوة الاسلامية، واثارة الاحقاد الخامدة، وحش نيران الضغائن في نفوس الشعب الاسلامي، ونفخ جمرة البغضاءوالعداء المحتدم بين فرق المسلمين ؟

(يا قوم اتبعون اهدكم سبيل الرشاد) ((3-1291)) .. هذه الكتب يضاد صراخها نداء القرآن البليغ.. هذه النعرات المشمرجة ((3-1292)) تشيع الفحشاء والمنكر في الملا الديني.. هذه الكلم الطائشة معاول هدامة لاس مكارم الاخلاق التي بعث لتتميمها نبي الاسلام (ص).. هذه الالسنة السلا قة اللسابة البذاءة، مدرسات الامة بفاحش القول، وسوء الادب، وقبح العشرة، وضد المداراة،وبالشراسة والقحة والشياص ((3-1293)) . هذه التعاليم الفاسدة فيها دحس ((3-1294)) لنظام المجتمع، ودحل بين الفرق الاسلامية، وهتك لناموس الشرع المقدس وعبث‏بسياسة البلاد، وصدع لتوحيد العباد. هذه الاقلام المسمومة تمنع الامة عن سعادتها ورقيها، وتولد العراقيل في مسيرها ومسربها، وتمحو ما خطته يد الاصلاح‏في صحائف القلوب، وتحيي في النفوس ما عقمته داعية الدين.

(يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور) ((3-1295)) ان الاراء الدينية الاسلامية اجتماعية يشترك فيهاكل معتنق للاسلام، اذ لا تمثل في الملا الا باسم الدين الاجتماعي، فيهم كل اسلامي يحمل بين جنبيه عاطفة دينية ان يدافع‏عن شرف نحلته، وكيان ملته، مهما وجد هناك زلة في راي، او خطا في فكرة، ولا يسعه ان يفرق بين باءة واخرى، اويخص نفسه بحكومة دون غيرها (ان هي الا اسماء سميتموها انتم وآباؤكم) ((3-1296)) بل الارض كلها بيئة المسلم الصادق،والاسلام حكومته وهو يعيش تحت راية الحق، وتوحيد الكلمة ضالته، وصدق الاخاء شعاره، اينما كان وحيثما كان.

هذا شان الافراد، فكيف بالحكومات العزيزة الاسلامية؟ التي هي شعب تلك الحكومة العالمية الكبرى، ومفردات ذلك‏الجمع الصحيح، ومقطعات حروف تلك الكلمة الواحدة، كلمة الصدق والعدل، كلمة الاخلاص والتوحيد، كلمة‏العزوالشرف، كلمة الرقي والتقدم.

فانى يسوغ لحكومة مصر العزيزة ان ترخص لنشر هذه الكتب في بلادها، وتشوه سمعتها في ارجاء الدنيا؟ وهي ثغرالاسلام المستحكم من اول يومه، وهي مدرسة الشرق المؤسسة تحت راية الحق بيد رجال العلم والدين.

اليس عارا على مصر بعدما مضت عليها قرون متطاولة بحسن السمعة ان تعرف في العالم باناس دجالين،وكتاب‏مستاجرين، واقلام مسمومة، وان يقال: ان فقيهها موسى جاراللّه، وعالمها القصيمي، ومصلحها احمد امين، وعضومؤتمرها محمد رشيد رضا، ودكتورها طه حسين، ومؤرخها الخضري، واستاذ علوم اجتماعها محمد ثابت، وشاعرهاعبدالظاهر ابو السمح؟

اليس عارا على مصر ان يتملج ((3-1297)) ويتلمظ بشرفها الدخلاء من ابن نجد ودمشق، فيؤلف احدهم كتابا في الرد على‏الامامية ويسميه الصراع بين الاسلام والوثنية وياتي آخر يقرظه بشعره لا بشعوره، ويعرف الشيعة الامامية بقوله:

ويحمل قلبهم بغضا شنيعا / لخير الخلق ليس له دفاع

يقولون الامين حبا بوحي / وخان وما لهم عن ذا ارتداع

فهل في الارض كفر بعد هذا / وحرثهم لمن يهوى متاع

فما للقوم دين او حياء / بحسبهم من الخزي (الصراع) ((3-1298))

(الم يان للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر اللّه) ((3-1299)) ايحسب امرؤ مصري ان اشاعة هذه الكتب، وبث هذه المخاريق‏والنسب المفتعلة، ونشر هذه التليف التافهة حياة للامة المصرية، وايقاظ لشعور شعبها المثقف، وابقاء لكيان تلك الحكومة‏العربية العزيزة، وتقدم ورقي في حركاتها العلمية، والادبية، والاخلاقية، والدينية، والاجتماعية؟

اسفا على اقلام مصر النزيهة، واعلامها المحنكين، ومؤلفيها المصلحين، وكتابها الصادقين، وعباقرتها البارعين، واساتذتهاالمثقفين، ورجالها الامناء على ودائع العلم والدين.

اسفا على مصر وعلمها المتدفق، وادبها الجم، وروحها الصحيحة، ورايها الناضج، وعقلها السليم، وحياتها الدينية،واسلامها القديم، وولائها الخالص، وتعاليمها القيمة، ودروسها العالية، وخلائقها الكريمة، وملكاتها الفاضلة.

اسفا على مصر وعلى تلكم الفضائل وهي راحت ضحية تلك الكتب المزخرفة، ضحية تلك الاقلام المستاجرة، ضحية‏تلك النزعات الفاسدة، ضحية تلك الصحائف السوداء، ضحية تلك النعرات الحمقاء، ضحية تلك المطابع الماسوف عليها،ضحية افكار اولئك المحدثين المتسرعين (الذين طغوا في البلا د فاكثروا فيها الفساد) ((3-1300)) (واذا قيل لهم لا تفسدوا في ‏الارض قالوا انما نحن مصلحون # الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) ((3-1301)) .

اليست هذه الكتب بين يدي اعلام مصر ومشايخها المثقفين؟ ام لم يوجد هناك من يحمل عاطفة دينية، وشعورا حيا،وفكرة صالحة يدافع عن ناموس مصره المحبوبة قبل ناموس الشرق كله؟

والعجب كل العجب ان علامة مصر ((3-1302)) ، يري للمجتمع انه الناقد البصير، فيقرظ كتابا ((3-1303)) قيما لعربي صميم، عراقي يعد من‏اعلام العصر ومن عظماء العالم، ويناقش دون ما في طيه من الاغلاط المطبعية مما لا يترتب به على الامة ولا على‏فردمنهااي ضرر وخسارة، بمثل قوله: كلما، صوابه: كل ما. شرع، صوابه: شرح. شيخنا، صوابه: شيخا.

مرحبا بهذا الحرص والاستكناه في الاصلاح والتغاضي عن تلكم الكوارث، مرحبا بكلاءة ناموس لغة العرب والصفح‏عن دينه وصالح ملته، مرحبا بهذه العاطفة المصلحة لتليف مشايخ الشيعة، والتحامل عليهم بذلك السباب المقذع، مرحبامرحبا مرحبا!

لم لم يرق امثال هذا النابه النيقد ان ياخذ بميزان القسط، وقانون العدل، وناموس النصفة، وشرعة الحق، وواجب الخدمة‏للمجتمع، ويلفت مؤلف مصره العزيزة الى تلكم الهفوات المخزية في تلكم التليف التي هي سلسلة بلاء، وحلقات شقاءتنتهي الى هلاك الامة ودمارها، وتجر عليها كل سواة، وتسفها الى حضيض التعاسة؟

وان تعجب فعجب نشر هذه الكتب في العراق وهي تمس بكرامة ناموسها بعد ناموس الاسلام المقدس ورجالهابعداحياء، وشعبها بعد نابغ، وشعورها بعد حي، ودينها بعد مستقر، وغيرة العرب بعد هي هي، وشهامة الشبيبة بعد لم‏تهرم، وجلادة الشيوخ بعد لم تضعف، وازمة حكومتها بعد بيد آل هاشم.

يعز على ام العراق ان تسمع اذنها واعية ان في فنادق النجف وسيطا يعرض جمعا من فتياتها الى الوافد لينتقي منهن،وفتاتها تتزوج مرات في الليلة الواحدة ((3-1304)) !

كيف تسمع اذن العراق نداء ان النجفيين هم الدجالون والضالون المضلون، قد تزيوا بزي المسلمين وشاركوهم في كثيرمن الشعائر؟ الى آخر ما لا يصلح ذكره وقبل هذه كلها تلك الصرخة التي تمس بكرامة رجالات البيت الهاشمي ((3-1305)) .

ايحسب عراقي حاس ان في ط‏ي هذه الكتب صلاحا لمجتمع العراق؟ او حياة لروح ابنائها؟ او درس اخلاق لامتها، او رقياوتقدما لشعبها؟ او ثقافة لرجالها ؟ او علما لطلا بها؟ او ادبا لكتابها؟ او دينا لمسلميها؟ او مادة لمثريها؟ او لها دخل‏في‏سياسة حكومتها الاسلامية المحبوبة؟

فواجب المسلم الصادق في دعواه، الحافظ لشرفه وعز نحلته، رفض امثال هذه الكتب المبهرجة، ولفظها بلسان الحقيقة،والكف عن اقتنائها وقراءتها، وتجنب الاعتقاد والتصديق بما فيها، والبعد عن الاخذ والبخوع بما بين دفوفه، والاخبات‏الى ما فيها قبل ان يعرضها الى نظارة التنقيب، وصيارفة النقد والاصلاح، او النظر اليها بعين التنقيب واردافهابالردوالمناقشة فيها ان كان من اهلها. ( ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا ) ((3-1306)) .

وواجب رجال الدعاية والنشر في الحكومات الاسلامية عرض كل تاليف مذهبي حول اي فرقة من فرق الاسلام الى‏اصولها ومبادئها الصحيحة المؤلفة بيد رجالها ومشايخها، والمنع عما يضادها ويخالفها، اذ هم عيون الامة على ودائع العلم‏والدين، وحفظة ناموس الاسلام، وحرسة عرى العروبة، ان عقلوا صالحهم، وعليهم قطع جذوم الفساد قبل ان يؤجج‏المفسد نار الشحناء في الملا ثم يعتذر بعدم الاطلاع وقلة المصادر عنده، كما فعل احمد امين بعد نشر كتابه فجر الاسلام في‏ملا من قومه، والانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره، ولا عذر لاي احد في القعود عن واجبه الديني الاجتماعي. (ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون) ((3-1307)) .

ونحن نرحب بكتاب كل مذهب وتاليف كل ملة الف بيد الصدق والامانة، بيد الثقة والرزانة، بيد التحقيق والتنقيب، بيدالعدل والانصاف، بيد الحب والاخاء، بيد ادب العلم والدين،

(ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة) ((3-1308)) .

(ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن باللّه واليوم الاخر ذلكم ازكى لكم واطهر) ((3-1309))

LEAVE A COMMENT